الأسم : عامر عوض الله / أخو عماد وعادل عوض الله
العمر : 29 عاما
الحالة الاجتماعية : أعزب يعيش مع عائلته
العمل : موظف في مكتبة البيرة
في وقفة العيد الكبير 4/98 كان عامر يعمل في البيت على لافتات الحجاج لأنه خطاط ماهر وقد نقص عنده بعض القماش ، فقال لي أنه سيذهب إلى الصلاة وبعد ذلك سيذهب لإحضار القماش وكان ذلك في ساعات العصر أ ي قبل صلاة العصر . وقد كان عامر صائم في ذلك اليوم كما كنا في البيت كلنا صائمين وعند ساعات المغرب افتقدت وجود عامر في البيت ولكن لم أكن أعلم عنه شيء فحسبت أنه ذهب مع أحد أصدقائه لشراء شيء ما .
وفي ساعات العشاء ذهب أبو عادل للصلاة في الجامع وسأل بعض أصدقاء عامر عنه وقد قالوا له أنه وبينما هو خارج من الجامع العمري في البيرة جاء أحد الرجال من السلطة وأقلوه بسيارة من باب الجامع .
وبدأ أبو عادل يبحث عن عامر من مكان لآخر ومن جهاز لآخر حتى علمنا أنه في المتابعة برام الله . وذلك بعد ثمانية عشر يوما من وجوده هناك بسبب وجوده في الزنازين ومنع أحد بالمعرفة عنه ولكن وقبل ترحيله إلى أريحا علمنا منهم أنه كان في المتابعة .
ونقل عامر بعد ذلك إلى سجن أريحا الزنازين عند الجسر وعند علمنا بذلك أخذت بعض الملابس وذهبت لزيارته ولكن منعوني من الدخول وإدخال الملابس له فطلبت من أحد حراس السجن إدخال الملابس ، فقال لي : يا أمي هل تريدين أن أكون مكانه وذهبت إلى أبو حسين الطيراوي وطلبت منه إدخال الملابس إلى عامر ولم أشاهد أبو حسين ولكن وضعت الملابس هناك وأخذوها له ولكن بعد تفتيشها طبعا .
وبعد عدة أيام جاءني بعض الأشخاص من جماعة أبو حسين الطيراوي وطلبوا مني أن آتي لرؤية أبو حسين وأنه يقول لي إذا أردت أن تري ابنك عامر يجب أن تحضري إلى مكتبي ، ولم اكذب خبر ذهبت معهم عند أبو حسين وكان عنده جواد أبو غوش وهو متزوج من ابنة خال عامر وقلت له ماذا تريد مني يا أبو حسين أين عامر ، فرد هل تريدين رؤية عامر إذا قولي لي أين عادل وعماد حتى تستطيعين رؤية عامر ، فقلت له : لا أعرف لو كنت أعرف لماذا أنا في هذه الحالة ، فقال" يجب أن يسلم كل من عادل وعماد لنا وخطيتهم برقبتك إذا صار لهم شيء نحن ارحم من اليهود مش راح نعذبهم ، بوعدك رح نسجنهم فقط قولي أين هم " وكان ردي والله لا أعلم فقال لي مع السلامة لا يوجد زيارة لعامر .
ومنعوني من زيارة عامر مدة ثلاثة أشهر متتالية ، وكان البيت لا يخلو من الجنود واحد طالع واحد عابر .
وفي يوم أحضروا لي واحدة تفتش البيت اسمها نعيمة وطلعت على السدة ، فقلت لها : ماذا يمكن أن يكون موجود بالسدة فقالت : إذا بتسكتيش يا مرة والله بفتش تحت البلاط بلاطة ، بلاطة في البيت وصارت تهين بي .
وبعد تلك الثلاث أشهر التي تعرض فيها عامر لأبشع أنواع التعذيب والشبح وضعوه في السجن الجماعي خمسة شهور أخرى وفي ليلة استشهاد عماد وعادل جاء أحد الجنود وأخذ " الراديو " من عند عامر وفي الصباح ذهب أبو عادل إلى المحافظ أبو فراس وطلب منه أن يعمل شيء لاخراج عامر في هذه المحنة فنحن بحاجة له بعد استشهاد اخوته ، فأفرجوا عن عامر بواسطة أبو فراس محافظ رام الله وبعد شهر واحد عاودوا واعتقلوه وأدخلوه إلى المقاطعة في الزنازين مدة شهرين تحت التعذيب مرة أخرى وسألوه عن إذا كان يعلم بتخطيط اخوته لقتل محي الدين أم لا ، ورحلوه لمدة ثلاث أشهر أخرى إلى سجن أريحا وأفرجوا عنه بعد ذلك .
وكان كل همهم في اعتقاله أن يعلموا أين هو عماد وعادل وبعد استشهادهما إذا كان يعلم بخططهم والحمد الله الآن رجع عامر إلى العمل ولكن أصابه نوع من الإحباط فيرفض الزواج الآن ، ويقول أن أولاد اخوته سيتربون أيتام ، " أخشى ما أخشاه أن يتربى أولادي أيتام أيضا والآن هو الذي يتكفل بأولاد اخوته التسعة الصغار الذي لا يتجاوز الكبير منهم السبعة سنوات والحمد الله الدنيا بخير فجميع أهل البلد يساعدون هؤلاء الأيتام ويودونهم في كل مناسبة .
أرجو أن يكتب أن هذا الكلام من أم عامر وليس من عامر ، فأخشى أن يتبهدل عامر أخرى
مرة ، وأنا لست حمل ذلك .
" تأكدي أنه سيقال أن أم عامر هي التي تحدثت معي " .
من إفادة والدة عامر للمجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان
الباحثة الميدانية : نسرين