Ref: Po-rantisi
إفادة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي حول فترة اعتقاليه في سجن السلطة ، وذلك منذ تاريخ 9/4/98 :-
الاعتقال الأول الذي جاء بعد اغتيال الشهيد محي الدين الشريف ، حيث أخذت من البيت في خانيونس ، وكان ذلك ظهرا ، ووصلت إلى مقر قيادة الشرطة ( الجوازات ) ليلا ، وكان التاريخ 9/4/98 ، وخلال اخذي لم يكن هناك تقييد أو تعسف أو تفتيش ، وذلك لان اعتقالي كان استجابة لضغوط مارستها المخابرات المركزية الأمريكية والموساد وقد قيل لي ذلك ، وفي الجوازات أودعت في غرفة في السجن لمدة أسبوع كامل ، وبعد الأسبوع نقلت من داخل السجن إلى مبنى الإدارة المسؤول عنها العقيد طلال أبو زيد ، وهناك كان في غرف عادية واسعة لها شبابيك تطل على جامعة الأزهر ومكثت في هذه الغرفة فترة من الزمن ، وكنت في الغرفة لوحدي أبلغوني انه يوجد ظرف طارئ سننقلك إلى السجن ، وعدت إلى غرفة السجن لمدة خمسة أيام ثم أعادوني إلى هذه الغرفة ثانية ، ومكثت فيها حتى توفيت والدتي وتم الإفراج عني. وبعد أيام من الإفراج أعيد اعتقالي ثانية ، وكما قالوا انه مورست عليهم ضغوط ، وهذا الاعتقال ، وبناء عليه لم اعتقل لسبب ، إلا بسبب الضغوط وعدت إلى مبنى الجوازات أي الشرطة وكان أمامي قرار بأن أحال إلى القضاء وان تفتعل لي قضية ، ولكن لم يكن لدى النيابة أية بينات ورفعوا ضدي قضية اتهموني فيها بتضليل الجماهير ، وخلق الأكاذيب ، ولكن هذه التهمة التي قدموها للمحكمة لم يكن لديهم بينات عليها ، والقاضي بعد 5 جلسات ، وهو يطلب من النيابة بينات ، كان قد مضى على اعتقالي " 50 " يوما في السرايا ، اضطر القاضي للإفراج عني ، وبعد قرار القاضي بأقل من ساعة نقلت من السرايا إلى الجوازات في الغرفة التي كنت فيها ، واستمريت في هذا الاعتقال الجديد لمدة ستة اشهر ، وبعد ذلك تم الإفراج عني . وفي الجوازات كنت في غرفة لوحدي .
ومنعوا عني الزيارة لفترة من الزمن تقريبا ثلاث اشهر أو أربع اشهر منعت خلالها من زيارة أي أحد ، أما الطعام، المشكلة ليس في كفايته ولكن في إعداده ويمكن للإنسان أن يأكل منه ، ولكن اضطرارا . أما عن أسباب منع الزيارة فلم تكن هناك أسباب ، كل ما ابلغنا به هو ممنوع الزيارة فقط ولم يكن هناك أي توضيح ، وكذلك لا يوجد توضيح عن سبب عزلي في مكان لوحدي ، ورغم إن الزملاء طلبوا إن انضم لهم في سجن غزة إلا انهم لم يستجيبوا لهم.
القدس في آذار 2000
أما فترة الوحدة فاقول انه لو كان إنسان غيري ربما شعر بالضيق ، لكني كنت اشغل وقتي كثيرا ، ولدي كتب ، وكنت احفظ القران ، وكنت اقضي وقتا طويلة في قراءة القران ، وكل ثلاث أيام كنت اختم المصحف ، وكانت هناك أوامر لدى الشرطة بأنه يمنع عليهم التحدث معي ولكن أحيانا كانوا يتحدثوا معي بسبب انه لا يوجد عليهم رقيب ، أما الفورة فلا يوجد على الإطلاق ، وأمضيت كل الوقت في الغرفة لا أرى الشمس إلا أشعة الشمس التي تدخل الغرفة من النوافذ ، وطالبت في الفورة وردوا علي بأنه لا يوجد إمكانية .
أسوء ما واجهته في اعتقالي هو ولمدة عام كامل انه إذا أراد أهلي زيارتي يجب أن يأخذوا إذنا من الجبالي ، وكان يجب أن يقدموا بالاسم حتى يحصلوا على تصريح ثم يحول الجبالي التصريح إلى طلال أبو زيد والمكتب الفني لطلال أبو زيد هو الذي يسمح لدخول الأهل ، وفي هذه الفترة عندما يأتي الأهل لزيارتي كانوا يتركوا الأهل لمدة أربع ساعات ، وبعد الأربع ساعات يقولون لهم اليوم لا يوجد إمكانية للزيارة تعالوا غدا علما انهم يحملون التصريح ، وحدث أن جاء الأهل للزيارة من خانيونس وكان ابني يترك الدراسة ليأتي لزيارتي ويتم تعويقهم ، والاسوء انه كان أحيانا عندما تأتي زوجتي وابني واخي يعيدون ابني الصغير ويقولون انه يمنع من الزيارة رغم أن اسمه في التصريح .
وعندما تكررت هذه الحادثة ثلاثة مرات متتالية أعلنت الإضراب عن الطعام فتراجعوا ، وقالوا لن نمنعه مرة أخرى ، وهذا ما كان يضايقني ، وهي مضايقة الأهل في الزيارة . وعندما كانت زوجتي تزورني ، واخي كان يجلس اثنين من الشرطة معنا وهذا الشيء مؤذي.
ثم انهم كانوا يكتبون أمام اسم كل سجين أسباب اعتقاله ، وكان اسمي مكتوبا والى جانبه عبارة " الانتباه لخطورته " وهذه الكلمة اذتني خاصة أنها كانت مكتوبة عند اليهود . والإيذاء الآخر انهم كانوا يعاقبون الشرطي الذي يكلمني واكتشفت أن الاعتقال الانفرادي بحقي كان بهدف المضايقة ، وأحيانا على مسمعي يقول بعض الشرطة " لا أحد يكلمة حتى يشعر بالضيق ، وكنت استغرب هذه الأوامر ، بالرغم انه لا يوجد أسباب للاعتقال اصلا .
وضعي الصحي كان عاديا واخذ علاج السكري ، ومرة احتجت الدكتور فحضر وكان ذلك بسبب الآلام في الظهر نتيجة نوم السرير غير الصحية ، فأصبحت أنام على الأرض مباشرة .
ماهر فراج
11/3/2000
الافراج عن الرنتيسي بعد ثلاثة عشر شهراً من
قرار المحكمة العليا
الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (54 عاماً)
صرح بافادة كما يلي :-
تم الافراج عني الساعة الثالثة ظهراً من يوم الاثنين 19/7/99 وكنت في مقر قيادة الشرطة ، حيث حضر العميد محمد الهندي وابلغني بانه من المتوجب علي تجهيز نفسي للذهاب للبيت بسبب وفاة والدتي ومن اجل تقبل التعازي وحدد المدة بثلاث ايام ، قلت له انني اعتذر عن تنفيذ قراركم وليس من المنطق ان اخرج ثم اعود للسجن ورفضت هذا المنطق رفضاً قطعياً .
ثم ذهب للتداول مع غازي الجبالي وعاد الي لتبليغي بالذهاب الى المنزل ثم قال "انشاء الله يصير خير" .
ولا اعرف ان كانوا سيعيدوني ام لا لكني اعتذر ان أي اعتقال لي سيكون اعتقال جديد وليس مبنياً على اعتقال قديم .
وعن سؤال ان كان يرافقة شرطة بعد الافراج ، اجاب بالنفي وانا موجود حالياً في السيارة وليس عندي شرطة .
الدكتور الرنتيسي معتقل منذ التاسع من نيسان عام 1998 ورفض جهاز البحث الجنائي عنه بعد صدور قرارات محكمة العدل العليا بالافراج عنه .
الباحث الميداني : ماهر فراج
تاريخ الافادة : 21/7/1999
اعتقال جديد
الاسم: عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي
العمر: 50سنة
السكن: خانيونس
المهنة: طبيب أطفال
بتاريخ 30/7/2000 حضرت قوة من المباحث الجنائية من مدينة غزة الى بيتي الساعة 4 صباحآ قبل صلاة الفجر حيث كنت أجهز نفسي للصلاة وسمعت صوت جرس الباب يقرع وبعد ما تأكد من هو الطارق فتحت الباب وأبلغت الضابط الذي كان على رأس المجموعة المكونة من 6 أشخاص [نهم يريدوني في غزة مباشرة خرجت معهم وتوجهوا في الى مقر رئاسة الشركة في غزة فرع المباحث العامةوبعد يومين حضر لي وكيل مباحث آمن الدولة ويدعى فايز حماد وبدأ بالاستجواب في حول تصريحات كنت أوليت بها لصحيفة البيان الامارتيه حول الوضع السياسي ورأى فيه وبعد الانتهاء من الحديث مع وكيل النيابة اتضح له انه ليست هناك ما يدعوا الى الاعتقال أو توجيه تهمة وبعثت على هذا الحال من الاعتقال دون تهمة محددة وبعد بدء انتفاضة الأقصى بأيام معدودة تم نقلي الى سجن غزة المركزي.وأثناء تعرض مدينة غزة للقصف في المرة الأولى بعد ذلك بيومين تم الإخراج عني مع معظم المعتقلين والجنائية الذين اخرج عنهم تخوفآ من أن يستهدفهم القصف. وبعد ساعة من خروجي من السجن توجهت قوة من شرطة خانيونس الى بيتي في خانيونس لاعتقالي من جديد ولكن كنت موجود في غزة في بيت ابنتي وهي متزوجة في غزة فأبلغوني على التلفون بأن الشرطة حضرت الى البيت وتريدك مرة أخرى .علمآ بأني لم اصل الى بيتي في خانيونس نتيجة الأحداث وضيق الوقت لم يكن من السهل بسليم نفسي حيث أنني الوحيد بعد خروجي بساعة أرادوا اعتقالي مرة أخري وبعد يوم واحد من الإخراج حضروا قوة من المباحث العامة الى بيت ابنتي واعتقلوني مره أحرى الى سجن غزه المركزي في منتصف مدة الاعتقال قبل القصف بيوم واحد طلبني العقيد حمدي الريفي مدير السجون وابلغني بان هناك قرار بالإخراج عنك وأثناء حديث معه وكان هذا الساعة الواحدة ليلآ تم الاتصال به لم اعرف من الذي اتصل به فتغير وجهه العقيد حمدي الريفي وأبلغني بأنهم تراجعوا عن القرار.
بتاريخ 14/12/2000 أعلنت الإضراب عن الطعام وطالبت بالإفراج عني أو تقديمي الى المحكمة وأستمريت في الإضراب مدة أربعة أيام ولأنني أعاني من مرض السكري تدهور وضعي الصحي وبعد ذلك تدخلت لجنة من القوى الوطنية والإسلامية وأعضاء من المجلس التشريعي وحاولوا إقناعي بفك الإضراب عن الطعام وتدخلوا أيضا لدى السلطة للإفراج عني
فتم الإفراج عني بعد بتاريخ 26/12/2000 قبل العيد بيوم واحد
ولم أوقع على أي تعهد أوما شابه ذلك.