الخبر

القيادة الفلسطينية متمسكة باجتماع لندن

القدس العربي 09/01/2003

الاتحاد الاوروبي: حظر السفر علي الفلسطينيين يجب ان يرفع

أثينا ـ غزة ـ رويترز ـ ا ف ب: قال الاتحاد الاوروبي أمس الاربعاء ان قرار اسرائيل حظر سفر الفلسطينيين لحضور مؤتمر حول الشرق الاوسط الاسبوع القادم في لندن يعرقل الجهود المبذولة لانهاء اراقة الدماء في المنطقة. ودعا الاتحاد الاوروبي في بيان اصدرته اليونان الرئيس الحالي للاتحاد اسرائيل الي رفع حظر السفر لان القرار يكرس الكراهية والتطرف .

واضاف البيان رئاسة الاتحاد الاوروبي تدعو الحكومة الاسرائيلية لاعادة التفكير في هذا القرار وان ترفع الحظر فورا .
وفي بروكسل قالت كريستينا جالاتش المتحدثة باسم خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان اجراءات اسرائيل دعو للاسف. واضافت نحن نتفهم جيدا صعوبة الظروف الحالية... لكن ليس بمنع الناس من حضور (المؤتمر) سنساعد عملية السلام .

وواصل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بذل جهود لاستضافة محادثات مع الفلسطينيين حول السلام واصلاح السلطة الفلسطينية في 14 كانون الثاني (يناير) القادم بالرغم من القرار الاسرائيلي بمنع خروج المسؤولين الفلسطينيين من المناطق الفلسطينية. والاتحاد الاوروبي عضو في لجنة وسطاء الشرق الاوسط الرباعية الي جانب الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والتي دعاها بلير الي مناقشة اصلاحات جذرية في السلطة الفلسطينية طالبت بها واشنطن كشرط لاقامة الدولة الفلسطينية. وقالت جالاتش كل الجهود المبذولة من جانب بريطانيا والاتصال باسرائيل لكي تغير طريقة تفكيرها تحظي بكل دعم سولانا.

واضافت ان سولانا لم يتدخل شخصيا في المسألة لان المؤتمر مبادرة بريطانية.
الى ذلك اكدت القيادة الفلسطينية تمسكها بعقد مؤتمر لندن والمشاركة فيه بوفد فلسطيني عالي المستوي، ودعت الي الغاء العقوبات الجماعية الاسرائيلية.

وقالت القيادة الفلسطينية عقب اجتماع طارئ لها عقدته في مدينة رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات انها متمسكة بعقد مؤتمر لندن والمشاركة فيه بوفد فلسطيني عالي المستوي وتدعو الي الغاء القرارات الاسرائيلية بفرض العقاب الجماعي علي الشعب الفلسطيني، ومنع وفدنا من المشاركة في مؤتمر لندن . واوضحت القيادة في بيان لها نشرتة وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان الاجتماع عقد بحضور رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون وبعض الوزراء واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المتواجدين في رام الله واعضاء من وفدنا الي لندن .

واستنكرت القيادة قرار حكومة (ارييل) شارون بمنع اجتماع المجلس المركزي الذي كان من المقرر ان يناقش مسودة الدستور الفلسطيني الجديد لدولة فلسطين المستقلة، وتتابع القيادة جهودها لرفع هذه العراقيل الاسرائيلية لانعقاد هذا المجلس

*******

 التعليق

ما أن أعلن شارون عن منع الوفد الفلسطيني من مغادرة الضفة و القطاع لحضور مؤتمر لندن المخصص "للإصلاح" حتى تداعت القوى العالمية لضمان انعقاده: الولايات المتحدة تعبر عن رغبتها في انعقاد المؤتمر في موعده، جاك سترو وزير الخارجية البريطاني و في حدث نادر الوقوع تبادل الإتهامات مع نتنياهو، الإتحاد الأوروبي قذف بموراتينوس الى رام الله للإجتماع بعرفات (مع أن المفترض أن يكون الإصلاح المزعوم لتغييره!)، فرنسا أدانت و روسيا نددت.

ترى لماذا اتفقت كل هذه القوى على ضرورة إنعقاد مثل هذا المؤتمر؟ وهل هو فعلا للإصلاح و لصالح الشعب الفلسطيني؟

علمتنا الأيام و التجارب أنه لا يمكن لتلك القوى أن تجتمع على خير أو أن تعمل لمصلحتنا فالمؤتمر هو تمهيد الطريق لتمرير "خارطة الطريق" و لوأد المقاومة و رفع راية الإستسلام من قبل زمرة أوسلو، وما هذا التباكي إلا دموع التماسيح يذرفونها على ضحيتهم و ذرا للرماد في العيون والهدف يبقى أولا و أخيرا تركيع الشعب الفلسطيني.

إن ما يجري هو فصل جديد في مسرحية "تثبيت" سلطة عرفات الفاسدة فمن الحصار الوهمي في رام الله (مارس وسبتمبر) وما صاحبه من تنازلات عرفاتية مخزية الى النع المزعوم لتحرك مسؤولي السلطة اللاوطنية.. وإلا بماذا يفسر السماح لهم بالتحرك و الإجتماع بعرفات يوم 08/01/2003 بعد أقل من 48 ساعة على فرض الحصار المزعوم؟

لقد سئمنا وسئم معنا العالم من هذه المسرحيات السيئة الإخراج و المقززة فالحديث عن الإصلاح هو حديث عن تثبيت عرفات وزمرته والحديث عن تطوير السلطة هو تبادل المناصب والمنافع بين رموز هذه العصابة التي ينطبق عليها المثل: استح فإن لم تستح فافعل ما شئت.

أي إصلاح يبقي فردا واحدا من هذه الزمرة في موقعه مرفوض بكل المقاييس و غير مقبول و أي تغييب لإرادة الشعب من خلال دستور ملفق أو مؤتمرات مشبوهة في لندن أو غيرها أيضا مرفوض.

الإصلاح و التطوير الحقيقي يبدأ و ينبع من الداخل و من الشعب، لا في لندن ولا القاهرة ولا غيرها ولا يكون إلا بتغيير كل هذه الرموز و الوجوه الكالحة ومحاسبة كل من أجرم بحق وطنه وشعبه، و لا يكون هذا الإصلاح إلا بإفراز قيادة وطنية حقيقية ثمثل كل فئات الشعب و تلبي طموحاته.

شعبنا الفلسطيني ليس بالغبي أو الساذج ولن تنطلي عليه هذه الألاعيب و المسرحيات و سيفشل كل مخططات المتآمرين عليه لأنه صاحب الكلمة الفصل و صاحب الإرادة الصلبة. سيثبت الشعب أنه المنتصر دائما في وجه كل متآمر من سلطة أو غيرها.

الى صفحة خبر وتعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع