فلسطين الحرة: 15/02/2005
الرجوب في هيوستن
استقبلته الجالية بالتساؤلات والاتهامات
التي وصلت إلى حد التلاسن
الرجوب يتهكم على حكومة حماس ويقول لفلسطينيي أمريكا: نحنُ مفخرة لكم،
فلسطين هي
فتح وفتح هي فلسطين!!
اتهم الحضور بالجهل رغم شهاداتهم ومصادر تؤكد أن الرجوب نقل 200 مليون
دولار إلى بنوك أمريكية!!
على رأس وفد فلسطيني ضم كل من ناصر طهبوب، م السمهوري، زياد أبو
زياد زار اللواء جبريل الرجوب (مستشار الأمن القومي الفلسطيني) – مدير
الأمن
الوقائي الفلسطيني سابقا - زار هيوستن في إطار مشاركته والوفد المرافق
في ورشات عمل
تنظمها جامعة "رايس"
Rice University
بالاشتراك مع أكاديميين إسرائيليين وأمريكيين.
ومن الجدير بالذكر أنها ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها الرجوب
(والذي لعب دورا
خفيا في المفاوضات الفلسطينية) إلى هيوستن للغرض نفسه.
اللقاءات التي تتم بين جنرالات وأكاديميين اسرائيليين مع مسئولين
فلسطينيين تحت رعاية أمريكية أو أوروبية ليست بالشيء الجديد على خارطة
العمل
الفلسطيني تحت إشراف وبمباركة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة برئيسها؛
الأمر الذي
فرَّخ إلى جانب المبادرات الفردية التي اعتنقها مسؤولون وأكاديميون
فلسطينيون
واسرائيليون والتي تتجاوز الثوابت الفلسطينية، إلى جانب هذه المبادرات
فرَّخت هذه
اللقاءات أو المفاوضات السرية جيل من المسئولين الفلسطينيين
و"الثورجيين" من مناضلي
العواصم الاوروبية والفنادق خمسة النجوم بعيدا عن نبض وهموم ورغبة
الشارع الفلسطيني
المتضرر الوحيد في حالات الحرب والسلام.
لم يفت رجل الأعمال
الأمريكي من أصل فلسطيني السيد فاروق الشامي ومجموعة من رجال الأعمال
الفلسطينيين
تكريم ضيف هيوستن المسؤول الفلسطيني الأكثر إثارة في الفضائيات ووسائل
الإعلام
والأكثر شهرة بين المسئولين الفلسطينيين بسبب الفرقعات الإعلامية
والتحولات
النضالية التي انتهجها في السنوات السابقة والتي لم تؤثر فيها موقف
السلطة
الفلسطينية ممثلة برئيسها الراحل ياسر عرفات سواء اتسم بالرضى أو عدمه.
وصفه أهل
السياسة والمراقبون المطلعون بصاحب المفاتيح السحرية التي تفتح الأبواب
وتغلقها بغض
النظر من الطارق "!!". ولعل القصة التي أثارت الشارع الفلسطيني في
الأرض المحتلة
والقطاع والوطن العربي بل وفي العالم كله هي القصة التي دارت حول
تسليمه المعتقلين
في سجون الأمن الوقائي من المواطنين والمقاومين الفلسطينيين إلى القوات
الإسرائيلية
أثناء حصار رام الله، وتهديداته النارية لحركة المقاومة الإسلامية بل
وتلاسنه مع
مسئولين فلسطينيين على الفضائيات العربية.
أما في هيوستن فلقد كانت القصة
مختلفة، فرجل الأعمال الفلسطيني فاروق الشامي دعى قيادات الجالية
والناشطين
الفلسطينيين إلى وليمة عشاء على شرف ضيفه السيد جبريل الرجوب، وهذا ما
يفعله الشامي
عادة مع المسئولين والضيوف العرب القادمين إلى هيوستن، وبعد الترحيب
"البارد"
بجبريل الرجوب ووفده من قبل الحاضرين تناول الجميع وجبة العشاء بالهدوء
الذي يسبق
العاصفة.
بعد وجبة العشاء اعتلى الرجوب المنصة وتوسط الوفد المرافق له والذي لم
يتسنى لأعضائه المشاركة في الحديث سوى بعض الكلمات والتعليقات البسيطة
حيث سيطر
الرجوب على الميكروفون ليكون له نصيب الأسد من وقت اللقاء- تحدث الرجوب
عن الموضوع
الأكثر إثارة على الساحة الفلسطينية وخصوصا لمسؤول مثل جبريل الرجوب
معروف بموقفه
من حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" – كان الموضوع الأكثر إثارة هو فوز
حركة حماس
بالانتخابات الفلسطينية الأخيرة وعن موقف السلطة الفلسطينية من حكومة
حماس، وموقفه
هو في الذات وهو المشهور بتهديداته ووعوده المستمرة بالقضاء على حركة
المقاومة
الإسلامية "حماس" والتي تضر بالمفاوضات والعملية السلمية – على حد
قوله.
لم
تختلف إجابات جبريل الرجوب كثيرا عن تلك التي سمعناها في الفضائيات
فلقد تحدث بتهكم
عن حكومة حماس مشيرا إلى أن الكرة الآن في ملعبهم، وأن المناضلين
الحقيقيين في حركة
فتح لا ينظروا إلى مناصب ولن يضعوا العصى في دولاب العمل الوطني – ولكن
من جهة اخرى
لم ينف معارضته لسياسات حركة حماس والتي أدت إلى تأخير عملية السلام
وإحراج
المفاوضين الفلسطينيين مشيرا إلى العمليات الاستشهادية التي تبنتها
حماس في الوقت
الذي كان فيه الرئيس الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد مع كلينتون
ونظرائه
الإسرائيليين "!!".
ولكن الرجوب في حديثه وخصوصا عند الإشارة إلى مواقف أو حوادث
معينة لم يكن يترك مجالا لأي شخص للتشكيك أو للرد على حديثه، بل كان
يمارس سلطة
الاستاذ إلى الحد الذي دفعه إلى القول: "نحنُ مفخرة لكم...فلسطين هي
فتح وفتح هي
فلسطين".
ثم تعدى حدود اللياقة اللغوية عندما وصف الحضور وخصوصا لأصحاب الأسئلة
التي صبت في صميم الوجع مثل تلك الأسئلة التي تناولت مواضيع هامة على
رأسها (الفساد
وسياسة العمولات في الاستثمارات في فلسطين، والاحتكار، وتسليم
المعتقلين لجيش
الاحتلال، خلافات وانشقاقات حركة حماس...الخ) – فلقد وصفهم بالجهل وإن
كانت
شهاداتهم التعليمية تملأ جدران المركز العربي الأمريكي "!!" وعندما
احتد النقاش
الذي وصل إلى التلاسن اضطر مضيفوه إلى الاعتذار لضيق وقته.
المحامية وفاء عابدين
عضو المركز العربي الأمريكي وإحدى الناشطات الفلسطينيات اضطرت إلى
التدخل لإدارة
النقاش بشكل ديمقراطي وخصوصا بعد اصرار الحضور على عدم خروج الرجوب قبل
الإجابة عن
تساؤلات وهموم يحملها هؤلاء، وأحسنت عابدين إدارة الحوار بشكل ديمقراطي
وحضاري
متطور الأمر الذي قلل من حدة النقاش وتعديه حدود اللياقة اللغوية
والأدبية.
هذا
و ان السيد جبريل الرجوب كان قد طلب من مضيفيه عدم دعوة ممثلي
الصحف العربية المهجرية أو مراسلي الصحف الأمريكية أو العربية ولكن
مهنية لا تخضع لرغبة هذا أو ذاك، فرصدت "الورطة" التي وقع فيها جبريل
الرجوب الذي استقبله
عرب وفلسطينيو هيوستن بالتساؤلات والاتهامات والتشكيك في وطنيته
وتحميله مسؤولية
معاناة فئة كبيرة من المواطنين الفلسطينيين، فلم تستقبله الجالية
بكاميرات التصوير
ولا بالتصفيق ولم يطلب شخص واحد من الحضور التقاط صورة تذكارية معه –
الأمر الذي
علق عليه أحد الحضور (ز.ع.) قائلا: ومن يريد أن يلتقط صورة تذكارية مع
مرحلة تستوجب
النسيان والدفن؟!.
وكرر أحدهم مرة أخرى قبيل مغادرة الرجوب ووفده إن كان يريد
أحد أن يلتقط صورة مع الرجوب...ولكن لم يرد أحد...فدخل إلى السيارة
التي أقلته
ليعود من حيث أتى، بعد أن تعرف على جالية تفصلها عن فلسطين الوجع والهم
والبطولة
والفداء بحور ومحيطات وقارات ولكنها – ربما – تحمل الهم الفلسطيني أكثر
من بعض
المسئولين الذين يزاودون على وطنية الآخرين.
بقي أن نذكر لم تتأكد
حتى هذه اللحظة من الأمر الذي يتردد على لسان الجالية والذي أكدته
مصادر دون ان نحصل على وثائق ثبوتية فيها حتى لحظة طباعة هذا العدد،
وهو خبر نقل
الرجوب مبلغ 200 مليون دولار إلى بنوك أمريكية.
|