هل سألتم عباس ...؟!!

 

أن  يتحرر ولو شبرا واحدا من ارض اي وطن محتل وأقول شبرا واحدا فهو هدف يظل مدعاة للفخر لأي قوى ثورية أخذت على عاتقها مهمة هذا التحرير لهذا الوطن المحتل من خلال التمسك بمبادئ العمل النضالي الثوري الذي لا يتخاذل ولا يتنازل عن عقيدة التحرير الكامل لتراب هذا الوطن ..ونقول ونستعمل هنا لفظة وكلمة التحرير بمفهومها ومعناها الحقيقي الذي يعني التخلص من كل ما يعتبر قيدا يمنع ممارسة الحرية الكاملة ... فما بالك عزيزنا القارئ بوطن بكامله اغتصب واحتل ..وطن احتل واغتصب فيه كل شيء ..ما عدا إرادة الإنسان فيه والتي شكلت على مر الأيام النهر الذي لم يتوقف في فعل ما فعل من زرع روح المقاومة و التحدي والمجابهة من قبل هذا الإنسان وقواه الثورية لمغتصبيه ... فهل مفهوم التحرير الذي يرتكز في أهم مقوماته على التخلص تماما من قيود الاحتلال والاغتصاب  ينطبق على مسرحية تحرير غزة هاشم التي طبل لها وزمر عباس وشلة الأنس (الوطنية ..؟؟؟) من حوله محاولين إيهامنا بأن هذه القطعة وهذا الجزء من الوطن قد تحرر فعلا بمفهوم التحرير الحقيقي ...إذا ماذا يعني أن تتمسك قوى الاحتلال بحقها في الأشراف على المداخل والمعابر والتي طالما كانت وستظل نقاطا لإذلال الإنسان الفلسطيني في ذهابه وإيابه ...ماذا يعنى أن تظل أيدي وعيون قوات الاحتلال مزروعة  تتحكم في الأجواء الفلسطينية وعلى السواحل وبكل الرضا من عباس ؟... ماذا يعنى استمرار ما يطلق عليه التنسيق بين قواته الأمنية  مع كل أجهزة دولة الاحتلال في كل صغيرة وكبيرة وخاصة ما يتعلق بتبادل المعلومات ..؟

...ثم نأتي للسؤال المهم والذي لابد وانه جال في خاطر أي فلسطيني يعرف التاريخ  (النضالي ..؟؟) لمحمود عباس ..فلقد أثبتت الوقائع والأحداث مدى القابلية لدى هذا الرجل  للمقايضة والتنازل تحت غطاء الدبلوماسية عن كل أو ما يحقق أهدافه الشخصية في التسلق الوطني ..ولولا وجود ياسر عرفات  بشخصيته الكارزمية التي هيمنت على مفاتيح السلطة وفي ظل الغياب المأساوي للقيادات الفاعلة  والمؤثرة مثل أبو إياد  وأبو جهاد لاحتل هذا الرجل  الكرسي منذ زمن ..وهو ما يدعونا الآن لأن نتساءل أيضا ...ماذا قدم عباس يا ترى لإسرائيل وأمريكا مقابل هذا الانسحاب المنقوص  ...لماذا صمت عباس عن طرح موضوع حق العودة بحيث بات هذا الموضوع غير قابل للذكر إلا سلبا وتنكرا له ..بل كانت دعوته للتوطين تعبيرا واضحا وحقيقيا عن نواياه بخصوص موضوع حق العودة هذا ....والذي يدرك عباس انه سيظل مبدأ مقدسا لكل فلسطيني ..ثم ماذا عن موضوع تفكيك منظمات المقاومة وماذا يعني لديه...وهل يعتقد عباس بأن هذا ممكنا وهو الذي يدري ويعلم ومن خلال تجربته في تأسيس حركة فتح والظروف التي أحاطت بإنشائها  أن فعل المقاومة لدى أي شعب لا يمكن إسكاته والانتصار عليه والتخلص منه إلا بتحقيق أهدافه، ألا يتذكر عباس دروس النضال الفلسطيني طيلة عشرات الأعوام والذي كان كلما هدأت  موجة فيه لا تلبث موجة أخرى تنتصب ضاربة كل سواحل اليأس ...ثم ماذا عن القدس؟ ...هل تم التنازل عنها وعن أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية؟ ...ان اجتماع حكومة عباس / قريع  ( التاريخي في منطقة أبو ديس ) يكاد يقول أشياء كثيرة في وحول    موضوع المدينة المقدسة ... فهل عقد هذا الاجتماع ليقول لنا أن أبو ديس هذه ستتحول لتكون تلك(العاصمة) بديلا عن القدس؟

إذا ما تحقق حلم قيام الدولة ...؟؟؟

... إن ما يقترفه عباس من تصرفات تضر بالقضية الوطنية على المدى البعيد هو استهتار بكل نقطة دم لشهيد وجريح وأسير ... وهو ما يستدعي من كل صاحب ضمير وطني أن يسأل وان  يستمر في السؤال ، ماذا قدم عباس من تنازلات جديدة / قديمة  في مقابل هذا الانسحاب .....التحرير ..؟؟  أم أننا أمام أوسلو جديدة خارجة من جحور اللقاءات السرية  والتي لم تجلب غير البلاوي في أوسلو الأول فما بالكم  بالذي يفعله عباس الآن  والذي لن يختلف في مصائبه عن سابقه ...؟!!

 

يعقوب القوره

كاتب وشاعر عربي فلسطيني كندي

yjacoob@cogeco.ca

  8/29/2005

 

الى صفحة القائمة السوداء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع