مدير جامعة القدس بلطجي فاسد يرهب
الطلاب والمدرسين.. والسلطة الفاسدة هل تحاسب المفسد
القدس - الوطن - خاص - سيشهد الفلسطينيون في الأراضي المحتلة، وهم
يتابعون عبر فضائيتهم، الحلقات الأولى من مسلسل التغريبة الفلسطينية
أنهم يعيشون الأحداث ذاتها رغم مرور أكثر من ستة عقود عليها.. حيث كان
الاستعمار البريطاني وأعوانه من الفلسطينيين الاقطاعيين أشد ما يعاني
منه الشعب وخصوصاً الفلاحين منهم.
المشاهد ذاتها تتكرر اليوم: احتلال صهيوني بغيض، وسلطة اقطاعيين فاسدين
تقبض على رقاب الشعب وعلى لقمة عيشهم وتحارب ابداعهم وتجعل خسيسهم
سيداً على القوم وتطرد العالم والمثقف منهم.
هي ليست حالة أقرب الى الخوف تلك التي يعيشها الشعب تحت الاحتلال وفساد
السلطة، لكنها أشبه بحالة (القايد أبو صالح) في التغريبة، الفلاح الذي
كان يحرث أرضه ويواجه بصبر يحسد عليه ظلم المختار أو الاقطاعيين الذين
يستعبدون الناس.
وهو ظلم أبى أن يحل عن ظهور الفلسطينيين وتضاعف طبقات بعد أن جاءت سلطة
أوسلو وجلبت معها الفساد والسرقة والمحسوبية والبلطجة أيضاً.
ولم يسلم حتى جهاز التعليم من الفساد والمفسدين وهو المسؤول عن تعليم
النشء الذي عاش ظروفاً تحت الاحتلال لم يعشها شعب في الزمن الحديث.
ونظرة واحدة على ما يحدث داخل أروقة جامعة القدس، وهي بالمناسبة
الجامعة الوحيدة التابعة لسلطة أوسلو، تكفي لتبرهن أن سلطة محمود عباس
المنشغلة في قضية جمع سلاح الفلسطينيين وتلبية المتطلبات الاسرائيلية
منغمسة بالفساد حتى أخمص قدميها وهي بالحقيقة لا توظف أو تتعامل مع غير
المفسدين. والضحية طبعا هم المدرسون من جهة الذين يخشون من قطع أرزاقهم
أو تلفيق تهم لهم، ثم الطلبة من جهة ثانية الذين عانوا الأمرين لجمع
رسوم جامعتهم التي فقدت قيمتها الأكاديمية وتحولت الى ماخور بسبب مدير
معين من قبل السلطة يدعى يونس عمرو، مؤهلاته أنه أحد ابناء فتح
الفاسدين الذين يلجأون لتكميم أفواه الآخرين بارهابهم.
وقصة هذا الرجل على غرابتها قد تبدو طبيعية جداً في سلطة منغمسة
بالفساد، ولكنها حين تتعلق بسلك تعليمي فانها تصبح فضيحة وعليها شهود
خرس يخافون على بيوتهم وأطفالهم وزوجاتهم. ثم أن الجميع يؤمن –كما وصف
أحدهم- أنه كلما صعدت في هرم السلطة الى اعلى وجدت فساداً أكثر، فهل
يحاسب المفسدون الفساد؟؟
صحيح.. هل يحارب المفسدون الفساد؟؟
يونس عمرو، نموذج حي، تحوم حوله أو لنقل تلتصق به الشبهات، وتصل شكاوى
البعض عليه الى من يسمون أنفسهم وزراء وأعضاء مجلس تشريعي, ولكن ذأن من
طين واخرى من عجين.. وتزداد رقبة يونس طولاً وتكبر أصابع يديه لتبطش
وتبني أمبراطورية على حساب العلم وطلابه.
ففي عهده الزاخر شهدت الجامعة أحداثاً قد تليق بـ (سوبر ماركت) لا بصرح
علمي يتسلح فيه الفلسطينيون بسلاحهم الوحيد.
أول تلك الفضائح الاختلاسات التي حدثت في فرع جامعة القدس بالرياض،
وعلى اثرها قرر يونس عمرو نقل مدير الفرع بعد التحقيق معه من الرياض
الى عمان، وأمهله ثلاثة أشهر، ليتسنى له خلالها اختلاس المزيد من
الريالات السعودية، وأثر ذلك قرر يونس فصله نهائياً.
هذا العقاب القاسي الذي لحق بمدير فرع الرياض الذي بلع تبرعات المحسنين
أثار الشكوك حول يونس وتواطئه مع سارق أموال الجامعة، ويقال أن مبالغ
حولت الى حساب يونس عمرو في أريحا.
هذه الفضيحة لم تهز شعرة عند أعضاء السلطة، وهذا أيضا شيء طبيعي، فرئيس
الجامعة سري نسيبه الذي عينه الزعيم الراحل ياسر عرفات لا يختلف اثنان
من الفلسطينيين على خيانته وتطبيعه.. فاذا أصبحت الخيانة أمر مقبول عند
السلطة فهل سيتحرك أحد ليوقف سرقات وجبروت هذا المدير الذي حول جامعة
القدس الى عزبة يوظف فيها ابنائه واقارب المحاسيب والموالين.
ولم يكتف عند هذا الحد.. بل هناك الكثير من القصص التي يتندر أو يهمس
بها الطلبة والمدرسون خوفاً من ظلم المدير..
فمثلاً يأخذون عليه سكوته على تجاوزات لصالح طلاب محسوبين مثلا على
جهاز المخابرات أو على حركة فتح، ومثال على ذلك ما حصل في طولكرم العام
الماضي حيث قام أستاذ جامعي باستعادة ورقة الاختبار لأحد أقاربه من
الطلبة وتغيير الأجوبة ليحصل قريبه على علامة عالية في غير وجه حق.
مدير فرع الجامعة أكتشف هذا التزوير ورفع شكوى لمدير الجامعة، ولم يفصل
الطالب والأستاذ حسب لوائح الجامعة بل أكتفى المدير يونس بتوجيه انذار
لهما. وبعد هذه الحادثة مباشرة أقدم مسلحون على اطلاق النار على منزل
مدير فرع الجامعة بطولكرم.. الناس تقول أن المسلحين ينتمون الى حركة
فتح، ولكنهم يسيئون الى اسمها وتاريخها ونضالها بسلوكهم هذا.. وهل من
غرابة أن تبدأ حركة فتح بخسارة الشارع الفلسطيني منذ أن ارتضت أن تكون
حزب سلطة، وأي سلطة؟ سلطة فاسدة ليس لها نظير.
وقد يثور المرء غاضباً حين يسمع عن الفضائح والفساد والسرقات والرشاوي
والاستحواذ على الوكالات وقوت الشعب المسكين، لكنه معرض أن يصاب
بالسكتة القلبية حين يرى السوس ينخر في الجهاز التعليمي، الذي يستبدل
المعلم بالحمار، ما دام الأخير ابن الحركة، وموصى عليه من أبو فلان
وأبو علان.
ويذكر الطلبة والعاملين في جامعة القدس حكاية يونس عمرو مع عالم مجتهد
اسمه أسامه الميمي، قام يونس بتطفيشه من الجامعة من أجل خاطر موظفة
تحتاج الى خمسين سنة ضوئية حتى تصل الى نصف ذكائه وابداعه. أسامه طبعاً
لم يسكت وقام المسكين بتصعيد الأمر الى السلطة ظنا منه أن هناك أحد
منهم سينتفض ضد الفساد دون أن يعرف أنهم جميعا عصابة واحدة تسرق الشعب
وتقتل أحلامه.
اذن ماذا يفعل المظلوم تحت حكم السلطة؟
لا شيء!
واذا كان المصريون يقولون كفاية فالأولى بالفلسطينيين أن يقولوها ألف
مرة، ولا يتوقفون الا بسحل رقاب الفاسدين في الشوارع.. فهم أصحاب
الثورة والنضال، وطليعة الشعوب الأخرى، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن
يتاجر بدمائهم وتضحياتهم عصابات ما انفكت في قهر الشعب والتواطئ مع
المحتل، ليغدو الشعب كما هو حاله في التغريبة يعاني من استعمارين...
الأول صهيوني معروف والثاني عصابة من الفاسدين والمتصهينيين. والاثنان
يشتركان بمؤامرة واحدة وهي اخضاع الشعب وتمرير المؤامرة عليه وتجهيل
أجياله وافساد تعليمهم. لكن الشعب سينهض يوما وسيحاكم الفاسدين
والخائنين بدءا من يونس عمرو الى محمود عباس..
هكذا تحكي التغريبة الفلسطينية
|