لغز أموال عرفات

ثارت خلال فترة مرض الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، تساؤلات حول ما سيحدث للملايين من الدولارات التي كان عرفات يتحكم فيها، بعد وفاته.

ويقول خبراء إن خلال السنوات التي قاد فيها ياسر عرفات منظمة التحرير الفلسطينية دُفعت مبالغ مالية كبيرة، تم منحها أو جمعها عبر الأعمال التجارية أو الضرائب، مباشرة إلى حسابات مصرفية باسم السيد عرفات.

وقال صندوق النقد الدولي إن المساعدات الدولية للسلطة الفلسطينية قد وصلت المليار دولار سنويا منذ عام 2000.

وقدرت مجلة فوربز العالمية أن رصيد عرفات بلغ 300 مليون دولار عام 2003.

وفي وقت تضاربت فيه التكهنات، لا يفصل بين الاموال المودعة باسم عرفات وصناديق التمويل الفلسطينية العامة.الا خيط رفيع.

فالشخص الوحيد الذي يعرف الحقيقة قد غاب الآن.

ويقول الدكتور غرشون باسكين، مدير مركز الأبحاث والمعلومات الإسرائيلي الفلسطيني: " قليل من الأشخاص يعرفون الأرقام الحقيقية".

كانت إسرائيل وضعت نظاما ضرائبيا يضمن تحويل الضرائب المجمّعة من الفلسطينيين إلى حسابات شخصية باسم عرفات
 

مشتاق خان، جامعة لندن

لكنه يعتقد أن الوفد الفلسطيني الذي توجه إلى باريس قد أخذ على عاتقه مسؤولية معرفة المزيد من المعلومات في هذا الشأن.

وقد شاعت تكهنات بأن الخلاف بين السيدة سهى عرفات وبقية المسؤولين الفلسطينيين متعلق بتسيير الحسابات البنكية.

لكن باسكين يعتقد أن التقارير التي تفيد بأن عقيلة الرئيس عرفات كانت تتصرف في الحسابات غير مؤكدة.

شاعت تكهنات بأن الخلاف بين السيدة عرفات وبقية المسؤولين الفلسطينيين متعلق بتسيير الحسابات البنكية

وقال:"في تقديري، ليس لسهى أي سلطة على الأموال الفلسطينية ولا على أموال ياسر عرفات الشخصية".

ولكن ما هي المبالغ؟

وبم تقدر هذه الأموال وكيف انتهت إلى يدي الرئيس عرفات؟

كان المسؤول المالي الفلسطينيٌ الأسبق، جميل الغصين، قد صرح لوكالة اسوشييتد بريس للأنباء خلال الثمانينات أن العالم العربي كان يمنح حوالي مئتي مليون دولارا للصناديق الفلسطينية، بحيث يحصل عرفات منها على شيك بعشرة ملايين شهريا.

ويقول أستاذ بمعهد الدراسات الآسيوية والأفريقية التابع لجامعة لندن، مشتاق خان، إن تدابير غير عادية قد اتخذت عقب توقيع عرفات على اتفاق أوسلو للسلام عام 1994.

وقال مشتاق لبي بي سي:" وضعت إسرائيل نظاما ضرائبيا بحيث يتم تحويل الضرائب المجمّعة من الفلسطينيين إلى حسابات شخصية باسم عرفات، يتحكم فيها عرفات والمقربون منه من أعوانه".

وأضاف الأستاذ الجامعي قائلا:" تم ذلك بعلم من المجموعة الدولية ورعاة مسار السلام".

وأضاف يقول:" حدث ذلك لأن ما كان يفعله عرفات لم يلق تأييد الشعب الفلسطيني من حوله وكان بحاجة إلى السرية لاستخدام الأموال السياسية لشراء المعارضة واستخدام المال بسرية".

ولم تكن هناك محاسبة دقيقة.

وقال خان إن فترة الرخاء في الاستثمارات الفلسطينية وتطوير الخدمات العامة أثبتت أن النظام فعالا لحد ما.

لكن تحقيقات قام بها صندوق النقد الدولي والإتحاد الأوروبي في شأن الملايين من الدولارات التي منحاها للصندوق الفلسطيني مارست ضغوطا على الفلسطينيين لكشف النقاب عن الحسابات.

لا أتصور أن (الوفد الفلسطيني) سيغادر دون أن ينجح راشد في تحويل حق التوقيع إليهم
 

الدكتور جرشون باسكين، مركز الدراسات والمعلومات الإسرالية الفلسطينية

وقد تم لاحقا تعيين وزير للمالية من دعاة الإصلاح، سلام فياض، الذي اشرف على ضبط الحسابات المالية الفلسطينية، وكشف أن هناك مبلغا مفقودا يقدر ب900 مليون دولارا.

ثم صرح فياض لاحقا أن المبلغ استُثمر في الخدمات العامة وأعمال تجارية وأنه تم حسابه.

لكن من المحتمل أن تكون هناك أموال في أماكن أخرى.

وقال باسكين:"يقدر أن هناك اموال مازالت محفوظة في حسابات أخرى".

وأضاف باسكين:" ربما لا يدري بها سوى عرفات نفسه. لست أدري إن كان أي أحد في السلطة الفلسطينية يعلم شيئا عنها. ربما يعلم البعض عن البعض منها".

واستطرد قائلا:"ربما الرجل الآخر الوحيد المطلع على أسرار حسابات عرفات هو مستشاره المالي، محمد رشيد، الذي رافق الوفد إلى باريس."

ويعتقد باسكين أن تحقيقا في الأموال سيجرى الآن وقد فارق عرفات الحياة، وسوف يتسنى التوصل إلى مكان تواجد الجزء الاعظم منها.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع