دحلان : حماس في السلطة تختلف عن حماس في
المعارضة |
خلال زيارته لمصر وفي مقابلة أجرتها صحيفة الأهرام العربي مع عضو
المجلس التشريعي وعضو المجلس الثوري لحركة فتح أعلن محمد دحلان عن رفضه
المطلق لقيام دولة فلسطينية في غزة أو قيام دولة فلسطينية على حدود
مؤقتة ، محمد دحلان الذي يعتبر من الشخصيات التي تلعب دوراً محورياً في
الأراضي الفلسطينية ترأس العديد من المناصب القيادية في الأراضي
الفلسطينية منها مدير جهاز الأمن الوقائي في غزة، ووزير الداخلية في
حكومة أبو مازن أبان حكم الرئيس عرفات ، تحدث مع الاهرام في العديد من
المواضيع فيما يلي نص المقابلة :
محمد دحلان' أبو فادي' ليس مجرد رئيس سابق لجهاز الأمن الوقائي
بقطاع غزة أو وزير داخلية وللشئون المدنية سابق, بل إنه رجل تتجمع
بيديه العديد من خيوط اللعبة السياسية في الأراضي الفلسطينية وخاصة
قطاع غزة, وقدرته علي الحديث بحرية تكون أكثر بكثير وهو خارج
المسئولية الحكومية عنه وهو بالمنصب, الأهرام العربي التقت دحلان
خلال زيارته للقاهرة أوائل إبريل الجاري.
** التقيت خلال زيارتك للقاهرة بالوزير عمر سليمان, فماذا تم
باللقاء؟
تم خلال اللقاء بحث الوضع بإسرائيل بعد الانتخابات الأخيرة والتي كانت
أيضا بمثابة زلزال حيث تراجعت أحزاب كبيرة وبرزت أحزاب جديدة, وهو ما
سيؤثر علي الأوضاع خلال الأعوام الأربعة القادمة, ولا يوجد لدي
إسرائيل اتجاه سياسي في التعامل مع الفلسطينيين غير الإجراءات الأحادية
الجانب بزعم عدم وجود شريك فلسطيني وهي المزاعم التي بدأت أواخر عهد
الرئيس الشهيد ياسر عرفات' أبو عمار' واستمرت حتي بعد رحيله ولم
تقدم إسرائيل شيئا للرئيس محمود عباس' أبو مازن' وبعد فوز حماس
أعلنت إسرائيل عدم وجود شريك فلسطيني وهو أمر غير صحيح وبالمناسبة لا
تتحمل حماس مسئوليته, فحماس وصلت للحكم من خلال انتخابات ديمقراطية
شفافة تعتبر نموذجا ونتيجة الانتخابات يجب أن تحترم حتي ولو ضحينا
بالحكم كله.
** ما صحة أنك كنت متزعما اتجاه عدم المشاركة في فتح بحكومة حماس؟
نحن لم نكن نستطيع الموافقة علي برنامج حماس لا السياسي أو الاجتماعي
أو الاقتصادي لأنه برنامج غيبي يتحدث عن شعارات وخطب مساجد ولا يمس
واقع الحكم وبعيد كل البعد عن البرنامج السياسي الجدي, وأنا لا
أستطيع أن ألزمها ببرنامجي وبالتالي لا أستطيع أن أكون بحكومة يختلف
برنامجها عنا180 درجة, ثانيا نحن بفتح قضينا12 سنة من النضال
والجهد بالعمل الحكومي ولنا نجاحاتنا وفشلنا, وعلينا احترام خيار
شعبنا الذي اختار حماس, ونتفرغ لإعادة تنظيم فتح.
** أبو مازن اعتبر أن فتح ارتكبت أخطاء عديدة أسفرت عن هزيمتها
بالانتخابات ومنها قائمة المستقبل- التي كنت شخصيا أحد رموزها-
التي كانت منافسة لقائمة فتح قبل توحيدها؟
هذا أمر صحيح, والأخ أبو مازن كان يعد الفلسطينيين بالآية
القرآنية' أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف' وأعتقد أن الأخ أبو مازن
لم يحقق هذا ولا ذاك علي مدى سنة كاملة, ففتح لم تختر كوادرها
بديمقراطية وإنما بمزاجية من بعض المسئولين مما دفعني للمشاركة بقائمة
المستقبل, ولكن السبب الرئيسي بخسارة فتح هو النواب المستقلون إضافة
لرئيس حملة انتخابية( نبيل شعث) لم يره أحد, بالإضافة إلي أن
وجود فتح بالسلطة أنقص من رصيدها وزاد من رصيد حماس التي كانت تقوم
بعملية المعارضة وهي عملية سهلة.
** هل طلبت مصر من فتح شيئا فيما يتعلق بالتعامل مع حكومة حماس؟
الوزير عمر سليمان أكد علي تعميق الوحدة والتحالف بين أبناء الشعب
الفلسطيني والتأكيد علي ألا تكون فتح معارضة سلبية, ونحن لدينا توجه
بأن نكون معارضة بناءة, فبإمكان فتح أن تدمر كل شئ ولكن ليس هذا موضع
افتخار أن يكون لديك قدرة تدميرية.
** هل من الممكن أن نشهد انتخابات فلسطينية مبكرة؟
أنا لا أتمنى ذلك, وأتمنى أن تظل حكومة حماس بالحكم فترة الأربع
سنوات التي حددها الدستور وعليها أن تتحمل المسئولية برجولة كما
تحملناها وأن تنجز ما فشلنا به وأن تتجاوز ما وقعنا به من أخطاء, وإن
كانت الصورة لا تبشر بخير.
** قديما أيدت الانسحاب الأحادي من غزة, واليوم تعارضه وآخرون
بالنسبة للضفة فلماذا؟
أي خطوات بدون توافق سياسي كمنهج سياسي بحيث يفرض طرف ما رؤيته علي
الطرف الآخر فهذا أمر خطأ, لأنه يتضمن فرض رؤية الأقوى, بالنسبة
لغزة كان مبدأ انسحاب إسرائيل خطأ ولكن قلنا إذا أرادت إسرائيل أن
تغادر فلتغادر, وكذلك بالضفة سيكون نفس الموقف ولن نتمسك باستمرار
وجود إسرائيل ولكن الموقف مختلف لحد ما في الضفة فإسرائيل تريد الضفة
الغربية ولم تكن تريد غزة وليس لها أي أطماع بها, في الضفة قلب
التوراة التي تحدثت عن إقامة دولة يهوذا في السامرة في قلب نابلس, أي
أن إسرائيل لها أطماع جغرافية وسياسية واقتصادية ودينية بالضفة,
وبالتالي هناك مخاوف من فرض إسرائيل رؤيتها للضفة وتقسمها لكنتونات في
ظل الجدار الفاصل وتقطيع الضفة وعدم تواصلها وهذا هو الخطر.
** هل أنت ضد إعلان الدولة في غزة؟
أنا ضد إعلان الدولة في غزة وضد إعلانها في حدود مؤقتة, ولذلك فإن
خريطة الطريق أثناء إعدادها كانت تتضمن دولة في حدود مؤقتة كخيار وحيد
ونحن اعترضنا علي ذلك خلال الصياغة وتبنينا مصطلح أن تكون خيارا.
** ما رأيك بقطع إسرائيل للاتصالات مع السلطة؟
إسرائيل أعلنت قطع الاتصالات مع السلطة باستثناء الرئيس أبو مازن,
وهناك أمر خطير هو أن إسرائيل بدأت في الضفة بالتعامل بشكل مباشر مع
الجمهور وهذا يعني أنها تتجاوز السلطة بشكل تام, قديما أي مواطن كان
يحتاج شيئا يتقدم للسلطة والتي تقضي حاجته مع إسرائيل, اليوم المواطن
يتوجه مباشرة لإسرائيل أي أن الاحتلال قد عاد من جديد بصورته
القديمة.
** من خلال علاقاتك بالأمريكان والأوروبيين والإسرائيليين, هل هناك
جديد فيما يتعلق بالمساعدات؟
أولا أنا الآن خارج موقع السلطة, وفي هذه الحالة لا يحق لي أن أتصل
بالجانب الأمريكي أو الإسرائيلي, ولكن من جهة أخرى يحق لي الاتصال
بهم بحكم عضويتي بلجنة المفاوضات لمتابعة العمل, وأعتقد أننا وصلنا
لأزمة مع الجانب الأمريكي وهذه الأزمة تخدم الجانب الأمريكي لأنه لا
توجد لديه إستراتيجية سلام بالمنطقة, وسيستمر الحال علي ما هو
عليه, وأنا لم أزر أمريكا منذ نحو عامين ونصف العام بسبب دعاوي مقامة
ضدي بوجود علاقة بيني وبين استهداف إسرائيليين في الانتفاضة, وأوضح
أن علاقتي بالإسرائيليين هو أمر من صميم واجبي فأنا مفاوض ومن واجبي
التفاوض معهم, فأبو عمار كان صديق كل قادة إسرائيل ولكن الانتفاضة
أفسدت ذلك, بل إنني تعرضت لإطلاق نار من قبل إسرائيل ضدي أنا وأمين
الهندي رئيس المخابرات الفلسطيني السابق في حاجز إيريز وأصاب سيارتي
المصفحة112 طلقة, وأنا رهن بالوضع الفلسطيني فعند المفاوضات أفاوض
وفي الانتفاضة قلت لرجال الأمن الوقائي قاوموا بطريقتكم الخاصة.
** وجهت لك العديد من الاتهامات آخرها مسئوليتك عن اختطاف الدبلوماسي
المصري بغزة, فما ردك؟
لم يقل ذلك إلا موقع حماس علي الإنترنت وبعض الصحفيين يقولونها.
** هناك شخصيات فضلت عدم ذكر نفسها أكدت ذلك لـ الأهرام العربي؟
أنا لا أخجل من أي عمل أقوم به وما أقوم به يكون معروفا دائما
وأعلنه, فإسرائيل في عام1997 خطفت ضابطا من قواتي فخطفت اثنين من
لديها, وأقول بصراحة من لديه علاقات مثلي مع مصر ويغامر ليرتكب مثل
هذه الحماقة, ثانيا ليس من البطولة الاستقواء علي قنصل, وأقول إنني
علي خصومة سياسية مع حماس ولكن حماس تمر بأزمة وأعبر عن موقفي الوطني
وأقول إنني لن أعيقها وسأساعدها وبالتالي هذه الاتهام غير صحيح.
** أي أنه لا توجد أزمة بينك وبين مصر؟
لا يوجد فلسطيني متخلف يخلق أزمة بينه وبين مصر, أنا تربيت بمصر ولي
علاقات لا حدود لها مع المسئولين بمصر والسفارة المصرية ثم إن سلوك
الخطف هذا يفعله البلطجية وأنا مناضل وطني سجنت تسع مرات.
** برأيك هل ستكون هناك مفاوضات خلفية أو علنية مع إسرائيل؟
لا أعتقد ذلك, فإسرائيل لا تريده وآمل أن ينجح أبو مازن بذلك وإن كنت
أعتقد أن إسرائيل لا تريد المفاوضات, فإستراتيجيتها هي العمل
الأحادي, والشعب الفلسطيني عاني من الشكوك بسبب المفاوضات السرية.
** ما دور مروان البرغوثي في المستقبل؟
مروان شخصية لها ثقلها ودورها الوطني وله ماض مشرف وبالتأكيد سيكون له
مستقبل ونأمل الإفراج عنه, وأعتقد أنه لن يتم الإفراج عنه بدون حل
سياسي, وأنا أزوره دائما وعلاقتي جيدة جدا معه ولا أعمل شيئا بدون
التوافق معه ومع أبو مازن.
** وماذا بشأن منظمة التحرير وإعادة تفعيلها؟
منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وتحتاج إلي
إعادة تنظيم فأعضاء اللجنة التنفيذية منهم من قضي نحبه ومنهم من
ينتظر, المجلس الوطني بحاجة لإعادة صياغة وكذلك المجلس المركزي
واللجنة التنفيذية, ولكن هذا لا يعطي أي مبرر لحماس بألا تعترف
بها, فالمنظمة كيان سياسي وليست مظلة كما يقول الأخ إسماعيل هنية
رئيس الوزراء, فنحن لسنا علي شط البحر ونتحدث عن مظلة, والأخ أبو
مازن دوره إعادة تفعيل المنظمة
وترتيبها ولكنه لديه العديد من الملفات كالتعامل مع إسرائيل والأجهزة
الأمنية وغيرها ولم يمض عليه بالحكم سوي عام.
** كيف تري مستقبل حكومة حماس وعلاقتها بفتح؟
أقول إن حماس ستكون أكثر عقلانية وفتح ستصبح أكثر تماسكا, وحماس
اليوم بالحكم ستجد فرقا كبيرا بينها وبين وجودها بالمعارضة, وبالتالي
أرى أن الشعب الفلسطيني لا ينقصه خلافات والمرحلة الجديدة يجب أن تشهد
بشكل إجباري حكومة وحدة وطنية ولابد من التفاهم, ولذلك أقدمنا علي
الانتخابات بصدر رحب رغم أننا كنا نعرف أننا خاسرون ولكن أجريناها حتي
لا نقع بمشاكل, فقد صرح الزهار بأنه إما الانتخابات أو الحرب
الأهلية, ففضلنا الانتخابات, ثم سلمنا السلطة سلميا, وهمنا عدم
وقوع حرب أهلية فلسطينية.
** كم ثروتك تقريبا؟
ثروتي منزل قيمته380 ألف دينار أردني مساحته200 متر بكل طابق,
وعندي مبلغ أعلنته للمجلس التشريعي وللحكومة السابقة موجود ببنك
بغزة, ولا أملك سيارة وسيارتي المصفحة من السلطة رغم أنها كانت هدية
لي ولكنها باسم السلطة*
|