الافرنجي:ساقاضي من اتهمني بانني عميل للموساد
الاسرائيلي
أثار منذ تركه لمقعد سفير فلسطين في ألمانيا قبل قرابة نصف العام,
وتحمله مسؤولية تنظيم حركة فتح في الداخل الفلسطيني بعد أن عين مسؤولا
لمكتب التعبئة والتنظيم في حركة فتح جدلا واسعا حوله, فحركة حماس التي
وقف أمامها إعلاميا لم ترحمه وطالبته بالرجوع عن مواقف وصفتها
باللاوطنية والتحريضية, ومواقع إعلامية نشرت تقاريرا ومقالات شهرت به
واتهمته بالعمالة للموساد.
عبد الله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول مكتب التعبئة
والتنظيم فيها, فتح قلبه "للعربية.نت" في حوار قال فيه إنه سيقاضي من
شهروا به واتهموه بالعمالة، موضحا أن الخلاف مع حركة حماس هو خلاف على
البرنامج السياسي, ومؤكدا أن عدم ذكر الحركات الإسلامية في بيان المجلس
الثوري سقط سهوا.
العربية.نت التقت الإفرنجي في مكتبه بغزة حيث دار الحوار التالي:
الحركات الإسلامية سقطت سهوا
"العربية.نت" أخ أبوبشار دعنا نبدء من حيث اجتماع المجلس الثوري قبل
أيام, فقد ورد في البيان الختامي الذي صدر عن اجتماعات المجلس الثوري
الأخيرة أن المجلس قرر تشكيل لجنة لدراسة أوضاع الانتخابات, مهمتها
إجراء حوارات واسعة مع القوى الوطنية والأحزاب والفصائل والشخصيات
العامة والوجهاء والأكاديميين لتشكيل قوائم الائتلاف الوطني الواسع,
فلماذا تم استثناء القوى الإسلامية؟ وهل هذا يعني أن فتح ستخوض
الانتخابات وفق تحالفات مع قوى أخرى وليس منفردة كما كان سابقا؟.
ـ في الحقيقة أنا لا أعتقد أن هناك استثناء, قد تكون هذه النقطة سقطت
سهوا, ولكن حتى حماس نحن ما زلنا نفتح حوارات معها ومع بقية الفصائل
الأخرى وهناك فيما يتعلق بالقوى الوطنية التي قامت بخلق منظمة التحرير
الفلسطينية والتي مازالت تلعب دورا رئيسيا وأساسيا فيها, فهي مهمة لنا
جدا في المرحلة المقبلة ولابد من الوصول لتفاهمات حول كافة القضايا
المعلقة بيننا وبينهم, وشعرنا في الفترة الأخيرة أن هناك تقصير حدث من
جانبنا في قضايا التنسيق والتعاون ونريد أن نتخطى هذا العجز الذي تم
ونريد أن نخلق أرضية أفضل من الأرضية السابقة لكي نستطيع أن نتخطى كافة
المشاكل قبل أن تحدث.
فتح والتحديات
"العربية.نت" المجلس الثوري أيضا قرر إعادة تشكيل اللجنة المشرفة على
الإعداد للمؤتمر السادس, لماذا إعادة تشكيل هذه اللجنة؟ هل هناك قصور
في عمل اللجنة السابقة أم أن هناك أسباب أخرى؟.
ـ أولا في طريقة التشكيل السابقة كان هناك عجز إداري, هذا العجز
الإداري نتج عنه خلل في ترجمة كل القرارات وتطبيقها على الأرض, وهذا ما
فوجئنا به أثناء المؤتمر، اللجنة التحضيرية المشكلة في المؤتمر الثوري
السابق لم تأتي بإنجاز في مسألة المشاركة ومكان انعقاد المؤتمر
والعضوية, ويضاف إلى ذلك لم ينجح التنظيم في إجراء انتخابات في لجان
الأقاليم ولجان المناطق الموجودة في قطاع غزة والضفة, وبالتالي لا يمكن
أن تأتي بنفس الطاقم القديم للمؤتمر السادس, ولابد من إجراء انتخابات,
واعتقد أنها نقطة مهمة جدا, حيث لا يمكن أن نعود إلى الأسلوب القديم
بإحضار المؤتمرين بالتعيين أومن خلال مشاركة من هو موجود فقط, إذا
أردنا تجديد الدماء في حركة فتح فلابد من إجراء انتخابات في الأقاليم
والمناطق وهذا لم يحدث حتى اللحظة, وهذا هو السبب الحقيقي لتأجيل
المؤتمر لأنه لا يمكن أن نعقد المؤتمر في غياب انتخابات في لجان
المناطق ولجان الأقاليم, ثم لا يمكن أن نعقد مؤتمرا دون مشاركة الإخوة
في الخارج ومشاركة الإخوة في الخارج لم يتم التنسيق فيها طوال الفترة
الماضية بشكل جيد, وهذا يعني أن نقوم بعقد مؤتمر حركي في الداخل فقط,
وهذا لم يحدث في تاريخ حركة فتح, وإن حركة فتح لا يمكن أن تفصل بين
الداخل والخارج, هذا أمر غير مقبول, لأن الحركة في الداخل والخارج هي
حركة واحدة وجسم واحد.
"العربية.نت" هناك من نقل أن اجتماعات المجلس الثوري الأخيرة كانت
بمثابة انقلاب على اللجنة المركزية؟؟ ما مدى صحة ما نقل بهذا الخصوص؟.
ـ الحقيقة أن هذا القول ظالم, في هذا المجلس كان صوت النقد عاليا جداً,
ومن الطبيعي ضمن معادلات نمر بها أن يتم النقد بصوت عال جدا، ولكن في
نتيجة المؤتمر لم يكن هناك خط ضد اللجنة المركزية, اللجنة المركزية
مؤسسة مهمة جدا هي الخلية رقم (1), ومن غير المقبول المساس باللجنة
المركزية, والانتقادات التي كانت تتم أحيانا لنا كلجنة مركزية هي من
خلال وجودنا بهذا المجلس كأعضاء مجلس ثوري, وبالتالي من الطبيعي أن
نكون معرضين للنقد وأن ننتقد أيضا. لذا فانا لا انظر إلى هذا الموضوع
بهذا الشكل وبهذه الخطورة, هناك طبعاً بعض الأمور التي تم الحديث عنها
بجدية، ولكن المؤتمر انتهى واللجان تم تشكيلها والعمل مستمر بعد
المؤتمر بشكل جيد ووتيرة جيدة.
"العربية.نت" ما هي أهم هذه القضايا التي احتدم بها النقاش؟
ـ الجانب الأكثر حدة كان الوضع الهيكلي, بمعنى أن اللجنة المركزية
بحاجة إلى تنشيط وتعبئة الشواغر, وكذلك المجلس الثوري, وهذه النقطة
أقول إنها مشروعة, يجب بعد فقدان الأخ الرئيس "ياسر عرفات" وبعد فقدان
بعض إخواننا في اللجنة المركزية أن نقوم بانتخاب عدد سريع من إخواننا
لتعبئة الشواغر التي أصبح عددها كبيرا جدا, اللجنة المركزية تحتاج إلى
إضافة 15 شخصا على الأقل, المجلس الثوري يحتاج إلى إضافة 30 على الأقل,
كل هذه الإضافات ضرورية ولكن يجب أن تتم بشكل جيد حتى يعقد المؤتمر.
"العربية.نت" هل أفهم أن هذا الأمر المتعلق بملء الشواغر هو ما سيطرح
في اجتماع اللجنة المركزية المرتقب؟
ـ اجتماع اللجنة يعتبر اجتماع منعطف ويشكل نقطة مهمة بالنسبة لحركة فتح
لأننا يجب أن نجيب على كافة الأسئلة التي لم نستطع الإجابة عليها في
المجلس الثوري والتي لا يمكن الإجابة عليها وحدنا كلجنة مركزية في
الداخل أو وحدهم كلجنة مركزية في الخارج, لذلك كل الأسئلة المطروحة
والتي بقيت دون إجابات يجب أن تطرح على اللجنة المركزية بكامل الأعضاء.
"العربية.نت" من سيرأس اجتماع اللجنة المركزية, أمين سرها أم الرئيس؟؟.
ـ هذا الأمر ليس مهما بشكل كبير, حسب اللائحة الداخلية لحركة فتح فان
الأخ أمين السر هو الأخ فاروق القدومي, ولكن هناك الأخ الرئيس أبومازن
رئيس المؤسسات الفلسطينية كلها بما فيها فتح, طبعا لا أعتقد أن هذا
يمكن أن يسبب مشكلة بالنسبة للأخ أبواللطف والأخ أبومازن, اعتقد أن
الاثنين تجاوزا هذه النقطة, واعتقد أنه تم تجاوز الأزمة في لقاء تونس.
سأقاضي من شهروا بي
"العربية.نت" تعرضتم في الفترة السابقة لحملة إعلامية كبيرة شهرت بكم
وبوطنيتكم, وقف على بعضها أشخاص وأحيانا مؤسسات إعلامية, لماذا شنت
عليكم حربا إعلامية ؟؟.
ـ المؤلم أن الإخوة في حركة حماس أصدروا هذه البيانات وقاموا بحملة
مكثفة ضدي شخصيا, وحاولوا شخصنة الموضوع بربطه معي لكى يشعروا الناس أن
هناك وجهتي نظر لفتح, وهذا خاطئ وغير صحيح, ولكن نحن من باب الإخوة
والحرص والمحبة أبدينا التسامح, وعندما تم دعوة الوفد المصري للعشاء في
منزلي قمت بدعوة 3 إخوة من قيادة حماس ورحبنا بهم واعتبرنا أن هذا يمكن
أن ينهي حالة التوتر القائمة, لكنني اعتقد أن هناك بعض العناصر
والأقلام التي مازالت تقوم بصب الزيت على النار وتريد الاصطياد في
الماء العكر, لأن هناك أناس ليس من مصلحتهم التهدئة والاتفاق داخل
الساحة الفلسطينية.
"العربية.نت" هل ستأخذ إجراءات معينة بحق هؤلاء الناس؟؟
ـ نعم, هناك الإجراء القانوني, أنا طلبت من المحامين أن يدرسوا الملف
بكامله وأعطيتهم كل ما نشر, وكل من وجه التهمة أو تعدى على حقوقي سوف
يتعامل معه المحامون عبر القضاء, هذه أفضل الوسائل, وأنا لا أريد أن
انجرف إلى الرد في الصحافة, هذا ليس من طبعي ولا أقبل بذلك, هناك مسائل
كثيرة طرحت للتشويه, من الواضح أنها متعمدة للتشويه مثل أنني عميل
للموساد الإسرائيلي, واعتقد أن الذي يقول ذلك يمكن أن اطرح عليه نفس
السؤال, وقد يكون هو العميل! وقد يكون هو المكلف من الموساد بعمل هذا!,
لذا أنا لا أريد أن انزل إلى هذا المستوى لأن تاريخ نضالي ودخولي الأرض
المحتلة في عام 1967 هو أهم إنجاز وطني وحركي اعتز به, وسوف أظل اعتز
به وسأعطيه لأبنائي وأحفادي لكي يرثوه. أما فيما يتعلق بالحملة من
إخواننا في حماس والتي شخصنوها بشكل كبير جدا, أنا عندما جئت ومن خلال
كافة البيانات الصحفية التي قمت بإصدارها لم أتعرض لحركة حماس ولا لأي
شخص آخر بكلمة نابية, وقلت عندما ذكرت الأخ الزهار على أساس أنه جنرال,
بعدها مباشرة قلت إنه إذا فهم مني على أن هذا الأمر إساءة مني له فانا
اعتذر, لأنني لم اقصد بهذه الكلمة الإهانة الشخصية.
أنا قلت أن كل الاتهامات الموجهة إلى حركة فتح من قبل الإخوة في حركة
حماس من قبل الأسماء التي كانت تحكي باسم حماس ومنها الأخ الزهار ومنها
حسن يوسف وسامي أبوزهري, كل هذه الاتهامات ضد حركة فتح والرئيس أبومازن
كلها باطلة, وأنا من حقي أن أدافع عما أشعر أنه حق, الإخوة في حماس غير
معتادين على أن يقوم أحد بالرد عليهم لذلك فهم يشعرون أنني دخلت
المحرمات بالنسبة لخطهم السياسي, وأنا مازلت أقول إن الحوار والنقاش
والخلاف المبني على أرضية محترمة هو جزء من الحياة الديمقراطية.
خلافنا مع حماس سياسي
"العربية.نت" هناك من الكتاب من أرجع جزءا من الخلاف الذي حدث هو بفعل
الثقافة, بمعنى ثقافة الدبلوماسي الذي قضى فترة طويلة في الحياة
الدبلوماسية الغربية تتسع للنقد والاختلاف أكثر مما تتسع له ثقافة من
عاش فترة عمره الطويلة بين السجون والمعتقلات والمطاردة, هل تعتقد أن
هذا قد يكون جزء من الأسباب التي أججت الموقف في حينه؟؟.
ـ بدون شك هناك اختلاف بين آلية التعامل في هذه النقطة وتلك, واعتقد أن
هذا قد يكون سببا, ولكن السبب الأساسي هو الخط السياسي, وأنا مازلت
أقول نحن مختلفين سياسيا مع الإخوة في حركة حماس, هم حتى هذه اللحظة
تبنوا بشكل مطلق خطنا السياسي, وفي نفس الوقت هم يشتمون خطنا السياسي,
يشتمون من خلال محاربة الفساد ومن خلال الإصلاح, وهذه النقاط ستظل
قائمة طالما أن الإخوة في حركة حماس لم يطرحوا ماذا يريدون, حتى هذه
اللحظة كل خطهم السياسي الشتم والتشهير بالسلطة الفلسطينية وإبراز كل
عجز موجود لدى السلطة الفلسطينية, سواء هذا العجز في مجال الفساد أو في
مجال الأداء السيئ أو في مجال العجز عن السيطرة على القانون, وإذا ما
نظرت إلى كافة بيانات حركة حماس كلها تقوم بالتركيز على هذه النقاط,
السلطة عاجزة فاشلة, السلطة غير قادرة, السلطة تتنازل لإسرائيل, لكن هم
لم يقولوا حتى هذه اللحظة ما هو البرنامج السياسي لحركة حماس في هذه
المرحلة, هل هم مع المفاوضات والتهدئة؟ إذا كانوا كذلك فهم يتحركون ضمن
سقف اوسلوا ولم يأتوا بسقف جديد, هل هم مع إقامة دولة فلسطينية في 67
أم مع تحرير كامل التراب الفلسطيني كما قلنا في الماضي؟؟, هم يقولون
نظريا أنهم مع تحرير كامل التراب الفلسطيني ولكن عمليا هم يمارسون
العمل السياسي على نفس الأرضية التي نمارس عليها عملنا السياسي،
وبالتالي هم يقبلوا بأراضي الـ67, على أى حال أنا اعتقد أنه حتى هذه
اللحظة لم يتم مناظرة بيننا وبين الإخوة في حركة حماس حول الموقف
السياسي, كل ما تم حتى هذه اللحظة هو مجموعة من الشتائم والرد على هذه
الشتائم أو الدفاع عن أنفسنا لأن هذه الشتائم غير مشروعة, أما الخط
السياسي فلم يتعرضوا إلى كافة النقاط, كانوا ضد الانتخابات وهم الآن
يشاركون في الانتخابات, كانوا ضد الدخول في المجلس التشريعي الآن هم
يريدون أن يكون لهم مرشحين في المجلس التشريعي. كانوا ضد التفاوض مع
إسرائيل, وهم الآن يتحدثون عن إمكانية اللقاء مع إسرائيل حتى ولو تحت
بند تنسيق العمل الخدمي.
نحن في هذه المسالة لا نريد أن نزل إلى مستوى المهاترات والسب والشتم
والسب المضاد, نقول هذا الخط السياسي الموجود الآن نحن في فتح كنا
نعيشه في الماضي وكنا نعيش حالته وتفاعلاته, لذا فأنا أشعر بالحالة
التي يعيشونها في حركة حماس, هناك خلل في العمل السياسي على الأرض وبين
ما يقولونه لكوادرهم, وبالتالي فقد استبدلوا عملية الصدام معنا لكى لا
تلتفت الكوادر عندهم إلى المسالة السياسية.
*العربية نت
|