"الإفرنجي".. جُلبَ من ألمانيا ليقود حرباً ضد إرادة
الشعب الفلسطيني
حسن الحسن
تصريحات عبد الله الإفرنجي الأخيرة والتي تعرََّض فيها لشخص الدكتور
محمود الزهار عضو القيادة السياسية لحركة حماس، والشائعات المغرضة التي
يطلقها ـ هذا الإفرنجي ـ خلال مؤتمراته الصحفية والتي تشكك بنزاهة
الانتخابات المحلية والبلدية في مرحلتها الثانية، التي تمكنت فيها حركة
حماس من تحقيق فوز يوازي حجم شعبيتها في أوساط الشعب الفلسطيني، جاءت،
لتشرّع الأبواب على فتنة داخلية متزامنة ومتناغمة مع ما تسرّب من
معلومات تتحدث عن تحضيرات عسكرية صهيونية لشن عملية عسكرية كبيرة ضد
حركة حماس، في أعقاب فوزها في الانتخابات البلدية، ومحاولة لمنع
الانتخابات البرلمانية من الوقوع، خشية فوز الحركة فيها.
فقبل يوم واحد من تصريحات الإفرنجي ضد د. الزهار و"حماس"، دعا رئيس
لجنة الخارجية والأمن، التابعة للكنيست الصهيونيّ، (19/5)، إلى شنّ
حربٍ موسّعة ضدّ "حماس"، وقال النائب الليكودي يوفال شتاينيتس" "إنّه
من الضروري أنْ تطلق (إسرائيل) على الفور حملة عسكرية في قطاع غزة، أيْ
حملة "السور الواقي رقم اثنين" بهدف عدم إفساح المجال أمام حركة "حماس"
لإعادة ترميم بناها التحتية".
وفعلاً؛ ترافق التصعيد "الإفرنجي" ضد "حماس" مع التصعيد العدواني
الصهيوني في قطاع غزة، حيث استأنف جيش الاحتلال عمليات الاغتيال ضد
مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسّام في رفح وخانيونس، بينما كان
"الإفرنجي" يطلق حملته ضد رموز وقادة "حماس"..
عبد الله الإفرنجي هذا، والذي جُلب مؤخراً من ألمانيا، التي مكث فيها
سفيراً لعشرات السنين، يسرح ويمرح بين "الكازينوهات"، حينما كان الشعب
الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يتعرَّض لحرب إبادة جماعية على
أيدي جنود جيش الاحتلال الصهيوني.. جُلب ليقود حملة منظمة لمساندة تيار
"الفساد" المقيت في مواجهة تيار "التغيير والإصلاح".
الإفرنجي يجوب البريج محاولاً إثارة فتنة داخلية
فبعد إعلان حصول حركة حماس على 12 مقعداً من أصل 13 مقعداً في
الانتخابات المحلية في مخيم البريح، تفاجأ أهالي المخيم بالإفرنجي
بمسئول مكتب التعبئة والتنظيم في حركة فتح يدخل إلى البريج برفقة
مجموعة من العناصر المدججين بالسلاح، وأعلنوا ـ المقتحمون ـ عبر مكبرات
الصوت رفضهم لنتائج الانتخابات التي فازت بها حركة حماس, وطالبوا باسم
فتح بإعادة فرز الأصوات واتهموا "حماس" بتزوير الانتخابات!!.
وفي رفح أطلق الإفرنجي "زعرانه" في شوارع المدينة بعيد الإعلان عن
نتائج الانتخابات البلدية والتي حصلت فيها "حماس" على 12 مقعداً من أصل
15، وأخذوا أولئك "الزعران" يطلقون النار باتجاه المسيرات الجماهيرية
الحاشدة التي انطلقت احتفالاً بفوز حماس..
فالإفرنجي، والذي أطلق "زعرانه" النار على الأهالي في رفح في محاولة
منه لافتعال اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني، بهدف إلغاء نتائج الانتخابات،
ليجدر النظر إليه من منظار آخر مختلف تماماً عن كونه "عضو لجنة مركزية
في حركة فتح".
فبعد أن طوّقت حركة حماس مشروع "الإفرنجي" بافتعال اقتتال فلسطيني ـ
فلسطيني، وأفشلت مخططه، دخل هذا الأخير من باب التشكيك بنزاهة
الانتخابات التي أشرفت عليها "سلطته" و"حركته"، وقام بتشكّل محاكم "من
طرف الجيبة" للنظر في نزاهة الانتخابات، وذلك في سياق حملته المتربِّصة
بحماس.
وجاء بعدها هذا الإفرنجي ليقول إن "فتح لن تسمح أبدا بالمس بإنجازات
الشعب الفلسطيني الدستورية أو بالتشكيك بمؤسساته الوطنية"!!.. طبعاً لا
أحد يعلم عن ماهية تلك "الإنجازات الدستورية" التي يتكلم عنها
"الإفرنجي" والذي أضاف إليها أن "مؤسسات السلطة فوق مستوى التشكيك!؟ ".
فالجميع يعلم، علم اليقين، أن الكثير من القائمين على تلك المؤسسات
التي يتكلم عنها الإفرنجي والتي يعتبرها "فوق مستوى التشكيك" قد ساهم
كبار مسؤوليها في بيع الحكومة الصهيونية كميات الاسمنت التي أرسلتها
مصر لمساعدة أهالي رفح في إعادة بناء ما هدمه الاحتلال في مدينتهم، تلك
الكميات من الاسمنت ذهبت لصالح بناء جدار الضم والتوسع الصهيوني!!..
وهنا نسأل الإفرنجي، أين القضاء "النزيه" الذي يتحدث عنه وقد تبخر ملف
الإسمنت من التداول على الصعيدين السياسي والقضائي في "السلطة"، كما
تبخر المئات من قضايا الفساد والتي تأكد تورط مسؤولين كبار في "السلطة"
في تلك القضايا.
الإفرنجي في مواجهة إرادة الشعب الفلسطيني
ما يثير الاشمئزاز في سلوكيات وتصريحات "الإفرنجي"، هي أنها تستخف
بوقاحة منقطعة النظير بعقول أبناء الشعب الفلسطيني.. وربمّا أن مردّ
ذلك يعود إلى كونه قد عاش ردحاً طويلاً من الزمن في بلاد الغرب، وأصبح
ينظر إلى شعبه، نظرة غربية متعالية!!
فالإفرنجي، الذي يواجه إرادة الشعب الفلسطيني، مطمئن إلى أن "حماس" لا
تلجأ إلى استخدام العنف والمهاترة ضد أحد من أبناء الشعب الفلسطيني،
وهو أمر أصاب فيه كبد الحقيقة؛ غير أن ما فاته هو أن "حماس" لم تعد
حركة تمثل أبناءها فقط، بل باتت حركة تمثل قطاعاً واسعاً من الشعب
الفلسطيني، بما فيهم الأخوة المسيحيون، والذين صوّتوا لقوائمها في
الانتخابات المحلية والبلدية بمحافظة بيت لحم؛ فمن المؤكد والمسلّم به
أن هناك مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني باتوا معنيين بالدفاع عن
"حماس" ورموزها أمام أيٍّ خطر يتهددها..
ومن هنا نؤكد أن "تيار الإفرنجي" وتياره سيصطدم بالضرورة مع الشعب
الفلسطيني ولا أحد يتكهن إلى ماذا ستؤول إليه الأمور في حال مضى هذا
التيار في مخططاته المشبوهة..
|