أصدر بيانا انفعاليا تعرض فيه لصحفيين
عباس لم يطلب من الفصائل مقاطعة
القدومي
عمان ـ "الوطن":26/10/2005
نفت مصادر الفصائل الفلسطينية في دمشق أن يكون محمود عباس, أو اللجنة
المركزية لحركة "فتح" طلبت منها وقف اتصالاتها مع فاروق القدومي أمين
سر اللجنة المركزية لحركة "فتح".
وقالت المصادر في اتصال هاتفي اجرته "الوطن" معها إن شيئا من هذا لم
يحدث, كما أن اللجنة المركزية لحركة "فتح" لم تبلغ الفصائل عدم
التزامها بأي اتفاق يمكن أن تتوصل إليه مع القدومي, خلافا لما نشرته
صحيفة "القدس العربي" التي تصدر في لندن.
وأكدت المصادر تواصل الإتصالات الهاتفية مع القدومي في مقر اقامته في
تونس.
وفيما يتعلق بعدم انعقاد اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح", الذي كان
مقررا الإثنني الماضي في القاهرة, قالت المصادر إن محمود عباس رئيس
السلطة الفلسطينية طلب تأجيل انعقاده, نظرالوجود اولويات أكثر أهمية
على جدول اعماله في الوقت الراهن.
وقالت المصادر إن اللجنة المركزية هي التي قررت الإجتماع في القاهرة,
وأن حكم بلعاوي النائب الثاني لأمين سر اللجنة المركزية, الذي أوفده
عباس للقدومي في تونس, سلمه رسالة من عباس يبلغه فيها موافقته على عقد
اللجنة المركزية في القاهرة, ويطلب منه التفاهم مع بلعاوي على جدول
الأعمال, وتأجيل موعد عقدها لوقت آخر.
المصادر تبدي اعتقادها في أن عباس لا يبدو في وارد تسهيل أمر انعقاد
اللجنة المركزية الآن برئاسة القدومي.
وكانت صحيفة "القدس العربي" ذكرت أن رسالة عباس التي نقلها بلعاوي تخير
القدومي بين اصدار بيان يؤيد فيه كل ما صدر عن عباس من اقوال وأفعال
منذ توليه رئاسة السلطة الفلسطينية, وبين انعقاد اللجنة المركزية
برئاسته في القاهرة, وأن القدومي رفض اصدار البيان المطلوب, ما أدى
لإلغاء اجتماع القاهرة.
القدومي من جهته, وفقا لمقربيه, يعاني من حالة انفعال وقلقل شديدين
جراء ما ينشر عن تحركاته, وهو المعروف بتكتمه الشديد في العمل. وقد
انعكس ذلك على البيان الذي أصدره مساء أمس الأول (الثلاثاء) بشأن ما
ينشره "بعض الإخوة الصحفيين", ليشكك بعد ذلك في وطنيتهم وانتمائهم,
وكذلك في مهنيتهم. وتقول المصادر إن كشف بعض المعلومات المتعلقة بتضعضع
مكانة القدومي داخل حركة "فتح", وتراجع تأثيره, من شأنه تقليل اهتمام
الفصائل الفلسطينية بالتعامل معه.
واتهم القدومي في بيانه الذي صدر عن "مصدر مسؤول في الدائرة السياسية
لمنظمة التحرير الفلسطينية"هؤلاء "الإخوة", بالسعي إلى تشويه وتحريف
الأقوال, أو ما يتسرب من اللقاءات القيادية الفلسطينية "ضمن حرب نفسية
ضد هذا القائد أو ذاك". وقال إنهم بهذا "يخدمون قوى لا نستطيع القول
إلا أنها معادية للمصلحة الوطنية ووحدتها, معتمدين ربما على بعض
الحقائق التي لم يتم البت بها أو تضخيمها خدمة لذاتهم المادية, أو
لخصوم يمتلكون أفقا واسعا من الخيال الذي يخدم مصالح تلك الفئة, أو
عدونا المتربص بنا".
ويدعو القدومي في بيانه إلى "استنهاض كافة القوى الإعلامية الوطنية
والقومية, أن تتصدى لهؤلاء الكتبة الذين يتطفلون على أشرف مهنة نضالية,
وهي الصحافة".. راجيا.. "التصدي لهؤلاء وفضحهم ومن ورائهم".
محبون للقدومي, تقول المصادر, نصحوه بسحب بيانه المنفعل, لأنه يستفز
الصحف وكل الصحفيين على شخصه, حين يتهم ويشكك بالصحفيين الذين ينشرون
ما لا يرغب هو في نشره. وقالوا له إنه بذلك يعمل على فرض نفسه رئيسا
لتحرير كل صحف العالم, ورقيبا على كل ما ينشر فيها, وهو ما لا يمكن أن
تقبله أية وسيلة اعلام تحترم نفسها. لكن القدومي امتنع عن فعل ذلك جراء
انفعاله الشديد مما آلت إليه اموره, وإن كان أبدى أنه تسرع في اصدار
البيان, ووقع في أخطاء لدى صياغته, وقبول نصائح من بعض مقربيه غير
المؤهلين, اشاروا عليه بإصدار البيان, بعد أن قرأ ما نشرته "القدس
العربي" عنه. |