لقاء آخر مع حلّس

عبد الرحيم علي**

28/09/2004

أكد أحمد حلس أمين سر اللجنة التنفيذية لحركة فتح في غزة أن من أهم مقومات استمرارية انتفاضة الأقصى ألا تحبس نفسها أسيرة لشكل محدد من أشكال المقاومة.

وشدد حلس في حوار شامل مع "إسلام أون لاين.نت"، بمناسبة دخول الانتفاضة عامها الخامس، على ضرورة أن توازن الانتفاضة بين مختلف الأشكال النضالية، وألا تغلق الآفاق أمام أية إمكانيات لحلول سياسية، وأن تكون قادرة في نفس الوقت على طرح مبادرات جريئة يفهمها العالم من حولنا.

وركز حلس على أهمية توسيع دائرة التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني من خلال الانفتاح على القوى والأحزاب المختلفة في الوطن العربي والعالم، مشيرا إلى أن هذا يحتاج إلى وضع الخطط لإعادة الاعتبار لأشكال العمل الشعبي دون إغفال الأشكال الأخرى التي تفرضها طبيعة العدوان.

وفيما يلي نص الحوار:

سيد أحمد حلس لقد اندلعت انتفاضة الأقصى في أعقاب زيارة شارون للحرم القدسي، لكن تطور الأحداث يشير إلى أن الأمر كان أبعد من مجرد رد الفعل على هذه الزيارة، والمصادر الإسرائيلية كانت قد اتهمت عرفات بتبييت النية على إطلاق ما أسمته موجة العنف ردا على فشل مسيرة المفاوضات، خاصة بعد كامب ديفيد (كلينتون ـ باراك ـ عرفات).

أ- الآن كيف يمكنكم تقويم الدوافع الحقيقية والظروف الميدانية وراء اندلاع الانتفاضة الثانية؟

ب- وما هي العلاقة بين ما هو عفوي وما يتعلق بعناصر الإرادة والتصميم على اعتماد خيار الانتفاضة في عام 2000؟

ربما كانت زيارة شارون للحرم القدسي هي التي أشعلت فتيل تلك الانتفاضة، ولكن إرادة المقاومة وبذرة الانتفاضة كانت وما زالت كامنة في ضمائر أبناء شعبنا الفلسطيني الذي ما زال يعيش انتفاضته الأولى التي توقفت مع قيام السلطة الوطنية والتي علق الكثيرون من أبناء شعبنا عليها آمالا عريضة.

الفهم الإسرائيلي للسلام

لكن مع اصطدام هذه الآمال بحقيقة الفهم الإسرائيلي لعملية السلام والتي لم تتعد حكما ذاتيا محدودا بدأ أبناء شعبنا الفلسطيني في البحث عن أسباب للعودة للمقاومة مثلما حدث في انتفاضة النفق.

لذلك كانت العفوية في هذه الانتفاضة هي نقطة البداية، ولكن ما كان لهذه الانتفاضة أن تتواصل اعتمادا على العفوية فقط، فلولا هذا الكم الهائل من عوامل الاحتقان والقدرة العالية على تحمل الخسائر التي أصابت كل نواحي الحياة الفلسطينية ما كان يمكن لمثل هذه الانتفاضة الباسلة أن تستمر.

ما هي الأهداف التفصيلية التي كانت الانتفاضة قد رفعتها عند انطلاقها لتحقيق الهدف الأكبر المتمثل في التحرير الكامل للأرض؟ وفي هذا السياق:

أ – هل دخلتم ساحة الانتفاضة متوافقين على نفس الأهداف التي دخل بها غيركم، أم كانت لكم رؤية ما متمايزة عن الآخرين؟

ب- وهل حدث تطور على لائحة هذه الأهداف، فرضته ظروف الواقع؟ وما طبيعة مثل هذا التطور؟

الهدف الأساسي لهذه الانتفاضة هو جعل الإرادة الفلسطينية كلمة الفصل في أي حل يمكن التوصل إليه، بمعنى أن القضية الفلسطينية ليست مرهونة بإرادة حزب أو عدد من المفاوضين أو موازين قوى أو حتى شرعية دولية عمياء، فكل ما يقفز عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكتب له الدوام. لقد دخلت القوى الفلسطينية وهي مختلفة في برامجها الحزبية وفي رؤيتها للعملية السياسية ولكن الجميع كانوا متفقين على ضرورة مقاومة المشاريع الإسرائيلية.

إسرائيل تتنكر للعملية السياسية

نحن في فتح وصلنا إلى قناعة بأن إسرائيل قد تنكرت عمليا للمسيرة السياسية، وبالتالي حتى لو افترضنا الحرص على إنجاح العملية السياسية كان لا بد من مقاومة هذه المشاريع الإسرائيلية لنثبت أن السلام ليس فقط مصلحة للفلسطينيين وإنما أيضا للإسرائيليين، ومن خلال مسيرة الانتفاضة أثبتت الظروف أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي من أهم عناصر القوة، ومن هنا أصبح البحث عن صيغ عملية لتشكيل قيادة وطنية موحدة أمرا ملحا وضمن أولويات العمل الوطني.

بدأت الانتفاضة بمشاركة شعبية واسعة توحي باستعادة الطابع المتميز للانتفاضة الأولى حيث كان الجميع يحمل حجرا ويلقيه، لكن سرعان ما انحسرت موجات المشاركة الشعبية لتقتصر الانتفاضة على المقاومة المسلحة فقط.

أ- ما هي أسباب ودوافع هذا التحول؟

ب- هل خسرت الانتفاضة شيئا بعدم الإبقاء على الطابع الشعبي؟

ج- هل كان هناك إمكانية لاعتماد إستراتيجية توازن ما بين خيار المقاومة المسلحة والطابع الشعبي للانتفاضة؟

لقد بدأت الانتفاضة بشكلها الشعبي مستفيدة من الانتفاضة الأولى، وكان أقصى ما استخدم في الأيام الأولى هي الحجارة التي ووجهت بالرصاص؛ وهو ما دفع القادرين على حمل السلاح من أبناء شعبنا إلى استخدامه في مواجهة المحتلين ولكن بشكل فردي غير منظم، أما تنظيم المقاومة المسلحة فقد جاء بعد أن تمادى الاحتلال في استخدام القوة وبعد تزايد أعداد الشهداء والجرحى، وباستخدام السلام خسرت الانتفاضة طابعها الإنساني أمام العالم كما خسرت التعاطف من قوى تقليدية داخل المجتمع الإسرائيلي، ولكنها رغم ذلك حققت حالة من التوازن العسكري فيما يتعلق بمجال الردع؛ لأنه أصبح من المسلمات أن مقابل الدماء الفلسطينية هناك دماء إسرائيلية، وثمن الخوف الذي فرضه الاحتلال على شعبنا رعب يعيشه المجتمع الإسرائيلي أيضا.

حالة من التوازن

ورغم ذلك حافظت الانتفاضة على حالة من التوازن ما بين الطابع الشعبي والمقاومة المسلحة؛ فما زالت جماهير شعبنا تنتفض وتتظاهر رفضا لجدار الفصل العنصري، وما زال أبناء شعبنا رجالا ونساء وأطفالا يجعلون من أجسادهم متاريس أمام جرافات الاحتلال التي تدمر البيوت والشجر.

هل جاء الاندفاع لتغليب خيار المقاومة المسلحة متأثرا بتجربة حزب الله في لبنان؟ وهل كان الوقت والظرف مناسبين لتبني هذا الخيار بديلا عن المقاومة الشعبية العامة التي يمارسها الجميع بالحجارة؟ وهل كان من الأفضل حصر المقاومة في نطاق الأراضي المحتلة عام 1967؟

لقد استفاد شعبنا من كل التجارب وبالتأكيد كانت تجربة حزب الله حاضرة في أذهان جماهيرنا المنتفضة، ولكن الأهم من ذلك أن تجربة شعبنا غنية بالدروس، وكان لا بد لشعبنا أن يستفيد من كل تجاربنا السابقة. والانتفاضة في مراحلها الأولى وضعت لنفسها هدفا هو مقاومة جنود الاحتلال والمستوطنين ولكن المحتلين وسعوا دائرة العدوان لتشمل كل جوانب الحياة الفلسطينية، فما كان من المقاومين الفلسطينيين إلا البحث عن مواطن الضعف في الجانب الإسرائيلي، وإذا كانت أشكال المقاومة قد توسعت فهذا لم يكن إلا ردا على توسيع دائرة العدوان.

قبل الانتفاضة لم تكن العمليات الاستشهادية واستهداف "المدنيين" بالإضافة لجنود الاحتلال تمثل هدفا معتمدا لأي من الفصائل الفلسطينية.

أ- ما هي العوامل وراء هذا التحول؟

ب- ما هي الضوابط التي تم اعتمادها لتصاحب تلك العمليات؟

ج- ما الذي ترتب سلبا وإيجابا من وراء اعتماد هذا المنهج في المقاومة؟

د- ألم يحن الوقت بعد لمراجعة هذه الطريقة في المقاومة؟ وهل تحقق أهدافها أم تحتاج إلى تقويم؟

لقد فرض التصعيد العسكري الإسرائيلي على القوى الفلسطينية المقاومة أن توسع من دائرة عملها المقاوم بعدما تجاوز العدو كل الخطوط الحمراء من قتل وتدمير وحصار، ورغم كل ذلك لم تكن هذه العمليات بلا ضوابط، فقد تقدمت القوى الفلسطينية أكثر من مرة بمبادرات لتجنب المدنيين ويلات العنف، والتزم الجانب الفلسطيني دائما بهذا الخيار، ولكن كان الرد الإسرائيلي مزيدا من العدوان، وقد ترتب على انتهاج الجانب الفلسطيني لنهج العمليات الاستشهادية في نضاله حملة واسعة لتشويه صورة النضال الفلسطيني.

المقاومة في نظرهم إرهاب

المهم أن تلك القوى التي رفضت هذا الشكل من أشكال المقاومة (العمليات الاستشهادية) لم تشرع لنا أشكالا أخرى، واعتبرت أن كل مقاومة شعبنا الفلسطيني بغض النظر عن أشكالها شكل من أشكال الإرهاب. ونحن دائما ما كنا نراجع هذا الشكل، ولكن بدا من الواضح أنه حينما تتوقف العمليات يصعد العدو من سياسة الاغتيالات؛ الأمر الذي يجعل من الصعب التفكير في وسائل أخرى للدفاع عن شعبنا الأعزل.

بعد أقل من عام على انطلاق الانتفاضة وقعت أحداث 11-9-2001 في الولايات المتحدة الأمريكية.

أ- كيف تمت في حينه قراءة هذا الحدث؟

ب- ما هو تأثير وانعكاسات هذه الأحداث على الانتفاضة؟

ج- ما هي السياسات التي كان من الممكن اعتمادها في أعقاب الأحداث وتم تجاهلها؟

منذ اللحظات الأولى لأحداث 11-9-2001 كنا ندرك أن إسرائيل ستكون المستفيد الأول، وكنا نعلم أن الإدارة الأمريكية قد فقدت توازنها وتوقعنا المخاطر الضخمة التي ستقع على قضيتنا، ولكن لم يكن واردا أمامنا أن نسلم بمصالحنا الوطنية نزولا عند مشاعر الغضب الأمريكي؛ لأن الغضب الأمريكي لن يكون أقسى علينا من التسليم بالأمر الواقع.

وفي اعتقادي لم يكن هناك من سبيل لاسترضاء أمريكا؛ فالمراقب للسلوك الأمريكي خلال الأعوام الثلاثة الماضية يرى أنها لم تستطع التمييز بين من قدم الولاء والطاعة وبين من جاهر بمواقفه الرافضة؛ فالأنظمة العربية كلها مرفوضة أمريكيا وكلها في دائرة الشبهة سواء نفذت السياسات الأمريكية أو جاهرت برفضها.

رغم مرور أربع سنوات على اندلاع الانتفاضة كيف تقوِّمون إنجازاتها؟ وفي هذا الإطار:

أ- ما الذي يمنع حتى الآن من التوصل إلى صيغة لتشكيل قيادة وطنية موحدة؟

ب- ما هي الصيغة الفضلى لهذا الإطار القيادي:

أن تكون في إطار السلطة بعد توسيعها.

في إطار منظمة التحرير بعد إعادة تشكيلها.

إنشاء إطار جديد مستقل بديل عن السلطة.

وفي الحالة الأخيرة، كيف تكون طبيعة العلاقة بين الإطار الجديد والسلطة؟

وكيف يمكن التوصل إلى هذه الصيغة، بالتوافق أم بالانتخابات؟

لقد أثبتت الانتفاضة في أعوامها الأربعة الماضية أن الرهان على الاقتتال الداخلي الفلسطيني هو رهان فاشل وقدم شعبنا خلال هذه الانتفاضة نموذجا رائعا للتوحد على الأهداف المرحلية. يبقى السؤال كيف لم تستطع القوى الفلسطينية التوصل إلى صيغة لتشكيل قيادة وطنية موحدة رغم أن القوى الفلسطينية منذ اليوم الأول للانتفاضة شكلت لجنة المتابعة العليا التي لم تتعد إطارا تنسيقيا وليس إطارا قياديا؟ ولكن النقاش ما زال مستمرا من أجل التوصل إلى صيغة لقيادة سياسية مشتركة، والخيار المطروح هو تشكيل قيادة وطنية موحدة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إضافة إلى ممثلين عن حركتي حماس والجهاد، وهذا الإطار مؤقت إلى حين إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني.

أما في إطار السلطة فإن النقاش الجاد لتشكيل حكومة وحدة وطنية قد وصل إلى مراحل متقدمة، وفي اعتقادي لا يوجد تناقض بين صيغة القيادة الوطنية الموحدة والسلطة الوطنية؛ لأن مسئولية السلطة منحصرة في المناطق الفلسطينية، أما القيادة الموحدة فمسئوليتها الشعب الفلسطيني أينما وجد، ويمكن التوصل لهذه الصيغ بالتوافق من خلال الحوار، ولكن في النهاية لا بد من الانتخابات.

هناك ثلاثة مشروعات سياسية للتسوية طرحت على الانتفاضة (خريطة الطريق – وثيقة جنيف – ما سمي بمبادرة الإحصاء القومي).

أ- هل هناك أي احتمال لاعتماد أي من هذه المشروعات؟

ب- ما هي الأسس التي يقوم عليها مشروع التسوية الذي تفضلونه؟

في اعتقادي أنه لم يعد مطروحا أمام العالم اليوم سوى خطة خارطة الطريق التي تلقى دعما من الدول العربية ومن المجتمع الدولي، ولكن لإسرائيل قراءتها الخاصة لهذه الخارطة ويوما بعد يوم تتبنى الإدارة الأمريكية الرؤية الإسرائيلية. أما من جانبنا فنحن نرى أن أي مشروع للتسوية يجب أن يراعي القضايا التالية: الانسحاب الإسرائيلي العسكري والاستيطان من جميع الأراضي التي احتلت عام 67 بما فيها القدس – حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم – الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال – قيام دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس يكون لها السيطرة على أرضها وحدودها.

ماذا إذا طرح مشروع لتدويل القضية الفلسطينية؟ هل تقبلونه؟ وفي هذه الحالة ما هي شروطكم لقبول مثل هذا المشروع؟ وما هي أسباب رفضكم له في حالة عدم القبول؟

نحن نقبل وجودا دوليا مؤقتا ولا نقبل تدويلا دائما؛ لأن ما نسعى إليه هو سيادة على أرضنا وليس استبدال الوصاية بالاحتلال.

إلى أي حد أثرت المتغيرات الدولية في مسار الانتفاضة، وعلى مجمل القضية الفلسطينية، وخاصة احتلال العراق ومشروع الشرق الأوسط الكبير.

لقد أثرت الأحداث الأخيرة سلبا على قضيتنا وخاصة احتلال العراق، فقد حولت أزمة العراق دفة الاهتمام عن القضية الفلسطينية لتحتل العراق أولوية قصوى في هذا المجال، كما أن مجاراة القوى الدولية للمواقف الأمريكية يأتي دائما على حساب المواقف التقليدية الداعمة أو المتفهمة لنضال شعبنا.

ما هي أبرز الإنجازات التي تمكنت الانتفاضة من تحقيقها على مدار السنوات الأربع الماضية؟ وما هي بالمقابل إخفاقاتها؟

لقد كان من أهم إنجازات هذه الانتفاضة أنها أثبتت للجميع أنه لا يمكن أن يتحقق سلام دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن أن يفرض على الشعب الفلسطيني سلاما إسرائيليا، وفي المقابل فإن الانتفاضة خسرت قوى مؤيدة ربما بفعل المقاومة المسلحة أو بفعل السطوة الأمريكية.

ما هو مستقبل الانتفاضة في مطلع عامها الخامس؟

أ- هل يجب التمسك بخيار الانتفاضة بشكلها الحالي أم يحتاج الأمر لتعديل ما، وما هي الشروط المطلوبة لدعم هذا الخيار؟

ب- هل يجب إحداث تحول إستراتيجي باتجاه اعتماد الكفاح المدني وتعزيز الطابع الشعبي للانتفاضة؟

ج- أم هل يجب منح الأولوية لتطبيق برنامج شامل للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي يشمل السلطة وكل مناحي أوضاع المجتمع الفلسطيني؟

ونحن ندخل بالانتفاضة عامها الخامس نرى أن من أهم مقومات استمراريتها ألا تكون أسيرة لشكل محدد من أشكال المقاومة، ولكن أن توازن بين مختلف الأشكال النضالية، وألا تغلق الآفاق أمام أية إمكانيات لحلول سياسية، وأن تكون قادرة على طرح مبادرات جريئة يمكن للعالم من حولنا أن يتفهمها، كما يجب العمل على توسيع دائرة التضامن مع نضال شعبنا من خلال الانفتاح على القوى والأحزاب في الوطن العربي والعالم، وهذا يحتاج إلى وضع الخطط لإعادة الاعتبار لأشكال العمل الشعبي دون إغفال الأشكال الأخرى التي تفرضها طبيعة العدوان.

وحتى يتمكن شعبنا من تحمل عبء الانتفاضة لا بد من عملية إصلاح شامل يتناول جميع مناحي الحياة الفلسطينية بما لا يتعارض مع تركيز الجهود في مواجهة الاحتلال.

ماذا بعد انسحاب الاحتلال من غزة ـ إن حدث ـ؟

أ – ما هو شكل الإدارة السياسية الذي ترغبونه؟

ب- هل تستمر المقاومة انطلاقا من غزة؟ وما هي الأساليب التي يمكن اتباعها بعد الانسحاب لكي تستمر المقاومة؟

إذا ما تم الانسحاب الإسرائيلي من غزة فلا بد من أن تشكل نموذجا للقدرة الفلسطينية على النجاح من خلال العمل المشترك وتحمل المسئولية المشتركة، وذلك من خلال مشاركة كل القوى الفلسطينية في كل مستويات العمل الفلسطيني بدءا من صياغة القرار وانتهاء بتنفيذ ما يصدر عن هذه القيادة من قرارات. أما فيما يتعلق بالمقاومة انطلاقا من غزة فلها اليوم ما يبررها ولكن حينما تنتهي هذه المبررات يمكن التعبير عن مطالبنا الوطنية الأخرى بأشكال نضالية يمكن التوافق عليها بين مختلف القوى، وهذا بالتأكيد سيكون له علاقة بما يحدث في الضفة الغربية وفي ملف الأسرى وغيرها من القضايا.

هل يمكن أن تستمر الانتفاضة والمقاومة على هذا النحو في ظل الوضع العربي المنسحب والمتقوقع والمشغول بمشكلاته القطرية ومطارداته الدولية؟ وما الذي تعدونه لمواجهة هذا الوهن والوضع غير المسبوق؟

لقد انتفض شعبنا في ظل وضع عربي رديء، وربما مطلوب من الانتفاضة الفلسطينية أن تبعث الروح في الضمير والوجدان العربي، وإذا كان هناك أسباب فلسطينية لاستمرار الانتفاضة فإن هناك أيضا أسبابا عربية لذلك، فمثلما انتفض شعبنا رفضا لواقع الاحتلال فهو أيضا ينتفض رفضا للواقع العربي، ولكن حتى نتمكن من التغيير لا بد من نسج علاقات قوية ضمن برامج واضحة مع القوى السياسية والاجتماعية والفكرية في الوطن العربي.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع