عضو المجلس الثوري لـ «فتح» ومقرر الانتخابات الداخلية للحركة:

 

أحمد الديك :على كل الذين سقطت «فتح» في مواقعهم الاستقالة والتنحي
لسنا خائفين من حماس ولكننا مرعوبين من ترهل وضعنا الداخلي وغياب الدور القيادي
السلطة الوطنية ولدت من رحم المنظمة
غير مسموح  لأحد وضع المجلسين الوطني والتشريعي في دوائر التحليل
كل مسمياتنا في الداخل ليس لها شرعيات حقيقية في الهيكل التنظيمي

أنا مع بقاء مقاومة الاحتلال  وأنا أقول لك "سجل علي" بعد الانسحاب من غزة القيادة الفلسطينية سيكون وجهها للحائط لأنها ستكتشف أن شارون دمر إمكانيات قيام دولة فلسطينية مترابطة بين الضفة وغزة والقدس ...عندها ما الحل؟ لا توجد خيارات .. ستأتي مقاومة اعنف من المقاومة الحالية لان شارون شطب المشروع تحت شعار خطة الانفصال من طرف واحد.... إلى التفاصيل :

الحقائق : ما الجديد على حركة فتح بعد نتائج الانتخابات البلدية ؟
الديك : أنا لا أرى شيئا جديدا في الحركة بعد الانتخابات البلدية لأكثر من اعتبار وهذا قد يشكل عامل إحباط أكثر من عامل تفاؤل لان الإخوان عندنا في القيادة لا أرى أنهم بصدد تقييم حقيقي لما جرى في انتخابات الحكم المحلي من منطلق أن التقييم سيدفع باتجاه الإجابة على سؤال من هو المسؤول "؟!" عن هذا الفشل الذي حصدته حركة فتح ... أنا اعتبر أننا فشلنا والجواب واضح  القيادة من تتحمل المسؤولية وبالتالي فالذي يتحمل المسؤولية عليه أن يستقيل ويتنحى ، من هنا على المستوى القيادي نجد ثمة عزوف في حركة فتح عن تقييم ما جرى على مستوى الحكم المحلي خاصة اللجنة الحركية المشرفة على الانتخابات وخاصة دوائر اللجنة المركزية للحركة والذي برأيي هم يتحملون المسؤولية الكاملة عن الفشل الذي لحق بالحركة...وهذا على مستوى المستقبل لا يبشر بخير على الإطلاق وينذر بسوء سواء على مستوى الوضع الداخلي أو على مستوى انتخابات الحركة حتى على مستوى انتخابات المجلس التشريعي وعلى العكس من المطلوب ، أنا أرى الوضع الحالي يرفض ولا يحتمل ولا يريد أن يتعايش مع أية محاولة لإحداث أي  تغيير جدي داخل الحركة الفتحاوية .

الحقائق : هل تعتقدون بان الانتخابات الداخلية "البرايمرز" ستفرز وضعا جديدا ، وهل ستتمكنون من تحقيق أهدافكم من خلال هذه الانتخابات في ظل عدم توفر الوقت الذي يفصل انتخابات "البرايمرز" عن انتخابات التشريعي ؟.
الديك: يجب أن نتحدث بشكل واضح ، إن حركة فتح تعاني من أزمة مركبة ولها أكثر من وجه عميق في بنية الحركة ، فأولا فتح تعاني من أزمة برنامج،  بمعنى أن برنامج فتح غير واضح.. صحيح أننا قدمنا برنامجا واضحا لانتخابات الرئاسة وعلى هذا الأساس نجح الأخ أبو مازن ، لكن حتى البرنامج السياسي الذي حظي بالثقة شعبيا لم يتم اعتماده بشكل رسمي في اطر الحركة حتى هذه اللحظة،  بالتالي فان هذا الموضوع عزز الحديث بلسانيين في الحركة.. بوقت ما نريد البرنامج السياسي الذي طرحته الحركة في انتخابات الرئاسة وبوقت آخر نكون على يميين هذا البرنامج أو على يساره... والمقصود بأزمة البرنامج انه لم يتم عقد المؤتمر العام السادس الذي هو عبارة عن الجهة الوحيدة في حركة فتح القادرة على اعتماد برنامج سياسي جديد للحركة وبالتالي هذا الأمر ولد غياب للوحدة ، للسياسية ، والوحدة الفكرية داخل حركة فتح... بالتالي تلاحظ انه في حركة فتح يوجد مدارس سياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وتكاد تعبر عن كامل الخارطة السياسية الفلسطينية بما فيها اطروحات حماس... نجد في فتح من يتبنى هذه الاطروحات او كانوا سبقوا حماس بتبني هذه الاطروحات ولكن داخل الحركة وبالتالي فان غياب الوحدة السياسية داخل حركة فتح يضعف وحدتها الداخلية ويضعف ايضا وحدة المواقف التي تصدر عن كل مسؤولي الحركة وعندنا ازمة هيكل فالهيكل الذي تسير عليه الحركة وضع اثناء وجود الثورة   في الخارج والامر الثاني ان طابعه انسجم مع الطابع العسكري للثورة الفلسطينية بينما الطابع العام لحركة فتح في الوطن اقرب ما يكون للطابع المدني وان وجدت محاولات العسكرة.
عندما جاءت القيادة من الخارج بعد عام 1994 جاءت الى موقع لا تعرف عنه شيئا والذي نشات به حركة فتح في ظروف الاحتلال وفي ظروف خاصةاكتسبت ملامح تجربة خاصة تختلف الى درجة كبيرة من تجربة الثورة الفلسطينية في الخارج بالتالي لم يحصل تزاوج شرعي ما بين تجربة فتح في الخارج وتجربة فتح بالداخل وهذا ولد في كثير من الاحيان عدم تعايش وولد  صراع وغربة حقيقية بين التجربتين .

الحقائق : برأيكم كيف كان من الممكن منع  حدوث هذه الأزمات أو الحد منها ، وما انعكاساتها على مجموع الحركة الفتحاوية ؟.
الديك : كان من المفروض عقد المؤتمر العام السادس للحركة  منذ أن جاءت القيادة  إلى الوطن لأنه الوحيد  القادر على بناء هيكل تنظيمي جديد للحركة ينسجم مع واقعنا وهو الوحيد القادر على إحداث تعايش وتزاوج وتلاقح بين كل تجارب الحركة...أما أن يحصل التزاوج والتلاقح في الشارع فهذا أدى إلى إحداث مرارات وتصدعات داخل الحركة سواء في البنية القادمة من الخارج أو في البنية الموجودة في الداخل وهذا لم يكن تحت أي ظرف من الظروف في صالح وحدة حركة فتح  لأننا نعتبر أن عودة القيادة إلى الوطن هي بمثابة  المرة الأولى التي  يجلس بها الهرم على قاعدته فالوطن هو قاعدته الحقيقية لكن الهرم بشكل ارتجالي حاول الجلوس على قاعدته  الصحيحة ليس بشكل تنظيمي أو مدروس ، بالتالي فان كل مسمياتنا في الداخل ليس لها شرعيات حقيقية في الهيكل التنظيمي  للحركة ولا في النظام الأساسي للحركة....فتارة بعتبرون هذه الأطر شرعية وتارة أخرى يعتبرونها غير شرعية... هي شرعية بحكم التجربة وبحكم النضال وهي نتيجة نضالية ومنتحبة ديمقراطيا حتى في داخل السجون كنا ننتخب مسؤولينا  وكذلك في الأندية وفي المخيمات ...ففكرة الانتخابات لم تكن موجودة في الثورة الفلسطينية في الخارج التي كان العمل بها على أساس تطوعي وعسكري يقوم على السرية...حتى نحن  أثناء وجودنا تحت الاحتلال استطعنا أن نفرض على الاحتلال حياة سياسية شعبية مدنية علنية ومنتخبة بطرق ديمقراطية .

 الحقائق : ما مدى تأثر حركة فتح بالجيلية  وهل تعتبرونها احد أسباب التصدع الداخلي في الحركة ؟.
الديك : الجيلية هي الوجه الثان لازمة فتح الحقيقية وهي أزمة واضحة جيل المؤسسين والجيل الذي لحقهم في الشتات....وعندما تعمدت تجربة الحركة في الداخل التي هي عمليا تعتبر تجربة كل الحركة الوطنية الفلسطينية أصبح هناك فجوة بين الأجيال... بين أجيال بقيت في الداخل وعاشت تجربتها في السجون وفي الجامعات والنقابات وبين الأجيال التي أصبح عمرها كبير بالثورة.... هذه الجيلية يكون لها تأثير ايجابي وتنافسها طبيعي إذا كانت من خلال اطر شرعية متعايشة ومن خلال تداول سلمي للموقع داخل الحركة .. هذا للأسف مفقود عندنا وللأسف الشديد نرى بان الأجيال تتصادم في الشارع ولا تتعاطى بطريقة سلمية وشرعية وديمقراطية .
بصراحة نجد أنفسنا  في جيلنا عاملين  سقف حديدي للأجيال التي تتبعنا وهي اشد ضراوة من الأجيال التي سبقتها  لان جيلنا عاجز عن التطور للأعلى لان القيادة عاملة سقف حديدي لنا  لذلك فان العملية ليست أكثر من حالة تسرب مثل المياه.

الحقائق : أنت تتحدث عن أزمات بقيت طي الكتمان ولم نجد صراحة في طرحها ، ترى ماذا أنتجت هذه الأزمات ؟ 
الديك : هذه الأزمات أدت إلى وجود مفهوم الاستزلام في الحركة من القيادة إلى القاعدة وأدت إلى وجود مفهوم شراء الذمم والمحورية والشللية سواء على أساس جغرافي أو على أساس فكري أو على أساس سياسي بغض النظر عن الأساس هي كلها عبارة عن تحالف من الشلل وأدت أيضا لوجود فجوة واسعة جدا بين الأطر الشرعية للحركة ممثلة باللجنة المركزية والمجلس الثوري والقواعد التنظيمية... ليس فجوة فقط بل إن التواصل فيما بينها ضعيف ومفقود.

الحقائق : ما نلمسه أن الصراعات داخل حركة فتح محورها المواقع  والكراسي وانتم تتحدثون عن أزمات عميقة ، ترى كيف تفسرون الصراع بين  الأجيال ؟.
الديك : على الإطلاق ليس كذلك ... كل الذي قلته كي لا تخلص لهذه النتيجة.. أن الصراع لأجل الموقع والكرسي... أنا حسب وجهة نظري وكثيرا ما مثل الكادر الأساسي في الحركة الصراع إما أن تبقى فتح وإما أن لا تبقى .. لا يمكن أن تتطور أو أن يستقيم وضع حركة فتح بشكل صحيح دون أن تواجه هذه الأزمات الحقيقية التي لا يوجد بها أيضا شخصنة بمعنى أننا عندما عملنا في لجنة الإشراف على الانتخابات أنا قلت أن مقاربتنا للوضع الداخلي في الحركة تحضيرا للانتخابات التشريعية يجب أن يقوم على أساس اعتماد أداة قياس واحدة في حركة فتح...إذا أردتم أن تعملوا المقاربة من خلال أشخاص " راح  تضيعوا فتح وتضيعوا"  وإذا دخلتم من خلال الأزمات  " راح تضيعوا فتح وتضيعوا " ... المهم أن نعتمد لائحة التي هي أداة قياس والكل أمام اللائحة وأداة القياس سواسية ..هذا فقط ما سيخرج فتح من أزمتها.. أن نعقد المؤتمر العام السادس على أساس لوائح جديدة وليس على أساس الأنظمة القديمة ، وهذه الأخيرة لا تصلح لمعالجة وضع فتح الحالي فنحن مطالبون أن نضع لوائح تقترب من واقع فتح على الأرض وبناءا عليها يعقد المؤتمر السادس.

الحقائق  : من سيخوض الانتخابات الداخلية البرايمرز وهل ستقتصر على أعضاء فتح؟
الديك :عندما وضعنا لائحة البرايمرز  وجدنا بشكل تلقائي أن الذين سيخوضون الانتخابات أعضاء فتح وجمهور فتح .. لا يجوز أن يقتصر على أعضاء فتح لان ذلك يعني الاقتراب من الشرعيات القائمة والتي جزءا منها مرفوض من  جمهور فتح ومن الجمهور الفلسطيني بشكل عام وأي أشخاص ينتخبهم الأعضاء لن يشكلوا مصدر ثقة حقيقي لنجاح فتح في الانتخابات التشريعية ، بالتالي أنا أريد بين  30 إلى 50 في كل إقليم يشاركوا حتى استطيع أن أقول أن هذه القائمة ستنجح أو ستسقط ، أما إذا أتيت بـ  300 ممكن أن احكم بأنها ستسقط لكن لا استطيع أن احكم بأنها ستنجح .

الحقائق : ما هو شكل العلاقة بين الحركية العليا وبين مركزية فتح في الوقت الحالي ؟
الديك : لا يوجد إطار حاليا اسمه الحركية العليا فقد توقف العمل بهذا الإطار وتم حله ، لكن أعضاء الحركية العليا سابقا يحافظوا على علاقاتهم التنظيمية والفتحاوية والشخصية... أنا أجبت على هذا السؤال عندما أجبت على سؤالك حول الجيلية في الحركة... عندنا جيلية واضحة ونحاول أن لا نشكك في شرعية الأطر القيادية ولكن ليس كأشخاص إنما كإطار فانا لست ملزما بوجهة النظر الشخصية لكل عضو لجنة مركزية لكن أنا ملزم بالموقف الحركي الصادر عن اللجنة المركزية مع استمرار وجود ملاحظات لنا على هذا الموقف ، ولكن قبل عقد المؤتمر العام السادس لا يجوز أن يشكك احد في شرعية هذا الإطار ولا في شرعية المجلس الثوري .. نحن لسنا راضون عن أداء اللجنة المركزية لا كجماعة ولا كأفراد.. بالعكس كأفراد فتح سقطت في بعض المواقع التي بها أعضاء لجنة مركزية ونحن نطالبهم بالاستقالة.... لماذا لم يستقيلوا .. فكل قائد وكل مسؤول في فتح سقطت فتح في بلدته عليه الاستقالة ..." إذا فتح سقطت في بلده جاي يشكل علي قائد هذا غير معقول ".

الحقائق : لماذا لم تعملون داخل الأطر التنظيمية ومؤسسات فتح على رأب الصدع وفض الخلاف بين رئيس الدائرة السياسية فاروق القدومي وبين الرئيس أبو مازن ؟
الديك : هذه إحدى أزمات اللجنة المركزية وإحدى أزمات الحركة التي يجب أن تلاقي طريقها للحل بأسرع وقت .. أنا أريد أن أقول لك ابعد من هذا..  ثمة شعور لدينا أن هناك غياب للدور القيادي في الحركة وانه لا توجد قيادة تقرر وتقود .. ما في عمل على الإطلاق .. دعني أعطيك مثالا ..هذا الجدول الزمني لمجازر الانتخابات التي صدروها لنا خلال ستة أشهر من انتخابات الرئاسة إلى انتخابات الحكم المحلي إلى الإنتخابات البلدية إلى التشريعية هذا يعبر عن عدم وجود قيادة للحركة وان وجدت هذه القيادة فهي لا تملك رؤيا لا تكتيكية ولا إستراتيجية من شأنها أن تحقق مصلحة فتح... وقصة أخونا أبو اللطف وخلافه .. الإخوان في اللجنة المركزية عاجزين عن حل الموضوع لأنهم عاجزين عن القيام بأي دور قيادي حقيقي وهم يفتقدوا للأهمية الحقيقية لكي يقوموا بهذا الدور .... حتى الأخ أبو مازن على الرغم من انتخابه رئيساً للسلطة وهو مرشح للحركة ورئيسها يقيدوه وهو يخضع لسلسة إبتزازات من اللجنة المركزية لدرجة أنهم مقيدين حركته على المستوى الداخلي في حركة فتح نفسها وهذا كله "فتح" تدفع ضريبته .

الحقائق : هناك من يقول أن منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت رقما في موازنة السلطة ، انتم في فتح لماذا لم تعملون على إعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية وألا توافقني الرأي بان فتح تخلت عن مسؤوليتها اتجاه المنظمة كونها عمودها الفقري وعليها تقع المسؤولية التاريخية؟.
الديك : المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .. هذا الموقف لا يعفينا من المسألة التي تفضلت بها وهي مسألة جوهرية... أولا المنظمة تعاني من الانهيار الداخلي في مؤسساتها وأبنيتها ومن ضعف واضح .. ثانيا هناك متغيرين كبيرين أو ثلاثة لا تساعد المنظمة في أن تقف على قدميها والمتغير الهام والأساسي هو ميلاد السلطة الفلسطينية... فالسلطة ولدت من رحم المنظمة والذي وقع الاتفاقيات هي المنظمة وليس خطأ أن ترتبط المنظمة بالسلطة أو العكس.. ونحن ما زلنا نقول بان المنظمة هي الهوية السياسية وهي الجدار الأخير في صراعنا مع الاحتلال وهي التي تؤشر بشكل واضح على حق تقرير المصير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف وبالأساس لحق العودة.....إن وجود السلطة على الأرض يلخص مفهوم الدولة والقدس عاصمتها لكن الذي يجسد مفهوم حق العودة هي المنظمة لأنها تمثل كل الفلسطينيين في الداخل والخارج ، لكن يجب أن لا نقع في مطب أن يتخذ من منظمة التحرير مبرراً وسبباً للوقوف في وجه تجسيد مؤسسات المنظمة تدريجياً من الشتات إلى الوطن فالمجلس التشريعي إن جاز التعبير هو ميلاد أصيل لهذا المفهوم وتجسد على ارض الوطن وبالتالي فان الانتقال من كون المنظمة ممثل شرعي ووحيد إلى كيانية مادية ملموسة على الأرض يعد انتصارا لمنظمة التحرير وأنا أرى بان المنظمة والسلطة يجب عدم السماح بوضعهما في دوائر التحليل ولا في مواقف متقابلة أو ضد بعضهما البعض.

الحقائق : وكيف تعلقون على الآراء التي تقول بان المجلس التشريعي الفلسطيني صادر دور المجلس الوطني ؟
الديك : لا ليس بديلا .. فالمجلس التشريعي فقط يمثل الفلسطينيين في الداخل وفي ظل السلطة لأن الذي انتخبنا هو الشعب الفلسطيني في الداخل والمجلس الوطني هو ممثل  الفلسطينيين في الداخل والخارج وهنا السؤال كيف يمكن إعادة بناء المجلس الوطني ليكون ممثلا حقيقيا وليس حاضرا غائبا.. يعني إذا أنت تقول يوجد مجلس تشريعي يصادر دور المجلس الوطني من غير المطلوب أن نوجد مجلس وطني يصادر دور المجلس التشريعي في المقابل لدينا ساحات في ظل السلطة مثلا البرلمان يجب أن يتم انتخابه عبر صناديق الاقتراع حتى لو أعدت بناء مائة مجلس وطني فلسطيني ونحن يجب أن نصل إلى درجة بان يتم انتخاب المجلس الوطني انتخابا حرا ومباشرا من الفلسطينيين من الداخل والشتات إضافة إلى هذا كله إن وجود قوه بحجم قوه حماس كقوة سياسيه مهمة في الشارع الفلسطيني وهي خارج إطار م.ت.ف حتى الآن إضافة إلى الجهاد الإسلامي والشعبية فان هذه القوى بوجودها خارج إطار المنظمة يضعف منظمة التحرير ويضعف مرجعيتها السياسية..  يجب أن نتمسك بحوارنا مع القوى السياسية خاصة مع حماس فنحن لسنا بصدد إنشاء جسم بديل للمنظمة وعلى الكل أن يدخل في منظمه التحرير على أن يعاد بنائها وفقا لتقديرات حقيقية لأحجام القوى على الأرض تفرزها الانتخابات ولا تفرزها الكوته .

الحقائق :هل ستتم الانتخابات الداخلية في موعدها المحدد أم أن مسألة تأجيلها وارد ؟
الديك : عقدنا مؤتمرا صحفيا وأعلنا سقفاً للتسجيل في الخامس عشر من أيار على أن تجري انتخابات (البرايمرز) في السابع والعشرون من هذا الشهر ،  نحن لا نستطيع أن نجري الانتخابات الداخلية قبل أن ننهي أولا إقرار قانون الانتخابات العامة لان القانون هو الذي سيحسم مناطق أم ثلثين بثلث بالتالي حسب صيغه القانون سنعقد الانتخابات الداخلية ... أنا لا أرى أن هناك وقتا حقيقيا للبرايمرز وأنا أخشى أن تتآمر بعض الأوساط القيادية داخل حركة فتح من اجل شطب (البرايمرز) لأن مصالحهم الشخصية لا تلتقي مع الانتخابات الداخلية وهناك حديث عن تأجيل موعد الانتخابات منها لأسباب سياسيه ومنها لأسباب تتعلق بعامل الوقت ... القانون ينص على أن أعضاء المجلس التشريعي يجب أن يقدموا استقالاتهم من وظائفهم العامة قبل شهر من إجراء الانتخابات ونحن حتى الآن لم ننتهي من إقرار القانون .

الحقائق : لقد باتت الهوة بين القمة والقاعدة في إطار فتح واسعة ، برأيكم ما هي السبل الكفيلة في جسر الهوة ؟.
الديك : العلاج الوحيد لكل أزمات فتح هو أن نتفق على ان يكون الحل ديمقراطي .. لا يوجد علاج لازمه فتح خارج إطار الديمقراطية، فسياسة التعيين يجب أن تتوقف وإلى الأبد .. كل الناس كبرت في الحركة ولم يبقى مجالا لأحد أن ينزل (ببراشوت) أو أن يدخل (بفرمان).

الحقائق : هل تتلمسون في اجتماعاتكم الداخلية خطراً حقيقياً على مستقبل فتح في الانتخابات التشريعية ، وهل انتم خائفون من فقدان فتح لبعدها الجماهيري في الشارع الفلسطيني؟.
الديك : نعم هناك تخوف جدي من هذا الموضوع ، ولكن السبب ليس حركة حماس .. نحن لسنا خائفين من التنافس مع حركة حماس .. نحن مرعوبون من ترهل وضعنا الداخلي ومن غياب الدور القيادي للجنة المركزية والأطر القيادية ، فغياب الوحدة الداخلية والانفلاش الحاصل في بنية فتح هذا الذي يرعبنا .. نحن في العدد في كل المواقع أكثر من حماس ولو توفرت لدينا الوحدة الداخلية لتلاشت التخوفات .. نحن خائفون من فوز حماس أو غيرها لسبب الضعف الحقيقي للوضع الداخلي في حركة فتح ، لذلك نطالب بضرورة وجود برنامج إصلاح جدي في الحركة، ولدي قناعة حتى أن برامج الإصلاح والتغيير التي يتم طرحها للسلطة سوف تفشل لأن الإصلاح الحقيقي يجب أن يبدأ من حركة فتح لأنها حزب السلطة، إذا أردت السلطة دون إصلاح حركة فتح ضمن الوضع القائم سوف تفشل لأن كل مآسي فتح سيتم تصديرها باستمرار للسلطة ، لذلك يجب أن تبدأ بإصلاح حقيقي بالحزب الحاكم.
 
الحقائق : هل تقصد بمآسي فتح ظاهرة الفلتان الأمني؟.
الديك : ظاهره الفلتان الأمني موجودة في فتح ، فإذا لم تستطع إيجاد الحلول لها في حركة فتح لا يمكن أن تجد لها حلولا في السلطة فالأولوية أن تحل داخل فتح أولاً.

الحقائق :هل ترى في إقالة أمناء سر الأقاليم التي سقطت مواقعهم في الانتخابات البلدية علاجاً وحلولاً للأزمة والإخفاق ؟.
الديك : هذا ليس علاجاً بل استحقاق واجب الوجود ..استقالة أمين سر الإقليم واستقالة عضو اللجنة المركزية هو واجب ، فليس المهم أن يستقيل الصغار بل المهم أن تستقيل القيادة ، فمن يسقط موقعه وبلدته عليه أن يدفع ثمن السقوط ، لكن يجب أن يكون ذلك في إطار عملية إصلاح جدية وشاملة تطال كل المسؤولين عن هذا الملف .. عضو لجنة مركزية سقطت فتح في بلده يجب أن يستقيل ... اللجنة المشرفة ورئيس اللجنة يجب أن تستقيل .. مسؤول مكتب التعبئة والتنظيم يجب أن يستقيل .. كل شخص له علاقة بهذا الملف يجب أن يتنحى... ليس فقط أن يتنحى ويعود إلى بيته بل يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من عمليه إصلاح وتغيير حقيقية .

الحقائق : كيف تقيمون دوركم في المجلس التشريعي  في التأثير على الأجهزة الأمنية  لضبط الأوضاع الأمنية ؟.
الديك : أولا نحن في المجلس التشريعي قمنا بمحاولات عدة لإصلاح هذا الموضوع لكننا فشلنا  ، والمجلس في دوره الرقابي لديه تقصير واضح خاصة في موضوع الأمن .. وأنا أقول لك بأن الخلل في الأساس ابعد من موضوع الأمن وأنا اعزوه لغير الأداء الداخلي فهناك مشكلة سياسية في  موضوع الأمن ونحن دائما كمسؤولين نهرب منها ويجب أن لا نهرب منها ، والقضية تكمن في علاقة الأمن بالسياسة وما هو السياق السياسي للأمن حسب المفهوم الفلسطيني ؟
هذا يعني أن يكون لدينا مفهوم فلسطيني للأمن  ليس مفهوم إسرائيلي أو أمريكي أو عالمي .. أنا لا أرى أن لدى وزارة الداخلية مفهوم فلسطيني للأمن  بالنسبة لي  يجب أن يكون الأمن بخدمة السياسة بمعنى شعار أو موقف " لا أمن في ظل الاحتلال " أنا أؤمن بهذا ولا يجوز أن نسعى تحت أي ظرف لضبط الوضع الأمني في المناطق التي يتواجد بها الاحتلال نحن مطلوب منا أن نضبط الأمن في المناطق التي  ينسحب منها الاحتلال أما مفهوم الأمن فيما يتعلق بالنظام العام فهذا واجب على السلطة أن تمارسه وان تحافظ عليه وان تطبق القانون بشان الانفلات الأمني بغض النظر عن الانتماءات السياسية....

الحقائق : لكن لإعتبارات  خاصة  يتمحور  الانفلات الأمني في بعض الأطر التي  ترى نفسها مدعومة بشكل أو بآخر ، أليس هذا دقيقاً ؟
الديك : للأسف الشديد غالبية الانفلات الأمني صادر وناتج من حركة فتح وهذه كارثة لان حركة فتح هي حزب السلطة وهي التي تطرح هذه الشعارات... كانت هناك محاولات جدية في الفترة الأخيرة لضبط هذا الموضوع لكن حتى الآن لم يلمسها الشارع الفلسطيني بشكل جدي وبشكل واضح وبالتالي كل الشعارات التي يتحدث عنها المسؤولين عن الأمن والأمان ما هي إلا حبرا على الورق  وأنا  شخصيا لا أرى أية تغييرات جدية  على هذا الصعيد .. حتى التغييرات التي حصلت على مسؤولي الأجهزة أخذت طابعا شكليا وليس جوهريا يتعلق بإعادة هيكلة الأجهزة على أسس صحيحة حتى هذه اللحظة وهذه قضية نحن ندفع ثمنها في صناديق الاقتراع حاليا في حركة فتح وندفع ثمنها أيضا في السياسة .... يجب أن يعاد  بناء الأمن على أسس وهيكليات جديدة ووفقا للقانون الجديد الذي يناقشه المجلس التشريعي وهنا لا بد من الإشارة إلى الظلم الذي وقع  على العسكريين  سواء من ناحية الرواتب أو الامتيازات التي حظي بها القطاع المدني في المؤسسات الحكومية وهذه القضية أيضا يجب معالجتها....من جهتي لست متفائلا من بنية الأمن القائمة حاليا أولا لغياب مفهوم الأمن الفلسطيني وثانيا لعدم وجود وجوه جديدة تقود الأمن... كلها نفس الوجوه ما زالت  قائمة وثالثا لغياب الهيكل المستند لقانون الخدمة العسكرية لغاية هذه اللحظة .

الحقائق : ما هي آخر المستجدات على عقد المؤتمر العام السادس للحركة ؟
الديك : نحن في المجلس الثوري شكلنا لجان واللجان تعمل حتى هذه اللحظة نحن لا نشعر بوجود جديه في القيادة لعقد المؤتمر السادس ، هم يحاولون عقد مؤتمر(بتفصيل) بعيد عن واقع الحركة ومثلما قلت نحن نريد مؤتمرا يكون نتيجة لإعادة بناء الحركة من القاعدة إلى القمة والعضوية يجب أن تكون على أساس لوائح جديدة وليس على أساس اللوائح القديمة .

الحقائق : ما موقفكم من البيان الذي دعى أعضاء مكتب التعبئة والتنظيم للاستقالة عقب الانتخابات البلدية ؟.
 
الديك : كما قلت لك أن مطلبنا أن تقف حركة فتح وقفة جادة وحقيقية جزء منها يجب أن يتمثل باستقالة كافة المسؤولين الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن انتخابات الحكم المحلي وفي مقدمتهم أعضاء اللجنة المركزية المسؤولين عن هذا الملف وكل عضو لجنة مركزية أو مجلس ثوري سقطت فتح في بلدته ، نحن في الضفة قدمنا استقالاتنا من مكتب التعبئة والتنظيم منذ فترة لأننا غير متفائلين بأنه الجهة الصحيحة والقادرة على بناء التنظيم.

الحقائق : هل سترشح نفسك للانتخابات التشريعية من جديد؟.
الديك : نعم سأرشح نفسي للانتخابات الداخلية أولا وإذا ما أفرزتني الانتخابات الداخلية سأرشح نفسي للانتخابات التشريعية عن حركة فتح ، أنا بصفة شخصية لا ابحث عن دور ولن أخوض الانتخابات بصفة شخصية .. يشرفني أن أخوض الانتخابات الداخلية لحركة فتح

 

حوار خاص بالحقائق أجراه من رام الله / جميل حامد

  5/26/2005

 

الى صفحة القائمة السوداء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع