عاد مكتئبا بعد زيارته لواشنطن عباس يكثر الحديث عن ضرورة الرحيل عن الدنيا بسمعة طيبة وبدون التوقيع علي تنازلات تاريخية


2005/06/05

عمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين: لاحظت شخصيات أردنية صديقة لمحمود عباس وعلي صلة شخصية به انه أكثر في الآونة الأخيرة من التحدث عن ضرورة الرحيل عن الدنيا بسمعة طيبة وبدون التوقيع علي تنازلات تاريخية مع تكراره لإشارات يفهم منها أنه وخلافا لما يشاع عنه معني جدا بان لا يشتمه أطفال فلسطين حتي بعد مئة عام ومعني بأن لا يذكره التاريخ كمفرط بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية.


ونقلت هذه الشخصيات عن محمود عباس لـ القدس العربي إكثاره في الأونة الأخيرة من ترديد بعض الأبيات الشعرية القديمة التي تتحدث عن نشدان الحرية والملك والحق وليس الزعامة والتي تتحدث عن ترفعه عن ملذات الدنيا وزهده بالأضواء والمواقع وشعوره بثقل المسؤولية التاريخية الملقاة علي عاتقه.


وقالت هذه الشخصيات لـ القدس العربي بأن عباس اصبح مؤخرا أقرب للأفكار التصوفية وأميل لترديد عبارات الزهد وخلافا للعادة تقصد في عمان وفي عدة مناسبات ظهر فيها مؤخرا التحدث عن الرحيل بكرامة عن الدنيا حتي انه أبلغ الأطباء الأردنيين الذين اجروا له عملية قسطرة بانه لم يعد يخشي الموت مطمئنا إياهم بضرورة إبلاغه عن حالته الصحية كما هي في الحقيقة لإنه مؤمن بقدر الله.


وبرزت كل هذه الإنطباعات في سياق تزايد تناقل المعلومات في اوساط النخبة الأردنية حول الوضع الصحي السيئ للرئيس عباس وحول غموض يحيط بتطورات صحية بدأ يشكو منها مؤخرا خصوصا وان عباس وعلي نحو مفاجئ وافق علي الخضوع لعملية قسطرة أجريت له في أحد المستشفيات الأردنية المحلية. ولوحظ علي نحو واضح ان عباس يعاني من حالة إكتئاب خلال حضوره في عمان فقد كان هادئا للغاية ولا يشعر بالحماس وتحدث بهدوء لأعضاء المجلس الوطني ولم يهتم ابدا بعدم وقوف الكثير من أعضاء المجلس الوطني للسلام عليه عندما دخل قاعة الإجتماع حتي ان احد الصحافيين الأردنيين طلب من بعض الأعضاء الوقوف للسلام علي رئيس دولة فلسطين إلا ان الرد كان واضح انه لا يريد السلام علي احد .


ولم يتم الكشف بعد عن التقديرات الطبية لعملية القسطرة التي أجراها الرئيس عباس وإكتفت الرئاسة الفلسطينية بإشارة حول الإطمئنان علي صحية الرئيس وحول عدم وجود مشكلات حقيقية لكن أوساط ملاصقة لعباس تحدثت لـ القدس العربي عن سيطرة مشاعر بالإكتئاب علي الرجل في الآونة الأخيرة خصوصا بعد زيارته الأخيرة لواشنطن وعن متاعب في التنفس وآلام في الصدر وخفقات في القلب وهي إشارات أصر الأطباء في ضوئها علي إجراء القسطرة القلبية.


ويتم تداول معلومات ايضا حول فقدان عباس تدريجيا لشهيته وإقباله الضعيف علي الطعام وقلة إهتمامه بمظهره قياسا بالماضي حيث كان يهتم بتفاصيل التفاصيل.


وعلمت القدس العربي ان الرئيس عباس يعاني من إلتهابات متكررة وغير مبررة فيما يشعر بالإرهاق الدائم وبدأ يظهر عصبي المزاج خصوصا بعد السفر الطويل كما أنه يكثر من الإختلاء بنفسه ويقلل عدد الذين يقابلهم في رام الله وبدأ يضيق ذرعا بالإجتماعات الطويلة ولا يحب التلاقي مع الإجتماعات الجماهيرية.


وعباس الآن يتحدث يهدوء ويقلل من كلامه بشكل عام وقياسا بالأشهر الأولي بعد توليه الرئاسة يفقد العنفوان والتألق ولم يعد يهتم كثيرا بالمسائل البروتوكولية التي يطلب من مرافقيه تجاوزها حتي انه لم يعد يهتم بهذه المسائل خلال وقفاته المتكررة في عمان او في القاهرة لدرجة ان مكتبه لم يعد يتصل بالمراسم الأردنية عندما يحضر او يغادر رئيس فلسطين من أو إلي المملكة.


وخلال الأسابيع القليلة الماضية مال عباس بشكل واضح لتجنب قراءة الملفات الكبيرة وطلب من معاونيه ومرافقيه عدة مرات تقديم ملخصات له وعبر عن عدم رضاه عن الأداء الإداري داخل مقر الرئاسة في رام الله حتي بعد إعلانه بعض التغييرات في الجهاز الإداري القيادي داخل الرئاسة وإحضاره بعض المحسوبين عليه في أطقم مكتبه.


وثمة شكوك لم يتم تأكيدها رسميا حول شعور عباس شخصيا بان مرض السرطان عاد إليه علي نحو أو آخر لكنه رفض مؤخرا نصائح الأطباء بإجراء فحوصات للتأكد من ذلك وابلغه مختصون وأطباء بان مظاهر الإعياء والإرهاق وضيق النفس التي يشعر بها هي عوارض تنتج عن إما وجود مشكلة في القلب او عن الإرهاق الشديد ولا علاقة لها بمرض السرطان لكنه وافق بصعوبة علي إجراء قسطرة القلب ورفض الخضوع لفحوصات سرطان واعدا بان يفعل ذلك لاحقا.
والمعروف ان عباس أصيب قبل سنوات بإلتهاب سرطاني في غدة البروستات وأجري عملية جراحية ويلمح الي انه يواجه أعراضا مماثلة لتلك التي اصابته عندما أجري العملية الأولي فيما تقول التقديرات الطبية بان نسبة عودة خلايا السرطان لمن اصيبوا بسرطان البروستات عند الرجال تصل لـ20%

 

الى صفحة القائمة السوداء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع