9/6/2005

اعترف للأمن الوقائي ببيعه جوازات سفر فلسطينية

اطلاق سراح دبلوماسي فلسطيني بعد تدخل عباس

عمان ـ "العرب":

أفرج الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة مؤخرا عن نائب القنصل الفلسطيني في جدة مازن مصطفى الشيخ ديب "اللصيمة" (50 سنة) جراء تدخلات والده مصطفى الشيخ ديب "اللصيمة", السفير الفلسطيني في المملكة العربية السعودية لدى محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية, والدكتور ناصر القدوة وزير الشؤون الخارجية في حكومة السلطة.

مصادر "العرب" وثيقة الإطلاع افادت أن نائب القنصل وابن السفير حقق معه في قضايا فساد اداري ومالي حيث أنه أدلى باعترافات في هذا الخصوص.

فيما يتعلق بالفساد الإداري قال مازن في افادته التحقيقية أن والده السفير هو الذي عينه نائبا للقنصل في جدة, اضافة الى تعيينه مندويا لوزارة الداخلية الفلسطينية لشؤون تجديد جوازات السفر, كما أن والده السفير عين اربعة آخرين من ابنائه في السفارة الفلسطينية بالرياض, والقنصلية الفلسطينية بجدة, وفي جامعة القدس المفتوحة بالرياض وجدة, وكما يلي:

1 ـ ابنه ممدوح, سكرتيرا أول في السفارة بالرياض, علما أنه لا يحمل الشهادة الإعدادية, وكان يعمل سائقا لدى عائلة سعودية من قبل.

2 ـ ابنه ماهر ملحقا ثقافيا بالسفارة في الرياض, ورئيسا لفرع جامعة القدس المفتوحة بجدة, وأن ماهر هذا يحمل شهادة ماجستير مزورة, رفضت وزارة التعليم العالي الفلسطينية تصديقها, وكان يعمل قبل ذلك عاملا في تركيب الألمنيوم.

3 ـ ابنه مهند, محاسبا تحت التدريب في جامعة القدس المفتوحة بالعاصمة الأردنية, توطئة لتعيينه مديرا ماليا لفرع الجامعة في الرياض.

4 ـ ابنه محمد مسؤولا اداريا في جامعة القدس المفتوحة بالرياض.

واعترف مازن أيضا بأن أباه السفير عين زوجة أخيه مهند موظفة ادارية في جامعة القدس المفتوحة بالرياض, وأخو زوجته (السفير) موظفا اداريا بذات الجامعة.

وكي يتمكن السفير من تعيين كل هؤلاء كان عين نفسه كذلك مديرا لشؤون الموظفين في الجامعة, علما أنه لا يحمل أي مؤهل دراسي, وكان يعمل حلاقا ثم سائقا لدى حسين الشرقاوي ممثل "فتح" السابق في السعودية قبل أن يعمل موظفا في اللجنة الشعبية لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني, وهي الوظيفة التي فصله منها رفيق النتشة السفير الفلسطيني السابق في السعودية, لثبوت تهمة السرقة بحقه من خلال تحقيق قانوني, غير أن السفير الذي أعقب النتشة منذر أبو كرش أعاد تعيينه. وقبيل وفاة أبو كرش عام 1992 اصطحب الشيخ ديب معه في زيارة الى ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين باعتباره الرجل الذي يأتي بالمال السعودي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته, فعينه لاحقا ممثلا للسلطة الفلسطينية في الرياض, ثم خلف أبو كرش سفيرا.

وفيما يتعلق بالفساد المالي, اعترف نائب القنصل, ابن السفير, بأنه ووالده يصرفان جوازات سفر فلسطينية لغير مستحقيها مقابل خمسة آلاف دولار لكل جواز, وأن والده كان يأخذ الأموال, في حين أن محمد بيوض التميمي وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية كان يزوده بجوازات السفر بحكم عمله.

وتضيف المصادر أن تحقيقات الأمن الوقائي الفلسطيني خلصت كذلك الى أن مواطنان من عائلة (أ.ح) اشتريا جوازي سفر من ممدوح ابن السفير وفقا لهذه التسعيرة, وذلك وفقا لاعترافات (ا.أ.ح) الخاصة بإثنين من أبناء عمه, كما دفع (م.ح.ع) مبلغ 1500 ريال سعودي للقنصل في جدة معين, ومازن ابن السفير, مقابل حصوله على مذكرة من القنصلية الفلسطينية تفيد بعدم حصوله على رقم وطني فلسطيني, وذلك لغايات تجديد وثيقته المصرية. ودفع (ع.ش) مبلغ 1800 ريال سعودي لذات الغاية, ودفع (ع.ا) وزوجته مبلغ 1500 ريال سعودي مقابل تجديد وثيقة سفر كل منهما.

كذلك فقد افادت تحقيقات الأمن الوقائي أن السفير استولى على مبلغ 120 ألف ريال من غنام الخطيب, الذي كان يعمل رئيسا للجنة جمع التبرعات للشعب الفلسطيني في جدة, واشترى بهذا المبلغ باصات مايكرو يقوم بتشغيلها لحسابه في نقل الحجاج, فضلا عن أنه يؤجر سيارات السفارة بلوحاتها الدبلوماسية مقابل 2500 ريال سعودي في الأسبوع, كما يؤكد الخطيب.

وفيما يتعلق بشخصه, اعترف نائب القنصل ابن السفير أنه يجبي عن كل معاملة تجديد جواز سفر فلسطيني مبلغ 30 دولاراً لجيبه الخاص, علما أنه يتقاضى مبلغ 30 ألف دولار نفقات سفر في كل مرة يتوجه فيها من جدة الى غزة بهدف تجديد جوازات السفر, وذلك كلما أصبح هناك ألف معاملة من هذا القبيل.

وتكشف مصادر "العرب" عن أن محمود عباس رئيس السلطة أمر بإطلاق سراح مازن رغم كل اعترافاته, وذلك بعد أن اتصل به والده السفير من الرياض, كما اتصل مع ناصر القدوة وزير الشؤون الخارجية, الذي بعث للرئيس بمذكرة خطية يعترض فيها على اعتقال دبلوماسي فلسطيني دون العودة لوزارة الخارجية, علما أنه (السفير) كان لبى دعوة القدوة لحضور مؤتمر سفراء فلسطين في الخارج, الذي انعقد الشهر الماضي برام الله, في اطار خلافات القدوة مع فاروق القدومي وزير خارجية فلسطين, رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وكان القدوة قرر انهاء خدمات من تجاوزت خدمته الأربع سنوات. وتؤكد المصادر أن هذا القرار يشمل السفير الفلسطيني في الرياض الذي تجاوز عمره الخامسة والستين وتولى منصبه منذ 15 عاما, والذي يتحدث في مجالسه الخاصة أنه قدم استقالته بالفعل, لكن رئيس السلطة ووزير الشؤون الخارجية أصرا عليه البقاء في منصبه.

وكان مازن ألقي القبض عليه من قبل الأمن الوقائي الفلسطيني أثناء مغادرته معبر رفح نحو الأراضي المصرية, ومنها للسعودية, وذلك صباح 24 أيار/مايو الماضي, حيث وجهت اليه اتهامات في قضايا فساد ورشاوى وتزوير.

ويتهم والده السفير العقيد محمد دحلان وزير الشؤون المدنية في السلطة, والمدير السابق للأمن الوقائي في قطاع غزة بالمسؤولية عن اعتقال ولده, ويتهمه في وطنيته. وتشيع مصادر أن غنام الخطيب الذي سبق له أن أبعده من السعودية بسبب كشفه جانبا مما هو موجه له من اتهامات, هو الذي يقف وراء اعتقال ولده. كما أنه يتهم أحمد كلوب بذلك, كون ولده مازن سبق أن هدده بالإبعاد, كما تم ابعاد الخطيب من قبل.

 

الى صفحة القائمة السوداء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع