محمود عباس في رسالة سرية لشارون: نحن مقتنعون انه لا يمكن تحقيق عودة اللاجئين

2005/07/23


الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس:كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها الصادر الجمعة النقاب عن ان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، وجه مؤخرا رسالة سرية الي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، جاء فيها انه علي اقتناع تام بان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الي ديارهم التي شردوا منها في نكبة العام المشؤوم 1948 ليس واقعيا وانه ليس بالامكان تحقيقه، مضيفا انه مدرك تماما بان عددا قليلا من اللاجئين يمكنهم العودة الي بيوتهم في الدولة العبرية. وقال المراسل السياسي للصحيفة بن كاسبيت، الذي استند في تقريره الي مصادر سياسية وصفها بانها مقربة جدا من ديوان شارون، ان رسالة رئيس السلطة الي شارون تم ايصالها بواسطة احد الاثرياء اليهود الذي يعيش في غرب الولايات المتحدة الامريكية والذي تربطه بعباس علاقات وطيدة. وشددت الصحيفة علي ان رسالة عباس تضمنت اقتراحا لشارون مفاده ان قضية حق العودة يجب ان تتم مناقشتها في قناة سرية للغاية للوصول الي حل خلاق لهذه القضية، مع التشديد علي ان جميع الفلسطينيين زودوا حقيقة دامغة وهي ان عودة اللاجئين جميعا الي ديارهم مستحيلة.


واردفت الصحيفة الاسرائيلية قائلة ان الاجتماع السري الذي عقد بين عباس والثري الامريكي كان في الولايات المتحدة الامريكية وشارك فيه ممثل رفيع المستوي من الجانب الاسرائيلي، اما من الجانب الفلسطيني فقد شارك بالاضافة الي عباس عدد من وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية وايضا مستشار الامن القومي للرئيس الفلسطيني، العقيد جبريل الرجوب.


ونقلت الصحيفة عن عباس قوله خلال الاجتماع انه من الضرورة بمكان ان تتم المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين في مسألة حق العودة بشكل سري وبقناة منفردة عن المسار القائم حاليا بين الطرفين، وان تكون المباحثات بعيدا عن الاضواء وان تحاط بسرية تامة، مع التشديد علي عدم ابلاغ وسائل الاعلام بهذا الامر، كما حدث في المفاوضات التي اجرتها منظمة التحرير الفلسطينية مع المسؤولين الاسرائيليين عشية الاتفاق والتوقيع علي اتفاق اوسلو في العام 1993. ووصفت الصحيفة الاقتراح الذي قدمه عباس الي شارون بشكل سري بانه يريد الدخول في المفاوضات حول قضية اللاجئين بشكل سري ومن الباب الخلفي.


علي صلة، اضافت الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية رفيعة في تل ابيب ان الرئيس الفلسطيني عباس اشتكي كثيرا من ان الدولة العبرية لا تقوم بالتنسيق بتاتا مع السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بخطة فك الارتباط. ونقل المراسل الاسرائيلي عن عباس قوله اننا لا نعلم شيئا، ولا نعرف متي ستبدأ اسرائيل بتنفيذ خطة فك الارتباط احادي الجانب، وكيف ستقوم الحكومة الاسرائيلية باخراج الخطة الي حيز التنفيذ.


علاوة علي ذلك فقد اشتكي محمود عباس من ان السلطة الفلسطينية لا تعلم شيئا عن البيوت التي سيتم اخلاؤها في المستوطنات الاحتلالية في قطاع غزة وفي شمال الضفة الغربية المحتلة، كما ان اسرائيل لم تخبر السلطة عن مصير البيوت ومصير الدفيئيات ومسألة المعابر، بالاضافة الي ان السلطة لا تملك جدولا زمنيا متي ستسمح الحكومة الاسرائيلية للفلسطينيين بالدخول الي المستعمرات الاحتلالية التي سيتم اخلاؤها ضمن الخطة. وشدد عباس علي ان الحكومة الاسرائيلية، خلافا لما نشر في السابق، تتجاهل السلطة الفلسطينية تماما. من ناحيته قال جبريل الرجوب، كما افادت معاريف ، ان الحوار الذي اجراه في غزة رئيس السلطة الفلسطينية مع الفصائل المختلفة كان ممتازا وناجحا للغاية، وانه انتزع من الفصائل الاسلامية والوطنية تعهدا بعدم القيام بعمليات عسكرية ضد اهداف اسرائيلية، او اطلاق صواريخ القسام باتجاه المستعمرات الاسرائيلية من طرفي الخط الاخضر خلال تنفيذ خطة فك الارتباط. وقالت الصحيفة الاسرائيلية ايضا انه حسب المعلومات التي وصلت الي الاجهزة الامنية الاسرائيلية فان عباس قال في جلسات مغلقة بانه لا يمكنه محاربة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لان الاسلحة التي تمتلكها الاجهزة الامنية الفلسطينية قديمة للغاية، في حين ان حماس تملك اسلحة متطورة للغاية، ومع ذلك فان عباس ابلغ الاسرائيليين بان السلطة ستعمل كل ما في وسعها لفرض التهدئة علي الفصائل المعارضة، معربا عن ايمانه بانه في حالة توصل المجتمع الفلسطيني الي نتيجة بأن التهدئة ايجابية، فانه سيوقف كافة الاعمال العسكرية ضد الدولة العبرية.

 

الى صفحة القائمة السوداء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع