12/6/2005

 

صورة من رسالة شعث لعباس

 

 
"الدستور" تنفرد بنشر وثيقة فلسطينية تحدد نقاط الإتفاق والإختلاف مع اسرائيل

عباس يرفض تدشين عهده بإقرار اغتيال "القنابل الموقوتة"

ـ طوق أمني وحقل الغام صوتية ومئات سيارات الإسعاف في اطار الخطة الفلسطينية لمواكبة الإنسحاب

ـ مصر تدير معبر فيلادلفيا اضافة لتواجدها في الممر وخلافات حول المطار والميناء والمعابر

ـ القدومي ومشعل وأبو مرزوق وحواتمة وعبد المجيد يقررون العودة لغزة بعد الإنسحاب الإسرائيلي

ـ سكة حديد تربط الضفة بالقطاع واوتوسترادات تربط مدن الضفة يمكن لدورية اسرائيلية قطعها ببندقية

 

عمان ـ شاكر الجوهري:

الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لم تتهيأ ظروفه الموضوعية والذاتية بعد, كما يفهم من تصريحات كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية, وارئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارة الوزيرة الأميركية لإسرائيل, بخلاف تأكيدات القيادات الفلسطينية للفصائل الفلسطينية خارج السلطة.

رايس عقب اجتماعها مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية برام الله قالت " هناك عدد من القضايا التي ينبغي تنسيقها وفهمها كليا بين الجانبين بشأن حرية التحرك, وبشأن الوصول بين مختلف أنحاء المناطق الفلسطينية, والتصرف بالممتلكات, وكيف سيتم تعريف مختلف المهام الأمنية, على وجه الدقة.. فهذه كلها قضايا ستكون هناك حاجة الى حلها قبل أن يبدأ فك الإرتباط".

ولدى اجتماعها مع ارئيل شارون, كانت رايس شديدة الوضوح بقولها "إنه لشرف لي أن أكون هنا في اسرائيل للتباحث حول تركيز اهتمامنا على فك الإرتباط في غزة كأساس لأمن اسرائيل, وأساس للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين", ما يعني أن أمن اسرائيل اولا, وأن هذا الأمن هو هدف الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

ولم تنس رايس أن تكرر تأكيد التزام واشنطن برسالة الضمانات الأميركية, في نيسان/ابريل 2004 التي ترفض عودة اللاجئين, وترفض الإنسحاب لحدود 1967.

وفي ظل هذا التأييد الأميركي غير المحدود, تطالب واشنطن الفلسطينيين بالتوصل الى حل مع اسرائيل.

لذلك, لم تكن مجرد صدفة أن يؤجل شارون لقاءه مع رئيس السلطة الفلسطينية الى ما بعد تلقيه جرعة دعم وتأييد جديدة من رايس.

ما الذي يمكن أن يسفر عنه لقاء عباس ـ شارون..؟

"الدستور" حصلت على نص مذكرة رسمية سبق أن رفعها الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الى عباس, يحوصل فيها نتائج الإتصالات والحوارات التي جرت مع الجانب الإسرائيلي قبل قمة شرم الشيخ الأخيرة, والتي لم ينفذ ما تم الإتفاق عليه فيها حتى الآن, ويفترض أن عباس ركز حديثه خلال زيارته الأخيرة لواشنطن على ما ورد في هذه المذكرة التي تتضمن نقاط اتفاق لم تنفذ, خاصة الإنسحاب من خمس مدن في الضفة الغربية, ومطالب اسرائيلية لا يمكن تلبيتها, ونقاط خلافية لا تزال على حالها..!

هنا نص المذكرة الوثيقة, كما حصلت عليه "الدستور", وبعض فقراتها اوردها النص باللغة الإنجليزية, فقمنا بترجمتها لمساعدة القارىء على فهم كامل محتوياتها.

وثيقة رسمية

فخامة الرئيس محمود عباس حفظه الله

رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية

الأخ أبو مازن

فيما يلي نضع بين اياديكم ملخصا للنقاط العالقة في المحادثات مع الطرف الإسرائيلي وملخصا للإجتماع الذي تم عقده الأمس بين الطرفين في تل أبيب تحضيرا للقائكم المتوقع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

 

النقاط العالقة:

1 ـ تم الإتفاق على وقف متبادل لإطلاق النار ولكن لم يستطع الأطراف الإتفاق على نص بخصوص ما تسميه اسرائيل "القنابل الموقوتة" (Ticking Bombs).

·                      الموقف الإسرائيلي: يقضي بنص واضح يسمح لوزير الدفاع أو رئيس الأركان الإسرائيلي بتخويل الجيش العمل ضد أي فلسطيني يتم تعريفه كقنبلة موقوتة ويشمل ذلك امكانية الإغتيال.

·                      الموقف الفلسطيني: الإغتيالات وغيرها من العمليات الإسرائيلية غير قانونية ولا يمكن للرئيس الفلسطيني في أول قمة يحضرها بعد انتخابه أن يتبنى نصا واضحا يخول هذه الإغتيالات ولا يمكن لأي فلسطيني أن يخول اسرائيليا أي كان بقتل فلسطيني آخر. الحل لجنة مشتركة لتنسيق وادارة الأزمات Crisis Management

·                      النص الفلسطيني المقترح:

Security coordination will be resumed to try to act jointly whenever possible against imminent threats of harm to Israelis or Palestinians whenever such threat to the pease process occurs.

(ترجمة المحرر: التنسيق الأمني سيستأنف لمحاولة العمل المشترك فيما يكون ممكنا ضد التهديدات الآنية, التي من الممكن أن تؤذي الفلسطينيين أو الإسرائيليين فيما تكون هذه التهديدات مهددة لعملية السلام عند حدوثها).

2 ـ اعادة  انتشار الجيش الإسرائيلي وتسليم المدن الفلسطينية الى قوات الأمن الفلسطينية: تم الإتفاق على النص التالي:

Israel will handover security responsibility in the following five cities: Ramallah, Jericho, Bethlehem, Tulkarm and Qalqylia. The cities will be handed over gradually according to modalities and timetable agreed between the parties.

(ترجمة المحرر: اسرائيل ستسلم الصلاحيات الأمنية في المدن الخمس التالية: رام الله, اريحا, بيت لحم, طولكرم, قلقيليا. هذه المدن ستسلم بالتدريج بناء على الجدول الزمن والآلية المتفق عليها بين الطرفين).

دار الخلاف بين الأطراف حول توقيت التسليم وتفاصيله.

·         الموقف الإسرائيلي: تسليم اريحا اولا ثم تسليم باقي المدن عندما تكون ادارة الجيش مقتنعة أن قوات الأمن الفلسطينية مستعدة لاستلام المدن. بعد الضغط على هذا الموضوع كان الوفد الإسرائيلي مستعد لتغيير الموقف قيد انملة حيث قبل بالنص اعلاه ولكن دون الإستعداد للإتفاق قبل القمة على مواعيد ونمط محدد.

·         الموقف الفلسطيني: البدء حالا بتسليم اريحا وبيت لحم ثم خلال اسبوع قلقيلية وطولكرم واخيرا رام الله بعد اسبوع آخر. بأي حال يجب الإتفاق على جدول زمني قبل القمة وتأسيس لجنة مشتركة لبحث باقي المدن ومنها الخليل, جنين ونابلس.

3 ـ الأسرى:

·         الموقف الإسرائيلي: يتم الإفراج عن 500 أسير خلال 10 ايام وبعدها يتم الإفراج عن 400 اسير آخر (أجل غير مسمى) وذلك حسب المعايير التالية:

ـ ألا تكون اياديهم "ملطخة بالدماء".

ـ ألا يكونوا من الفصائل التي تعارض وقف اطلاق النار.

ـ أن يكون الأسير قضى ثلثي محكوميته شريطة ألا يتجاوز الثلث المتبقي فترة السنتين.

ادعى الوفد الإسرائيلي أن هذه المعايير انتجت قائمة مكونة من 300 أسير وعليه فقد عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه وأعطى تعليماته بالتنازل قدر الإمكان عن المعيار الثالث, وعليه فقد زاد عدد الأسرى المدرجين على القوائم الى 900 أسير.

·         الموقف الفلسطيني: الكيف وليس الكم.

يجب الإفراج عن 900 أسير ولكن يجب الإفراج عن أسرى آخرين تقررهم لجنة مشتركة تقوم على أساس معايير جديدة حيث يتم الإفراج عن كل الأسرى الذين ارتكبوا مخالفات أي كانت اتفاقات السلام في اوسلو. هنالك ما يزيد عن 360 أسير من هذا النوع.

النقاط التي لم تبحث بعد:

1 ـ تجميد بناء ونمو المستوطنات حسب خارطة الطريق وتجميد بناء الجدار.

2 ـ Settlement Outposts (المستوطنات العشوائية).

3 ـ اعادة فتح مؤسسات القدس.

4 ـ اعادة اعمار المطار في غزة تمهيدا لتشغيله لاحقا.

النقاط التي تم الإتفاق عليها:

1 ـ اعادة المبعدين من الضفة وغزة الى اوروبا والمبعدين من الضفة الى غزة.

2 ـ خطوات لإعادة الثقة Confidence Building Measures.

3 ـ عدم المساس بالمطاردين الملتزمين بالإتفاق مع السلطة الفلسطينية.

4 ـ اعادة بناء الميناء في غزة تمهيدا لتشغيله.

الحضور:

         اسرائيل: دون فايسغلاس, عاموس جلعاد, شالوم تورجمان, واساف شريب.

         فلسطين: د. صائب عريقات, محمد دحلان, د. حسن أبو لبدة, وحبيب حزان.

سكة حديد واوتوسترادات

ومع ذلك, تكشف مصادر "الدستور" الموثوقة أن أحمد قريع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية أبلغ قادة الفصائل لدى زيارته الأخيرة لدمشق في طريق عودته مع أبي مازن من واشنطن لرام الله, كما أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع, ارتياحه لنتائج زيارة واشنطن.

وقال إن اميركا ستلعب دورا في بعض القضايا منها ربط الإنسحاب من غزة بخارطة الطريق, وأن بوش أبلغ عباس أنه لا يزال مع اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومترابطة جغرافيا.

لكن الترابط المعني, وفقا للمصادر, يعني ربط الضفة الغربية بقطاع غزة بواسطة سكة حديد, وربط مدن الضفة الغربية ببعضها البعض بواسطة اوتوسترادات.

وتعلق المصادر على ذلك قائلة إنه يمكن لأي دورية عسكرية اسرائيلية قطع هذا الترابط بواسطة بنادق, في أي وقت.

وتكشف المصادر عن أن عباس كان أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري وضعه خلاله في صورة اجمالية لنتائج زيارته لواشنطن, وأبلغه أنه سيرسل إليه "أحد الإخوان" ليضعه في صورة التفاصيل, فكانت زيارة قريع.

غير أن مصادر الفصائل الفلسطينية في دمشق تتناول معلومات متضاربة حد التناقض, فمن جهة تؤكد معلومات هذه الفصائل أن هناك قضايا لا تزال عالقة في العلاقات الفلسطينية ـ الإسرائيلية تنصب اساسا على تشغيل المطار, والميناء, والمعابر, وحدود الإنسحاب الإسرائيلي. وتقول إن الإسرائيليين يريدون اقامة جدار من الأسلاك الشائكة يحيط بقطاع غزة.

وتضيف المصادر أن البحث يتواصل بين الجانبين بشأن هذه القضايا بهدف التوصل الى اتفاق حلولها قبل 15 آب/اغسطس المقبل.

غير أن مصادر الفصائل تؤكد وجود اتفاق بشأن معبر فيلادلفيا, إذ أنه سيكون تحت مسؤولية مصرية, ولن تكون فيه قوات اسرائيلية, وذلك الى جانب الإتفاق المعلن عن تواجد قوات مصرية في ممر فيلادلفيا.

تفاؤلات بالعودة

وبناء على ذلك, تثير المعلومات بشأن معبر فيلادلفيا تفاؤلات في اوساط الفصائل, تعكس نفسها على شكل قرارات تمنى النفس بالعودة الى الأراضي الفلسطينية (قطاع غزة) فور الإنسحاب الإسرائيلي.

وتضيف المعلومات أن في مقدمة الذين حسموا امرهم لجهة العودة فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح", الذي لطالما كرر أنه يرفض دخول الأراضي الفلسطينية عبر معبر تشرف عليه قوات الإحتلال الإسرائيلي.

الى جانب القدومي هناك ايضا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ونائبه الدكتور موسى أبو مرزوق, وعماد العلمي عضو المكتب السياسي, ونايف حواتمة أمين عام الجبهة الديمقراطية, وخالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي.

وتكشف المصادر هنا عن أن عباس كان فاتح قادة الفصائل خلال حوار القاهرة قبل الأخير بضرورة عودتهم للداخل. وتقول المصادر إن عودة قادة الفصائل تمثل رغبة مشتركة لكل من واشنطن, القاهرة والسلطة الفلسطينية, بهدف العمل على احتواء مواقفهم السياسية, عبر جعلهم أسرى معادلة الداخل.

ويتجدد العرض الآن من خلال العقيد محمد دحلان وزير الشؤون المدنية في السلطة بالتزامن مع تزايد الضغوط الأميركية على سوريا, حيث تطالبها واشنطن بوقف احتضانها لقادة "الإرهاب الفلسطيني"..!

وينقل عن دحلان تأكيده لقادة فصائل في دمشق, عبر لقاءات عقدت في دول أخرى, أو عبر اتصالات هاتفية "نريد أن نراكم عندنا".

ويقدم دحلان تطمينات من طراز الإقرار بوجود خلافات مستمرة مع الجانب الإسرائيلي, لكنه يؤكد في ذات الوقت "انشاء الله سنذلل هذه الخلافات". ويقول إن الخلافات تتركز على المطار والميناء والمعابر, لكن "الإنسحاب حاصل".

احتواء مطلب "حماس"

في هذا الإطار تكشف المصادر عن أن عباس أبلغ لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية بقطاع غزة في آخر لقاء له معها أن خطوات الإنسحاب قيد البحث. لكن أهم ما قاله عباس هو إن هذه اللجنة ستشكل مرجعية لعملية الإنسحاب, دون تناقض ذلك مع عمل هيئات ومؤسسات السلطة, بما يمثل محاولة احتواء لمطالب حركة "حماس" الإشتراك في الإشراف على عملية الإنسحاب, وهو ما ترى المصادر أنه غير ممكن, نظرا لتعقيدات المسألة, وعدم أهلية منظمات سياسية للقيام بمثل هذا الدور, الذي لا يقبل به حزب السلطة (فتح) على كل حال.

في هذا السياق, تكشف المصادر عن وجود خطة أمنية فلسطينية تهدف الى ضمان سيطرة اجهزة الأمن ومؤسسات السلطة على الوضع خلال الإنسحاب الإسرائيلي, وأن هذه الخطة وضعها اللواء عبد الرزاق المجايدة المسؤول الأمني الفلسطيني الكبير الذي أحيل للتقاعد مؤخرا, وأنه وضعها اواخر عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وتضع الخطة في اعتبارها احتمال تعرض المستوطنات الإسرائيلية لهجوم جماهيري بهدف الإستيلاء على منازلها, خاصة من قبل الذين هدمت قوات الإحتلال منازلهم, ولا زالوا بدون مأوى.

وتقضي الخطة بالحيلولة دون ذلك من خلال اعلان حظر التجول, وفرض طوق أمني حول المستوطنات, وكذلك زرع حقول ألغام صوتية, وتجهيز مئات سيارات الإسعاف بهدف تخويف المواطنين, ومنعهم من الإقتراب, وتسهيل مهمة السلطة في ادارة الأراضي التي يشملها الإنسحاب.

 

الى صفحة تفريط وتنازلات

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع