بيان المجلس الثوري لحركة فتح
رام الله - الصباح / وفا- عقد المجلس الثوري لحركة فتح دورة الشهيدين فيصل الحسيني واللواء أحمد مفرج (أبوحميد) إجتماعاته بحضور الرئيس ياسرعرفات وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري, وقد إستمرت أعمال الدورة ثلاثة أيام وقد ألقى الرئيس عرفات خطاباً سياساً هاماً في جلسة إفتتاح المجلس تناول فيها كافة القضايا الوطنية والسياسية والأمنية, كما إستمع المجلس الى تقارير اللجنة المركزية ولجان المجلس الثوري وجرت مناقشات عامه، كما إستمع المجلس الى عدة رسائل من الأسرى و المعتقلين في سجون الإحتلال ومعتقلاته ورساله هامة أخرى من أهلنا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ورسائل أخرى من الجاليات الفلسطينية في العالم , وفي ختام إجتماعاته.
أصدر المجلس الثوري البيان الختامي السياسي التالي:
يواصل الشعب الفلسطيني وقواه المناضله تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للسنة الرابعة صموده البطولي في وجه الاحتلال والإستيطان والتوغل والإغتيالات والعقوبات الجماعية والحصار المفروض على الشعب والقيادة, ويؤكد المجلس الثوري وهو يحيي صمود شعبنا العظيم على أن شعبنا لن يتراجع عن صموده البطولي في وجه الإحتلال الإسرائيلي والإستيطان وجدار الضم والتوسع والفصل العنصري, فشعبنا الفلسطيني البطل يخوض اليوم معركة تحرره الوطني من أجل نيل حريته وإستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس الشريف, ولا يمكن للأمن والإستقرار والسلام والتعايش أن يتحقق إلا بإنهاء الإستيطان والإحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة والغير قابله للتصرف وقيام دولة فلسطين المستقله ركيزة السلام الشامل والدائم والعادل والضمانه الحقيقيه لتوفير الأمن الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. إن المجلس الثوري يخاطب الإسرائيليين والأسرة الدولية ليؤكد تمسك شعبنا بخيار السلام وبالمفاوضات وبالوسائل السلمية لحل كافة القضايا بين شعبنا والحكومة الأسرائيلية على أساس الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من أرضنا الفلسطينية والعربية الى خط الرابع من حزيران 67 وتحقيق السلام الشامل بين إسرائيل والدول العربية على أساس مبادرة السلام السعودية العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت.
إن المجلس الثوري لحركة فتح يعلن تمسك فتح بخيار السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية,1515,1397,425,338,252,242,194, والقمم العربية وقرارات مجلسنا الوطني وخطة خارطة الطريق ورؤية الرئيس بوش واللجنة الرباعية للحل على أساس الدولتين , وعلى هذا الأساس فإن المجلس الثوري يدعو حكومة إسرائيل الى وقف فوري لإطلاق النار على أن يكون متبادلاً ومتزامناً وملزماً وتضع حكومة إسرائيل حداً لتوغلاتها وإغتيالاتها وحصارها وإستخدامها للأسلحة المحرمة دولياً(الغازات واليورانيوم المستنفذ والإلكتروني وغيرها) وأن تعلن مباشرةً إنسحاب قواتها المحتله الى مواقعها في 28 أيلول 2000 تمهيداً للإنسحاب من
جميع الأراضي المحتله عام 67, إن المجلس الثوري يدعو اللجنة الرباعية الى التحرك السريع لتنفيذ خطة خارطة الطريق دون تأخير ويعلن أن السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزة الأمن الفلسطينية على إستعداد تام لتحمل مسؤولياتها الأمنية في كافة المناطق دون إستثناء وإستعدادها كذلك لتنفيذ كافة الإتفاقات الأمنية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويؤكد المجلس الثوري رفضه المطلق والمبدئي لكافة العمليات التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين.وإن إعادة الإحتلال الإسرائيلي وعمليات القتل والإغتيال والقصف وتدمير بنيتنا التحتية ومنشآتنا الرسمية والشعبية وتخريب مساكننا ومزارعنا ومصانعنا والمعاناة التي يواجهها أسرانا ومعتقلونا والإعتداء وإقتحام البنوك العامله في وطننا ومصادرة الأموال منها وحجز أموالنا الجمركية والضرائبية لأكثر من أربعين شهر. هذا بجانب المس الخطير بمقدساتنا المسيحية والإسلامية مثلما حدث في باب المغاربة وما حدث أمس ضد المصلين من جماهيرنا في الحرم الشريف وما يحدث في بيت لحم والخليل وبلدة عابود وغيرها, وضرب السلطة الوطنية ومحاصرة قيادتها الشرعية ورمزها الرئيس ياسر عرفات, ويؤكد المجلس الثوري على إن هذه الجرائم الإسرائيلية هي التي تؤدي الى تدهور الوضع الأمني في فلسطين وفي المنطقة كلها, وإن الطريق الصحيح لوقف هذا التدهور إنما يكمن في الإنسحاب الإسرائيلي وفي إستئناف المفاوضات على أساس خريطة الطريق وفي إستئناف التنسيق الأمني وفق الإتفاقات الأمنية المبرمه بين الجانبين.
إن المجلس الثوري يوجه نداء وقف إطلاق النار ونداء السلام الى الشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية والى الأسرة الدولية والى اللجنة الرباعية , فالوضع الخطير والمتفجر على الأرض يستدعي التجاوب الفوري مع هذا النداء الصادق من أجل وقف إطلاق النار وإستئناف مفاوضات السلام وتنفيذ سلام الشجعان والإتفاقيات وخارطة الطريق.
وعلى الصعيد الداخلي فقد قرر المجلس الثوري تشكيل لجنة عمل من أعضاء المجلس واللجنة المركزية للقيام بإصلاحات داخلية لتعزيز البناء الحركي في كافة الأطر القيادية والتنظيمية من اللجنة المركزية وحتى أصغر خلية تنظيمية في الوطن وفي الشتات.
كما قرر المجلس الثوري تشكيل لجنة تحضيرية تقوم فور تشكيلها بالإعداد الجدي لعقد المؤتمر العام السادس وقد حدد المجلس سقفاً زمنياً لعقد هذا المؤتمر العام خلال عام من تاريخه.
وقد توجه المجلس الثوري الى القادة الملوك والرؤساء والأمراء والقادة العرب بالعمل على وجه السرعة لرفع الحصار عن شعبنا وعن الرئيس ياسر عرفات حتى يتمكن من المشاركة في أعمال القمة العربية القادمة في تونس الشقيقة.
إن المجلس الثوري يدعو أمتنا العربية قادةً ودولاً وشعوباً الى مواصلة دعمها ومساندتها لشعبنا الفلسطيني وسلطتنا الوطنية سياسياً ومالياً وأمنياً في مواجهة هذا الإحتلال والعدوان الإسرائيلي الوحشي على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية, وإن بناء جدار الضم والتوسع والفصل العنصري يمزق أرضنا ومستقبلنا ويحمل أخطاراً حقيقية على الأمن القومي العربي وهو يشكل الخطوة الأساس في مخططات حكومة إسرائيل لسرقة أرضنا بجدار الفصل العنصري ولتقسيمها الى جيتوات وكانتونات بالإضافة الى المزيد من الإستيطان لمنع إقامة دولتنا المستقله وعاصمتها القدس الشريف حسب الإتفاقيات والبرامج وآخرها خارطة الطريق.
إن المجلس الثوري يحيي جماهير شعبنا اللاجىء في لبنان وفي العراق وفي كل مناطق المنفى والشتات ويؤكد على الحل العادل لقضية اللاجئين وحقهم في العودة وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية.
كما يحيي المجلس الثوري أبطال الحرية في سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم الأخوة عبد الرحيم ملوح ومروان البرغوثي وحسام خضر وركاد سالم وحسن يوسف وجميع الأخوات والأخوة الأسيرات والأسرى والمعتقلين الأحبه ويعاهدهم على أن حريتهم هي أساس حرية الوطن والمواطنيين وإن قضية تحرير الأسرى والمعتقلين هي قضية مركزية وأولويه لدى القياده ولدى شعبنا. ويحيي المجلس الثوري لجان الحماية الشعبية على المستوى الدولي التي تقف الى جانب شعبنا ضد جدار الضم والتوسع والفصل العنصري وضد الممارسات الوحشية والعنصرية للمحتلين الإسرائيليين.
ويطالب المجلس بضرورة حل مشكلة الأخوين أحمد سعدات وفؤاد الشوبكي لدى الأطراف المعنية.
إن المجلس الثوري وإنطلاقاً من إلتزامه بخيار السلام وبجانب العلاقه الأخوية القومية مع الأشقاء العرب لابد من تعزيز وتوطيد علاقتها على المستوى الدولي مع الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وروسيا الإتحادية واليابان والصين ودول عدم الإنحياز والدول الإسلامية والأمريكية اللاتينية ومع الأمم المتحدة وكافة المجموعات والتكتلات والمؤسسات الدولية وجميع الأحرار والشرفاء في العالم فإن المجلس الثوري يقرر مايلي:
أولاً: على الصعيد الوطني:
تؤكد حركة فتح على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حياته الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة من خلال إجراء الإنتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والبلدية, وتدعو حركة فتح الأسرة الدولية الى بذل كل جهد ممكن لإجبار حكومة إسرائيل على وقف إحتلالها والى إنسحاب قوات الإحتلال لتهيئة الظروف المناسبة وفي أجواء من الحرية لإجراء الإنتخابات الفلسطينية الديموقراطية بحضور ومراقبة ممثلي البرلمانات في العالم للإشراف على هذه الإنتخابات وديموقراطيتها وتعدديتها, فالإنتخابات وتداول السلطة هي أساس النظام السياسي الفلسطيني.
ثانياً: على الصعيد السياسي:
يؤكد المجلس من جديد إلتزامه بخيار السلام بين الشعبين وبالمفاوضات وبخطة خارطة الطريق وإلتزامه بالجهود والمبادرات الدولية الرامية الى وقف إطلاق النار ووضع الآليات المناسبة لمباشرة تنفيذ خريطة الطريق.
ثالثاً: على الصعيد المالي:
يتوجه المجلس الثوري بالتحية الى الدول الشقيقة والدول المانحة والبنك الدولي لمساهمتهم ودعمهم المادي المستمر للشعب الفلسطيني ومؤسساته وإقتصاده الوطني ويؤكد المجلس ترحيبه بكافة الأفكار والإقتراحات والآليات التي توفر الإطمئنان للمانحين من خلال المزيد من المسائلة والشفافية والمراقبة للكيفية التي تستخدم فيها المساعدات والمعونات العربية والدولية والشعبية.
رابعاً: على الصعيد الأمني:
يؤكد المجلس الثوري على تمسكه بالمبادرات العربية والدولية للتوصل الى إتفاق لوقف إطلاق النار ولتنفيذ كافة الإتفاقات الأمنية, وكذلك بالخطة الأمنية التي وافق عليها مجلس الأمن القومي وبالتعاون مع الأخوة في الدول العربية وخاصة الأخوة في مصر والأردن واللجنة الرباعية ويرحب المجلس الثوري بجهود اللجنة الرباعية لإستئناف عملها وتأمين سرعة إرسال المراقبين الدوليين للإشراف على ترتيبات وآليات تنفيذ خطة خارطة الطريق برعاية اللجنة الرباعية وإشرافها لإقامة السلام العادل والدائم والشامل بين دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ودولة إسرائيل وفي المنطقة كلها, وتتوجه حركة فتح الى الشعب الإسرائيلي بكافة فئاته وإتجاهاته السياسية مؤكدةأن السلام الدائم والعادل يجب أن يكون مشتركاً بين الشعبين, وأن الإتفاقات الموقعة بين الجانبين هي الأساس القانوني لمشروعالمصالحة التاريخية بين الشعبين, وإن المفاوضات الثنائية والمباشرة هي الطريق الصحيح لإستكمال عملية السلام من خلال الإلتزام الكامل بخطة خارطة الطريق, وتوجه حركة فتح التحية لقوى السلام الإسرائيليه لدورها المشهود في تقريب فرصة السلام بين الشعبين. وإن حركة فتح ترفض ما يسمى بالإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب, وهذه الإجراءات لا تهدف الى السلام والأمن بل الى ترسيخ الإحتلال وإبتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية من خلال جدار الضم والتوسع الاستيطاني, وتؤكد حركة فتح أن السلام الذي يدوم ويستقر هو الذي يتم عبر المفاوضات والإتفاق بين الجانبين وعلى أساس خطة خريطة الطريق وبرعاية اللجنة الرباعية وبدعم كافة قوى الشرعية الدولية والمبادرة العربية السعودية التي أقرتها قمة بيروت.
خامساً: دعم السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الفلسطينية:
تؤكد حركة فتح إنطلاقاً من إلتزامها بقرارات منظمة التحرير الفلسطينية ومجالسها الوطنية دعمها ومساندتها القوية للسلطة الوطنية الفلسطينية وللحكومة الفلسطينية ولكافة البرامج والسياسات التي إعتمدتها الحكومة لتعزيز الصمود الوطني وتقديم كافة أشكال الدعم لجماهير شعبنا التي تتعرض يومياً للتدمير والتخريب المتعمد من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي وخاصة أهلنا الذين دمرت أرضهم ومزروعاتهم وسرقت أرضهم نتيجة قيام حكومة إسرائيل ببناء جدار الضم والتوسع في أرضنا الفلسطينية.
وتؤكد حركة فتح حرصها وسهرها على سيادة القانون وتوفير كل إمكانانات الحياة والتطور لمؤسسات المجتمع, داعمةً بكل قواها جهود السلطة الوطنية والحكومة الفلسطينية لتطوير الجهاز القضائي والمحاكم, وفي نفس الوقت تدعم الجهود المستمره لإستكمال منظومة القوانين الفلسطينية من خلال المجلس التشريعي.
إن المجلس الثوري يتطلع الى محكمة العدل الدولية بالتحية والتقدير وكله أمل وثقه أن تنتصر للحق والعدل والشرعية الدولية وإتفاقية جنيف الرابعة وأن تنصف الشعب الفلسطيني في وجه هذا الإحتلال والإستيطان الإسرائيلي وجدار الضم والتوسع والفصل العنصري الذي يحول مدننا الى كانتونات وأهلنا الى سجناء في مدنهم وقراهم ومخيماتهم .وهنا لابد أن نؤكد على أهمية الإستمرار بالتعاون والحوار مع جميع القوى والفصائل والمنظمات الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية وشكر الأخوة في مصر والرئيس المبارك حسني مبارك على إحتضانهم للحوار.
ويؤكد المجلس الثوري على أهمية إستعادة الشعب العراقي لحريته وإستقلاله الوطني والمحافظة على سيادته ووحدة أراضيه.
ويوجه المجلس الثوري التحية للأخوة العرب واللجنة الرباعية ولكافة حكومات وشعوب العالم التي تساند حقوقنا في الجمعية العمومية ومجلس الأمن وتقف شعوبها الى جانبنا في اللجنة الرباعية وآسيا وأوروبا وافريقيا والصين واليابان وأمريكيا اللاتينية ودول عدم الإنحياز والدول الإسلاميه من أجل توفير الدعم المادي والسياسي الذي يساهم في تحقيق أهداف السلام على أرض السلام بما يخدم السلام بيننا وبين إسرائيل وفي المنطقة كلها بشكل عام, ويوجه المجلس تحية خاصه للجامعة العربية وأمينها العام السيد عمرو موسى لدورهم وجهدهم في خدمة الحق الفلسطني .
تحية الى شعبنا الصامد المرابط وألف رحمة على شهدائنا الأبرار في سبيل الحرية والإستقلال والشفاء العاجل لجرحانا البواسل.