تقرير إسرائيلي: دحلان أيد قتل الرنتيسي

القدس المحتلة - خاص - إسلام أون لاين.نت/ 15-6-2003

شارون وبوش وأبو مازن خلال قمة العقبة

كشف تقرير ملخص لاجتماعات إسرائيلية فلسطينية عقدت قبل قمة العقبة الإسرائيلية الفلسطينية الأمريكية، وحصلت "إسلام أون لاين.نت" الأحد 15-6-2003 على نسخة منه بتسريب خاص من داخل مركز إسرائيلي معني بمتابعة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، عن خبايا وتفاصيل لم تنشر من قبل لما دار في تلك الاجتماعات، من أبرزها أن محمد دحلان وزير شؤون الأمن الفلسطيني اقترح على رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون خلال لقاء تحضيري لقمة العقبة الإسرائيلية الفلسطينية الأمريكية في 4-6-2003 قيام إسرائيل باغتيال القيادي بحركة حماس عبد العزيز الرنتيسي، وعبد الله الشامي القيادي بحركة الجهاد الإسلامي.

وزود بذلك التقرير الملخص "مركز دانيال زيف للأبحاث" الإسرائيلي الذي توجد به لجنة للدراسات النفسية تتابع شئون المفاوضات من أجل دراسة نفسية المفاوض الفلسطيني، وتقديم النصائح للحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن.

ويشير التقرير إلى اجتماع عقد قبل قمة العقبة بعشرة أيام وحضره إلى جانب شارون ودحلان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ووزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز وضباط من المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، وخصص لبحث التنسيق الأمني بين الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية من أجل إقرار هدنة بين الطرفين تؤدي لوقف أعمال المقاومة وتتيح الفرصة لتفكيك الفصائل الفلسطينية، كما يرافقها انسحاب إسرائيلي من أجزاء من قطاع غزة تنفيذًا للمرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق الدولية لتسوية القضية الفلسطينية.

اقتراحات دموية

محمد دحلان

وفي بداية الاجتماع، اقترح شارون على أبو مازن ودحلان "قتل كل القادة العسكريين والسياسيين لحماس والجهاد وكتائب الأقصى والجبهة الشعبية (لتحرير فلسطين) لإحداث حالة من الفوضى بين صفوفهم" تسهل على حكومة أبو مازن "الانقضاض" على فصائل المقاومة وتفكيكها، بحسب التقرير الإسرائيلي.

وعبثًا حاول أبو مازن ودحلان إقناع شارون بأنهما بحاجة أولا لفترة هدوء لاستكمال سيطرتهما على كافة الأجهزة الأمنية والمؤسسات الفلسطينية قبل التصدي للفصائل، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية رأى أن ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الذي وصفه بـ "الثعلب" لن يسمح بذلك، واقترح أن يتم قتله "مسمومًا"، طبقًا لنص التقرير الذي قدم إلى مركز دانيال زيف للأبحاث.

وأشار التقرير الإسرائيلي أيضًا إلى أن أبو مازن أوضح بدوره لشارون أنه يسعى لـ "تمرير" القرارات الهادفة لتطويق المقاومة من خلال عرفات لوضعه في الواجهة أمام فصائل المقاومة.

من جهته، أكد دحلان لشارون أن عرفات "أصبح يفقد سيطرته على الأمور شيئًا فشيئًا"، وذكّره بوجود قوة أمنية مشتركة تضم الأمن الوقائي والشرطة تحت سيطرته و"لا تخضع لعرفات ولا تقبل منه أي أمر"، كما شدد على أنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الفصائل وقياداتها، وقال: "سيُصفى كل من يعيقنا"، وفقًا لما جاء بالتقرير الإسرائيلي الذي حرر باللغة العبرية.

وأبدى شارون حينئذ موافقته على الرؤية الفلسطينية، إلا أنه عاد واقترح للإسراع بتنفيذها "قتل أهم القيادات السياسية إلى جانب القيادات العسكرية (للفصائل)، وذكر ثمانية أسماء على رأسها الرنتيسي والشامي إلى جانب قياديين آخرين من بينهم محمود الزهار وإسماعيل أبو شنب وإسماعيل هنية من حماس، ومحمد الهندي ونافذ عزام من الجهاد، بالإضافة إلى جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما جاء بالتقرير.

ويشير التقرير إلى أنه أمام ذلك الإصرار، عقّب دحلان مخاطبًا شارون "إذا كان لا بد من مساعدتكم الميدانية لنا، فأنا مع قتل الرنتيسي وعبد الله الشامي؛ لأن هؤلاء إن قتلوا فسنحدث إرباكًا وفراغًا كبيرًا في صفوف حماس والجهاد الإسلامي؛ لأن هؤلاء هم القادة الفعليون".

"البركة فيك يا شارون"

كما أعرب دحلان عن ثقته بأن الفصائل ستبادر إلى خرق الهدنة المرتقبة مع إسرائيل حين ترى السلطة تبدأ بالعمل على تفكيك منظماتها، تنفيذًا لبنود خريطة الطريق الداعية لوقف المقاومة؛ "وهو ما سيتيح الفرصة للانقضاض عليها (من جانب الأجهزة الأمنية الفلسطينية)، ثم البركة فيك يا شارون"، حسب تعبير التقرير.

ونال هذا الحديث إعجاب شارون على ما يبدو؛ فعلق بالقول: "الآن بدأت تستوعب يا دحلان"، كما وصف ضابط من المخابرات الأمريكية كلام دحلان بأنه "حل منطقي وعقلاني"، بحسب المصدر نفسه.

يذكر أنه بعد مرور أقل من أسبوع على قمة العقبة قامت إسرائيل بمحاولة فاشلة لاغتيال الرنتيسي قبل أن تنفذ أي انسحاب جزئي من قطاع غزة.

الكل سعى لإرضاء شارون

ويعرض الملخص الإسرائيلي لاجتماعات ما قبل قمة العقبة اجتماعًا آخر ضم أبو مازن ودحلان وشارون وموفاز بجانب مسئولين أمريكيين من أبرزهم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط وليم بيرنز، وتمحور حول تنفيذ خريطة الطريق.

ويستدل من الملخص أن الفلسطينيين والأمريكيين بذلوا خلال الاجتماع جهودًا مضنية من أجل إقناع شارون بالتنازل عن مطلبه بأن تعلن حكومة أبو مازن قبولها لتحفظات شارون الـ 14 على خريطة الطريق، وبأن يكتفي بالحصول على كتاب أمريكي يشتمل على ضمانات بالأخذ في الاعتبار تلك التحفظات.

وأصر الجانب الأمريكي على أن يكون ذلك الكتاب "سريًا" حتى يتم إبراز أبو مازن بـ "مظهر القوي أمام شعبه"، وحتى يتمكن من "القضاء على المنظمات الإرهابية وتفكيكها" دون أن يتعرض لانتقادات جماهيرية حادة، وفقًا للتقرير.

كما يستدل أيضًا من التقرير أن الجانب الأمريكي سعى إلى التقليل من سقف مطالب شارون من قمة العقبة؛ حيث اشترط شارون في الاجتماع التمهيدي ألا يذكر أبو مازن في خطابه في ختام قمة العقبة قضايا "القدس والاستيطان أو الحدود أو اللاجئين أو السيادة أو المعتقلين"، قائلاً: "هذا مرفوض تمامًا من قبلنا، وهذه اعتراضاتنا على خريطة الطريق لا يستطيع أحد في دولة إسرائيل التنازل عن أي منها".

كما أبدى شارون إصرارًا على أن يعلن أبو مازن والأمريكان في العقبة أن "دولة إسرائيل هي دولة يهودية نقية، وهي لليهود في إسرائيل وكل العالم"؛ وهو ما يعطي له الحق مستقبلاً بطرد عرب إسرائيل منها، كما أكد خلال ذلك الاجتماع أنه يرى أن "الحل الذي لن يكون لنا هدف غيره هو أن الأردن هو وطن الفلسطينيين وبإمكان الفلسطينيين في كل مكان بما فيهم عرب إسرائيل التوجه إلى الأردن ليقيموا فيها دولتهم"، كما جاء بنص التقرير.

ومضى قائلاً: "هذا هو الحل العملي الذي يوفر علينا وعلى الفلسطينيين العذابات وعدم الاستقرار؛ فإسرائيل من النهر إلى البحر لن تكون إلا دولة يهودية نقية"، بحسب المصدر الإسرائيلي.

ودفع ذلك الطرح -كما يعرض التقرير- الوفد الأمريكي إلى تحذير شارون بأنه بذلك "سينهي عملية السلام وسيفشل الحرب ضد الإرهاب، في حين تتاح فرصة تاريخية لدولة إسرائيل لتمكين أصدقائكم (أبو مازن ودحلان) هؤلاء من القضاء على الإرهابيين واستئصالهم من جذورهم"، في إشارة لفصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ونجح الأمريكيون في النهاية بإقناع شارون بالاكتفاء بإعلان أمريكي بأن إسرائيل "دولة يهودية"، وبإعلان من أبو مازن بأن "هذا شان داخلي" إسرائيلي لا يحق له التدخل فيه.

وفي خطابه الذي ألقاه في ختام قمة العقبة استخدم بوش بالفعل تعبير "الدولة اليهودية" لوصف إسرائيل، في حين لم يتطرق أبو مازن في كلمته إلى هذه المسألة وركّز على تصميمه على "مكافحة الإرهاب" ضد "المدنيين الإسرائيليين"؛ وهو ما أثار انتقادات فصائل المقاومة الفلسطينية.

الى صفحة تفريط وتنازلات

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع