بيان صادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية


برئاسة الرئيس ياسر عرفات، عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وممثلو القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية، الاجتماع الدوري في مقر الرئاسة مساء يوم الأحد 4-7-2004، لمناقشة الأوضاع واستعراض آخر التطورات والمستجدات على صعيد القضية الفلسطينية محلياً وإقليمياً ودولياً وخاصة إستمرار علميات التصعيد الإجرامي المنظم من قبل الحكومة الإسرائيلية وجيشها وقطعان المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته ومختلف نواحي حياته في قطاع غزة والضفة الغربية، مما يشكل تأكيداً ودليلاً قاطعاً أن هذه الحكومة الإسرائيلية لا تمتلك أية خيارات أو توجهات نحو إستتباب الأمن والسلام والإستقرار في المنطقة، بل تؤكد يومياً للعالم أجمع، أنها حكومة إحتلال وعدوان تضرب بعرض الحائط، كافة المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، وتعمل على تدمير كل ما تبقى من آمال وجهود لإعادة الحياة الى هذه العملية، بل على النقيض من ذلك تواصل عدوانها الشرس، في مدن وقرى ومخيمات في غزة والضفة.


وقد إستعرض الأخ الرئيس ياسر عرفات، مع الأخوة، الجهود الفلسطينية المبذولة رسمياً لمواجهة هذه الممارسات وفضحها، وخاصة سياسة التوغل والإغلاق والحصار الشامل والإعتقالات والإغتيالات، لتدمير المنازل والبنى التحتية، والإستيلاء على الأراضي وإستمرار الإستيطان وبناء جدار الضم والتوسع العنصري المرفوض دولياً وقانونياً، لما يشكله من خرق وتجاوز للقوانين الدولية، وتدمير لحياة الشعب الفلسطيني، بحجة الأمن المزعوم.


كما إستعرض الأخوة تلك السياسات على صعيد مدينة القدس الشريف والمقدسات المسيحية والإسلامية ومحاولة فرض الأمر الواقع بممارسة التهويد ومحاولات شطب الحقائق التاريخية الثابتة لعروبة وقدسية هذه المدينة، كعاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.
كما ثمنت القيادة الفلسطينية الجهود الدولية المبذولة من قبل الأصدقاء رسمياً وشعبياً تجاه دعم الحقوق الوطنية المشروعة والثابتة، إضافة بالأساس الى الدعم اللامحدود والجهود المتواصلة من الرئيس حسني مبارك والملك عبد الله الثاني وولي العهد السعودي سمو الأمير عبد الله والرئيس زين العابدين بن علي رئيس القمة العربية ومن الأشقاء القادة العرب والجامعة العربية وأمينها العام الأخ عمرو موسى في كل المجالات والإصرار على تنفيذ خارطة الطريق والإنسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة الى حدود الرابع من يونيو عام 1967.


وأكد أن أي إنسحاب يتم الحديث عنه من غزة يجب أن يكون متزامنا مع الضفة وجزءا لا يتجزأ من خارطة الطريق وعملية السلام الشاملة وفقاً للإتفاقات المبرمة وضرورة تنفيذها بالتنسيق رسمياً مع القيادة الفلسطينية الشرعية المنتخبة وأن تتزامن مع توفير المراقبين الدوليين بجانب الجهود المصرية المستمرة ورفضها لما يسمى بتشكيل هيئة لإدارة غزة لأن السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة القرار والمرجعية الوطنية.


وقد أشادت القيادة الفلسطينية بالدور الفرنسي البارز في هذا الشأن وبزيارة وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه للسلطة الوطنية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الصامد وللرئيس عرفات ورئيس الوزراء أحمد قريع "أبو علاء" والمواقف الداعمة والمشرفة لهذه الدولة الصديقة في مختلف المجالات وخاصة رفض الموقف الفرنسي لحصار الشعب الفلسطيني والحصار المشين للرئيس عرفات والإشادة بالموقف الفلسطيني الداعم لعملية السلام.


وأكد الرئيس ياسر عرفات بإسم الشعب الفلسطيني وبإسم القيادة الفلسطينية على التقدير الكبير لدولة فرنسا العظيمة ولشعب فرنسا الوفي للحرية والإستقلال وللدور والجهود العظيمة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك والقادة الأوروبيين في هذه الإتجاهات.
كما أشادت القيادة الفلسطينية بالجهود المبذولة من كافة الأصدقاء ودول الإتحاد الأوروبي وروسيا واليابان والصين والأمم المتحدة وأمينها العام السيد كوفي عنان والدول الإفريقية ودول عدم الإنحياز والدول الإسلامية برئاسة ماليزيا وأمريكا اللاتينية، وكذلك جهود دولة جنوب أفريقيا ورئيسها المناضل أمبيكي وإعلانه بإسم دولته وشعبه المناضل دعم شعبنا وقضيتنا ولتقديم كل الدعم لمسيرة نضالنا والرفض المطلق لحصار الرئيس عرفات.


كما أشادت القيادة بمواقف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ومختلف المؤسسات والتجمعات الدولية المؤيدة للحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
إن القيادة الفلسطينية وهي تتابع ما يحصل يومياً على الأرض سياسياً وإقتصادياً وأمنياً وإنسانياً بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه وممتلكاته من قبل شراسة وعدوان قوات الإحتلال الإسرائيلي وإرهابه الرسمي المنظم تؤكد على الآتي:
أولاً: تعزيز الصفوف رسمياً وشعبياً على صعيد الجبهة الوطنية الفلسطينية الداخلية لتجسيد وحدة الحال والتكاتف لمواجهة سياسات الإجرامية التي يمارسها الإحتلال الإسرائيلي وإفشال أساليبه العابثة للنيل من صمود شعبنا الفلسطيني البطل.
ثانياً: التأكيد على أن القيادة الشرعية المنتخبة هي صاحبة القرار الحاسم والمرجعية الشرعية تجاه أي حل يطرح على صعيد القضية الفلسطينية.


ثالثاً: التأكيد على الموقف الراسخ والثابت تجاه خيار السلام بإعتباره الخيار الإستراتيجي وضرورة قيام الجهات الدولية وفي مقدمتها اللجنة الرباعية والإدارة الأمريكية والأمم المتحدة بإلزام إسرائيل بتنفيذ خارطة الطريق والعودة الى طاولة المفاوضات.
رابعاً: ضرورة مواصلة سياسة الإصلاح على مختلف الأصعدة وبما يتوافق مع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وخاصة على صعيد الأجهزة والجهد الأمني وتعزيز القضاء والخطاب السياسي والإعلامي ومواصلة حوار الوطني الشامل والإعداد للانتخابات المحلية والبلدية والتشريعية والرئاسية ومحاولة تذليل الصعوبات لإجرائها.


خامساً: مطالبة المجتمع الدولي وكافة الأطراف المعنية بضرورة تنفيذ إلتزاماتها وتعهداتها سياسياً ومالياً وإقتصادياً لتمكين السلطة من إعادة البناء والتأهيل وإيجاد المرتكزات التي دمرها الإحتلال بما فيها بنيتنا التحتية الشعبية والرسمية وحجز أموالنا الضرائبية حتى الآن ومنذ 45 شهراً.


سادساً: التأكيد على وجوب سيادة النظام وفرض القانون ووحدانية سلطة القرار الشرعي والقضائي بالنسبة للحياة الوطنية واليومية لشعبنا وحقوقه وممتلكاته.


سابعاً: تدعو القيادة الفلسطينية كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية المعنية من أجل رفع سياسات الظلم والقهر التي يمارسها الإحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وضد مقدساته المسيحية والإسلامية وضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بما فيهم الأسيرات الفلسطينيات وصغار السن.


إن القيادة الفلسطينية وهي تنظر الى خطورة ما يقوم به الإحتلال من جرائم وإنعكاسات ذلك على حياة شعبنا وآماله وطموحاته في حلول السلام له ولجيرانه، تناشد كافة الجهات والقوى الدولية وخاصة اللجنة الرباعية والولايات المتحدة التعامل بنفس المعيار وحجم الجهد من أجل إرغام إسرائيل لوقف عدوانها وتصعيداتها العسكرية الإحتلالية وتنفيذ القرارات والإتفاقات الخاصة بعملية السلام وضمان عدم الإستفراد من قبل حكومة شارون ونهجها الذي يدفع المنطقة كلها الى الهاوية من خلال سياسة التضليل والأوهام والمناورات المجحفة بالحجج الأمنية المزعومة لتغطية ما تقوم به حكومة إسرئيل من إجراءات خطيرة لمحاولة فرض وقائع على الأرض يستحيل معها قيام دولة فلسطين المستقلة القابلة للحياة بل ستؤدي هذه السياسات الإسرائيلية الى دوامة العنف وعدم الإستقرار في المنطقة كلها.
واستنكرت القيادة الفلسطينية البيان الصادر المنسوب الى القوى والفاعليات والشخصيات الوطنية والإسلامية في بيت المقدس ضد بطريرك القدس إرينيوس، ورحبت بقرار الأخ الرئيس بإرسال وفد فلسطيني لمقابلة البطريرك للتعبير عن غضب السلطة الوطنية ضد هذا البيان الهادف الى زرع الفتنة والإرباك بين أبناء شعبنا وطوائفه ومعتقداته.


وحيت القيادة الفلسطينية المعتصمين والمضربين عن الطعام من أهلنا والقيادات والشخصيات المقدسية وقوى السلام في إسرائيل التي نعتز بها إحتجاجاً على إستمرار حكومة إسرائيل في إقامة جدار الضم والتوسع العنصري.


كما ثمنت القيادة الفلسطينية موقف دعاة الحرية وقوى السلام وأصحاب الأقلام والأفكار المستنيرة من الصحفيين والكتاب والمفكرين الإسرائيليين الذين يرفعون أصواتهم في تحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة الى جوار دولة إسرائيل وإستنكار الإجراءات التعسفية التي تمارسها ضد أبناء الشعب الفلسطيني وألوان القهر والعذاب والإذلال وتنمية الكراهية بدلاً من بذل الجهود لتوفير مناخ السلام والثقة وحسن الجوار ولتنفيذ السلام العادل والدائم والشامل طبقاً لقرارات الشرعية الدولية والإتفاقات الموقعة ومن أجل أطفالنا وأطفالهم ومن أجل المنطقة كلها.

 

الى صفحة تفريط وتنازلات

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع