يديعوت احرونوت-
تقرير:
خطة التقسيم
بقلم: اليكس فيشمان
في إسرائيل يجري فحص خطة يتم بموجبها تقسيم الضفة الى قسمين وإغلاق منطقة السامرة، شمالي السامرة تحصل السلطة الفلسطينية على مساحة، تساوي ضعفين ونصف الضعف من المساحة التي ستخليها اسرائيل في القطاع اذا استمر الهدوء النسبي في المناطق ستظل المحاور التي ستفتح بمناسبة الانتخابات الفلسطينية مفتوحة.
تحدث قادة حماس هذا الاسبوع عن حقهم في الحصول على ما سيتم إخلاؤه من مستوطنات لصالح إسكان ارامل الانتفاضة وايتامها . اما السلطة الفلسطينية فقد اعدت (21) كتيبة للاستيلاء على تلك المستوطنات.
خلال حملة عسكرية كانت قد اعدت قبل بضعة اشهر، تأهبت الأجهزة الأمنية ووحدات الامن القومي في (21) اطارا بمثابة كتائب. وكل كتيبة كهذه مهمتها الاستيلاء على كل مستوطنة تخلى في القطاع او شمالي الضفة ، ومنع استيلاء جماهيري بلا ضوابط او استيلاء حماس، على الممتلكات . الخوف من نشوء فراغ عقب الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب، ادخل السلطة في سباق مع الزمن ومع حماس.
رقعة الارض التي تخطط إسرائيل لإخلائها شمالي الضفة، تخلق خطأ نظريا لإخلاء ضئيل . من وجهة النظر الإسرائيلية يعتبر هذا اخلاء لاربعة تجمعات سكنية ولمقر قيادة لواء. ومن وجهة النظر الفلسطينية لا شيء ضئيلا هنا. فبعد الانفصال سوف تتسلم قطعة ارض اكبر من الارض التي ستخليها في قطاع غزة بضعفين ونصف الضعف، مع سكان يبلغ تعدادهم (400) الف فلسطيني.
وفي حين تتعلق الابصار الشعبية بالانفصال المرتقب من قطاع غزة تجري في اسرائيل مداولات حول الوضع السياسي – الامني – الديمغرافي الجديد، الذي سينشأ شمالي الضفة واحتمال استمرار الارهاب من شمالي الضفة- حيث هو حاليا اكبر بؤرة للارهاب في الضفة- يفرض على اسرائيل استعدادا مغايرا .
معظم الارهاب حاليا ينتقل من السامرة باتجاه القدس، ومنها نحو الخط الاخضر. لذلك يدرسون حاليا في اسرائيل بجدية، برنامجا ينص على فصل يهودا عن السامرة (جنوب الضفة عن شمالها – الكشاف) بعد الاخلاء . من السهل تقسيم الضفة الى قسمين وخلق وضع تشكل قطعة الارض في السامرة التي تسلم للفلسطينيين نوعا من "العلبة المغلقة" من كل جوابنها – الامر الذي يمنع شلل الارهاب من السامرة باتجاه الخط الاخضر وباتجاه القدس مجنونا.
العلبة المغلقة باتت جاهزة في الواقع .فالجدار الفاصل بمحاذاة الخط الاخضر، على الحدود الغريبة للسامرة، استكمل بناؤه تقريبا، وفي الشمال بناؤه كامل وفي الشرق – ثمة غور الاردن ، بينما الحد الجنوبي لهذه الرقعة من الارض التي ستسلم للفلسطينيين ، يوازي المحور القاطع للسامرة.النية هي خلق سلسلة معابر ثابتة ومنظمة شمالي عابر السامرة، تشرف، بعد الاخلاء، على عبور وسائط النقل المدنية من السامرة جنوبا.
وفيما يلي الصورة التي ستنشأ فور تنفيذ الانفصال: ستكون بايدي السلطة الفلسطينية قطعتان من الارض ، مستقلتان كبيرتان"خاليتان" من الاسرائيليين – غزة والسامرة- تكون لاسرائيل فيهما رقابة امنية مشدودة، وتكون هاتان القطعتان مغلقتين من جميع اتجاهاتهما، وبمعابر حدودية منظمة ونقاط منظمة لنقل البضائع وتبقى حرية تحرك الجيش ومواصلة دخول هذه المواقع وفقا لانذارات استخباراتية، محفوظة لاسرائيل .
حتى موعد الانفصال، تدرك جميع عناصر القوة الفلسطينية ان اسم اللعبة حتى هذه اللحظة، هو مواصلة السابق الى الممتلكات وتركه اسرائيل في المناطق في هذا الاوان تلعب السلطة بزعامة ابي مازن باوراق اللعب الصحيحة.واحدى النتائج لذلك هي الهبوط الواضح في عدد الاعتداءات في قطاع غزة .فبعد فترة طويلة جدا من "استقرار" سقف العمليات، بدا يلوح في الاسبوعين الاخرين هبوط بنسبة 25% في حجم الاعتداءات في القطاع.هذا الهبوط هو بالاساس في مجال "العمليات الصاخبة" كاطلاق صواريخ القسام باتجاه الخط الاخضر ، وعمليات القنص واطلاق قذائف الهاون على التجمعات السكنية.اما بالنسبة لسائر العمليات كاطلاق النار على الجنود ومهاجمة المواقع العسكرية، فلم يطرأ أي هبوط.
حماس في كماشة:
إطلاق القسامات باتجاه سديروت ، هو نوع من المقاييس لفهم الاجراءات الداخلية الدائرة حاليا في القطاع.والرد الاسرائيلي العنيف بصورة خاصة عقب اطلاق القسامات على سديروت – الذي اسفر عن مقتل (120) فلسطينيا شمالي القطاع ، والدمار غير المسبوق – حمل حماس على اتخاذ قرار بتخفيض عمليات اطلاق النار على سديروت، لان اليهود اصيبوا بمس كما يبدو. بعد اغتيال عدنان الغول، مدير عام الصناعات التابعة لحماس ،ونائبة الذي كان مدير الانتاج، قررت حماس في غزة ارسال نشطاء الى خانيوس من اجل "التعامل" مع غوش قطيف.وذهبت معهم القاذفات وصواريخ "البتار" التي تبلغ مداها 2 كم .في نظر حماس ، يعتبر اطلاق النار على غوش قطيف في اسرائيل وفي العالم، امرا يختلف عن اطلاق النار على سديروت.
هبوط الارهاب في غزة هو كذلك مهمة تصنيف صحيح للنشاطات الدفاعية والهجومية العسكرية الاسرائيلية في القطاع. تلك النشاطات التي تحذر من خلق استفزازت زائدة، وتفضي الى كبح غالبية الاعتداءات على الجدران الفاصلة، خلال شهر كامل، حتى الاسبوع المنصرم، لم تطلق صواريخ قسام على سديروت . ولدى تقصي مطلق القسامات الاخيرة، تبين ان المطلقين ليسوا من حماس بل من "اللجان الشعبية" – العصابات المسلحة التابعة لحركة فتح. وتفحص اكثر عمقا ، يبين ان من دفع اللجان الشعبية الى اطلاق النار على سديروت- هم افراد حماس. انها محاولة واضحة من حماس لاقتناص جميع الاوراق من ابي مازن، واستعاد زمام السيطرة على الاجراءات. سقوط قسامات على سديروت وسقوط ضحايا،وفقا لمفهوم حماس، يخرج اسرائيل عن طورها مرة اخرى. وتعود الدبابات الى القطاع فلا تتيح اجراء الانتخابات في موعدها وفقا لظروف ابي مازن.
حماس لا تنفذ اطلاق النار بنفسها،بل بواسطة مبعوث- وتفحص بذلك حدود الصبر الاسرائيلي وقدرة ابي مازن على الرد.تماما مثلما يستخدم حزب الله التنظيمات الفلسطينية لفرض اطلاق صواريخ الكاتيوشا على الحدود الشمالية.
حماس موجودة في كماشة:الجيش الاسرائيلي من ناحية وانتخابات السلطة الفلسطينية من ناحية اخرى. ابو مازن – بوعية الراجح – نجح في ان يخلق في غزة شعورا بان أي تشوش للانتخابات هو ضربة للمصلحة الفلسطينية الشاملة بامكان حماس ان تركل وتقاطع الانتخابات وتصرخ وتشتم – لكن الشارع الفلسطيني قد تقبل هذا الافتراض من ابي مازن. وهكذا حتى موعد الانتخابات، لن تستطيع حماس كسر الادوات عبر عملية ارهابية كبرى، تشوش الاستعداد للانتخابات ،اضف الى ذلك ان ابا مازن اوضح لقادة الحركة في غزة ،انه اذا ما حدث أي تشوش من جانب حماس للانتخابات – فسوف يقوم بمحاسبتهم في اليوم الذي يلي انتخابة كرئيس فلسطيني.
الى هنا يتدبر ابو مازن خطواته بصورة جديرة بالاحترام. على اثر محاولة اغتياله في خيمة العزاء في قطاع غزة ، قبل بضعة اسابيع، لم يهرب الى البيت. بقي في قطاع غزة اسبوعا اكثر من المخطط ، من اجل اجراء محادثات مع قادة المعارضة ، مستخدما محاولة الاغتيال لتوضيح اخطار الفوضى.
في اطار كفاحه ضد الفوضى والسلاح الحر في الشوارع، اصدر توجيهاته الى افراد الشرطة الفلسطينية في القطاع – بعدم الذهاب الى البيت بالسلاح. بل يأتون الى عملهم ويوقعون على (تسلم) السلاح. ولدى عودتهم الى البيت يعيدون السلاح الى المستودع. كل ذلك بهدف التقليل من كمية السلاح في الشارع. وبذلك يلوح ابو مازن لحماس :انا في هذا الاتجاه.والان دوركم للقيام بما يجب. وحتى حين قام (محمد) دحلان بحل "فرق الموت" التي كانت في الواقع حرسه الشخصي ، كان ذلك تلويحا لحماس : الاجسام المسلحة غير الخاضعة للسلطة ، سيتم حلها. الان دوركم .في هذه الاثناء يتم ذلك بالرسائل والاشارات، وليس بالضغط الجسدية على حماس. ابو مازن يسعى الى ترويضهم لا الى تدميرهم.
بالمقابل بدأت في غزة مداولات حول اعادة تنظيم الاجهزة الامنية حتى الان لم يحدث أي شيء، لكن الناس بدأوا يتحدثون عن وظائف وعن توزيع وظائف.حماس تنظر الى هذه الاجراءات بعيون كليلة .ولديها خشية من اللحظة التي تتحول فيها الحركة الى حزب سياسي فحسب – بدون جناح عسكري.هذه الخشية من شانها ان تقودهم الى نسف مسيرة ابي مازن في لحظة واحدة.
قادة حماس يتابعون بقلق كبير رحلة ابي مازن التاريخية الى دمشق المزمع ان تتم هذا الاسبوع ان الانجار السياسي الاكبر لمبارك هذا الاسبوع، لم يكن الموافقة على مرابطة .قوة شرطة مصرية على طول محور فيلادلفيا .اذ كان قد تم الاتفاق على ذلك في شهر اب . الا ان الانجاز الحقيقي يكمن في نجاح مبارك في دعوة ابي مازن الى مصر، ودعوة الرئيس الاسد الى شرم الشيخ وعقد مؤتمر مصالحة بين السلطة الفلسطينية ودمشق. بشار الاسد دعا جماعة اوسلو الى دمشق- ابو علاء وابو مازن .كان والده قد رفض اية علاقة مع من كان "ملوثا" باوسلو وبنتائجها.والابن يتقبلهم.الوالد لم يكن يريد ان يسمع شيئا عن سلطة طالما بقي عرفات زعيما لها. والاسد الابن – يتصالح بعض المصادر السياسية المصرية تدعي ان الاسد خلال الزيارة سيكون مستعدا لتقديم هدية لابي مازن على صورة "خصي" الجناح العسكري لاجسام المعارضة الفلسطينية- لا سيما حماس والجهاد المستقرين في دمشق.ومعنى ذلك ، وفقا لادعاء المصريين، ان السوريين هذه المرة سيكونون مستعدين فعلا لتحويل هذه المكاتب التي تعتبر محرك الارهاب في القطاع، الى مكاتب مصالح واعلام فقط.
في الواقع لا يعطي الاسد هذه الهدية للفلسطينيين ، بل يرمي الى التأثير على الامريكيين .بداية ظن ان بالامكان اعطاء هذه الهدية لاسرائيل لكن اسرائيل لا تريد التحدث معه.اذن يعطي هذه الهدية للفلسطينيين .بالنسبة لابي مازن، هذه هدية ذات اهمية اذ ان استئناف العلاقات مع دمشق من ناحية، وتخفيض تأثير الارهاب من دمشق من ناحية اخرى، يمنحه اهمية شعبية كبيرة عشية الانتخابات الوشيكة اضف الى ذلك ان لتقييد قدرات قيادة حماس – دمشق، ستكون انعكاسات على قدرة الحركة على نسف الخطوات السياسية المزمع ان ينفذها ابو مازن مع اسرائيل .
عطاء بالسر فقط:
استوعب قادة حماس ان لابي مازن ولاسرائيل مصلحة مشتركة تقودهما الى الحوار في اليوم الذي يلي الانتخابات.في المقابلة الاسبوعية لصحيفة "واشنطن بوست" قال شارون انه يريد ان يكون الانفصال منسقا اكثر ما يمكن من اجل التوصل الى وضع من الهدوء في قطاع غزة في اليوم الذي يلي الانفصال. والانفصال المنسق هو كذلك مصلحة عليا للسلطة (الفلسطينية) ، اذ انه يضمن لها السيطرة على الممتلكات وعلى الاراضي التي تخليها اسرائيل.فاذا لم تستول السلطة على الممتلكات وعلى الارض – فلن تقوم لها قائمة.
بالمناسبة في نفس تلك المقابلة امتنع شارون عن ذكر ابي مازن بالاسم. وخلال مؤتمر لضباط الاحتياط عقد هذا الاسبوع في حدائق المعرض، خطب ثلاثة جنرالات ، رئيس الاركان العامة ووزير الامن.
جميعهم تحدثوا عن مشاكل السلطة الفلسطينية ، لكن احدا منهم لم يذكر اسم ابي مازن ولو تلميحا ."الطاعة الجماعية" التي فرضتها اسرائيل على نفسها في قضية ابي مازن ليست عرضية.فثمة هنا خوف من ان يتم تفسير ذكر اسم ابي مازن على لسان زعيم اسرائيلي ، كتأييد اسرائيلي للرجل.في اسرائيل تم استيعاب دروس فترة ولاية الرجل الاولى جيدا. فهم لم يعودوا يعانقونه ولا يقبلونه في العلن .فقط عطاء بالسر.
الامريكيون ايضا تعلموا الدرس. فهم يعطونه المال "نقدا" ومباشرة فليذهب ويشتر "التنظيم" ولينافس لهذا المال المال الايراني ليجندهم (اعضاء التنظيم – الكشاف) في خدمات الامن ويدفع لهم الرواتب .هكذا، (20) مليون دولار بدون اشتراطات . ليس عن طريق اسرائيل في هذه الحرب الاقتصادية امام المال الايراني ، ليس الامريكيون مستعدين للخسارة ، وهم يدفعون.
بالمناسبة في نفس مؤتمر ضباط الاحتياط ذاك، عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فرضية جديدة مثيرة تقول ان الارهاب العالمي متوجه الى التصاعد، في حين ان الارهاب الوطني في تراجع.هذا ملموس جيدا في المناطق.وحتى لو لم تكن في الجيش الاسرائيلي من هو مستعد لتحمل المسؤولية عن التصريحات والاستنتاجات البعيدة المدى في مضمار مكاسب محاربة الارهاب ، فان المعطيات الاحصائية الجافة تشير الى ان مستوى الارهاب في الضفة منذ بضعة اشهر، يعيد الى الاذهان ما كان عليه عشية (احداث) ايلول سنة 2000.
فقط في منطقة جنين مثلا تام ما بين تموز وتشرين الاول، تنفيذ (77) حملة اعتقالات لمطلوبين ومشبوهين وثمة عدد اقل من المطلوبين الكبار في القوائم.وفي منطقة بيت لحم تستمر حملة الاعتقالات ،ابداء للردع والحضور.ومنذ فترة طويلة ثمة ما بين ستة الى سبعة نشطاء ارهابين مركزيين في كل منطقة نشاط للالوية الميدانية فقط، يدور حولهم بضع عشرات من النشطاء .وفي كثير من الحالات يعتبر هؤلاء النشطاء نوابا من الدرجة الخامسة او السادسة لقادة ميدانيين تمت تصفيتهم .وفي منطقة الخليل تم يوم الاربعاء الماضي القضاء نهائيا على تنظيم حماس الذي كان يقف وراء الاعتداء على حافلة الباص في بئر السبع (حاليا بات الجميع يعرفون ان هدف اولئك المنتحرين كان القدس، لكنهم تحولوا الى بئر السبع لفضل نجاعة الحواجز على طريق القدس).
في الشهور الماضية لم تحدث عملية هامة في منطقة الخليل .وبصورة متناقضة ،يستأنف هذا الهدوء الامني النسبي ،الاحتكاك بين اليهود والعرب في المدينة.بفضل هذا الهدوء تيسر وصول الاف المصلين في رمضان الى الحرم الابراهيمي.كما يتيح انخفاض التوتر،استمرار ترميم القصبة الغربية في الخليل الذي تقوم به السلطة، بل تم فتح حانوت فلسطيني بجوار الحي اليهودي.وهذا النشاط الفلسطيني المدني يجدد التوتر مع اليهود في المدينة.ينبغي الانتباه الى ان نقاط احتكاك كهذه، اضافة الى التوتر القائم فعلا على خليفة خطة الانفصال ، من شانها ان تؤجج من جديد التوتر الامني.
صحيح حتى هذه اللحظة ان بامكان القيادة الوسطى والشاباك تسجيل انجاز نادر من السيطرة على مواقد ارهاب هائلة، وتخفيض اللهيب الى مستوى"مطاف" .هذا ليس بالامر البسيط. ففي العصر الحاضر نجح عدد قليل جدا من الجيوش في التوصل الى انجاز كهذا امام الارهاب العالمي. هذا ليس ضمانا امام عمليات مفخخة قد تجري غدا، لكن عمليات من هذا النوع وقعت قبل الانتفاضة ايضا. حفاظا على هذا الانجاز لا يكف الجيش والشاباك عن المبادرة الى نشاطات في الضفة. فخلال الشهرين الاخيرين وحدهما ثم اعتقال (800) شخص خلال مئات الحملات ،(280) منهم فقط اعتبروا مطلوبين ، الا ان هذه الاعتقالات تثمر معلومات استخباراتية تؤدي الى احباط اعتداءات كثيرة.
وهكذا من غير ان تعلم اسرائيل، يعود الوضع الامني الى حد ما، الى مستوى ما قبل الانتفاضة.فمنذ شهور طويلة لم يتواجد الجيش الاسرائيلي في المدن الفلسطينية. وافراد الشرطة الفلسطينية حصلوا على السلاح خلال جنازة عرفات.ويبدو انهم سيستمرون في حمل السلاح عشية الانتخابات .عموما كانت جنازة عرفات "تجربة" ناجحة للانجاز الامني الاسرائيلي، حيث فتحت المحاور امام التحرك الفلسطيني بين المدن، وثمة نية لاعادة فتح هذه المحاور عشية الانتخابات وابقائها مفتوحة .وثمة تفكير بفتح المعبر الامن بين غزة والضفة في يوم الانتخابات- تمكينا للناخبين من التصويت .
اذا ما نجحت "تجربة" المحاور المفتوحة والشرطة حملة السلاح في المدن، والتنقل الحر ما بين المدن والممر الامن، يوم الانتخابات ايضا، فمن الممكن الافتراض باستمرارها لاحقا كجزء من الامتيازات للرئيس الجديد، وهكذا نجد انفسنا نعود الى الواقع القديم الجديد، ولكن بدون بيانات رسمية.