تفاصيل خطة الجيش الإسرائيلي لاجتياح شمال القطاع (غزة برس) تقريرخاص :هناك إجماع داخل المؤسسة الأمنية العسكرية في إسرائيل بأن فصائل المقاومة الفلسطينية لديها الرغبة والإجماع والقدرة على تحويل الانسحاب الإسرائيلي المتوقع من قطاع غزة نصراً للمقاومة .. ولتضحياتها .. ودمغ هذا الانسحاب كأول هزيمة في تاريخ الدولة العبرية. قادة الأجهزة الأمنية في هذه الدولة متفقون أيضاً بأن فصائل المقاومة سترفع من مستوى التصعيد العسكري كلما اقترب موعد هذا الانسحاب وخلاله، وذلك لخدمة الهدف السابق ويفسر الإسرائيليون حرص حماس خلال الشهر الأخير على ضرب القسام بكثرة كنوع من أشكال هذا التصعيد. هــدف عمليـــة الشـــمال عندما تقدمت الدبابات الإسرائيلية باتجاه مخيم جباليا لم تكن هناك خطط أو نوايا لدى الجيش الإسرائيلي بدخول هذا المخيم المكتظ بالسكان .. وحدد الجيش الإسرائيلي أهداف هذه العملية التي أطلق عليها "أيام الندم" لتحقيق الأهداف التالية: أولاً: إنشاء منطقة عازلة في شمال قطاع غزة وذلك بتدمير وتجريف آلاف الدونمات لتكون مناطق مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي. ثانياً: اعتبار هذا التوغل استمراراً للحرب التي تخوضها إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية. ثالثاً: إبعاد صواريخ القسام والناصر والحد منها. رابعاً: قتل عدد كبير من الخلايا المسلحة التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية أو دفعها للعمل في مناطق خلفية وبعيدة عن حدود إسرائيل ومناطق الاحتكاك. خامساً: النتيجة المتوقعة لكل ذلك دفع الفلسطينيين للشعور بحجم الخسارة الكبيرة، مما قد يؤدي إلى مراجعة داخلية حول جدوى بعض أساليب المقاومة. سادساً: ما حدث في شمال قطاع غزة قد يكون سيناريو بسيط لما قد يحدث أثناء الانسحاب إذا لم تتفق الفصائل الفلسطينية على صيغة جماعية لترك الإسرائيليين يغادرون غزة بدون خسائر فلسطينية فادحة. الخطة العسكرية للاجتياح: صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصادرة صباح أمس الجمعة 15/10 كشفت النقاب أن قيادة المنطقة الجنوبية دخلت معركة شمال قطاع غزة مع نظرية قتالية جديدة جاءت فصولها كالتالي: (أ) تحركت أمام القوات البرية "كاسحة ألغام" لفتح طرق جديدة للدخول. (ب) تقدمت القوات البرية تحت غطاء جوي واستخباراتي كافي. (ت) هذه القوات لم يسمح لها التصادم مع الفلسطينيين واكتفى سلاح الجو (طائرات الاستطلاع المتقدمة) بضرب الأهداف بدقة وبنجاعة. (ث) كل حركة القوات البرية كانت تهدف إلى "إغراء" المقاومين الفلسطينيين ليتحركوا تحت مراقبة طائرات الاستطلاع التي كانت تعالج هذا الظهور بالضرب السريع. (ج) القوات البرية سيطرت على كافة الأماكن التي تسمح لها بمراقبة مخيم جباليا، ومن خلالها كان يتم جمع معلومات التي كانت تسمح للقناص بضرب المقاومين الفلسطينيين بسهولة. (ح) المصادر الإلكترونية ساهمت بنجاعة في خفض حركة المقاومين الفلسطينيين. (خ) العملية التي انتهت مساء أمس على مشارف مخيم جباليا، أظهرت تعاون استخباراتي بين كافة أذرع الأمن الإسرائيلية، وأعطى قادة الميدان صلاحية التصفية، بعد أن كانت القرارات تصدر من تل أبيب. ولهذا الغرض تم تشكيل "قسم جديد" يخضع مباشرة لسلاح الجو. (د) استعمال الحرب النفسية وذلك بتوزيع بيانات تهدف لإحباط معنويات المقاومة أو لتحريض الجمهور عليها، إضافة للإشاعات المنكرة حول الانسحاب أو عدمه. بعد أن استطاع الجيش الإسرائيلي تنفيذ أغلب هذه البنود وسعى إلى تجذيرها حول المقاومين الفلسطينيين جاء التوغل في بيت لاهيا بغرض تجريف المنطقة بأسرها أو ما يسمى (بحلاقة الأرض)، وضربت أثناء التوغل عدد من خلايا المقاومة الفلسطينية أيضاً. وبرغم كل ما سبق فإن ضباط كبار في قيادة المنطقة الجنوبية يعترفون في محادثاتهم الداخلية بأن منع الصواريخ الفلسطينية لن يتم إلا بالسيطرة على مناطق الإطلاق، والتغييرات التي أجراها الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية لن تخرج عن هذه القاعدة: بمعنى سيبقى الطيران الإسرائيلي في الأجواء (لمعالجة) خلايا المقاومة، ولجمع معلومات استخبارية بشرية أو تكنولوجية، ولدراسة نوعية الردود الفلسطينية بعد (إعادة الانتشار الجديدة) الذي يهدف إلى: أولاً: أخذ قسط من الراحة .. والاستعداد لفصل الشتاء القادم. ثانياً: تجهز القوات الإسرائيلية نفسها للجولة القادمة. ثالثاً: إعادة ترتيب القوة الإسرائيلية التي عملت في المنطقة. رابعاً: دراسة معمقة لكل ما حدث في شمال قطاع غزة واستخلاص العبر. وبعد كل ما سبق اعتقد أن الجانب الفلسطيني سلطة وفصائل ومقاومين بحاجة أيضاً لدراسة هذه الرؤية التي خططت لها إسرائيل بقوة، وعرفت من خلالها مصادر قوتها وضعفها، هذا يفرض علينا كفلسطينيين أن نفكر بروية وبهدوء استعداداً أيضاً لجولات قادمة قد نسعى لإدارتها بطريقة أفضل وأنجع، تعود إلى المواطن الفلسطيني والقضية الفلسطينية وفصائل المقاومة أيضاً بالخير.
|