خطة إحباط إضراب أسرى الحرية

كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية عن تفاصيل الخطة الاسرائيلية التي اتبعتها اسرائيل في محاولة لاحباط اضراب الاسرى ورغم ذلك نجح الاسرى .وحسب الصحيفة:"أخطأ السجناء الفلسطينيون إذ اختاروا الاضراب عن الطعام بالذات في أثناء الالعاب الاولمبية التي شغلت بال وسائل الاعلام العالمية. ولكن في مصلحة السجون وفي وزارة الخارجية لم يعتمدوا فقط على الالعاب الاولمبية، وقبل اندلاع الاضراب استعدوا لهجوم اعلامي. كل الملحقين العسكريين في اسرائيل ومندوبي السفارات والقنصليات الاجنبية تلقوا الدعوة لاطلاعهم على المجريات، اجراها ضباط من مصلحة السجون. وبالمقابل نشرت المصلحة كراس اعلامي عن المعارضة لمطالب السجناء. كما نشر فيلم فيديو يتضمن صورا قاسية عن عمليات وقعت في السنوات الماضية في اسرائيل، بما في ذلك صور لرضع قتلوا او اصيبوا. وبعث بالفيلم الى مئات هيئات التحرير ومحطات التلفزيون في أرجاء العالم ولكل الممثليات الاسرائيلية في العالم. وفي ختام كل مقطع تظهر صورة المخرب الذي خطط للعملية او نفذها ويضرب عن الطعام.
لاول مرة سمحت مصلحة السجون بدخل فرق تلفزيونية من ارجاء العالم العربي الى داخل السجون. وزار رجال الاعلام العرب عشية اندلاع الاضراب سجن هداريم وهناك حرصوا عرض الشروط الاعتقالية للسجناء عليهم. ويدعون في مصلحة السجون ان هذا الامر ساهم في نقل الرسائل الاسرائيلية الى العالم العربية أيضا.


الرسالة المشفرة
في 8 آب عثر سجان في مستشفى مغين لمصلحة السجون رسالة مشفرة كانت في جيب أحد السجناء. وكانت الرسالة ذات قيمة استخبارية غنية. فقد افادت باليوم الدقيق لاندلاع الانتفاضة، الامر الذي سمح لمصلحة السجون بالاستعداد له. كما كان في الرسالة تعليمات دقيقة حول كيفية خوض الاضراب، من هم اصحاب المناصب، واسماء المحامين الذين سيشكلون رجال ربط بين السجناء المضربين في السجون المختلفة.
كما ورد هناك بان عدد من النواب العرب سيكونون مسؤولين عن الاعلام والنطق بلسان الاضراب خارج السجن. وحسب القانون فان من حق النواب ان يزوروا السجناء. وبالفعل، وحسب معطيات مصلحة السجون، فقد زار اربعة نواب عرب في الاشهر الخمسة الاخيرة السجناء الامنيين في السجون في البلاد 26 مرة، بما في ذلك زيارة زعماء الاضراب، مثل آمنة منى، وليد ابو دقة، سعيد بدارنة، عثمان مصلح وسمير يونس. وفي أعقاب ذلك قررت مصلحة السجون منع قادة الاضراب من اللقاء بعناصر خارجية، بما في ذلك النواب من الكنيست. ومع ذلك فقد سمحت لهم بزيارة رجال الصليب الاحمر الدولي.
"التكامل" في سجن نفحه
سجن نفحه قرب متسبي رمون هو أحد مراكز القوى للسجناء الامنيين. حتى اضراب السجناء، كان كل الـ 800 سجين فيه امنيين ويكاد جميعهم يكونون "مع دم على الايدي". وقبل اضراب السجناء قررت مصلحة السجون منع جمع السجناء الامنيين في مكان واحد. وفي ظلمة الليل تم اخراج 300 سجين من قسمين، ومقاتلو وحدة نحشون نقلوهم الى سجون مختلفة في ارجاء البلاد. وادخل بدلا منهم 300 سجين جنائي وهكذا تحول السجن من سجن امني الى سجن مختلط امني وجنائي.
المنقل ووجبات اللحوم
من مر في الاونة الاخيرة بجوار السجون ما كان الا ليشم روائح الطبخ، اللحم المشوي على النار والخبز الطازج في الفرن. "استخدمنا الحرب النفسية، مع استخدام الروائح المثيرة للشهية"، قال مصدر في مصلحة السجون. وكان الهدف ان تصل هذه الروائح الى انوف المضربين كي تدفعهم احماض معدهم الى كسر الاضراب. في بعض الحالات هذا كان مجديا.

تجربة البريطانيين
واستعان مسؤولو مصلحة السجون بدروس عن اضرابات الطعام الكبرى التي كانت في تركيا، جنوب افريقيا وشمال ايرلندا. فقد شاهد الضباط افلاما تري شكل التصدي لنظرائهم في اماكن مختلفة في العالم مع اضرابات الطعام في السجون، ونشرت تحقيقات ومقالات عنيت بدروس تلك الاضرابات.
اظلام الشاشة
وقررت مصلحة السجون سلسلة اجراءات تتخذ تجاه من يضرب عن الطعام. في المرحلة الاولى تقرر اخراج اجهزة التلفزيون والراديو من السجون المضربة. وبالتوازي تقرر منع وصول الصحف، بحيث يعزل السجناء عن العالم خارج جدران السجن. كما قررت مصلحة السجون منع السجناء من شراء المنتوجات في الكنتينا وزيارات العائلات وعدم السماح بادخال الملح، السكن ومنتوجات الحليب الى الغرف. "لم نسمح لهم باضراب ديلوكس كما ارادوا. خطتهم الاصلية كانت ان يستمر الاضراب لزمن طويل مستعينين بشرب الماء مع الملح والسكر" اما السجناء من ناحيتهم فلم يتنازلوا واخفوا المسلح والسكر في علب معجون الاسنان، بل وحتى في الجرابات والفرشات.

اسلوب الكرسي الساخن
في كل مساء كان يصل مقاتلو وحدة نحشون الى السجون المختلفة وينقلون جزءا من السجناء الى سجون اخرى الامر الذي ادى الى كسر مراكز القوى. وبالمقابل قرروا في مصلحة السجون نقل نحو مائة سجين الذين يعتبرون الزعماء من الصف الاول والثاني على نحو مستمر. فقد نقل اولئك السجناء مرة كل عدة ايام الى سجن آخر وهكذا كان من الصعب عليهم قيادة الاضراب. وبالتوازي فقد قرروا في مصلحة السجون اخضاع باقي السجناء الى حراك مستمر داخل السجون. فالمضرب يفضل ان يقضي وقته بالراحة لتوفير الطاقة غير انهم في مصلحة السجون فضلوا ان يكون السجناء في حالة حركة اذ هكذا يكسرون بشكل أسرع.
*معاريف

الى صفحة تفريط وتنازلات

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع