على هامش الحوار الوطني الفلسطيني:
من يحاسب من في الفصائل والقوى
|
غازي دحمان: كاتب سياسي
( كلنا شركاء ) : 9/5/2006
مع الحوار
الوطني
الشامل، لكنني لست متفائلاً بالعودة الفولكلورية الفلسطينية الى لعبة
الحوار الوطني الشامل، ولست متفائلاً بعد أن أضحى عنوان الحوار مادة
للمزاودات وتضييع الوقت بين عدد من القيادات التي شابت و " عابت "،
محاولة كسب المزيد من الوقت بعد أن وصلت الى خريف العمر دون أن تجدد
نفسها، فبقيت دوماً أسيرة ذاتها، وأسيرة انشدادها الى ماضيها المتواصل
حيث بحور النعمة على حساب دم الشعب الفلسطيني، ومعاناته وآلامه.
لست متفائلاً بالحوار، لأن العديد من القوى لاتريد الحوار، ولايخدمها،
ولايخدم مصالحها الضيقة كما أثبت التجربة عبر العقد الأخير من الزمن،
فالفوهرر اليساري يريد أن يبقى هتلر عصره، على آلام مخيمات سوريا ولبنان
والأردن، ولايريد حوار الداخل ولاحتى حوار الشتات الا من زاوية الاشغال
والحضور الاعلامي وجلب البروبغندا.
في الحوار المرجو، من له الباع، ومن له النصيب، ومن له الحق في تقديم
أطروحات الـ " الينبغيات "، هل المنقرضين الذين فشلوا في الانتخابات
وعزلهم الشارع، أم الذين فلحوا في الأرض وأعطوا ثمار عملهم بغض النظر عن
تكوينها الأيديولوجي والسياسي، فهم قوة على الأرض الفلسطينية، ومن
لايعترف بقوة الواقع يدفن رأسه كالنعامة الغبية في الرمال.
لست ضد الحوار، ولكنني لست متفائلاً، ففرسان الدعوات اللفظية في زمن
اليسار الانتهازي المنقرض، بحاجة لتذكيرهم بعبارة " من يحاسب من "، ومن
يسأل من، ومن يدلي بصوته، فقد خدعهم أساطين اليسار الذين تربعوا على
العرش، ولم ينزلوا عنه حتى لو زلزلت الأرض زلزالها.
من يحاسب من، في مشوار طويل لليسار، أعطى فيه كوادر البنية التنظيمية
حياتهم وشبابهم، بينما استمرأ " الأبوات " في غيهم، وفي صفقاتهم مع
الأنظمة الرسمية التي يكيلون لها الاتهامات داخل الغرف فقط، ويتكئوا
عليها في مكاسبهم وراحتهم … وفي غيهم.
فاليسار الانتهازي المزور، برز فاقعاً في الحالتين الفلسطينية والعراقية،
فحاول جورج حبش، الرجل الكبير في الساحة الفلسطينية، وضمير فلسطين، أن
يعيد الاعتبار لأخلاقية ومناقبية اليسار التي مرغها مدعيه في الأوحال.
فأختار الحكيم أن يسلم دفة القيادة لأجيال الجبهة الشعبية، فهوى أبو علي
مصطفى شهيداً، وبات أحم د سعدات داخل زنازين الاحتلال.
من يحاسب من، القائد اليساري الفذ، أمين السر الأصفر، صاحب الامتيازات
(سبع نجوم) من زمن موسكو الى زمن الحرب الأهلية اللبنانية وأرباحها
الصافية عليه، وقد قال بعد عقود من جرائمه هناك " ان اتفاق الطائف جب
ماقبله "، فلا " خوف علينا من أحد ".
من يحاسبه وقد أبدع أمين سر المشؤوم في صنعة " الأفخاخ والمكائد والكمائن
" لكوادر من تنظيمه يصغرونه بعقدين أوثلاث من الزمن، وتفنن في الجلوس خلف
الطاولة واللعب بالكادر كلاعب النرد والكوتشينا على طاولة القمار" فتت
لعبت، ربحت خسرت ".. فكان التنظيم المشار اليه، التنظيم الوحيد في العالم
العربي الذي يمارس فيه فوهرر التنظيم " نصب الكمائن " لأعضاء حزبه لغايات
في نفس يعقوب يعرفها الفوهرر تمام المعرفة.
في الحوار
الوطني
من يحاسب من، امين السر اليساري، المجهول، المبهم، خريج الغستابو، وقد
أتقن أيضاً بحق من خالفه صنعة التصفيات الجسدية، وصنع المقابر العشوائية
في محيط مخيم عين الحلوة، ووادي جهنم في الجنوب اللبناني … لأبناء وكوادر
الشعب الفلسطيني دون أن يكتشف سوى من قبل القليل من الفلسطينيين. لقد
أعطى الأوامر باعدام بعض الكوادر الفلسطينية (معروفة الأسماء) من خلال
شرب " زيت الكاز " بعد تعذيبها. انه من زملاء المرحوم صبري البنا
(أبونضال)، لكنه تفوق عليه في اسدال الستائر على شنائعه.
من يحاسب من في أي حوار مرتجى، اليساري المزور، الذي تفنن في ارضاء
نزواته بسلوك التأمر الداخلي والخارجي، فلم يدع حتى في تنظيمه حجراً فوق
حجر، ولم يترك حتى العضو العادي في تنظيمه الا وتأمر عليه، فأترع الكأس
وشرب شراب النشوة النرجسية، متناسياً بأن الكأس المر الذي أترع به غيره،
سيشربه عاجلاً أم أجلاً.
من يحاسب من ، وقد عهروا كلمة ومفردات اليسار، ودفعوا الناس والكوادر
للكفر بها. وعند الحديث عن اليسار، والوحدة والنضال، والحداثة والعصرنة،
فكل واحد من قيادة هذا اليسار يصبح" أبو عنتر شايل سيفو"، ولكن على مين
يا أبو أمين..؟
من يحاسب من، وقد غدر القائد اليساري المزور في جلسة سمر طالت حتى الفجر
في منزل الشهيد زهير محسن، أحد قادة المقاومة بينما كان الغدار اليساري
المزور يعد العدة لمهاجمة تنظيمه واجتثاثه من بيروت صباح 6/6/1976، فسقط
من التنظيم المغدور أكثر من 80 شهيداً في أرض جلول في بيروت على أيدي
قوات القائد اليساري المزور، بعد سهرة طويلة في منزل زهير محسن امين عام
منظمة الصاعقة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير / رئيس الدائرة
العسكرية، وعضو القيادة القومية ومكتب الأمن القومي في سوريا ( الواقعة
موجودة بتفاصيلها في كتاب في الخيمة الاخرى .. طلال ناجي). وفي حينها
قالوا لولا وجود رجل كبير كالراحل حافظ الأسد لعلق هذا اليساري المشبوه
من رقبته في ساحة سجن المزة. لكن منطق التسامح والتسامي عند القائد
الراحل حافظ الأسد، دفع القيادة السورية آنذاك للصمت عن جرائم الغدر التي
ألحقت بهم في لبنان على يد أساطين اليسار المزور.
ان اليسار الفلسطيني الحقيقي يصنف دوما بالحليف الموثوق لسوريا، اتفقت
معه أو اختلفت، فهكذا كانت النظرة السورية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
ومؤسسها القائد الدكتور جورج حبش، بينما يصنف آخرون من اليسار باعتبارهم
زبدة اليسار الانتهازي المشوه، وفي خانة الحلفاء غير الموثوقين في أحسن
الأحوال، ويطلقون على فوهرر التنظيم اياه عبارة " آية الله المكذباني ".
فبالله عليكم، أي حوار ننتظر، وأي حوار سيشارك به أمين سر " آية الله
مكذباني ".
من يحاسب من، مقدمات في كتابنا القادم عن حال وأحوال اليسار العربي.
|