الإعلام الأصفر

د.إبراهيم حمّامي 28/04/2006

على غرار الصحف الصفراء تطالعنا مواقع وصحف ومحطات إذاعية تابعة لجهات معروفة وبشكل يومي ومبرمج بسيل من الأكاذيب الموجهة في محاولة لستر المكشوف والتغطية على فضائح زمرة الفساد والإفساد والدفاع المستميت عنها، وبشكل لا ينقصه قلب الحقائق بل والتحريض المباشر على الزعرنة وتحريك الغوغاء والبلطجية لإقتحام المؤسسات والمباني العامة.

آخر هذه المهازل ما وصلني على البريد الالكتروني حول أحداث وزارة الصحة قبل ايام من رئيس تحرير احدى الصحف التي انبرت مؤخراً للدفاع عن زمرة الفساد ألا وهو سري القدوة وصحيفته الصباح ليقول في رسالته نصاً وتحت عنوان "قف وفكر":

الاخوات والاخوة الاعلاميين   حفظهم الله

الاخوة مراكز الدراسات والبحوث وحقوق الانسان

 ارفق مقطع شريط مصور لما جري في اروقة وزارة الصحة الفلسطينية علي اثر تدخل كتائب القسام واحتجازهم لمواطنيين كانوا يراجعون عن معاملاتهم في مكتب وزير الصحة الفلسطيني .

ان الامانة الاعلامية تدفعني ومن باب الحيادية المطلقة الي نشر هذا الشريط راجيا تعميمة من قبل الجميع حتي لا يتكرر هذا الموقف مع ابنائنا وجماهير شعبنا وخاصة في وزارة تقدم الخدمات الحياتية الصحية لشعب عاني الكثير من ويلات الظلم والاهانة من جراء الاحتلال العسكري الاسرائيلي وهو بامس الحاجة الي ان يلقي معاملة انسانية بمستوي تضحيات شهدائنا الابرار واسرانا البواسل وجماهير شعبنا الفلسطيني العظيم .

اخوكم / سري القدوة

**  ملاحظة / لقد وصل الشريط عبر ايميل جريدة الصباح

ترى أي أمانة إعلامية تلك التي تحوّل قطاع الطرق والمعتدين لمراجعين آمنين لا حول لهم ولا قوة، وأي امانة تلك التي تتجاهل تواجد الشرطة الفلسطينية والتي اقتادت المجرمين للتحقيق معهم، وهو ما شاهدناه جميعاً على الشاشات  وأمام العدسات في مشهد أثلج قلوبنا جميعاً، وفي عملية هي الأولى من نوعها للضرب على يد المفسدين ومن أرسلهم، وأي حيادية هذه التي تحول المجرم إلى ضحية ورجل القانون إلى خارج عنه، والأهم أي مستوى وانحدار مهني وأخلاقي وصلت إليه هذه الصحيفة وغيرها من المواقع التي تبث سمومها صباح مساء كراديو الشباب وإذاعة صوت الحرية ومواقع أخرى سنأتي على ذكرها من خلال فضح الحملة التحريضية على وزارة الصحة.

إن حجم الكارثة التي وقع فيها هؤلاء بعد انكشاف أمرهم أفقدهم صوابهم، وجعلهم كمن يتخبطه المس من الجن، وحولهم إلى آليات للفتنة ونشر الأكاذيب والبيانات المفبركة، وتكفي قراءة واحدة لما يكتبون، أو استماع لساعة ليكتشف من له عقل تبعيتهم وتوجههم ودفاعهم المستميت عن مصادر تمويلهم.

الإعتداء الآثم الجبان على وزارة الصحة لم يكن كما صوره القدوة، لكنه عمل دبر بليل، وأعني كلمة ليل هنا، فقد بدأ التحريض وبشكل مباشر عبر موقع فلسطين برس والمعروفة تبعيته ومن يقف خلفه، حين نشر منتصف الليلة السابقة للإعتداء تقرير تحريضي على الوزارة والوزير وبشكل لا مبرر له إلا ما جرى صبيحة اليوم التالي، ليقول التقرير نصاً أيضاً:

وزير الصحة في حكومة هنية يتسبب بوقف علاج مريض بالسرطان بحجة انه ليس مسؤولاً عنه


2006-04-23 00:15:33

غزة – فلسطين برس / خاص - تقدم المواطن ياسر سعدي جندية بشكوى ضد وزير الصحة في حكومة حماس د. باسم نعيم بسبب رفضه تقديم العلاج للمواطن الفلسطيني اللاجئ في مخيمات الشتات محارب مسعود صابر جندية المقيم في الأردن والمصاب بمرض السرطان بحجة انه ليس مسؤولاً عنه .

وجاء في الشكوى الذي تقدم بها المواطن إلى وكالة فلسطين برس للأنباء " إن وزير الصحة قام بتحويل ملف المريض إلى اللجنة الطبية المختصة لبحث ملفه بعد أن أرسلت المستشفى الأردنية التي يتعالج بها فاكس إلى قسم العلاج بالخارج بالتغطية المالية ، فقامت اللجنة التي كلفها الوزير بدراسة حالة المريض بالموافقة على أن يتلقى الجرعة "الكيماوي" في موعدها المحدد وبعد ذلك حول ملف المريض للوزير لكي يصادقه ويعتمد توصيات اللجنة إلا أنه رفض ذلك متذرعاً بأن قضية المواطن تحتاج إلى قرار جديد من الرئيس أو قرار من مجلس الوزراء وبعد هذا يتم إعادة ملف المريض لقسم العلاج بالخارج .

ويذكر أن المريض محارب جندية يقطن بالأردن ويعالج منذ العام 1999 من مرض السرطان الخبيث ، حيث يحتاج المريض جلسة كيماوية كل ثلاثة أسابيع مرة ، كما وقد أجريت له العديد من العمليات الجراحية في الأردن على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية حيث أنه حاصل على قرارا من الرئيس ومجلس الوزارء.

ويذكر أن تكاليف الجرعات الكيماوية التي يتناولها المريض تكاليفها كبيرة ولا يستطيع المواطن أن يغطي تكاليف العلاج مما حذا به التوجه إلى الرئيس لتغطية تكاليف العلاج

وأضاف المواطن ياسر جندية أنه تلقى اتصال من قبل قسم العلاج بالخارج التابع لوزارة الصحة بأن هناك عدم موافقة من قبل وزير الصحة، إلا أنه أخذ صورة عن قرارا الرئيس وصورة الفاكس من المستشفى الأردنية وتوجه بهما إلى وزير الصحة وطلب مقابلة الوزير إلا أنه ابلغ أن الوزير في اجتماع وبقي ينتظره لأكثر من ساعة ونصف وطلب مقابلة أخرى للوزير فطلب منه مدير مكتبه أن يوضح له الأمر ، فبين له حالة المريض فدخل مدير المكتب إلى الوزير ليحادثه في الموضوع فعاد مدير مكتب الوزير بخفي حنين حاملاً بعض كلمات حملها من الوزير والذي قال فيها " نحن لسنا مسؤولين عن الموجودين بالخارج نحن مسؤولين عن الموجودين داخل فلسطين "

وجدد الوزير طلبه من المواطن قرار من الرئيس أو رئيس الوزراء لكن المواطن ألح عليه بأن يساعد هذا المريض الذي يعاني من المرض ولم يتلقى الجرعة الأخيرة بسبب القرار، وأصر المواطن على مقابلة الوزير إلا أنه قوبل بالرفض التام.

المواطن جندية عبر عن امتعاضه من التعامل غير اللائق والتنازل السريع عن الشعارات التي حملتها حركة حماس خلال حملتها الانتخابية والتي كانوا يتغنون بها ومنها " إن أبوابهم جميعها ستكون مفتوحة لسماع شكاوي المواطنين والعمل على حلها "

ويضيف المواطن جندية "عندما فقدت الأمل من مقابلة الوزير وضعت مسؤولية المريض طرفهم وأبلغتهم بأنني لن أتحمل أي مسؤولية تجاه المريض .

ويضيف المواطن أنه عندما هم بالخروج من مقر الوزارة هو وابن عمه فوجئ بمجموعه من المسلحين من كتائب القسام تتوافد إلى مقر الوزارة تم استدعائهم عن طريق مسؤول مرافقين الوزير .

ووجه المواطن جندية سؤالاً إلى وزير الصحة بأنه يمثل الحكومة والشعب أم يمثل حركة حماس إلا انه أجاب متسرعاً عنه بأنه يمثل حركة حماس فقط والدليل هو استدعاء عناصر من كتائب القسام إلى المكان .

وكان وزير الصحة باسم نعيم قد تحدث أنه تمكن من توفير أكثر من 2 مليون دولار من الأموال التي تصرف لقسم العلاج بالخارج، ولكنه وفر هذه الأموال على حساب المواطنين المرضى والذين هم في أمس الحاجة إلى العلاج

وذكر المواطن ياسر جندية بأنه سيتقدم بشكوى ضد وزير الصحة باسم نعيم إلى القضاء، كما أنه سيتقدم بالشكوى إلى منظمة الصحة العالمية والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

ولاستيضاح الأمر والوقوف على حقائق هذا الموضوع حاولت فلسطين برس الاتصال أكثر من مره بوزير الصحة إلا أن لم يجيب على هاتفه الخلوي الذي حصلنا عليه من قبل مجلس الوزراء .

والجدير ذكره أن المواطن سلم لوكالة فلسطين برس كافة الوثائق الرسمية التي تثبت صحة المعلومات .

وتدعوا وكالة فلسطين برس وزير الصحة إيجاد حل لهذا المواطن الفلسطيني ، وهي ترحب بأي رد من وزارة الصحة لحل هذا الموضوع الإنساني والذي يتطلب وقفة جادة من أجل إنهائه .


2006-04-23 00:15:33

هذا كان ما نشره موقع فلسطين برس بعد منتصف الليل وهذه صورة للخبر

 

لم يطل الانتظار فتحرك المرتزقة واقتحموا وزارة الصحة، وهددوا الوزير بالسلاح لتوقيع ما زوروه، وتدخلت الشرطة بدعم من القوة المساندة، وسقط المرتزقة ما بين جريح ومقيد على الأرض في مبادرة أدخلت الأمل على قلوب الشعب في انهاء الفوضى الأمنية، وبشكل مهني محترف.

لم يرق ذلك لمن أرسل هؤلاء، ليقوم قائد فرقة الموت نبيل طموس صنيعة دحلان الذي أنشأ هذه الفرقة البغيضة بالإتصال مهدداً الناطق باسم الداخلية أبو هلال لإطلاق سراح عصابته، كاشفاً النقاب عن مسؤوليته في إرسالهم، وهو ما أعلن عنه أبو هلال وبوضوح في لقاء على الهواء مباشرة من على موجات إذاعة صوت الأقصى في نفس يوم الحادثة أي 23/04/2006، ليذكره أبو هلال أنه ليس غازي الجبالي!

فشل عصابة المرتزقة وسقوطهم مكبلين على الأرض في مكتب الوزير أثار حفيظة المدافعين عن الفساد والإفساد، وأيضاً من حرض في الليلة السابقة، ليكمل موقع فلسطين برس مسلسل الفتنة والحقد، ناشراً رواية غريبة مختلقة عن الأحداث، رغم أننا تابعنا وشاهدنا ما جرى وبأدق التفاصيل، فكيف لو لم تكن الحادثة مصورة موثقة؟!

قصة الموقع المحرض فلسطين برس ربطت بين تحريضها في الليلة السابقة وبين ما جرى من أحداث بغباء منقطع النظير لتقول:

إشتباكات مسلحة بوزارة الصحة على خلفية تحويلات للعلاج في الخارج
 

2006-04-23 16:36:12

غزة-فلسطين برس-ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن اشتباكات مسلحة اندلعت بعد ظهر اليوم بين عدد من المسلحين في محيط وزارة الصحة الفلسطينية الواقعة في شارع الوحدة وسط مدينة غزة ".

وأشارت المصادر لوقوع أربع إصابات بينهم حالة خطيرة تم نقلهم إلى مستشفي دار الشفاء بالمدينة".

فيما سمع دوي إطلاق نار كثير وسط مقر الوزارة الأمر الذي أثار حالة من الرعب في صفوف الطلبة وسكان المنطقة المجاورين للمكان ".

وقال خالد راضي الناطق باسم وزارة الصحة "إن الشرطة الفلسطينية وأفراد من القسام اقتحموا وزارة الصحة وقاموا بإخراج ثلاثة من المسلحين كانوا داخل مكتب الوزير ليقوم أفراد من القسام بإخراج الوزير من مقر الوزارة للحفاظ على سلامته".

وأوضح راضي "أن سبب المشكلة بدأ بوجود مجموعة تابعة لكتائب شهداء الأقصى داخل مكتب الوزير لحثه على توقيع فواتير خاصة بالعلاج في الخارج ولكن الوزير طلب منهم أن يعودوا يوم الاثنين القادم لكنهم رفضوا واستدعوا تعزيزات من المسلحين التابعين لهم وبسبب الفوضى التي حدثت داخل الوزارة اندلعت اشتباكات مسلحة بين أفراد المجموعة المسلحة بعضهم ببعض ".

ولكن احد شهود العيان أكد لفلسطين برس عدم صحة التصريح الذي أدلي به راضي وقال "إن كتائب القسام كانت تملا الوزارة حيث كان مجموعة من الشباب بما فيهم مطلوبين لقوات الاحتلال يجلسون خارج الوزارة حيث تم إدخال احدهم للحديث مع الوزير على خلفية توقيع أوراق متعلقة بتحويلات للعلاج في الخارج مضيفا أن مرافقين الوزير من القسام قاموا باستدعاء تعزيزات من الكتائب وحاولوا إخراج المواطنين والموظفين من الوزارة بسبب انتهاء موعد الدوام الرسمي ولكن رفض المجموعة من الشبان المتواجدين في انتظار زميلهم الماكث لدي الوزير الخروج إلا بعد أن يعود زميلهم أدي إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين كتائب القسام المتواجدين في مقر الوزارة والمسلحين المتواجدين بانتظار زميلهم ".

مضيفا أن التحويلة الخاصة تتعلق بالعلاج لمواطن يعاني من مرض السرطان مؤكدا أن المجموعة التي تواجدت في الوزارة لحث الوزير على توقيع الأوراق ليسوا من كتائب شهداء الأقصى وما قاله راضي غير صحيح حول هذه القضية".

وقالت مصادر أمنية فلسطينية "إن الاشتباكات التي دارت في مقر وزارة الصحة انتهت باعتقال أربعة مسلحين تواجدوا داخل مقر الوزارة وتم اقتياد المعتقلين إلى مركز الشرطة الرئيس في مدينة غزة للتحقيق معهم حول دوافع هذا الحادث".

وهذه صورة الخبر:

 

لم يتوقف الأمر على مواقع التحريض والفتنة من إذاعات ومواقع بل تعداه للمؤسسات الرسمية لترفض ما جرى ولتقف في خانة من يشجع الفلتان، ولتصدر حركة فتح بياناً يدين ما جرى، رافضة إجراءات الوزير!، معتبرة "أن ما حدث يعتبر محاولة لتثبيت قانونية هذه التشيكلات العسكرية على الرغم من قرار السيد الرئيس محمود عباس الواضح في هذا الشأن"، وكأن لسان حالهم يقول ليوقع الوزير ويرضخ للمرتزقة المهم أوامر وقرارات السيد الرئيس!!

وجاءت آخر التهريجات الصحفية في رسالة القدوة ومن بريد صحيفة الصباح، ليقلب الحقائق السابقة، ربما في محاول لإثبات الذات، بمعنى نحن أيضاً يمكننا إرسال مواد مرئية، أو من أجل حظوة لدى فلان أو علان، ضارباً بعرض الحائط كل مهنية وموضوعية وحيادية كما يدعي، لكن لا عجب، فالعجب إن لم يفعل ذلك!، لكن لا بأس من سؤاله عن حياديته وموضوعيته في الجرائم التي ارتكبت كجريمة الأسمنت، واختفاء الأموال وما أعلنه النائب العام من قضايا تمس الكثيرين؟ وأين الموضوعية في نشر ما تروج له الصحافة العبرية كاختفاء مئات الالاف في الكويت؟

وحتى أثلج قلب كل حر شريف يقف في وجه الفساد ومن يحرض عليه ويدافع عنه، هذا رابط اللقطة المصورة لتربيط أوباش وغوغاء فرقة الموت في وزارة الصحة:

http://www.badongo.com/file/548970

أما رواد الصحافة الصفراء، وإذاعات التحريض والتشويه نقول، لقد غدا العالم قرية صغيرة ولن تفلح كل وسائلكم وسيطرتكم الإعلامية في منع الحقيقة من أن تصل لكل منزل في فلسطين وخارجها، ولن تنفعكم أساليب التهريج الإعلامي، أو التهديدات ومحاولات كم الأفواه، وتأكدوا أن لكل فعل ردود أفعال، وهذا عهد.

هل عرفتم من المسؤول عن جريمة وزارة الصحة؟ ومن الذي بشر اليوم بالمزيد من أعمال التفجير؟ ومن هو رأس الفتنة ومحركها؟ لا أشك في ذلك.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع