لماذا  هذا  الصمت ، اريحا  والمؤامرة السلطوية؟!...

 

                          يعقوب القوره

           كاتب وشاعر عربي كندى

   عضو تجمع  الكتاب والأدباء  الفلسطينين

  الصمت  المزرى  الذى يلف  اجواء  سلطة  اوسلو بخصوص  ما  حدث  في  اريحا وسجنها يجعل  الأسئلة  الكثيرة والمتعددة تنتصب حاملة كل علامات  الأستفهام والتعجب بحثا عن الدور الحقيقي الذى  لعبته  هذه  السلطة
في  عملية  الفصل
الدرامى  /التراجيدى  المأساوى  الذى دارت  احداثه وبكل ما  احتوى عليه من مشاهد  بندى لها  الجبين  الوطنى  والأنسانى  والذى  لم  يكن الأول  ولن  يكون الأخير  في  هجمة  قوى  الإجرام الصهيوني ضد
 
 شعبنا  وقوى  مقاومته الحقيقية الباسلة طالما  بقى هذا الوطن  مزروعا   ومحمولا في  قلب وصدر انسانه  العربي الفلسطيني في كل مكان وزمان ..وطالما  استشعر  هذا  الأنسان احقيته  في  العيش والحياة بكرامة  وحرية في هذا الوطن  فستظل  دائرة  الصراع  هذا  تدور وتدور،فعمليات  القتل والأغتيال والأعتقال  ..وعمليات الأجتياح  اليومى والمتكرر
لهدم البيوت  وسرقة
الأرض ليست  ألا  بعض من صور  ومشاهد  مسرح  هذه القضية الإنسانية ...ما  حدث في اريحا  هذه  المرة يحمل كل  عناصر  المشهد الدرامى والتراجيدى سويا  بكل ما  يعنيان  ويحملان من  المعانى...فالعرض الأجرامى  والأستعراضى  الذى  قامت به قوات  الهمجية الصهيونيةواستمر  لساعات امام  انظار هذا العالم وانظار جماعة  هذه  السلطة  وما تضمن من  هدم وتدمير لأحد مؤسسات  سلطة  اوسلو ذاتها وما  فعلته  ايضا بأخراجها لقوات  الحراسة الفلسطينية وبالشكل المأساوى  الذى  تم به والطريقة الدنيئة التى تم استعمالها من حشر للمطلوب( القبض) عليهم  وفى مكان  ضيق والتهديد بتفجير المكان  فوق رؤوسهم  مما ادى لأستسلامهم وتسليم انفسهم لهذه  القوات النازية   وبالطبع كان على رأس  هؤلاء  المطلوبين المناضل  الكبير والأمين العام للجبهة الشعبية (احمد سعدات)  ورفاقة  المتهمين بالتخطيط وقتل  الوزير  النازى  الصهيوني .أياه ...كل هذه الأحداث  ألا تمثل  وتحمل  صورة او صور  من عناصرالدراما والتراجيديا الفلسطينية  .... واذا  كنا  نلقى باللوم على قيادات  الأجرام الصهيونية بما  ارتكبت ...فأن هذا  لا  يعنى  الغاء لعلامات  الإستفهام العديدة  التي تفجرها منذ الحدث وحتى الآن حالة الصمت  المزر ِ الذي يكتنف   موقف  سلطة  اوسلو حيال  هذه  القضية  الوطنية  الخطيرة  ...فالناظر لماحدث بكل  تفاصيله  لم  يعد  في  استطاعته ابعاد  فكرة  ورائحة (  التأمر  ) واكتمال  دائرتها   فيما يخص  هذه  القضية ذاتها ...  فأذا  عدنا  بالحكاية الى جذورها  والكيفية  التى  تم فيها  اعتقال   (  سعدات  ) من  قبل القيادة الأسلوية  العرفاتية  بأستدراجه  لأحد  الفنادق   وبأمر  من  عرفات  نفسه وعلى يد  احد  زلمه  الحقيرين   وبحجة  التباحث  في  بعض  امور  القضية  وبعد التنسيق بين  هذه  القيادة  وبين كل  الفرقاء  من  أعداء  هذا  الوطن  ومقاومته وبعد  ان  تم الصاق   (  تهمة )  قتل  الوزير  به  ... كانت هذه  العملية الأعتقال /  الخديعة )     تمثل  بداية حلقات  هذه  المؤامرة ...كانت  المقايضة التى  قامت  بها  سلطة  اوسلو  في  هذا  الأمر تمثل  احط  ما  يمكن  ان ترتكبه  سلطة تدعو نفسها  بالوطنية ...والتى  كان  من  شروطها  ونتائجها  وضع احد  اكبر  الرؤوس  الوطنية  والمسؤل  عن  الفصيل  الثانى  في منظمة  التحريرفى  سجن  يخضع لسلطة  هذه  المنظمة  وبأمر  من  رئيس  هذه المنظمة ( مهزلة)  وتحت حراسة  دولية  لدولتين من  الدول الأشد عداءا  لقضيتنا  ( مهزلة اخرى)..الأولى  هى  من  صرح  بأنشاء دولة لهذه  العصابات على ارضنا وساعد في اقامتها ..والثانية  من  تمدها  بكل شرايين  الحياة والدعم  والتأييد  وبلا حدود  ... لم  تتوقف  هذه  السلطة عن  اصرارها  ووقاحتها  في استمرار اعتقالها لسعدات و  لهؤلاء الأبطال ...فمن  خديعة  الأعتقال   الى  مقايضة  السجن ووصولا  لرفض هذه القيادة  السلطوية  تنفيذ  قرار  المحكمة العليا الفلسطينية بإطلاق سراحهم   بحجج  ومبررات  اثبت  الواقع  تهافتها  وكذبها   كانت حلقات دائرة هذا التآمر والسقوط  السلطوى تتحرك  نحو اكتمالها  والذى  توجها  هذا الهجوم  الغادر  الذى  كانت  كل  مؤشرات وقوعه  تربض  فوق مكتب  رئيس  هذه السلطة ومكاتب  يعض اراجوزات  الأمن  من  اتباعه   وخاصة  تلك  الرسائل  التى أرسلت لهم في  تاريخ  سابق وقد  اعترفوا  بأستلامها  بعد  ان  تم  انكار ذلك والتى  تحمل قرارات سحب الحراس الأجانب والتي كان  من  البديهي  ما  يعنيه هذا  الإنسحاب  وما  كان يتطلبه من هذه  السلطة  من اتخاذ اللازم   لحماية السجن  والمسجونين وهو ما  لم يحصل ..ومن  استمع  او  (  قرأ ) ردود  واجابات وزير داخلية هذه السلطة في جلسة المجلس التشريعى  بخصوص  ما حدث   وتبريراته، يصاب بالغثيان والقرف من  موقف  مثل  هذا  الوزير  الذى  اوضحت  ردوده واجاباته  انه كان وزيرا  لا يهش  ولا ينش  ... ان الصمت الذى  تلتزمه  هذه السلطة ومنذ حادث الهجوم بخصوص الحادث نفسه وما تبعه من نتائج خطيرة. على  العمل  الوطنى الفلسطينى  من عدم  التحرك وتحريك  القضية  على  كل المستويات  الشعبية  والعربية   والدولية  وجمعيات حقوق  الأنسان   والأممالمتحدة  وغيرها  من  المؤسسات  الدولية المدنية  ..( وهو ما كانت  ستفعله دولة العصابات ، من إثارة الرأي العام الدولي ضد أي فعل فلسطيني ضدها. )يجعلنا  نتسائل لماذا  لم  تفعل  هذه  السلطة  ما يمثل ابسط حقوق  الدفاع  عن مواطنيها  الذين  منحوها  حق   ان  تكون  سلطة  بأن  تتطالب  وتعمل بجدية وبلا هوادة لإطلاق سراح هؤلاء الأبطال ...أم أن المؤامرة التي ابتدأت بالخديعة ستستمر.
حلقاتها بهذا  الصمت  المزرى ...؟؟؟  ولنا  تسائل في  النهاية  وبعد  التغييرات الحاصلة وهوهل تتحرك حكومة حماس لأثارة   هذه  القضية   بعد  ان  اصبحت جزءاً من سلطة الحكم هذه لتعيد لنا بعض أمل مفقود في بحر سلطة فقدنا الأمل..؟

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع