التعهير
العباسي..!!
م. أسامة عليان
مدير تحرير صحيفة الحقائق-
4/18/2006
التصريحات المعيبة التي أطلقها رئيس السلطة
الفلسطينية والتي لم تكن فقط إدانة للدم الفلسطيني ولا للحق الفلسطيني
ولم تكن
تعهيراً للمقاومة وتنكيلاً بها فقط، بل كانت خنجراً في ظهرها في الوقت
الذي حاولت
فيه أن ترد ولو قليلاً بدافع الرد وحق الرد عن كوادرها ودمائهم المبعثرة
يومياً على
امتداد فلسطين، دونَ أن يقف هذا الشخص ليصف بذات الصفة العدوان الصهيوني
تجعلنا نشك
في أنَّ هذا لا يصدر عن رئيس السلطة الفلسطينية بل هي حتى لم تصدر عن
رئيس سلطة
المستوطنات.
بدلاً من أن يخجل من نفسه ويصف مواقفه الانتهازية
والمخزية والمذعنة بصفة أقل ما يقال فيها صفة الحقارة يبدأ بكل صلف برمي
هذه
الأوصاف التي لا تصدر إلا عن مهووس تقطع يد العدوان أوردته وريداً وريداً
وهو يشتم
في محاولات هذه الأوردة الصراخ بوجه هذه السكاكين التي تقطّع أوردته!
كانَ على عباس على الأقل أن يقرأ جيداً كل ما كان
يصدر عن ولي نعمته ورئيسه الشهيد عرفات في مثل هذه الأحوال، وهو الذي
عانى من
الضغوط لو عانى واحد على المليون منها عباس وأمثاله لقاموا يلعنون بني
جلدتهم
علناً، ويدلِّلون على دمائهم وأعراضهم في سوق النخاسة، هذه التصريحات تنم
عن وضاعة
في النفس لا يمكن أن تحتمل شيئا آخر.
ماذا كان سيكلِّف عباس لو أشار إلى حق الفلسطيني
بالرد وهو يتعرَّض للعدوان اليومي وأن هذا الرد قد يأخذ أحياناً أشكالاً
لا نوافق
عليها مثلاً، وهو التصريح الدائم لعرفات سابقاً وأنها لا تخدم السلام -
لو كان فيه
سلام - وأنَّ السبب في ذلك كله هو الاحتلال وممارساته التي آخرها علناً
تشليح عباس
كرامته بخطف المعتقلين من أريحا علناً دون أن يصف عباس هذه الإهانة
بالحقيرة!
عباس هذا الذي أقدم على أكبر جريمة وطنية يمكن أن
يقدم عليها فرد عادي فضلاً عن أن يكون مسئولاً ويتشدق بأنه يتكلّم باسم
الشعب
الفلسطيني والشعب منه براء، حتى كتائب الأقصى وكوادر «فتح» الشرفاء
تبرأوا علناً من
إسهال عباس السياسي المفاجئ هذا، وطالبوه بالاعتذار، وعباس سيعتذر
للصهاينة عن
عذاباتهم ولكن لن يعتذر للفلسطينيين عن تمريغ شرف مقاومتهم في الوحل وشرف
المقاومة.
هل قرَّر عباس نفسه أن ينهي الجدال الذي لم ينتهي عن
موضوعة العمليات الاستشهادية ويخطف من فصائل العمل الوطني الفلسطيني حقها
في تقرير
مصالحها وتقرير مساراتها وهي التي تدفع ثمن ذلك من دماء مناضليها وهو
يتغندر هنا
وهناك بالبذلات وربطات العنق المدفوع ثمنها من دم الشعب الفلسطيني وجوعه؟
من أعطى
لعباس الحق بتعهير العمل المقاوم؟ ومن هو عباس وماذا قدَّم أصلاً من عمل
مقاوم طيلة
حياته غير الاتصالات السرية مع الصهاينة وعقد أوسلو والاتفاقيات الأمنية
التي يدفع
ثمنها اليوم هذا الشعب من دمائه؟!
احتقار عباس للعمل المقاوم ليس جديداً وسبق له أن
أفصح أكثر من مرة عن هذا الأمر وهو يتباهى بأنه يقول ذلك علنا، وعباس
الذي عهّر دم
الشهيد سامي سليم حمادة ليس عنده حتى لو افترضنا أن عنده شيء وخاف أن
يضيع عليه
ليقدمه للشعب الفلسطيني سوى تعهير نضاله، وفي يده فقط أن يقدم للصهاينة
وصفات جديدة
غير وصف الفلسطينيين بالقردة والخنازير على ألسنة حاخامات الصهاينة فهو
اليوم بنفسه
يصفهم بأنهم حقراء! من هو الحقير يا عباس؟! على فصائل المقاومة التي جرى
تعهيرها أن
تحدد كيف ستدفع عن عرضها هذا التعهير العباسي؟
|