حتى لا نقتل الشعب من أجل الشعب..كفى .. كفى!

د. محمد ناصر الخوالده

أستاذ الاتصال الجماهيري المساعد

ماذا جرى؟ أليس فيكم من يحس ، أليس فيكم من يخجل ، أليس فيكم من يرى ويسمع؟

ماذا جرى؟ أليس فيكم من يؤمن بشعبه أو بشمس وطن أو بحجر.. أليس فيكم من يدعونكم إلى قتل البغض والأنانية والوحش فيكم ، أليس فيكم من يقف بينكم وقد ثار فيه عقله وضميره وحسه ليقول لكم كفى ، كفى ، لقد خجلت من نفسي ، لقد نسيت أنني بشر .

كفى ، كفى ، أليس فيكم من يدرك أنكم ، أصحاب قضية منتفضون مناضلون ، ثوريون وسلطويون ، قد برهنتم أنكم آخر من يحمل طينة النضال من أجل الشعب والقضية ، وآخر من يحق له الإدعاء بالأخلاق والمواطنة الصالحة والرحمة بالأطفال والنساء المرتعشون من زخات رصاصكم الذي صب في كل مكان وما أكثره في الاحتفالات  .

كفى .. كفى ، أليس فيكم من يشفق ومن يعتبر .. ألا تؤمنون بوطن؟

ماذا دهاكم؟ أيها المناضلون الثائرون قمتم فوضويون ذاتيون ، ينهش بعضكم بعضاً ، وتملئون ارض الوطن الفلسطيني رعباً وخوفاً ، وتشعلون في هذه القلوب الصافية حقداً وحسداً وبغضاً . ثم وقف صغيركم وكبيركم يدعي بأنه مخلص لشعبه وأنه يبني ويلعن الفساد والمحسوبية وبأنه يخدم الشعب وفلسطين القضية وعروبته وإسلامه.. وكلكم من أول مسلح من مواليكم ، أنانيون قاتلون.. وكلكم حولتم هذه الدنيا الصافية البريئة التي يفخر بها شعبكم إلى (فوضى) ، إلى ساحة صراع قبلي يطغى فيها حمل السلاح على الإدراك والفكر والمصلحة العامة والوفاء للشهداء ، وأنتم من يدعون إلى موصلة طريقهم ونهجهم؟!.

كفى.. كفى ، إن العالم العربي والأصدقاء وحتى شعبكم ، يتطلعون إليكم   تطلع المستغرب المندهش ..كيف ؟ هذه الدويلة الغير مكتملة بعد ، يتصارع (محرروها) ثوارها ومناضلوها ويتضاربون ويتخاصمون وقد كانوا منذ ساعات درة الشعب العربي والمسلم وأحرار العالم كله ؟

كيف يصل الحقد والحسد بإنسان إلى أن يخرب وطنه وأهله وأرضه من أجل أرضاء الآخر مهما كان ، تنظيمه ، أو حركته أو جبهته أو قواته أو كتائبه أو عشيرته أو مرشحه.. أو نفسه؟

لقد برهن كل منكم عن جهله، عن تهوسه عن أنه أخر ما يمكن أن يصل إليه الإنسان في انحطاطه وأي انحطاط أشنع من حمل السلاح لمطاردة الأخ لأخيه والمواطن لمواطنه... والمناضل لأخيه المناضل...حتى لم يسلم منكم من يساهمون في صمودكم ويناصروكم ودائما يحتفون بكم.  لقد ملأتم الأرض إدعاء وفخراً بإرادتكم ووطنيتكم ونضالكم ، وحمايتكم لانتفاضة شعبكم ، ووقف البعض منكم يتفاخر ، بأنه يقف وراء هذا العمل أو ذاك ؟ كما يقف ويتفاخر  المحتل لأرضكم ويقول أمام العالم بأنه قتل كذا (خرب وإرهابي) وأنه فكك خلية (إرهابية) كانت تعد لعمل (إرهابي)  ضد مواطنيه ، وأقتحم كذا منزل ومكتب ومبنى حكومي ....

أليس فيكم من يقف ، يذكركم بأنكم بهذا تحملون السلاح في وجوهكم ، وأن منظركم وأنتم تأكلون بعضكم بعضاً ، ومنكم من أساء لوطنه وشعبه من خلال اختطاف المناصرين له ،  لا يشرف عوائل الشهداء ولا الوطن وهذا التاريخ ... وأن أخباركم ستبقى ترن في مسامع الأجيال أخبار سوء وجهل وحقد وضغينة وشهوة للحكم يخجل منها الأبناء والأحفاد...

وأنتم يا قيادة فتح 

تمر الأيام ، تلو الأيام مع شهورها.. ولم يقتنع مواليكم ولم يقتنع معارضكم ، بأن هذه الأرض المتبقية من الأرض الأم والمسمى دولة ولها حكومة ، ليس بالفوضى والفساد والإفساد والزعرنة والعشائرية والشللية البغيضة يسلم ، وليس بالرصاص ينجو..! فارحلوا فأريحوا واستريحوا ، وهذا لا يعني أن من يطالبكم اليوم ممن يسمون أنفسهم قيادات شابة ، أفضل منكم فمعظمهم تربيتكم ونشئو في كنفكم ولم يصلوا إلى ما وصلوا إليه بأعمالهم النضالية الخارقة ولا هم بعيدين عن الثروة والشللية والانتهازية وعدم المسؤولية .

ولهذا نقول لأبناء فتح ولقيادة فتح:

أليس فيكم اثنان ، يشعران معاً بأن الحلم الفلسطيني الذي ضحى من أجله الشهداء وكانوا وقودا له ، سيمضي إلى الخراب ، وأن قوة العقل والإدراك والمصلحة العامة يجب تنقذه .

أليس فيكم اثنان من  طينة البشر يقفان فيكم ويقولون : كفى..كفى ، إن الأجيال تلعننا!!

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع