ريحاوي يا موز ..!

 

م. أسامة عليان

مدير تحرير صحيفة الحقائق

  3/14/2006

عصابات الاغتصاب الصهيوني لفلسطين تقوم بمسلسل عدوانها وعنصريتها وغطرستها النادرة في التاريخ دون منازع وتؤكد يومياً درجة الأوحال التي أنبتت هذه الكتلة السرطانية ومن لديه نية بالشكوك فلينظر حوله يومياً وعلى مدار الساعة ، الجديد هذه المرة مشاركة فعالة من بريطانيا وأمريكا في فيلم مكشوف تماماً.

قيام هذا العدو العنصري البغيض بكل أشكال القذارات في سياساته وتعاملاته ليس جديداً مثلاً أن يراق الدم الفلسطيني مع كل انتخابات دكاكين أو أحزاب أو عصابات في هذا المجتمع الغاصب والقاتل ، ولكنَّ البدعة اليوم أنه أصبح وله من يحرص على تنظيف أوساخه وقاذوراته بين شعبنا وأمتنا، والبث لا يزال حاضراً وتلفزيونياً وعلى الهواء مباشرة.

أين هم هؤلاء المسئولون في السلطة منذ بدأت العمليات حول مقاطعة أريحا وسجن الأخوة هناك منذ ساعات الصباح الباكر؟ أين هي مؤتمراتهم الصحفية التي كانوا يتنططون من حولها من أجل نظرة ولو مرة في سبيل رضى أمريكا والرباعية وما أدراك ما الرباعية؟ هذه الرباعية التي يراد تسليم أمر القضية بكاملها لها لكي تقدم لهذا الشعب المسكين حلولاً مع ضمانات من نمط هذه الضمانات التي كانت تحيط بسور المقاطعة بأريحا!

الشرطة الفلسطينية التي جرد أفرادها من لباسهم على الهواء وقبلوا بهذا قاموا به بهمة أبطال الضمانات بتاعة الرباعية، هؤلاء هم المسئول الأول والأخير عن منظر العار الذي عرضته فضائيات العالم لأفراد الأمن الوطني الذين ألقوا سلاحهم وخلعوا ملابسهم على التحتاني خالص، هؤلاء وقادتهم الميدانيين الذين إن كان لهم دور في هذا الوضع فيجب محاكمتهم وتعليقهم على أشجار موز أريحا، لأنهم علقوا شرف هذه البدلة التي لبسها سعد صايل وياسرعرفات وجيفارا غزة  وعبد القادر الحسيني على جنازير دبابات العدو وتحت بساطير جنوده.

عقلية الطوشة من أجل مقعد هنا ومقعد هناك ونسبة مئوية لانتخابات تجري تحت ظل الاحتلال من أجل تمرير مسرحية على وعي شعبنا أن هناك برلمان وحكومة وخلافه في الوقت الذي تجري عملية الإنهاء عليه يومياً وبتسارع كبير هي المسئولة عن هذا الوضع.

عقلية الشللية والمحسوبية والسمسرة لتحويل مجتمع يفترض بأنه صاحب قضية إلى مجرد مستهلك ممتاز لكل أنواع الإبتزازات هي المسئولة عن هذا الوضع المخزي ، هؤلاء كان أشرف لهم ألف مرة أن لا يولدوا حتى لا يظهروا بهذا المنظر الذي رفضه رفاقهم الآخرون في داخل المقاطعة وبقوا على الأقل للأخير بملابسهم.

كان سيفكر هذا العدو الجبان الحاقد ألف مرة قبل أن يقدم على جريمته لو كانت الفصائل الفلسطينية غير مربطة بالتهدئات التي نشط أصحاب القمصان المطرزة في إنجازها وأخذوا على أنفسهم مسئولية تأمينها وضمان شروطها قبل أن يقنعوا بعض القادة الذين وقعوا عليها أنهم بذلك يلقون مخرجاً لأزمات مخيفة من نوع أزمة كنيسة المهد التي أدت إلى عار احتجاز الرفيق سعدات ومن معه.

على محمد دحلان الذي خرج من على إحدى الفضائيات ليقول إن هذا كان اتفاقاً وقعه الرئيس عرفات أن يذكر أيضاً أنه كان مفاوض الرئيس عرفات لهذا وهو بالتالي يتحمل مع غيره مسئولية الخلوص إلى هذه الاتفاقيات وما ستئول إليه ، على الأقل هذه هي المسئولية وهذه هي نوعية القادة الذين يستحقون أن يطمحوا إلى دور القيادة وليس الخروج للتهرب والتبرير كما فعل قبل ذلك شريكه في الضفة جبريل الرجوب في شريط تبريره لموضوع مقاطعة رام الله وحديثه مع الشهيد الرنتيسي وإحالته كامل المسئولية على عاتق القرار السياسي، هذه هي نوعية العقلية التي تنتج هذه الصور.

شجر الموز في أريحا شاهد عليكم وسيحاسبكم يوماً موز أريحا..!

 

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع