سؤال إلى السيّد سلام فيّاض

   رشاد أبوشاور

السيّد سلام فيّاض وزير الماليّة الفلسطيني السابق ، لا أعرفه مباشرة ، ولكنني سمعت عنه ، وبالممارسة فالرجل غادر الوزارة  نظيف اليّد والسمعة الماليّة ، وقد تقلّدها وهو شبعان ماليّاً ، وعمل على تنظيمها بعد زمن من الفوضى المقصودة .

الآن ، وهو بعيد عن السلطة ، أطرح عليه سؤالاً ، تتفرّع منه أسئلة ، وأنا أعرف أنه تعب في ( ترتيب) أمور وزارة المالية ، وإنهاء تحكّم الرئيس عرفات بها وبشكل مزمن ، ذلك أنه اطّلع على ، وتابع ، ملّف المدعو خالد سلام ، والذي منحه عرفات صفة ومنصب ( المستشار الاقتصادي) : ما هو حجم الأموال التي (استعيدت ) من هذا الشخص ، وماذا بقي معه ؟ وكم هو المبلغ الذي كان يتصرّف به ؟ ومن أين له الأموال التي يستثمرها حاليّاً ، ويتنقّل بها بين ( القاهرة) و( لندن) وغيرهما من العواصم ؟

لقد عرفنا خالد سلام هذا قبل أن تعرفه ، فهو جاء إلى ( الفاكهاني) لا يملك ثمن قوت يومه _ وهذا لا يعيبه ، فالفقر مش عيب ، ونحن غالباً أبناء أسر فقيرة متواضعة_ ولكن ما يعنينا ، أن هذا الشخص قد تبوّأ مركزاً أكبر بكثير من ( علمه) و( خبراته) ، وفي ظروف غامضة ، وأؤتمن على المال الفلسطيني ( يلعب ) به كيف شاء ،ويضارب به في البورصات ، وبإطلاق يّد من عرفات ، ودون مشورة من أحد ، لا اللجنة التنفيذيّة المنتهية الصلاحية التي تصدر باسمها البيانات هذه الأيّام  ، ولا  المجلس الوطني ، ولا بموافقة قيادة فتح ممثّلة بلجنتها المركزيّة .

لقد كتبت شخصيّاً عن ( ظاهرة) خالد سلام هذا ، وكنت عرفته صحفيّاً متواضع الشأن في بيروت ، وأتمنّى لو أنك أطّلعت على ما كتبته عنه قبل سنوات ، وفي حياة الرئيس عرفات ، وعندما لم يكن محاصراً ، فأنا لا أستغّل الظروف ، ولكنني لا أتوقّف عن الدفاع عن حّق شعبنا في كّل الظروف ، ومهما كانت النتائج ...

لقد علمت أن خالد سلام هذا ، وبعد أن استقر في ( القاهرة) بعد محاصرة الرئيس عرفات ، قد أغلق الهاتف في وجه ( الرئيس ) الذي منحه كل ما لايستحّق ، وأدار ظهره لمن أوجده ، وأعطاه كّل هذه القوّة ، وحرمه من ( المال) الذي أؤتمن عليه ، ليجرّده من عنصر قوّته وهو في محنة (الحصار) كجزء من إنهائه سياسيّاً  ...

هل فعل خالد سلام هذا دون دعم ، أم أن جهة فلسطينيّة تمرّدت آنذاك على الرئيس عرفات _ من داخل فتح ، والقصد رؤوس أجهزته الأمنيّة _ قدّمت الحماية له ، وتقاسمت معه المال الفلسطيني ( السائب) الذي كان لا يعرف بحجمه سوى ( عرفات ) نفسه ، والذي سمعنا عنه أنه مئات الملايين ...

لقد سمعنا أنكم استعدتم من خالد سلام  بضعة ملايين ، فكم هو المبلغ ( المستعاد ) ، وهل منحتموه براءة ذمّة كما يشاع ؟ ومن أين له المال الذي يستثمره ( له) هذه الأيّام ، مال الشعب الفلسطيني الجائع ، المضحّي ، شعب الشهداء ، والأيتام ، والأرامل ، والأسرى ، والبطولات المهدورة المستباحة؟

في الصفحة الأولى من ( القدس العربي) بتاريخ 29 نيسان 2005 قرأنا عن إنهائكم خدمات خالد سلام كمستشار اقتصادي للراحل ياسر عرفات ، يدير أعمال صندوق الاستثمار ، فماذا تمّ بع ذلك ؟! وهل فعلاً تمّت محاسبته ، وهل أعلمك ( عرفات) قبل وفاته ،بما بين يدي هذا الشخص ؟!

هل تقاسم هذا الشخص مال شعبنا مع بعض رؤساء الأجهزة ، الذين نسمع هذه الأيّام عن استثماراتهم ، وتجارتهم ، وممتلكاتهم ، هم الذين قدموا للثورة من أسر فقيرة متواضعة ( مثلنا) ؟!

أنا أعرف أنني أوجّه لك أسئلة صعبة ، ولكنني أوجهها من موقعي كعضو مجلس وطني فلسطيني ، كوني لم أتلق أي إجابة عليها رغم طرحي لها مراراً في اجتماعات للمجلس ، وبحضور أخوة وأخوات أعضاء في المجلس ...

لقد تمرّد القائد ( التاريخي ) الجزائري محمّد خيضر على قيادة الثورة الجزائريّة نتيجة خلافات سياسيّة بعد استقلال الجزائر ، فما كان من تلك القيادة إلاّ أن اتصلت بالحكومة السويسريّة ، وبنوك سويسرا ، واستعادت أموال الشعب الجزائري ، بحسب خبراتك : هل يمكن للجنة مكلّفة فلسطينيّاً من حكومة الرئيس هنيّة أن تنجح في هذا المسعى ، إن دعمتموها بما يتوفّر لديكم من معلومات ؟!...

في كل حال ، أنت لاتتحمّل مسؤولية ( ظاهرة) خالد سلام  ، ولكنك تابعتها وعرفت خلفيّاتها ، وأحسب أنك آجلاً أو عاجلاً بما عرف عنك كرجل تكنوقراط وطني نزيه ، ستدلي بشهادتك للشعب الفلسطيني ...

قد يدّعي خالد سلام هذا أنه أعاد الأموال التي كانت ( تشغّل) بإشرافه ، ولكن شعبنا سيسأله عن كّل قرش ، فهو جاء من العراق معدماً ، ولا يمكن أن يثري من دم وقضية شعبنا ، هو ومن (يحميه) من شركائه الفلسطينيين الذين يستشري تخريبهم هذه الأيّام لعرقلة مسيرة شعبنا بعد الانتخابات التشريعيّة التي تهدّد مصالحهم ، وترحمهم من مواصلة عبثهم بالقضيّة الفلسطينيّة ...
 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع