سريالية على هامش المونديال |
ماجد أبوغوش
رام الله المحتلة والمستباحة
23/6/2006
-1-
الساعة الان الثانية صباحا وقد تم استدعائي الى المطبعة لطباعة بوستر الشهيد أيمن راتب والذي اغتالته قطعان الجيش الاسرائيلي في قلب مدينة رام الله .
ايمن راتب موظف حكومي يعمل في جهاز امني
ايمن راتب لم يتسلم راتبه من شهور
ورام الله مقر الحكومه والرئاسه الفلسطينيه .!
-2-
امس صباحا
مثل عادتي في كل يوم ارتشف قهوة الصبح اثناء قرائتي الصحيفة
الصحيفة كانت ممتلئة بصور الاطفال الشهداء
وقهوتي كانت مرة
وكنت ابكي !
-3-
اليوم قررت ان اكف عن الكتابة عن الاطفال الشهداء
لم تعد روحي تحتمل كل هذا الحزن
لم يعد قلبي يحتمل كل هذا الألم
لن أكتب عن سامية الشريف التي ضلت طريق المدرسة
ونامت في ثلاجة الموتى
لن أكتب عن محمد جمال الذي توفي بين ذراعي والده الغائد من السفر
لن أكتب عن موت المرأة الحامل وأخيها
على مائدة الغداء
لن أكتب عن الموت اليومي للفلسطيني
أجل لن أكتب عن كل هؤلاء !
-4-
مساء ً
ومثل اي مواطن عادي حاولت أن اتابع المونديال
لكن نفسي الأمارة بالسوء أخذتني الى نشرة الأخبار
كان السيد الرئيس يعانق القاتل ويقبله في وجنتيه ويبتسم
وكان هذا فوق احتمالي
.......................
أنا الآن بحاجة لجهاز تلفزيون جديد !
|