حبر القلم أكثر قداسة من دم الشهيد  .... اضطهاد  الصحافة و ذكرى النكبة

غسان مصطفى الشامي

 ما أبهظ ثمن الفرح في هذا الزمان ... وما أروع لحظاته إنها كالغيث تنزل على صحراء أعماقنا العطشى فتزهر كل المساحات القاحلة بنا .. تلوننا .. تغسلنا .. ترممنا .. تبدلنا ..تحولنا إلى كائنات أخرى ... كائنات تملك قدرة الطيران فنحلق بأجنحة النصر والبطولات إلى مدن العشق ... مدن طال انتظارنا واشتياقنا الكبير لها ... إنها ذكرى النكبة الأليمة التي حفرت في ذاكرتنا الفلسطينية ذكريات الاقتلاع من الأرض والجذور وذكريات التهجير والتشريد القسري عن أرضنا الحبيبة وممتلكاتنا العجيبة ... يوم الخامس عشر من كل عام ، يوم ذكرى تمزيق فلسطين وذكرى المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية في المدن والقرى الفلسطينية وإحلال الشعب اليهودي المجرم ... مزقت فلسطين وبدأ التاريخ من جديد ... !!؟؟

* يمر علينا شهر مايو في فلسطين والحزن يَحطنا من كل جَانب فالذكريات أليمة ، والظُروف عصيبة ، لتتجدد معها آمال وآلام شعبنا ، فَفي الثَالث من أَيار في كُل عَام يَحتفل صَحفيو العالم باليوم العَالمي لحرية الصحافة ، إلا الصَحفي الفَلسطيني فهو يتذكر فرسان الكلمة وشهداء الحركة الإعلامية الذين كتبوا لفلسطين بالدم ، تمر علينا ذكرى الإضطهادات العنصرية من قبل الاحتلال بحق الصحفيين وأساطير الكلمة والقلم ... فأين حرية الصحافة في أبجديات بني صهيون ؟؟ .

*  لقد تَحولت حُرية الصَحافة إلى كِنز مَفقود للصَحفي الفَلسطيني المَمنوع من الحركة والوصول إلى أماكن الحدث ، في وَطنه المُغتصب ، هذا الصَحفي المُعرض في كُل لَحظة إلى الضَرب والاعتقال وانتهاكات حُرية التَعبير فَضلا عن حَملات التَحريض والتَشويه للأحداث والحقائق من قبل العدو الصهيوني المجرم ، كل هذا بهدف إخراس الصحافة الفلسطينية ومنعها عن نقل جرائم وفظائع الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني ...

***

إن حرية الكلمة والتعبير في فلسطين مغتصبة كما فلسطين مُغتصبة ، وربما تعجز كلماتنا وتقف عن التعبير في هذا اليوم عن تقديرنا العالي لما يَبذله الصَحفي الفَلسطيني في التَعبير عن قضيته ونضال شعبه الكبير ، وعندما نسمع عن اعتداء على صحفي وانتهاك لحرمته وحرمة قلمه نُصاب بالذهول من شدة الحَدث ونَدخل في حَالة صَمت رَهيب ، رُبما لأن المَوقف عِندها يُصبح أكثر من كَلمة .. ورُبما لأن الكَلمة عِندها تَذوب في طُوفان الذُهول ... فنَعجز عن استيعاب الأمور والتفكير في إحداثيتها  ، ونرفض ونرفع صوتنا عاليا " نعم لحرية الصحافة في فلسطين ..."

* شهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية ... حنيننا إليكم كبير ... إحساسنا مَليء بالشَوق الدافئ ...إلى أُناس عَاشوا في دَاخلنا تَميزوا بَيننا بالعَطاء والجُهد الكبير ... حَنيننا إلى الحَلم الكبير فلسطين الوطن والحنين ... مَازال عطرها يَملأ ذَاكرتنا الأليمة ... أَشياء نَتمنى أن تَعود إلينا .. وان نعود إليها ... وسنعود إليها بإذن الله منتصرين رافعين رايات الحق ..

إلى الملتقى ،،

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع