القاء أذلاء فلسطين في مزبلة التاريخ
جمال حشمه
سياسة التجويع والحصار المطبق ومحاولات الاذلال وتوجيه الاهانات المخطط
لها بعناية فائقة من قبل الكيان الصهيوني وحلفائه المحليين والغربيين
وتحديداً الاْميركان والبريطانيين لن تجدي نفعاً ، لاْن الشعب الفلسطيني
قد عانى الكثير من المآسي والالآم وقدم التضحيات الجسام ومر في ظروف
قاهرة وحالكة من خلال نضاله بالمقاومة من أجل الحصول على حقوقه السياسية
، مما جعله يستمد قوته وجبروته وصبره وكبريائه وايمانه بتحرير أرض فلسطين
من الغزاة المغتصبين .
عندما قرر الشعب الفلسطيني طواعية انتخاب حركة حماس لقيادة الحكومة
الفلسطينية المقبلة كان يعى ويتوقع بالتأكيد خطورة الموقف وردود أفعال
اسرائيل العنيفة واستعداده واحتسابه لتلقي الضربات القاسية الاجرامية ،
وتحالف الغرب الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني لكسر شوكته وارادته واضعاف
عزيمته ، غير أن الشعب الفلسطيني مؤمن باختياره وانتخابه الديمقراطي
لثقته المطلقة بحركة حماس ، كونها تعتمد منهجية واستراتيجية المقاومة
والنضال من أجل التحرر والانعتاق من قيود وأغلال المحتلين ، وهدفها اقامة
دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف ، وحق العودة
للاجئين .
قناعات الشعب الفلسطيني أصبحت راسخة بأن اسرائيل لا تصبو الى السلام
العادل والشامل ، وعملية السلام المزعومة ليست أكثر من مسرحية تراجيدية
هزلية تمارس بحق الشعب الفلسطيني ، السيناريو من تأليف اسرائيل والغرب ،
بمشاركة أبطال فلسطينيين ، الذين صدقوا وأقنعوا أنفسهم بأن الفصول التي
يقومون بأداء أدوارها تحت شعار السلام المزعوم ، هي في الحقيقة من أجل
تركيع واذلال أبناء جلدتهم .
الاْمم المتحدة التي تهيمن وتسيطر عليها أميركا ، تغض النظر عن الجرائم
البشعة التي ترتكب بحق العديد من شعوب منطقة الشرق الاْوسط وبالاْخص
الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ، ولحفظ ماء الوجه تصرح
عصبة الاْمم وتحذر من كارثة انسانية في قطاع غزة لنفاذ المواد الغذائية
الاساسية وبالذات الدقيق ، والسبب اغلاق وحصار اسرائيلي شامل لجميع
المعابر المؤدية لقطاع غزة ،لاْن اسرائيل ترفض أن يكون لها أى اتصال مع
حكومة فلسطينية مصنفة بالارهابية ،وتمارس الضغوط على رئيس السلطة
الفلسطينية لرفض تشكيل الحكومة الجديدة المقترحة من قبل حركة حماس
الاْونروا ( وكالة الغوث لللاجئين الفلسطينيين ) تصف الوضع الغذائي بأنه
أسوأ من الاْيام السابقة ، وتحذر من نفاذ الوقود أيضاً ، وأن مخازنها
خاوية تماماً من المواد الغذائية ، رغم حصولها منذ فترة وجيزة على مساعدة
مالية عاجلة للشعب الفلسطيني بقيمة 60 مليون يورو من الاتحاد الاْوروبي ،
والمعروف بأن الاْونروا في السنوات الاْخيرة قد قلصت تقديم خدماتها
والمعونات الاجتماعية لللاجئين الفلسطينيين بشكل ملحوظ .
نجحت اسرائيل مع حلفائها الاْميركان والاْوروبيين بالضغط على الفصائل
الفلسطينية وخصوصاً على حركة فتح لمنعها من المشاركة في تشكيل حكومة وحدة
وطنية ، والفضل يعود للمؤامرات والدسائس التي أحيكت ببراعة لاستثناء حركة
فتح من المشاركة في الحكومة وذلك بالاغراءات المادية والوعود الكاذبة
الوهمية للمناضلين السابقين المتنفذين داخل حركة فتح ، الذين قبلوا على
أنفسهم صفة العمالة والمشاركة في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني .
الاْيام المقبلة ستكشف لاْبناء حركة فتح الشرفاء بأن القيادة الحالية لها
عبارة عن ثلة من الانتهازيين والفاسدين واعطائهم الثقة كان خطاً تاريخياً
كلفنا المزيد من العذابات والالآم . عندما أصدر الشعب الفلسطيني قراره
باقصاء هذه الزمرة من سدة القيادة ، بدأت هذه الطغمة بالتآمر وأخذ
القرارات العقابية والجزائية بحق هذا الشعب الجبار ، بالمساهمة والمشاركة
بفرض عزلة دولية وافتعال حالة العبثية والانفلات الاْمني من أجل أن تنهار
الحكومة الجديدة أو الاعتراف والتعامل مع الكيان الصهيوني ، واسرائيل
تقوم بدورها بالحصار والتجويع وممارسة سياسة الاغتيالات والضربات
العسكرية الموجعة .
تعالت بعض الصيحات الشاذة الفتحاوية المطالبة بأن تحل السلطة الفلسطينية
نفسها بعد اقتحام مقاطعة أريحا وتدمير سجن المقاطعة وخطف واعتقال أحمد
سعدات ورفاقه مع قوات الاْمن الفلسطينية ، لم تعلو هذه الصيحات عندما
كانت هذه الشرذمة مستبدة بالسلطة الفلسطينية رغم مداهمة اسرائيل الضفة
الغربية و قصف وتدمير مقر مقاطعة القيادة الفلسطينية في رام الله وحصار
الشهيد أبو عمار لمدة3 أعوام ، ارتكبت خلالها اسرائيل أفظع المجازر
والتدمير وسياسة الاغتيالات للقادة الاْشراف، ومنذ ذلك الحين لا تعترف
بوجود شريك فلسطيني للسلام
ليعلم الجميع من العملاء والمتعاونيين مع الاسرائيليين بأن التمادى في
التآمر لتركيع وقمع الشعب الفلسطيني ، سيجعلهم منبوذين وأن زمنهم قد ولى
وسيلقى بهم في مزبلة التاريخ . . .
خسروا السيرة النضالية المشرفة . . . وتقلدوا أوسمة العمالة والعار .
القيادات التي تكلست عقولها ، يفكرون فقط في امتيازاتهم الذاتية ،
ويحتكرون النضال الفلسطيني لاْنفسهم ، ولا يفسحون المجال للكفاءات الشابة
والناضجة والمثقفة ثورياً بأن يتحملوا مسؤولية الريادة في القيادة ، حيث
أنهم نشروا الفساد على جميع المستويات من القاعدة الشعبية الى القمة
الهرمية التنظيمية ، والتخلي عن حركة حماس كونها منتخبة ديمقراطياً
والشعب الفلسطيني لهو دليل واضح لادانتهم .
لن يغفر لكم شعبكم تخاذلكم واستسلامكم ، والتاريخ لن يرحمكم أو يصفح عنكم
فيما أقدمتم وما ستقدمون عليه .
انهزموا في لبنان بسبب فسادهم . . . انهاروا في تونس بسبب استسلامهم . .
. أخيراً سقطوا في فلسطين بسبب عمالاتهم . .
غير أن الشعب الفلسطيني صامد كالصخر الصلب لا يلين ، وهذه الصلابة
استمدها من الايمان والصبر والوعي والتضحيات والاستمرار في المقاومة
المسلحة حتى تحرير فلسطين .
|