غزة قاهرة الغزاة ... حصار البطون وليس العقول  

بقلم / غسان مصطفى الشامي - 19/3/2006

غزة هاشم .. من رحم المعاناة خَرجت ... غزة الشماء قارعة الأعداء .. أذاقتهم الويلات ... التاريخُ يَشهد لها مسيرتها الشماء ... وتاريخها يَقوى على الانكسار ..أتنكسر غزة  أمام حصار بني " إسرائيل " ؟؟ ... لا وألف لا ، فغزة الصامدة لن تركع أمام هذا الحصار ..غزة مولد القادة والأبطال ... غزة لن تهزم ولن تركع..

* في حي الزيتون  احد أحياء غزة... ما أن سمع أبناء الحي عن قدوم بني يهود لغزو حيهم الصغير.. خرجوا لهم ليغرقوهم في وحل غزة وجحيمها ... فثبت المجاهدون في مواقعهم وامكانهم وكانت الفاجعة أن خرج جيش المحتل يجر أذيال الهزيمة ... فهذا مثال صغير من ذاكرة غزة ومجدها التليد ...

* غزة مع اشراقة صباح جديد تَعلو صيحة طفل شهيد ... أبتاه أتهزم هذه المدينة في يوم من الأيام ؟؟ غزة يا بني مصنع الأمجاد فيها ولد أحمد وعماد ويَحي شيدوا لنا الصروح وأناروا لنا طريق الحرية ... دماء شهداء غزة لن تَنضب لكي يُعلن المحتل انه هزم غزة ...

* غزة صاحبة التاريخ المشرق والنضال العتيق ... أتعلن عن نفسها أسيرة لبني يهود ؟؟ ... غزة الميمونة أرض كنعان عاشها  الكنعانيون ماهري فنون الحرب، وأصحاب الجرأة والشجاعة  ... غزة هاشم لن تعلن عن استسلامها لبني يهود ولن يحاصرها الجوع ... فالمحتل يحاصر بطون أبنائها ولا يحاصر عقولهم وسيستمر بها العطاء والبناء إلى أن تُحرر البلاد من شر العباد ..

* غزة هاشم هذه المدينة التاريخية العتيدة  تعاقب عليها حضارات مختلفة ، وكانت دوما مطمعا للغزاة ، وشيد سكانها الكثير من المساجد التاريخية فقبة العمري تشهد لغزة صمودها وثباتها وقهرها لأعدائها... وجباليا وبيت حانون وخانيونس والزيتون ما هي إلا رسائل من غزة الشماء تقول "لإسرائيل "وحكوماتها ...

" غزة لن تركع "

 * ما تلوح به الحكومة " الإسرائيلية " باستمرار فرض الحصار الاقتصادي على غزة وتجويع شعبها إلى ما بعد انتخابات الكنيست ، هو شيء واه ولا يرهب أبناء غزة ، و لن يَفت من قوة الشعب الفلسطيني ولن يثنيه عن خياره الديمقراطي الحر ..وستظل غزة صامدة في وجه الحصار الإسرائيلي ... فعلى مدار تاريخ غزة والمعارك التي شهدتها ، صنعت منها المدينة التي تقوى على الانكسار ، وما يحدث فيها لن يجعلها تلهث وراء " دولة الاحتلال " من اجل إنقاذها من الجوع والضياع ، فالبحر يشهد لها تاريخها الحربي والسماء تشهد لها وحتى الأرض تشهد لها ، فالأنفاق كانت شاهدة على الألم والوجع الكبير الذي جعل جيش الاحتلال يهرب من غزة من شدة ما ذاقه ، فكم من العمليات الفدائية رأينا فيها جنود العدو يبكون دما من شدة وحل غزة  ، ولنتذكر ما تمناه رئيس وزراء دولة الاحتلال " رابين " عندما تمنى أن يبلع البحر مدينة غزة ... فكل هذه الشواهد التاريخية ألا تعطينا درسا بأن غزة ستبقى صادمة حتى رحيل آخر جندي من فلسطين ... وستصمد غزة حتى الرمق الأخير ..

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع