قبيلة فتح ومجاهدو حماس
د. محمد صالح المسفر-
2/5/2006
ما أن انتهي خطاب المجاهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
الفلسطينية يوم الجمعة 21/4/2006 والذي جاء فيه ما معناه أن هناك من
يحاول تجريد الحكومة المنتخبة من اختصاصاتها وتشكيل حكومة ظل لمواجهة
الحكومة المنتخبة وان من بين هؤلاء من هو متواطئ مع العدو الصهيوني
وحلفائهم الأمريكان ضد إرادة الشعب الفلسطيني وحقه في اختيار حكومته، إلا
واندفع الكهنة من حركة فتح لتأجيج الرأي العام الفلسطيني وإخراجه في
مواكب مسلحة تهدد بالويل والثبور لكل من يتصدي لرموز الفساد والمفسدين
المفرطين والمورطين من أعضاء السلطة الفلسطينية التي أفل نجمها بقرار
شعبي وطني عبر صناديق الانتخابات.
خرج علينا عبر شاشات التلفزة العربية والدولية رموز التواطؤ مع العدو
الصهيوني من الحكومة الفتحاوية المهزومة شعبيا ورموز التنازلات لمطالب
بني صهيون يؤججون الكراهية ويمارسون التحريض علي الحكومة المنتخبة، في كل
المجالات فلسطينيا وعربيا ودوليا إلي حد أن معظمهم أيد فرض الحصار
والمقاطعة للحكومة التي تقودها حماس إن هؤلاء أي مناضلي حماس: ذوو عقلية
غير مؤتمنة وان تفكيرهم مغلق وإنهم لا يؤمنون بالتعددية والديمقراطية
بيان صادر عن حركة فتح في 25/4/2006.
يقولون في بيانهم المذكور أعلاه إن المجاهد خالد مشعل اتهم بعض قادة فتح
بالتواطؤ مع العدو، وان هذا القول قدح في حق القيادة، ولكن هذا القول
حقيقة ولا يحتاج إلي التشكيك، أليس اتفاق جنيف يعتبر تتويجا عمليا لعملية
تواطؤ قام بها فريق قاده ياسر عبد ربه، وقد أدين ذلك الاتفاق ومن شارك في
إعداده والتوقيع عليه من قبل كوكبة من الشخصيات الوطنية الفلسطينية لما
تضمنه من تنازلات خطيرة وتجاهل قضايا اللاجئين ومدينة القدس والأسري
وشروطا أمنية اخري علي رأسها قمع المقاومة الوطنية وضمان امن المستوطنات.
لقد جاء في بيان صدر عن كتائب شهداء الأقصي بهذا الخصوص يسعي بعض من
نصبوا أنفسهم زورا للتحدث باسم الشعب الفلسطيني ممن ارتبطت مصالحهم
الشخصية بالمشروع الأمريكي ـ الصهيوني لوضع اللمسات الأخيرة علي تصفية
القضية الوطنية لشعبنا والتخلي عن جوهر القضية بتنازلهم عن حق عودة
اللاجئين وقد وصف البيان المشاركين في إعداد الاتفاق وتوقيعه بالساقطين
والمرتدين. فهل بعد هذا القول شك فيما قاله المجاهد خالد مشعل في حق
هؤلاء؟
ونسال أزلام الفكهاني منهم الذين لا يؤمنون بالتعددية السياسية
والديمقراطية؟ أليسوا هم الذين رفضوا المشاركة في حكومة وحدة وطنية تمثل
جميع الفصائل الوطنية ورفضوا جميعهم تحت ذريعة يجب علي حركة حماس اولا
الاعتراف بجميع التنازلات التي قدمتها حكومة فتح للعدو الصهيوني دون
مقابل اللهم إلا السماح للمتاجرين بقضايا الوطن ومصيره بحرية الحركة بين
الحواجز التي يقيمها جيش العدو الصهيوني. الم تُرفض نتائج الانتخابات في
أولها ثم قبلت ولكن تم الالتفاف عليها بتفريغ خزائن حكومة فتح حتي من
المصاريف اليومية المتواضعة جدا، وإصدار مراسيم تعيينات في مراكز قيادية
عليا دون مشاورة الحكومة المنتخبة شعبيا، ورفض رئيس السلطة ابو مازن كل
التعيينات التي أصدرتها حكومة السيد إسماعيل هنية. ونسأل كهنة وطابور
تجار أوسلو الذين يطالبون الحكومة المنتخبة دون تزوير أو بلطجة أن
يعترفوا باتفاقيات أوسلو ونتائجها؟ الم يلغها شارون ويرفض الاعتراف بها
وشهادته أنها ماتت وقال: اتفاقيات أوسلو ماتت والي الأبد (أرييل شارون،
سجل خدمة وعمليات انتقامية، (دار الجليل: عمان 2001).
لا نريد أن ننكأ الجراح، ولكن من حقنا نحن أنصار الحركة الوطنية
الفلسطينية أن نسأل من افشل حركة النضال الوطني الفلسطيني من الأردن ومن
لبنان وحتي من تونس وماذا جري في جنوب لبنان عام 1982 ومن الذي ألغي معظم
بنود الميثاق الوطني الفلسطيني أليسوا المتاجرين بالأوطان وجوقة اوسلو
وكلهم من حركة فتح. وهنا يجب الاعتراف انه يوجد مناضلون شرفاء بين صفوف
هذه الحركة التي قال فيها احد أركان منظمة التحرير يوما أنها حركة تفريط
وتوريط ونشهد بوطنية الذين شكلوا قوي مناضلة ضد توجهات فتح أبو عمار رحمه
الله ومن بعده محمود عباس.
قد يقول قائل نحن خرجنا من عمان وبيروت وتونس ولكن عدنا إلي غزة والضفة
الغربية مدججين بالسلاح ونقول، عدتم ولكن بعقلية شارع الفاكهاني
والحمامات عدتم بعقلية التاجر وليس بعقلية المناضل وسلاحكم اشد فتكا
بمعارضي سياساتكم وتوجهاتكم السياسية ولم نر لكم أثرا عندما جرد زملاؤكم
حتي من ملابسهم في اريحا.
من المؤلم حقا والمحزن أن نري علي شاشات التلفزة العربية والدولية صور
الملثمين المدججين بالسلاح من حركة فتح وهم يجوبون شوارع رام الله وغزة
يهددون ويتوعدون بالويل والثبور لحركة حماس المجاهدة وأنصارها وكذلك
احتجاجا علي ما جاء في خطاب خالد مشعل. من المحزن أن يخرج علينا ثلة من
بلطجية فتح بلا حياء ولا تربية وطنية أو تثقيف سياسي وهم يبرزون عوراتهم
بلا أخلاق تحديا لمشاعر كافة الشعب الفلسطيني واستفزازا للملتزمين من
مجاهدي حركة حماس وأشبالها في مدينة غزة.
كنا نتمني أن نري هذه الانتفاضة اللا اخلاقية من قبل بعض كوادر فتح
وقياداتها وجنودها أن يثأروا لإخوانهم وزملائهم في الحركة الذين جردهم
الجيش الإسرائيلي من كل ملابسهم العسكرية وكذلك ملابسهم الداخلية إلا ما
يستر عوراتهم وساقوهم إلي سيارات شحن الزبالة لنقلهم إلي معسكر الاعتقال
لاستجوابهم. كنا نتمني أن نري بدلا من الاحتجاج علي ما جاء في خطاب خالد
مشعل الاحتجاج علي قول محمود عباس رئيس حركة فتح الذي وصف العملية
الاستشهادية في تل أبيب بأنها عملية حقيرة وكنا نتمني من محمود عباس
وجوقته ان يثأروا لاعتقال نزلاء سجن أريحا وبمن فيهم قائد من قادة منظمة
التحرير الفلسطينية التي يطالبون حركة حماس الاعتراف بشرعيتها. |