من
يتستر على الفاسدين
فهو
فاسد
بقلم: سميح حسن
خلف
مازالت حركة فتح تشهد حراك غير منظم وغير متفهم لطبيعة
المرحلة ، ومازالت أيدي العابثين تعبث في شؤونها وتوجهاتهاووحدتها .
قلنا يجب على حركة فتح العودة للخلف خطوتين لتحقق خطوة واحدة للإمام بعد
المنعطف الشديد الذي تعرضت له وخروجها كورقة أولى من الساحة السياسية
الفلسطينية لتتسلم تلك الورقة حركة حماس ولا أريد أن أدخل في مخاض
التحليلات التي سبق وتناولها العديد من الكتاب ، ولكن الجدير بالذكر أن
هذا المنعطف الذي رسمت خطوطه ومنحنياته الحادة تراكمات تذكرني
بالانهيارات السياسية التي لحقت بالدولة الإسلامية الفاتحة ، باختلاف
المكان والمشهد والظرف السياسي وباتفاق مع الممارسة ، ولكن يبدو أن
الأمور تسير كما كانت عليه قبل الانتخابات التشريعية ( حارة كل من إيده
اله ) .
والغريب في المشهد والحدث أن من ساهموا في عمل انهيارات في الجسد الحركي
من أفراد أجهزة في السلطة الوطنية مازالوا يمارسون هوايتهم في التشكيك
بالقيادات الحركية التاريخية ، ومازالوا يشككون بكوادر مختلفة في هذه
الحركة ، تلك الكوادر التي سارت على درب النضال منذ انطلاقتها ، ولم يلحق
بهم النفع من أوسلو
ومقتضيات اوسلو وعصابات الأجهزة وقراراتها التي أحدث انهيارات في الجسد
الحركي .
خرجت تلك الفئات وكما حدث في السابق لتطالب باستقالة اللجنة المركزية
والمحاسبة ، وإذا كان مبدأ المحاسبة هو حق لأبناء حركة فتح وكذلك مطلب
للشعب الفلسطيني إذا كان هذا المطلب مرتكزا على أداة غير ساقطة وغير
متورطة في مستنقع الفساد والتشرذم .
والغريب حقا أن هؤلاء مازالوا يمارسون هواياتهم في التشكيك لأن تلك
الممارسة هي سبب وجودهم في كل الساحات داخل الوطن وخارجه .
ولا نريد أن نجعل من صفحات الصحف والمجلات لنشر ( غسيل ) المتورطين إلا
إذا دعت الضرورة لذلك ، وإذا تمادوا هؤلاء الغوغاء في ممارساتهم وتشويههم
لكوادر لم يكن لها ناقة ولا بعير في كل مراحل الزيف والتلفيق
والإمبراطوريات الأمنية .
هؤلاء إذا لم يردعهم ضميرهم في السابق عن الإساءة للكادر وللوطن وللشعب ،
فلا أعتقد بأنه سيأتي واعز لهم بعد ذلك ليحسنوا من صورتهم التي لا يمكن
أن تجمل ، ولذلك مستمرون هم في غوغائهم وعنترياتهم وزعرانهم ليشككوا في
كثير من الكوادر ليضعفوا هذا الجسد الحركي المنهك وليزيدوه ضعفا عن ضعف .
هم داخل الوطن ، وخـــــارجه ممن صدرتهم الأجهزة بعد مخالفات مالية
واختلاسات إلى سفاراتنا في الخارج تكريما لهم على جريمتهم ولينقلوا
تجربتهم القذرة ليمارسوها مع أفراد الجاليات الفلسطينية في الخارج
وللسفاقة أنهم يستخدمون مبدأ ( الديمقراطية ) في الرد على كثير من الكتاب
الذين يعارضون نهج الفساد والمفسدين ( كمنذر الرشيد .. وأحمد موسى ..
وكاتب هذه المقالة ) ، فيشككون بهم عبر ردود تخلو من الأدب واللياقة ،
وكيف نطالبهم بذلك وهم مجموعات ( أبو الليل و أبو الغضب والموت ) .
ولكن الصدمة التي تعرضت لها حركة فتح وتعرض لها كادرها وما افتعلت به من
أزمات نفسية ومعنوية ستكون بمثابة التجربة التي تقوي ولا تضعف وتشد
العزائم والهمم ولا تهدرها والتي ستكون أيضا بمثابة الصرخة المطلقة في
وجه هؤلاء الفاسدين والمشككين ، فقد آن الأوان لأن تنتهي عنترياتهم وآن
الأوان أن يبحث كل واحد منهم عن بقعة دم في وجهه لكي تضم حياءه . قبل أن
يتطلع على رصيد اختلاساته وحسابه في البنوك ، وقبل أن تمتد يده تمتد
وتكتب حرفا واحدا ضد أي كادر و مناضل .
لقد عاشوا مرتزقة ومتسولين على الوطن والمواطن وعاشوا عابثين في مصالح
المواطنين والكوادر ولا أستطيع أن أقول إلا (( وليس بعد الكفر ذنب )) .
وإنها لثورة حتى النصر ,,,,,,,
|