سقط القناع يا سيادة الرئيس |
عدنان كنفاني
من كان يتصور أن فلسطينياً مهما كان، ومهما وصلت درجة احتماله للإذلال يظهر بالصورة التي ظهر بها رئيس السلطة الفلسطينية وهو يعانق من تفوح من ثناياه رائحة دم أهله وأقاربه بعناق حميم، ويتبادل معه أحلى الكلام وأحلى التحيات وكل الود والمحبة.؟
لو كنت ترضى يا سيادة الرئيس لنفسك أن تقوم بهذا الدور، فنحن لا نرضى لك ذلك أبداً. ليس لأنك تحمل اسمك، بل لأنك بطريقة ما تحمل صفة "رئيس السلطة الفلسطينية".
فهل نقول بأن القناع يا سيادة الرئيس سقط أخيراً.؟
ولم يبق من البرقع الذي كان يخفي القبح شيئاً يستر أي شيء، فكيف يمكن أن نقبل بك ممثلاً لنا.؟
وأنت تعانقه وتستجدي منه نظرة حب وتقدير كانت جيوشه توغل في دمنا في كل مكان، وعندما بدا لك -عندما رتب لك رمز من رموز الخيانة التاريخية لقاء حميماً مع عدونا- أن الأمور ستصير إلى ضخ ماء في وجهك أمام هذا الهتك الذي يجري على مدار الساعة، فوضحت الصورة أكثر ليواصل الاستخفاف بك، وبالشعب الفلسطيني والعربي من خلالك.
سمعك قليلاً دون انتباه ودون اكتراث ثم تابع مشاهدة مباراة بكرة القدم.. فأي استخفاف هذا.؟
هل تعلم يا سيادة الرئيس بأن أولمرت وهو يعانقك لم يكتف بكل تنازلاتك.! بل يطلب منك إعلاناً علنياً بموافقتك على كل ما يقوم به، وتحديداً كما قال وأكد بأنك ورغم كل ما قدمت من تنازلات لست شريك سلام..؟ وأن دولة (إسرائيل) من النهر إلى البحر.
يا سيادة الرئيس.. جيش أولمرت بمباركة أمريكية عربية يستعد لغزو جديد يكتسح في طريقه الأطفال والشيوخ والنساء والشجر والحجر.. فهل حقاً لا تدرك ذلك.؟
عار علينا أن نشاهد رئيس السلطة المفترض أن يكون إلى جانب آلام شعبه يعانق من يوغل قتلاً يومياً في شعبه.؟
وعار علينا أن نقبل بك ممثلاً لنا، بل يكفيك ممثلاً لشلة البلطجية الفاسدين المنتفعين الذين باعوا شرفهم ويتوارون حول حماقاتك.
لا أعرف كم نحتاج من وقت وقتل واجتياح وتفتيت لتدرك أن لا سلام مع قتلة، ولا مراكب من ورق تبحر في مستنقعات الدم بيننا وبينهم.
يا سيادة الرئيس..
كنت أتمنى أن تثور فيك نبضة شهامة وتثأر لنفسك، وهو ورهطه يتجاهلونك تجاهلاً مذلاً وضعك في دائرة الشك بل في دائرة اليقين بأنك منذ أن خططت لأوسلو كانت مراميك مشبوهة.
ثم تواصل فينا إذلالا وأنت تعلن راضياً عن تحضيرات للقاءات أخرى.
متى يا سيادة الرئيس تلك اللقاءات الأخرى.؟
هل لتنصيبك محافظاً على بلدية من بلديات دولة (إسرائيل).؟
أم عندما يدفنون آخر فلسطيني.؟
أقسم بالله لو كنت مكانك "لا قدر الله ولا سمح"، وتعرضت إلى معشار ما تعرضت له أنت ووفدك المرافق من إذلال ومهانة، لقتلت نفسي.
لكن.. لخيرك وخيرنا تنحى فلم يعد لك من مكان بيننا.
|