ابتزاز حركة حماس لارغامها على الاعتراف بدولة اسرائيل

 جمال حشمه

رغم اقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره وطرده وتحمله لاْسوأ الظروف الحياتية والمعيشية القاهرة من تشرد وهوان ، وتضحياته الجسام وتقديمه الغالي والنفيس من أبناء شعبه كشهداء وجرحى ومعاقين ومعتقلين ومحاولة اذلاله بالحصار والتجويع والفتك والقتل الفردي والجماعي الذي تعرض له خلال 57 عاماً ، ونضاله المرير والمجيد من أجل تحرير الاْرض  من الصهاينة اليهود المغتصبين وعودته الى فلسطين ، غير أن كبرياءه وكرامته أبت الانصياع والخنوع لحفنه من المتنفذين الذين ما زالوا يقودون السلطة الفلسطينية .

هذه الحفنة من المستسلمين والمتعاونين مع العدو الاسرائيلي ، حاولت جاهدة اقناع الشعب الفلسطيني بالركوع والخنوع تحت أقدام الصهاينة الطغاة بأسم اتفاقيات السلام الموقعة من طرفهم ، اوسلو وخارطة الطريق التي تحظى بتأييد واجماع دولي ، وتلميعها لتصبح براقة ووهاجة كونها الخيار الوحيد أمام شعب فلسطين لخلاصه من مرارة النضال والهلاك والفناء والابادة ، وايحائهم لنا بالفردوس الموعود فلسطين .

منح الشعب الفلسطيني لهذه الثلة من الدمى الغربية فرصة كافية لقيادة السلطة الفلسطينية لاثبات صحة أحلامهم ، ورغم اعتراف هذه الحفنة بالكيان الاسرائيلي والتوقيع على اتفاقيات السلام مع الاسرائيليين برعاية أميركية وأوروبية ، اعترتهم السعادة وهم يتفاخرون بتنفيذ لغة الاملاءات الاسرائيلية ، مجاهرين بنجاح علاقاتهم وتسابقهم على من يقدم أكثر لاسرائيل لنيل الرضى حتى في أحلك الظروف التي مر بها شعبنا الفلسطيني في السنوات الاْخيرة العجاف من حصار وتدمير ومجازر واغتيالات للكوادر والقادة الفلسطينيين الشرفاء أمثال : أبو علي مصطفى والرنتيسي والشيخ أحمد ياسين و غيرهم العديد من الشهداء المناضلين والالآف من المعتقلين ، وقصف وتدمير مقر مقاطعة القيادة الفلسطينية في رام الله وحصار على مدار 3 أعوام لرمز القضية والشعب الفلسطيني الشهيد أبو عمار ليموت في حسرته لاعتباره أصبح عقبة في طريق السلام المزعوم.

 بضغوط اسرائيلية وأميركية وأوروبية تم استحداث مناصب جديدة أبو مازن كرئيس وزراء وسلام فياض كوزير مالية لتجريد بعض الصلاحيات من الرئيس المحاصر ، بذريعة رفع السيف المسلط على أعناق الشعب الفلسطيني لعدم قطع المعونات المالية الغربية ورضى وقبول اسرائيل بالتفاوض مجدداً معنا ، وكل ذلك في زمن حكم شارون الجزار الذي حقق المجد والشهرة على حساب الدماء الفلسطينية .

الم يكن ما ذكرناه سلفاً اهانة وجرائم نكراء ارتكبت بحق السلطة والشعب الفلسطيني .

ربما اعتقد أبو مازن واقتنع بأنه الرجل المطلوب فعلاً لمرحلة السلام المقبلة ! !

وأن اسرائيل تكن له الاحترام والتقدير ! ! لاْنه يحظى برضى أميركي وأوروبي بسبب ابرامه اتفاقية اوسلو ، وخطابه الشهير في مؤتمر العقبة كرئيس وزراء فلسطين حينها ليلقي كلمته أمام ملايين المشاهدين والمستمعين ، والتحدث عن الآم وعذابات الشعب اليهودي وتمسكه باتفاقية اوسلو حيث أن السلام هو الحل الوحيد للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني ، وقد تناسى مأساة وويلات وتهجير الشعب الفلسطيني ! !

بعدها اجبر على تقديم استقالته من منصبه المستحدث ، وتعبيراً عن استياءه وتذمره حينها قدم استقالته من تنظيم حركة فتح أيضاً ، ليعود الينا من جديد كمرشح لحركة فتح ورئيس للسلطة الفلسطينية ، ومنذ ذلك الوقت ترفض اسرائيل التنسيق أو التفاوض أو اللقاء معه كرئيس للسلطة الفلسطينية ، ولا تعترف بوجود شريك فلسطيني لتكملة مشروع السلام .

ما وجه الغرابة فيما أقدمت عليه اسرائيل بحصار وقصف وتدمير مقر مقاطعة أريحا ، وتدمير السجن الذي يقبع فيه الاْمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات  واللواء فؤاد الشوبكي و رفاقهم المطلوبين لاسرائيل ، وقتل وجرح العديد من السجناء وقوات الاْمن الفلسطيني الذين يحرسون السجن ، ثم الاقدام على خطف واعتقال الجميع بدون استثناء ، واخراجهم أذلاء منكسيى الرأس مجردين من الكرامة والكبرياء بالملابس الداخلية .

حاولت السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها أبو مازن اخلاء مسؤوليتها عن الحادثة المؤلمة بحقها وعدم اعترافها بالضعف والعجز الذي تعاني منه ، محملة المسؤولية لواشنطن ولندن بالقاء التهم عليهم بالتواطؤ مع اسرائيل في هذه القضية ، والسبب انسحاب المراقبيين الدوليين من مقاطعة أريحا دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية .

واشنطن ولندن تؤكدان بأنهما أبلغتا السلطة الفلسطينية قبل عدة أيام بنية سحب مراقبيهم من مقاطعة أريحا .

لماذا قال الرئيس أبو مازن منذ عدة أيام بأن السلطة الفلسطينية لا تستطيع أن تتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة أحمد سعدات بحال اخراجه من سجن المقاطعة في أريحا .

في ظل التوتر السياسي الحزبي القائم حالياً في اسرائيل ، يحاول اولمرت خريج المدرسة الشارونية وخلفه ، اثبات جدارته واتباع خطوات سيده السفاح شارون لضمان رئاسة الوزراء باقدامه ببعض البطولات العسكرية القمعية والفتك بالشعب الفلسطيني بمباركة حلفاء اسرائيل الاستراتيجين الاْميركان والبريطانيين للضغط والتطاول وابتزاز السلطة الفلسطينية المقبلة لارغامها على الاعتراف بدولة اسرائيل وتوجيه الاهانات للشعب الفلسطيني ، حيث أن الضغوطات الدولية الغربية بقطع المعونات المالية وعدم الاعتراف بالسلطة المقبلة لن تجدي نفعاً ، وعدم مشاركة حركة فتح بحكومة وحدة وطنية يعني التواطؤ على الشعب الفلسطيني لمعاقبته على اسقاطها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني .

انسحاب المراقبين الدوليين من مقر مقاطعة أريحا ، وانسحاب المراقبين الاْوروبيين من معبر رفح واغلاق اسرائيل لجميع المعابر والمنافذ معها ومع الاردن ومصر ، فهو مؤشر خطير جداً لنوايا اسرائيل الخبيثة المبيتة مع حلفائها بهدف ادخال الشعب الفلسطيني في دوامة العنف والعبثية لمعاقبته على انتخابه حركة حماس لقيادة السلطة الفلسطينية في المرحلة القادمة ،

وابتزاز وانتزاع اعتراف من حركة حماس بدولة اسرائيل واعترافها والتزامها بكل الاتفاقيات الموقعة سابقاً بسفك الدماء الغزيرة واعلان حرب ضروس عليها .

على الدول العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية واتفاقيات سلمية مع اسرائيل ، التحرك وأخذ قرارات جدية لمنع اسرائيل من مواصلة اعتداءاتها الوحشية ضد السلطة والشعب الفلسطيني ، وعليها اثبات مدى جدوى ومنفعة هذه العلاقات التي تربطها باسرائيل ، أو بالضغط عليها من قبل حلفائها الاْميركان والاْوروبيين .

المأساة المحزنة والمؤلمة للشعب الفلسطيني لم تعد تحتمل أعذار جامعة الدول العربية والاْمتين الاسلامية والعربية الواهية باصدار بيانات الاستنكار والتنديد والشجب بالافعال الاجرامية البربرية المنظمة من قبل دولة اسرائيل ، وقد حان الوقت لممارسة الضغوط على الاْمم المتحدة لتدويل القضية الفلسطينية واستصدار قرار ينص على تحملها مسؤولية حماية الشعب الفلسطيني من الابادة المنظمة وارهاب الدولة التي تستخدمه اسرائيل .

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع