المأزق والمخرج...يعيبوا فتح والعيب فيهم
((مابين السطور))
بقلم // سعيد موسى-
2006/3/30
من القمة إلى القاعدة والأنظار شاخصة إلى رحلة العودة في سباق مع الزمن
أصبح الجميع يردد المغالطات والخلط بين فتح كاطار حركي مقدس وبين إدارة
مارقة وتفاصيل متراكمة أدت إلى التراجع بل الهبوط الغير مسبوق لمكانة فتح
وسط جماهيرها وأجيالها المتواترة على مدار نصف قرن من الزمان لم يبخلوا
ببذل الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على مكانتها الرائدة في قيادة معركة
التحرير المقدسة فنسمع حاليا اللعنات هنا وهناك على فتح والترحم عليها
واليأس من عودتها كحركة رائدة قادة مسيرة الشرف منذ بزوغ فجر المجد
والتمرد والتعملق على الواقع العربي الانهزامي!!!
تمر الأيام والأشهر وربما السنين والكل يعتب ويلوم ويلعن فتح وهذا ظلم
وافتراء لن يعيد إلى فتح هيبتها وكرامتها التي هدرت على يد قادة الهزيمة
والمفسدين ممن زرعوا البغض والحقد والظلم على مدار عشر سنوات واسقطوا كل
المعايير النضالية والعلمية فانقسمت فتح على نفسها لطبقتي السادة والعبيد
مما دفع الجماهير المضطهدة إلى التفكير جديا بالثورة داخل الحركة فكانت
إرهاصات التذمر وارتفعت الأصوات الغاضبة ولاحياة لمن تنادي ضربت بالآم
الأغلبية العظمى من جماهير الفتح عرض الحائط وحضي الزلم والمقربين من
القيادة السماوية التي نصبت نفسها رغم انف الجماهير كحامية حمى الحركة
وانحرف هؤلاء الحماة عن العمل لمستقبل الحركة وأبنائها وانشغلوا ببناء
مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأزلامهم وأنصارهم ومن يجرؤ برفع صوته متمردا
على معايير السقوط والفساد تطلق علية بكل سهولة لعنة الكلمات الرخيصة عبر
البيانات السوداء وينعت بالعمالة والاندساس والخيانة والخروج على ناموس
الشرف المزور وأوصاف ونعوت ماانزل الله بها من سلطان حتى أصبح الشرفاء
لامكان لهم سوى أركان الصمت المقيت داخل المعبد الفتحاوي الذي دنسته
معايير الخصخصة والتفرد والهيمنة لصالح فئة باغية ظالمة لاهم لها سوى
تشييد القصور وتخمة الأرصدة وامتلاك الشركات واستيراد الرفاهية والثمن
تراجع تلو تراجع وزراعة الحقد وكراهية متراكمة حتى بلغ السيل الزبى.
ومالم تستطع جماهير فتح وأنصارها تغييره بصوت العضوية والانتماء العقيم
في عصر العبودية والإقطاع وتجاهل السادة ذوي المؤهلات القيادية السماوية
لتلك الأصوات والانعتاق من منازل الأطر الحركية والاستعاضة بالدكتاتورية
والفرضية على الديمقراطية الحركية من اجل مراقبة الذات فكانت مقدمة
المحظور!!
فجاءت الفرصة السوداء حيث السماح بحرية غير مسبوقة لممارسة طقوس جلد
الذات بالسلاسل الحديدية الدامية فهدموا المعبد الفتحاوي على من فيه من
اجل الخلاص والتحرر من الهيمنة البغيضة التي صمت أذانها وأغمضت عيونها عن
أنين المخلصين بل حولت السواد الأعظم منهم إلى وثنيين ومتوسلين ومتسولي
حقوق وفتات على مضض!!!!!!!!!!!
وتبقى فتح رغم مغالطة اللعنات ورغم هدم السقف والجدران تبقى معبدا حركيا
في فضاء أوسع لاحدود له والمجال مفتوح الان بالذات لكي يتم إعادة بناء
المعبد الفتحاوي المقدس على أسس سليمة ولا ينقص فتح الرصيد النضالي ولا
جموع الناسكين ولن يبدأ البناء من الصفر بل يبدأ من زمن تفشي الوباء
الوثني والتعيين البغيض والهيمنة والفساد ولعنة الذات وهي عدة خطوات
للوراء لتصويب المسار وما الحاجة إلا لصدق نوايا وأيدي نظيفة تزرع بذور
العدل والمحبة والمساواة وإدارة تضع نصب أعينها حاجة الجماهير للشعور
بالأمل تلك الجماهير التي حكمت بضرورة السقوط من اجل الصعود السليم فعلى
الجماهير كذلك أن تحكم ضمائرها في الاختيار المجرد بعيدا عن روح الشللية
والمعسكرات الوثنية وعبادة الرموز الوطنية وكذلك القبلية والمصالح
الخاصة!!!
ولا يتوقف الأمر عند الاختيار بل متابعة ومراقبة من سيتم انتخابهم من
القاعدة للقمة كطاقم إنقاذ للسفينة المعطوبة والمثقوبة وسط بحر هائج
متلاطم نفذت مياهه الملوثة عبر الثغرات مما أدى إلى تثاقل همة السفينة
وتأخرها عن حركة التقدم المراثوني فتقدمت مسيرتها القوارب على غير عهد أو
منطق حركي وكان ما كان كتحصيل حاصل للاستخفاف بنقاط الضعف والانشغال عن
الإصلاح بجمع الغنائم وصراع الأحقاد الداخلي لتبؤ منزلة الربان وطاقم
القيادة على نفس الأسس بالفرض والانتزاع وهيمنة التجييش !!!!
فهل تنهض فتح؟ ومتى تبدأ مسيرة النهوض؟ وهل تتغير مقومات السقوط الجزئي؟
وهنا لابد من إلقاء بعض الأثقال من على ظهر السفينة كي يسهل الإنقاذ
والمفترض ان الأكثر ثقلا والأقل قيمة من بين البدائل هو المرشح للتخلص
منه في عرض البحر الهائج فلا أسف على اثقال رخيصة أو حتى ذات قيمة قد
أصبحت مضارها تفوق منافعها كالزائدة الدودية المتعفنة في أحشاء الإنسان
والرئة الفاسدة التي شلت وظائفها عن تنقية الهواء الملوث وأجزاء كثيرة
يمكن استئصالها إذا استحال علاجها!!!!
فحتى هذه اللحظة لم نسمع صوت ضمير يتحدث بصدق عن المسؤولية الذاتية
للهزيمة بل نشهد معترك من التراشق وإلقاء اللوم على العديد من الشماعات
المتهرئة عبر تصريحات رخيصة لاتخدم الحركة بل توغل في غرقها ونرى نتيجة
معركة التراشق ان الجميع على حق ومخلصين وان الجميع على باطل ومفسدين هذا
حسب نظرية الفريق والفريق الأخر!!!!
وهنا نقول دون تردد يعيبوا فتح والعيب فيهم وليس لفتح عيب سواهم
وقد انتقلنا من خطا إلى أخر ونغفل عامل الزمن المتجه بسرعة البرق إلى
الجولة الثانية القادمة على مرمى حجر لإزالة أثار الانتكاسة
الأولى...فينشغل البعض في التشكيك واللعنة للفريق الأخر ولكن هذه المرة
ليس داخل فتح بل فتح كفريق يمثل السفينة المعطوبة والفصيل الأخر الذي كسب
الجولة عبر قاربه السليم وعلى حساب المهزلة الفتحاوية الداخلية...فهل
نتوقف وننتقل من مرحلة جلد الذات والردح واللطم واللوم والاتهام والتشكيك
والمكابرة والتخوين إلى مرحلة الإصلاح والتغيير الحقيقية بإخلاص وعمل
دؤوب يعيد لحركة فتح مجدها وشمسها التي حجبتها كسوف عارضة نتيجة اختلال
الموازين أم ننتقل من كسوف حالية إلى خسوف مستقبلية!!!!
متى ستبدأ فتح بأطرها الشرعية بعيدا عن الكولسات وسياسة خفافيش الظلام
وفعالات مجلسيها الثوري والمركزي بعيدا عن معترك الجديد والقديم والسخط
والانتقام والتصيد في المياه العكرة لتبدأ باستغلال السنوات الأربع
العجاف من اجل الزرع الطيب والحصاد الذي يليق برصيد جماهير الفتح العريضة
وإعادة الثقة بمنزلة الحركة الرائدة ...
الأيام والأشهر تمر ومازالت فتح تراوح مكان هزيمتها فالجميع صناع الهزيمة
والغريب ان الجميع في ذهول ولا احد بريء فالجاني والمجني علية شاركوا في
ذلك المنعطف الحاد ومحطة التوقف فخطوة إلى الوراء لإعادة الاتزان ومن ثم
تبدأ رحلة المسير المباركة!!!
لقد توارد لمسامع الجماهير ان اللجان انعقدت والمجلس الثوري استنفر
اعضاءة وانتشر بين الجماهير ووضعت خطط الطوارئ وانعقدت غرف العمليات
المركزية!!!! وللأسف لم يلمس أحدا فعاليات بحجم التصريحات البركانية لابل
ذهب البعض لتحديد خمسون يوما للخروج من المأزق وإعادة الأمور إلى
نصابها!! وقد مرت رياح الخماسين الهشة ومازلنا مكانك سر!!! باستثناء بعض
الكولسات التي جسدت إرهاصات الهزيمة ومن يقود الحركة الى طريق الخلاص هم
رموز الهزيمة والنتيجة القادمة ستكون أسوء من سابقتها ان بلغت الأنانية
أوجها وتنكرت الوجوه بأقنعة زائفة أو تقديم بعض المأجورين بسياسة التعيين
والفرض لكي يضللوا الجماهير من جديد!!
فمتى تنتهي رحلة التشرذم والتفكك؟ ومتى نقدم ذات الحركة وحاجتها للمخلصين
على المستورثين من المهد إلى اللحد؟ متى يتنازل ملوك الطغيان طوعا عن
ممالكهم المحتلة؟ متى يتوقف الأشرار عن شرورهم والمتآمرون عن مؤامراتهم؟؟
متى تتوحد أصابع الكف الواحدة الضاغطة على الزناد لتشكل ذراع العاصفة
الموحد بعيدا عن عنصرية تمييز الشهداء فكل شهدائنا أبرار توحدت دمائهم في
ساحات الشرف استفيقوا من تلك المسميات التي انسلخت كل منها عن الإطار
الحركي وانتشرت في فضاء التمرد والتخبط الوثني العسكري بموازاة التشرذم
والتخبط الوثني التنظيمي!!!!
لنبدأ الخطوة الأولى بالإسراع في الإعدادات الصادقة لانعقاد المؤتمر
العام لا الإعداد لمؤامرات وتجييش لتجسيد التفكك داخل ذلك المؤتمر الذي
نعتبره بداية معركة الإنقاذ فالفرصة حينها تكون مواتية للتغيير والإصلاح
بعيدا عن تأثير رموز الوثنية والوعود الكاذبة لنقدم المصلحة العليا
للحركة على مصالح الشللية التي تذكرنا بالهزيمة البغيضة فهل ننهض بالحركة
المغدورة أم الجماهير وننتقل بها من غرفة الإنعاش إلى مكانتها الريادية
التي تستحقها وتليق بتاريخها...أم نستمر باللعنات ومهزلة الشماعات وجلد
الذات!!!
نحن على موعد مع البدايات وصلاحها هو رسم حقيقي لخارطة النتائج القادمة
وهي على مرمى حجر ولنتذكر أن ضربتين في الرأس قاتلة... ولنتحرر ممن
لايعنيهم الإصلاح إلا بمعاول هدمهم ..والجميع بانتظار الانطلاقة الحديثة
المباركة .والله ولي التوفيق.
|