أساتذة الجامعات والدور الريادي

 في الوقوف ضد الحصار وضد التطبيع

 

بقلم/ الدكتور يوسف كامل إبراهيم

أستاذ الجغرافيا البشرية جامعة الأقصى/غزة

معظم الجامعات العالمية الحكومية منها والأهلية، لا تسعى فقط لتدعيم وتفعيل دور الأستاذ الجامعي داخل جامعته فقط بل يتعدى ذلك حدود أسوار الجامعة لكي يكون للأستاذ الجامعي دورة في خدمة مجتمعه والحفاظ عليه من الانهيار في حال الأزمات ، وبذلك تكون الرؤية الشاملة للأستاذ الجامعي،   فالجامعات والكليات الجامعية محضن الرجال ومخرجة القادة العظماء ، فالقائد والسياسي والاقتصادي والطبيب والمهندس بناة المجتمع هم خريجي الجامعات تعلموا وتلقوا تعليمهم في الجامعات وتخرجوا منها ليقوموا في بناء المجتمع، فلهم القدسية ولهم الوفاء من المجتمع وقادة المجتمع على ما يقوموا به ، فما بالكم بأساتذة الجامعات الذين يقومون بتخريج وتأهيل هؤلاء القادة وبناة المجتمع فلهم كل القدسية والاحترام والتقدير عندما يخرجوا في تجمع كبير من جامعاتهم لكي يتوجهوا إلى مقر مجلس الوزراء ويقفوا هناك وتحت أشعة الشمس الحارقة لكي  يقولوا نحن الذين نقف ضد الحصار ، نحن الذين نعلم الناس ونقول لهم أصبروا ورابطوا،  نحن الذين نقول نعم للجوع ولا وألف لا للركوع ، نعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ،لا وألف لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وفي موقفين  ومكانين منفصلين تحرك أساتذة الجامعات ليكونوا في الصدارة الاجتماعية والسياسية لكي يسجلوا موقفا مشرفا في قضايا الأمم عامة والقضية الفلسطينية خاصة،  ففي مسيرة حاشدة من أساتذة وموظفي الجامعات والكليات الفلسطينية خرجت لدعم ومساندة الحكومة الفلسطينية في مواجهة الحصار والضغوط الصهيو ـ أمريكية تجمع  المئات من المشاركين أمام مجلس الوزراء بمدينة غزة ووقفوا في حشد توسطه رئيس الوزراء إسماعيل هنية ليقولوا له ولإخوانه في الحكومة سيروا على بركة الله في تحديكم للحصار والتركيع ، وأكد أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، دعمهم وتأييدهم للخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني المتمثل في مؤسستي الرئاسة والحكومة، مطالبين الحكومة بالثبات على موقفها الرافض بالاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، وناشد الأساتذة الأمة العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده، وأن تتحمل مسئوليتاها بحماية  الشعب الفلسطيني وفك الحصار الظالم عنه وتأمين حياة كريمة له، كما استنكر المحتشدون  كل المؤامرات التي تهدف إلى تركيع وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وإفشال تجربته الديمقراطية، مطالبين جميع البنوك في العالم عدم الرضوخ للإرهاب الأمريكي، والتعاون مع الحكومة الفلسطينية لاستقبال الأموال ودفع رواتب الموظفين.

وفي نفس السياق في بريطانيا ظهر دور أساتذة الجامعات الريادي في خدمة قضايا الشعوب العادلة وخاصة الشعب الفلسطيني فقد أعلنت منظمة اتحاد المحاضرين البريطانيين، والتي يصل أعضاؤها إلى 67 ألف محاضر في الجامعات البريطانية وهي من أكبر المؤسسات الأكاديمية في بريطانيا عن نيّتها مقاطعة المحاضرين والمؤسسات الأكاديمية في الكيان الصهيوني بسبب عدم معارضة هذه المؤسسات لسياسة الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، وقد دعت الجمعية إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية في الكيان الصهيوني بسبب السياسة الفاشية للحكومة الصهيونية، وبسبب بنائها جدار الفصل العنصري وحصارها وتجويعها للشعب الفلسطيني

وقد لاقت دعوات المقاطعة نجاحاً عندما رفض عدد من المحاضرين الأوروبيين ومحاضرين من الولايات المتحدة المجيء إلى الكيان الصهيوني بعد تلقّيهم دعوات لعقد لقاءات أكاديمية دراسية داخل مؤسسات الكيان الصهيوني؛ كما لاقت رفصاّ واضحاً من قِبَل المؤسسات الأكاديمية في أوروبا في إشراك أكاديميين صهاينة أو نشر آراء لهم.

وفي السياق نفسه أدانت الجمعية موقف الحكومة البريطانية لمعارضتها نتائج الانتخابات الديمقراطية التي حصلت في فلسطين والتي أدّتْ إلى فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس". ودعتْ حكومة بريطانيا إلى التراجع عن موقفها والاعتراف بنتائج الانتخابات الديمقراطية. وأعربت الجمعية عن مساندتها للجامعات الفلسطينية أمام الهجوم المتواصل من قِبَل حكومة الكيان الصهيونيّ.

هذا هو دور الأستاذ الجامعي  الريادي في عملية التنمية المجتمعية الشاملة والمشاركة في النشاطات المجتمعية التي تشكل وتساهم في تشكيل مستقبل هذه الأمة  ,ولا يتوقف دور الأستاذ الجامعي عند حد إلقاء المادة المنهجية بل يتعدى ذلك ليلعب دور المساند لقضايا شعبة وأمته متسلحين بأساليب صناعة الحرية الإبداعية والفكرية مشكلين بذلك جبهة ممانعة وحافظه لمؤسسات الوطن من الانهيار أو الاختراق ومانعين تعريض أبناء الشعب أن يكونوا فريسة للممارسات الظالمة من قوى البغي والاستكبار العالمي ،وبهذه المسيرة يكون الأساتذة الجامعيين قد دشنوا لبنات تأسيس جبهة ممانعة وإسناد عريضة للأستاذ الجامعي من جميع الجامعات الفلسطينية وأرسلوا برسالة موحدة لجميع الأطراف بقوة موقفهم الموحد في مساندة قضايا الشعب العادلة وقضايا الأستاذ الجامعي وحقه في ممارسة دورة الريادي في بناء مجتمعة والمحافظة عليه من الانهيار .

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع