أبو مازن
؟؟؟
كرزاي فلسطين تعرف اليه
محمود عباس أو أبو
مازن هو من وقع عليه الإختيار ليكون رئيسا لوزراء سلطة أوسلو المشؤومة وتصدرت أخباره
الصفحات والنشرات بعد الإعلان عن توصله لإتفاق مع ياسر عرفات على ما يسمى التشكيلة
الوزارية وكأن فلسطين تحررت وتحرر معها شعبنا حتى كدنا نصدق أن لنا دولة ووزارات
وحكومة!
السؤال: من هو أبو
مازن ولماذا الإصرار عليه من قبل الولايات المتحدة، المجموعة الأوروبية وسلطات
الإحتلال؟ ما هو تاريخه؟ ماهي توجهاته؟ وما هي أهدافه؟
محمود عباس من مواليد
صفد في شمال فلسطين عام 1935، يعتقد وعلى نطاق واسع أنه من الطائفة البهائية والتي
تتخذ من حيفا مقرا لها، متزوج وله ثلاثة أبناء
مازن،
ياسر،
وطارق..وقد توفي إبنه البكر
مازن عام 2002 في دولة
قطر
التي يقيم بها مع أسرته. والده كان راعي أغنام وشريكا لجاره اليهودي الذي لازال
يستوطن صفد في تجارة حليب الأغنام والجبن. أنهى دراسته الإبتدائية في مدينة صفد ثم
لجأ مع عائلته إلى سوريا إثر نكبة عام
1948 واكمل دراسته هناك ثم
عمل كمدرس في المرحلة الإبتدائية قبل حصوله على
إجازة
في القانون من جامعة دمشق. انتقل بعد ذلك للعمل مديراً لشؤون الأفراد في إدارة الخدمة
المدنية في قطر، ومن هناك
قام
بتنظيم مجموعات فلسطينية واتصل بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي كانت
ما
تزال وليدةً آنذاك.
حصل في الستينيات على الدكتوراه من كلية الإستشراق في موسكو وكان موضوع رسالته
"الصهيونية" والتي وكما سيظهر كان لها التأثير الأهم على
توجهاته وأفكاره!
إنضم لحركة فتح 1968
وأصبح عضوا في المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بدأ إتصالاته
بالصهاينة منذ أوائل السبعينيات تحت مبدأ "إعرف عدوك!" و ذلك في ذروة وأوج المقاومة
حيث قام بإتصالات علنية مع "ماتيتياهو بيليد" أسفرت عن إعلان "مباديء السلام" في
الأول من يناير 1977 والغريب أن ذلك مر مرور الكرام داخل أروقة منظمة التحرير
الفلسطينية التي ثارت ثائرتها على الرئيس المصري أنور السادات في نفس العام بسبب
إتصالاته مع الكيان!
كان عباس أول من طرح
فكرة الإتصال بالقوى اليهودية والإسرائيلية المحبة للسلام داخل وخارج"
إسرائيل" في إطار حركة فتح..
ساهم بفعالية في تبني
المجلس الوطني عام 1977
لقرار
حركة فتح بالحوار مع القوى اليهودية والإسرائيلية. لم تتوقف إتصالاته منذ ذلك الوقت
بمعرفة ومباركة قيادة منظمة التحرير وياسر عرفات وبدلا من محاسبته عينه عرفات عام
1980 مسؤول قسم العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية فأخذت إتصالاته الطابع
الرسمي.
تولى أبو مازن منصب
عضو اللجنة الاقتصادية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نيسان
1981،
وتولى حقيبة الأراضي المحتلة بعد اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد)
في
أبريل من عام 1988 ثم مسؤولا عن ملف الأراضي المحتلة في مايو من نفس العام. بعد إطلاق
المجلس الوطني لمبادرة السلام الفلسطينية عام 1988 أشرفت دائرته على كافة
الندوات واللقاءات التي تمت مع القوى الإسرائيلية واليهودية في أوربا و أمريكا
وغيرها.
كان أبو مازن أول
"مسؤول" فلسطيني يزور السعودية بعد حرب الخليج عام 1991 في يناير عام 1993 "ليعتذر"
عن موقف الفلسطينيين. هذا الموقف الذي تسبب في طرد قرابة ال 350,000 فلسطيني من
الكويت وكان تمهيدا لمدريد وأسلو.
بعد مؤتمر مدريد أدار
محمود عباس مفاوضات أوسلو السرية -
مسددا طعنة للفريق المفاوض برئاسة حيدر عبد الشافي
-
وصولا لإتفاق أوسلو المشؤوم والذي وقع عليه بنفسه يوم 13-09-1993. بعد هذا التوقيع
توالت سلسلة تصريحاته الغريبة والمستهجنة في آن معا حيث علق على التوقيع قائلا: "
أشعر بأنني أنجزت شيئا مهما في حياتي-وليس أهم شيء- وكان نتيجته أن رفع العلم
الفلسطيني لأول مرة على جزء من فلسطين ويمكن أن يمتد هذا العلم إلى أجزاء أخرى من
الوطن"
و في كلمة له يوم
10-10-1993 في إجتماع المجلس المركزي قال: " ما تم التوصل إليه يحمل في بطنه دولة أو
قد
يكرس
الإحتلال وهذا يتوقف على أسلوبنا في التعامل معه، عقل الثورة غير عقل الدولة، علينا
أن نلبس ثوبا جديدا". ترى أية مقامرة وتلاعب بمصير هذا الشعب عندما يعلن عراب
إتفاق أوسلو أن هذا الإتفاق "قد" يكرس الإحتلال؟
ترأس إدارة شؤون
المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها عام 1994،
ثم وقع
ما عرف بإتفاقية أوسلو-2 في شهر
9-1995 وعاد إلى فلسطين في نفس الشهر ليبدأ رحلة
أخرى من معاداته لشعبه وكان أول ما قام به نشر كتابه عن مفاوضات أوسلو السرية تحت
عنوان: قنوات سرية-الطريق إلى أوسلو متبجحا فيه بإنجازاته العظيمة وحنكته الفائقة!
(له أيضا 11 مؤلف منشور في تاريخ الصراع العربي الصهيوني إضافةً إلى العديد من
المقالات..
و يعمل
على إعداد يوميات القضية الفلسطينية من وجهة نظره الغريبة عن شعبنا عادة وقد أنجز
منها ما يزيد
على 40
مجلد بمعدل 300 صفحة ولم ينشر منها شيء إلى الآن!!)
لم يتوقف مسلسل
التفريط الذي يقوده محمود عباس بل وصل إلى حد المساس بكل الحقوق والثوابت من لاجئين
وقدس وغيرها في وثيقة صاغها مع بيلين وعرفت بوثيقة أبو مازن-بيلين وذلك قبل مقتل
رابين بـ4 أيام في شهر 10 من عام 1995 (أي بعد شهر واحد فقط من عودته إلى فلسطين) وكشف
النقاب عنها في شهر 02-1996 رغم إنكاره لوجودها كذبا لأكثر من 5 سنوات (نشرت تفاصيلها
في 09-2000).
بعد الكشف عن هذه
الوثيقة ومكافأة له كما جرت العادة من قبل قيادة منظمة التحرير وعلى رأسها ياسر عرفات
تم تعيين أبو مازن مسؤولا عن لجنة الإنتخابات (التي أوصلت عرفات ليصبح رئيسا لسلطة
أوسلو)
وأخيرا تم اختياره أميناً لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
ومسؤولا عن العلاقات الخارجية عام 1996 مما
جعله
الرجل الثاني عملياً في تركيبة منظمة التحرير الفلسطينية.
مما سبق يظهر جليا أن
محمود عباس كان يرتقي المناصب بسرعة توازي سرعة وحجم تنازلاته بمباركة كاملة وعلنية
من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في إنسجام تام ومدروس وصولا لأهدافهم المعلنة
والغير معلنة.
صدق أبو مازن أكذوبة
أوسلو وأقنع نفسه بها رغم الفشل الذريع والمأساة التي سببها لشعبنا، فبعد 5 سنوات من
توقيعه ورغم الإجماع الوطني أن أوسلو فشلت صرح أبو مازن عام 1998 قائلا: " إن إتفاق
أوسلو كان التتويج الأهم لنضال الشعب الفلسطيني على مدى القرن العشرين لأن هذا
الإتفاق هو الذي ثبت الشعب الفلسطيني على الخارطة السياسية بعدما تقرر شطبه منذ مطلع
القرن،
إن أهمية أوسلو أنها كرست وجود الشعب الفلسطيني على أرضه وفرضت على أمريكا
وإسرائيل الإعتراف به وبمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب".
لم يكتف عباس بذلك بل
حاول الترويج لقادة الإحتلال حتى أن الوقاحة بلغت (بعد إتفاق واي بلانتيشن 10-1998)
حد وصف السفاح شارون بـ " شارون الطيب الذي تغير ولم يعد ذلك الرجل الذي عرفناه في
صبرا وشاتيلا
" وأن " الرجل عادي وخارج المفاوضات يصبح أقرب إلى الفلاح منه إلى
العسكري وأنه
أي شارون
:عبر عن تقديره للإنسان الفلسطيني"
مثلت الإنتفاضة
بانطلاقتها في شهر 09 من عام 2000 صدمة وضربة لطموحات محمود عباس في تمرير إتفاقات
مشبوهة لا تخدم إلا الإحتلال ومفاجأة غير سارة له ولزمرة أوسلو فانبرى منذ أيامها
الأولى للتشكيك بجدواها فبعد أيام فقط من إنطلاقتها قال: الإنتفاضة الفلسطينية لن
تحقق نصرا بل هي رسالة للإسرائيليين بأنهم لا يجب أن يفكروا بهذه الصورة في رفض
تطبييق الشرعية الدولية.
لم يترك بعدها أبو
مازن فرصة للتشكيك في الإنتفاضة إلا وانتهزها فبإيعاز مفضوح من شارون عقد أبو مازن أو
بالأحرى سمح له بعقد إجتماع في بيته برام الله مع "قادة" حركة فتح يوم 24-09-2002
أثناء فترة الحصار المزعوم لعرفات في مبنى المقاطعة كان أهم ما صدر عنه: وقف "العنف"
والإمتناع عن كل مظاهره بما فيها المظاهرات الضخمة. بعد أيام من هذا الإجتماع نشر
إستطلاع للرأي (مؤسسة الشقاقي) أظهر أن أبو مازن يحظى بتأييد 3% فقط ممن شاركوا في
الإستطلاع، مما يفسر الأنباء التي شاعت حينها ونشرت في عدة صحف من بينها الوطن وهآرتز
يوم 27-10-2002 بأن أبو مازن يفكر ويخطط للإنتقال إلى عمان ليقود معارضة ضد عرفات!!
كان عباس يأمل في
نهاية سريعة للإنتفاضة حتى يتسنى له الإستمرار في مخططه ولكن بعد مرور عامين على
إنطلاقتها كشر أبو مازن عن أنيابه وقرر إسقاط القناع الأخير فشن هجومه الشهير على
الإنتفاضة مبتدعا تعبير "عسكرة الإنتفاضة" لتبرير هجومه القبيح على شعبه، ففي محاضرة
بدعوة من اللجان الشعبية بقطاع غزة نشرت تفاصيلها يوم 02-12-2002 لم يترك محمود عباس
في قاموسه وصفا يدين الإنتفاضة إلا واستخدمه وكانت هذه المحاضرة بمثابة حجر الأساس في
طريق توليه المنصب التالي كما جرت العادة بمكافأته كلما أظهر العداء لشعبه. أهم
النقاط التي وردت في تلك المحاضرة كانت
) نشرت
التفاصيل في أكثر من صحيفة وموقع
-
راجع الحياة والقدس العربي وهآرتس 02-12-2002)
-
تربيت على هذه الأمور (يقصد الصراحة) ولا أحب اللف والدوران ورغم أنني
إشتغلت في السياسة طويلا وكان علي أن أتعلم شيئا من الدبلوماسية ولكن في وضعنا
الدبلوماسية لا تنفع ولابد من قدر كبير من الصراحة والوضوح مع النفس والآخرين
-
الإنتفاضة دمرت كل ما بنيناه في أوسلو وكل ما بني قبل ذلك
-
علينا أن نقول كفى للإنتفاضة-أن نسأل ماذا حققنا في هذين العامين
-
حصلنا في هذه الإنتفاضة فقط على الدمار المطلق
-
الإنتفاضة سببت هروب رأس المال والإستثمارات من مناطق السلطة
-
الشعب الفلسطيني بات على خط الفقر بسبب الإنتفاضة
-
ظاهرة الفلسطيني التائه إنتهت بعد أوسلو
-
لم يفت أبو مازن أن يثني على شارون واصفا إياه بـ" الزعيم الصهيوني
الأهم منذ هرتزل"
-
لم يسلم فلسطينيو الداخل (عرب 1948 كما يحلو له تسميتهم) من هجوم
محمود عباس حيث قال: " لقد أضروا بحق العودة على وجه الخصوص فالإسرائيلييون سيقولون
مثل هؤلاء العرب لا نريد المزيد عندنا"
رغم ردة الفعل
العنيفة على ما ورد في تلك المحاضرة من جميع مؤسسات وفئات الشعب الفلسطيني والإنتقاد
الرهيب الذي وصل إلى حد إتهامه بخيانة الشعب الفلسطيني وقضيته إلا أن ذلك لم يثن
عرفات وزمرته من تشجيع أبو مازن ودعمه حيث ترأس في الاشهر الاخيرة وفد حركة فتح في
المفاوضات التي رعتها المخابرات
المصرية بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، والتي دعا فيها حركتي حماس والجهاد الى
الموافقة على هدنة لمدة عام وبعدها تم تعديل "الدستور" وإستحداث منصب تم تفصيله على
مقاس أبو مازن وتسميته كمرشح "القيادة" لمنصب رئيس الوزراء في سلطة أوسلو يوم
07-03-2003 وقبوله الترشيح يوم 19-03-2003 ومن ثم إعلان تشكيلته الوزارية في
23-04-2003 بعد مسرحية بغيضة بينه وبين عرفات وخلاف مزعوم على "الوزراء" في محاولة
لإقناع الجميع بأننا دولة لها رئيس ووزارة ومشاورات حكومية وغيرها.
وهكذا حصل محمود
عباس على الجائزة الكبرى بعد مشوار طويل من السقوط والإنهزام وعين رسميا "رئيسا
للوزراء" يوم 29-04-2003 وسط ترحيب وتهليل أمريكي أوروبي وعربي فهو المخلص والمنقذ-
ليس لشعبه بل لأعداء شعبه.
هل عرفتم الآن من
هو محمود عباس-أبو مازن "رئيس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية"؟
وللحديث بقية
أبو عمر
فلسطين الحرة.
|