أمام حماس
طريقان أمرّهما حلو
بقلم:
حمدي فراج *
نجاح
"حماس" في الانتخابات التشريعية، وما هي بتشريعية، تماما كما هي السلطة
ليست بسلطة، ستضعنا امام مفترق طرق، أعسرهما سهل، وأمرّهما حلو، أن
تنجح "حماس" في تصويب الأوضاع المأساوية لهذه السلطة، بدءا بتقويض
امبراطورية الفساد والتي خاض الرئيس عباس حملته الانتخابية بأحد ابرز
شعاراتها قبل ما يزيد على سنة، ونجح دون ان ينجح قي ردمها، ونجحت
"حماس" في الانتخابات التي خاضتها بالشعار الرئيس "الاصلاح والتغيير"،
ولا نميل للاعتقاد بأنها ستنجح لأسباب عديدة ابرزها ان حزب المعارضة
(فتح) والذي لم يتمكن من لملمة جراحاته المثخنة، يعمل على مناكفتها
ووضع العصي في دواليبها المتوقفة، ليس فقط من باب عدم تسليم المرافق
الهامة والحساسة وآخرها الاعلام الرسمي على فشله، بل أيضا ما كشف عن
لقاءات سرية مع الاسرائيليين والامريكيين لافشالها.
ان لقاءات
من هذا القبيل ـ ان صحت ـ أخطر بكثير من الفساد، واسوأ بكثير من أن لا
تكون السلطة ديمقراطية، حتى لو كانت هذه الديمقراطية اختارية لا قصرية،
وحتى لو كانت في المضمون ايضا، لا في الشكل والمراسيم فقط، وهذه
مفارقة، يفشلوا في الانتخابات فشلا ذريعا، ويستمروا في تبوأ المراكز
الحساسة، والتي صبغت اكثر من غيرها بالفساد وأضرابه، مثل التفاوض
المفتوح الى الأبد، والأجهزة الأمنيةالمتنازعة، والقضاء القدري،
والمحكمة الدستورية التي حلت محل محكمة امن الدولة، والاعلام الكسيح
الذي اتهمه النائب العام باختزان عشرين مليونا في جوفه.
هناك
بالطبع اسباب اخرى اسرائيلية وعربية وامريكية واوروبية لا تريد النجاح
للتجربة الحمساوية، ولكن الفشل المحتمل، يجب ان يقود هذه المرة الى
ترديم السلطة نفسها، التي شكلت تجربة اقامتها جرحا غائرا في الخاصرة،
ان انهيارها بعد تفشيل "حماس"، هو الشيء المؤمل للشعب، الذي حين اختار
"حماس"، انما اراد من ناحية اخرى التخلص من السلطة وموبقاتها، وعلى
القيادة الجديدة للسلطة ان لا تفشل بدون أن تقرع جرس الردم والتقويض،
او تنزع حجر الأساس للبناء الآيل، بمعنى ان لا تكون "جمل مطرح جمل
برخ" وعلىالقيادة القديمة والتي ما زالت تمسك بتلابيب السلطة بأسنانها
ونواجذها الادراك انه لا سلطة بدون سلطة الشعب وخياره، وعلى اسرائيل ان
تدرك انها ستقارع الشعب الذي تحتله بدون وساطات مشبوهة وعميلة مثل
الادارة المدنية وروابط القرى، او وطنية مثل السلطة الفلسطينية
ومكوناتها التي شكلت في يوم من الأيام ركائز المقاومة الصلبة.
* كاتب
صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم.
hamdifarraj@yahoo.com
|