زعبره وعليها شهود
يوسف فضل
27/04/2006
بالعربي الهردبشت كما نقول بلهجتنا الفلسطينية ، ثارت
الحمية والنخوة العربية والطخطخة الكلامية والكلاشنكوفية الفتحاوية على
انتقادات (العدو)
المركزي السيد/ خالد مشعل الذي اعتبرته حركة فتح انه تجاوز كل الخطوط
الحمراء . حتى شعرت أنني استمع إلى أغنية " غلابة يا فتح يا ثورتنا
غلابة " . وأنا
بانتظار أغنية " رد على البارود بارود " . ورمى البعض اقتراحات ومشروع
لقاءات تبويس
اللحى المحلوقة والمطلقة وشرب نخب المصالحة ويا دار ما دخلك شر ونيال
من وفق راسين
بالحلال ولا ادري كيف سيكون الزواج بين فتح وحماس بالحلال وليس هناك
عقد شرعي
بينهما أو عقد زواج مسيار محدد المدة
.
كان بالامكان بل ومن المنطق تبسيط
ردة الفعل الفتحاوية على ما قصفهم به السيد/ خالد مشعل من العيار
الثقيل أو الخفيف
من اتهامه للقيادة الفلسطينية (الفتحاوية ) بالفساد والتآمر مع أمريكا
وإسرائيل ضد
حكومة حماس . وهل السيد/ خالد مشعل هو الذي (يحتل) الأرض والسلطة
الفلسطينية حتى لا
تشكره حركة فتح على جرأته ودعوته للمكاشفة والطلب منه بإثبات أقواله
وليس التعنت
والتعصب للباطل بالتغطية على العملاء والفساد . ألم تقرأ حركة فتح وهي
تتحدث بالشأن
الفلسطيني على مستوى الوطن والشعب : " رحم الله امرؤ أهدى إلي عيوبي "
و " الحكمة
ضالة المؤمن أنى وجدها "
.
ما ضر حركة فتح لو تخلت عن أفراد جلبوا العار عليها وعلى الشعب
الفلسطيني ؟ فزبالة حركة فتح ترمى على الشعب الفلسطيني وتنشر فيه
الأمراض . فالكثير من قادة فتح تضخمت معداتهم بسبب الزَلِط واللهِط من
أموال الشعب الفلسطيني فأصبحت اكبر مساحة من البحر الميت . أليس الأجدر
بحركة فتح أن تقوم هي بتنظيف نفسها لأنه إذا لم تكن الحركة قادرة على
تنظيف نفسها فالآخرين سيقومون بالمهمة لأن هذا هو منطق الحياة .
أما إرسال بعض الوِلدات بعد تحفيز كل واحد منهم بخمسون دولار لعمل
زعرنه هنا وهناك وإحداث شغب للسلطة فهذا يعزز أن فتح قد وصلت إلى الدرك
الأسفل من الخلق الاجتماعي والسياسي .
مَن مِن الشرفاء في حركة فتح يرضيه وضع الحركة الحالي خاصة ووضع الشعب
الفلسطيني عامة ؟ أليست حركة فتح هي السبب ؟
أليست
حركة فتح هي قائدة النضال الفلسطيني الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه
الآن ؟
مَن هم غير قادة حركة فتح المتهمون بالفساد المالي والأخلاقي ؟
أليس موفاز شريك بعض القادة السياسيين في حركة فتح في الاستثمارات في
صناعة الفنادق وشركات الأغذية في جنوب أفريقيا وكازينو أريحا وملاهي
رام الله ؟
أليس قادة فتح هم من قزم القضية الفلسطينية وجردها من البعد العربي
والإسلامي وحصرها بالبعد الشخصي الفلسطيني ؟
أليس قادة فتح هم من يحمل البطاقة الإسرائيلية ( الذكية ) " كبار
الشخصيات " ؟
أليس (المناضلون ) من قادة فتح هم من يبنون الفيلات ويركبون السيارات
الفارهه من أموال الشعب الفلسطيني؟
أليس قادة فتح المناضلون من علمنا الفهلوة الوطنية ؟
أليس قادة
فتح هم من وقع الاتفاقيات (الشريفة) باسم الشعب الفلسطيني ؟
أليست ملفات الفساد المحفوظة ولم يحقق بها تعود لقادة من فتح ؟
أليس قادة فتح هم أصحاب فضيحة الاسمنت ؟
فلماذا هذا الزعيط والمعيط على حقائق لا تحتاج إلا لمحامي فاشل يدافع
عنها ؟ حركة فتح ، وهي على أبواب الاستعداد لمؤتمرها السادس ، بحاجة
إلى جلسة محاسبة مع نفسها ومصارحة مع الشعب الفلسطيني ولتكف عن الكذب
في الواقع والتاريخ الفلسطيني وعليها إعادة تأهيل نفسها وتقديم بضاعة
سياسية جديدة . وأن تقدم اعتذار للشعب الفلسطيني على ما اقترفت أياديها
من مصائب بحقه . والقيام بحملة توعية بين صفوفها من اجل الشرفاء فيها
الأحياء منهم والأموات .و على سيرة ذكر الأموات ، فقد أخذت حركة فتح
على خاطرها عندما قال السيد/ خالد مشعل "أما عرفات فآمل أن يشفع له
السُّم فيكون شهيدا " فهي تريد منه أن يعتبر السيد/ عرفات شهيد وكأن
السيد/ خالد مشعل بيده مفاتيح الجنة يدخل من يشاء إليها ويحجب من يشاء
عنها . ألا يكفي أن حركة فتح نعتت السيد/ عرفات ببيان التأبين انه شهيد
ليكون شهيدا ؟ أليس هذا مثل من يركب موجة العنجهية والعنطزة معتقدا
بأنه داخل دائرة المقدس وأنه من الجنس الآري .
أليس من الغباء توزيع تصنيفات للشعب الفلسطيني بان هذا الشخص يحق له
بالنقد إذا كان داخل حركة فتح وآخر ليس له حق النقد لأنه ليس داخل حركة
فتح أو انه خارج البقع الفلسطينية (المحررة ) بالبنادق ؟ متى أصبحت
حركة فتح ترمي صكوك الحرمان على أفراد الشعب الفلسطيني ؟ ألا يكفي فخرا
أي شخص فلسطيني أنه حقق نجاحا في حياته الاجتماعية والسياسية بعيدا عن
حركة فتح على عكس قادتها الذين حققوا وجودهم من المتاجرة بحقوق الشعب
الفلسطيني ؟
حركة فتح أصبحت قضية تمثل شخوصها أكثر ما تمثل قضية فلسطين لأنها لا
تسمح لشخص فلسطيني أن يعترض أو ينتقد سلوكيات بعضا من قادتها (المقدسين
ثوريا ) بينما يسمحون لأمريكا وإسرائيل اللتان لا تربطنا بهما غير
أنهما مصدرا للظلم الواقع علينا وهما تنتقدان الفساد في السلطة السابقة
وتطلبان تعيين فلان وعلان ولا يسمح لفلسطيني يعيش في خارج الوطن أو
خارج حركة فتح بانتقاد الحركة وهي التي تناضل من اجل هذا الإنسان
الفلسطيني وتعتبر نفسها أنها تمثله ؟ لذا تفضل حركة فتح أن يكون
الانتقاد مفصل على حجمها وخفيف الدم لان حركة فتح لا زالت ادبياتها عن
النقد : لا لقاء إلا على ارض المعركة ، والنقد من الداخل ، والمطلوب
تثوير الثورة ، المحافظة على المصلحة والوحدة الوطنية ، والظرف السياسي
لا يسمح بالنقد ، والقضية الفلسطينية على مفترق طرق ، و.....
نحن شعب صغير ومساحة فلسطين صغيرة والأمور الصغيرة فيها مكشوفة فكيف
بالأمور الكبيرة والعائلة الفلسطينية تعرف جارها الذي نام جوعان والذي
بات شبعان . والهوجة والموجة وعليهم عليهم يا شباب فتح لا تنفي هذه
الحقيقة البسيطة ؟
النقاء الأخلاقي والسلوكي أهم ما يميز القادة وهم القدوة في الإقدام
وتحمل الصعاب . إن سلوكا صائبا ( هذه صفة وليست اسم لعريقات ) يغني عن
كتابة مليون كتاب تنظيري أو تبريري عبثي عن سلوك سياسي غير قويم .
باختصار غدت حركة فتح بعد أن ربط قادتها مصالحهم مع مصالح الاحتلال
اقرب إلى تفهم وخدمة هموم السياسة الإسرائيلية من تفهم وخدمة الشعب
الفلسطيني وتجاهل هذه الحقيقة لا يعني أنها غير موجودة . أن حركة فتح
ابتلاء للشعب الفلسطيني مثلما ابتلي بالحركة الصهيونية . فقيادة فتح
كانت مشغولة بالتجارة بينما الشعب الفلسطيني مشغول بالانتفاضة الأولى
والثانية التي كانت على حركة فتح وإسرائيل .
ما أن يجد هذا المقال طريقة للنشر عبر شبكة الانترنت حتى يكون مقال
قديم بملعوماته لان قادة حركة فتح أخذوا على أنفسهم عهدا ثوريا وطنيا
أن يتحفونا بكل ما هو جديد ومستجد من الفضائح . ومع إدراكي أن قيادة
حركة فتح أخذت فرصتها ( النضالية ) وفرضت نفسها علينا مدة أربعون عاما
فأنني لا أتوقع منهم شيئا لأنه لا يوجد من يجروء على الكلام المباح من
داخلها ، لكن ما اجبرني على المصارحة الوقحة هذه هي انه لا زال لدي
أصدقاء وأقارب في حركة فتح كنا معا من بسطاء الناس ولا زلنا ولم تأخذنا
البهرجات الفارغة ولا عبودية الأشخاص لان ديدننا هو الرجاء بلقاء الله
مع ادراكنا أننا خجلون من التقصير .
مع ارتكاب قيادة حركة فتح أخطاء كثيرة وسببوا متاعب عديدة للشعب
الفلسطيني جراء استخدامهم للذكاء في تفريخ الفساد فهل نصل إلى حدود
التعامل المشترك اللطيف وأبوح بسري الصغير وأقول لكم مرة أخرى : "
ارحلـــوا "
لأنكم أصبحتم شخصيات سياسية مكروهة (وحركة فتح) مرحلة انتهى زمانها .
|