صراع على الصلاحيات والمناصب في وكالة الأنباء
الفلسطينية "وفا"
الخليل ـ المركز الفلسطيني للإعلام
لم تهدأ بعد الخلافات داخل حركة فتح وشخوصها في مؤسسات السلطة
الفلسطينية، ففي الوقت الذي تواجه فيه الحكومة الفلسطينية حصارا
صهيونياً وأمريكياً، يغرق قادة فتح في خلافاتهم ومصالحهم التي أثارت
غضب المؤسسة الرئاسية عند تحويل الأمر لديها.
وقد اشتدت الخلافات بين عدد من مسؤولي وموظفي وكالة الأنباء الفلسطينية
"وفا"، في الضفة وقطاع غزة، بسبب الخلافات على الصلاحيات، ولتصفية
حسابات قديمة إبان الخلاف بين زياد عبد الفتاح رئيس مجلس إدارة الوكالة
السابق، ورئيس الوكالة الحالي سامي سرحان.
وقالت مصادر مطلعة: إن الخلافات حاليا تطفو على السطح وأن الأمور
تفاقمت، مما استدعى تدخل عدد من المسؤولين في مؤسسة الرئاسة، والتي
عقدت على مدار الأيام الست الماضية اجتماعات في مقر المقاطعة برام
الله، ولكن هذه اللقاءات لم تفلح في حل المشاكل العالقة والعميقة بين
الطرفين.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الخلافات الآن على أشدها بين سامي سرحان
المكلف بمهام رئيس الوكالة، وسعد الغراوي رئيس التحرير التنفيذي
العراقي الجنسية من جهة، وكل من مدير عام الضفة الغربية محمد عواد،
ومدير عام الشؤون الإدارية، ومدير عام التصوير المركزي محمود نوفل
والصحفي محمود خلوف، أحد العاملين بالوكالة، واحمد يوسف، والذين
يُتهمان بأنهما أبرز الأذرع التي يستخدمها مدير عام الوكالة في الضفة
الغربية ومساعديه للوقوف بوجه خصومه.
وأوضحت المصادر أن عمق الخلافات وحرب التشهير بين الطرفين أزعجت كل من
ديوان الرقابة المالية والإدارية بالسلطة، وديوان الموظفين العام بسبب
كثرة الشكاوى والطعونات التي يتقدم بها كل من طرفي النزاع.
وبينت المصادر أن تسريبات بخصوص هيكلية وكالة "وفا" زادت الأمور
تفاقما، لتعمُّد المكلف بمهام رئيس الوكالة تغيير المسميات الوظيفية
التي أرسيت زمن رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، والتي قصد منها
بالنهاية إضعاف نفوذ المدير العام للضفة، ومدير عام الشؤون الإدارية،
ومدير عام التصوير المركزي، وبخاصة أنه اتضح بعد موافقة رئيس مجلس
الوزراء السابق أحمد قريع على ترفيع عدد من الموظفين إلى مرتبة مدير
عام، بأن سرحان يريد سحب البساط من تحت خصومه، بهدف تعزيز قوته وقوة
زوجته التي تشغل المديرة الإدارية بالوكالة، وكذلك نفوذ رئيس التحرير
التنفيذي الذي يعتبر الشخصية الأقرب له، حيث من المتوقع أن ينهي سرحان
عمله وإحالته على التقاعد.
|