روايات غربية عن صفقات
لسهى عرفات
!!
خاص بوكالة فلسطين برس+وكالات :
مما
لاشك فيه أن الجميع يذكر تلك القنبلة الإعلامية التي فجرتها سهى عرفات
قرينة الزعيم الفلسطيني الراحل باتهامها قادة فلسطينيون بانهم قادمون
الى فرنسا لدفن عرفات وهو حي من أجل الاستيلاء على ثروته وتسلم قيادة
منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن يبدو ان لها حساباتها الخاصة ضمن اطار
"المستورثين".
وحسب ما نشرته صحيفة "لاروبوبليكا" الإيطالية فقد توصلت سهى عرفات التي
تحمل الجنسية الفرنسية الى اتفاقية مع القيادة الفلسطينية للكشف عن
تفاصيل الحسابات التي يملكها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. فحسب
الصحيفة، سيتم تحويل مبلغ مالي شهري بقيمة 35 ألف دولار لحساب سها
الخاص في البنوك الفرنسية. إضافة لذلك سيتم تحويل مبلغ ال 9 مليون يورو
التي كان تم رصدها العام الماضي الى حسابها.اضافة الى تحويل مبلغ 20
مليون دولار إضافي لحساباتها.
وتقول الصحيفة ان سهى كانت في البداية مصممة على مناصفة ورثة عرفات،
لكن محاميها والمقربين منها نصحوها بالليونة لإيجاد حل وسط لهذه
المشكلة. وقالت الصحيفة :" أن محمد رشيد أحد المقربين جدا من عرفات هو
الذي أقنع سهى بالموافقة على الصفقة".
من
ناحيتها، نشرت صحف اسرائيلية اليوم الاربعاء عن أن سهى رفضت مبلغ
مليوني دولار عرضه عليها مسؤولون في السلطة من أجل تأمين حياتها
ومستقبل إبنتها زهوة. ونقلت “هآرتس” عن مصادر فرنسية أنه مع تدهور
الوضع الصحي لياسر عرفات وقبل نقله الى باريس، بدأت اتصالات بين سهى
عرفات و مسؤولين عن مالية السلطة، رفضت سهى على أثرها إقتراحاً بالحصول
على مبلغ المليوني دولار. لكنها قالت انه قبل يومين، ومع وصول مسؤولي
السلطة الى باريس، تجددت الاتصالات بهذا الشأن.
واوردت “معاريف” أن رجل الأعمال اللبناني بيار رزق يقوم بمهمة مستشار
سهى عرفات للشؤون المالية ، وهو وراء كل القرارت التي تتخذها سهى في
هذا الشأن. وأشارت الى أن الصلة بين سهى عرفات ورزق هي أبعد من ذلك فهو
من أقرب الأشخاص إليها، وأن العلاقة بينهما تعود الى أكثر من عشر سنوات
وسببت بالإحراج لياسر عرفات والسلطة الفلسطينية.
وذكرت “هآرتس” أن بيار رزق كان خلال الحرب اللبنانية ضابطاً في جهاز
المخابرات التابع للكتائب، وكان يعرف باسم أكرم وكانت له علاقات عمل
وثيقة مع إيلي حبيقة. واضافت ان هذا الرجل، وهو ماروني، معروف جدا لدى
اسرائيل ايضا، أمضى بعضاً من الوقت في اسرائيل، وتمكن من خلال منصبه في
حزب الكتائب من اقامة صلات مع عدد من اجهزة المخابرات في العالم.
واوضحت “معاريف” ان السلطات اللبنانية اصدرت في حقه عام 1997 حكما
بالاعدام بعد ادانته بالتعامل مع اسرائيل، وانه منذ مغادرته لبنان مطلع
التسعينات يعيش في باريس، حيث صار رجل اعمال كبيرا واجرى عددا من
الصفقات مع السلطات الفلسطينية وحقق ارباحا كبيرة وفقا لمصادر غربية.
وعام1999، ربح رزق دعوى على السلطة الفلسطينية اقامها امام احدى
المحاكم الاميركية، وذلك بعد ما خرق عرفات تعهدا أعطاه لشركة أنشأها
رزق واسمها “انترناشونال تكنولوجي انتغريتد” من تطوير شبكة الاتصالات
في الضفة، وكان هذا التعهد واحدا من عدد من الاوراق والتعهدات التي
وزعها عرفات بعد أوسلو على عدد من الاشخاص يمنحهم حق الاستثمار في
المجال الخدماتي في السلطة، لكنه اضطر في ما بعد الى عدم الوفاء بها.
ورست حقوق تطوير شبكة الاتصالات في النهاية على عائلة المصري من نابلس.
عندها قرر رزق اقامة دعوى طالب فيها السلطة بدفع مبلغ 18 مليون دولار
تعويضاً لخرق التعهد. وبعد قرار المحكمة، جمد مبلغ 80 مليون دولار
تملكها السلطة في المصارف الاميركية وذلك ضمانا لتنفيذ قرار المحكمة،
الامر الذي ادى الى زعزعة الاستقرار المالي للسلطة، اذ مثلت المبالغ
المجمدة الاحتياط الاساسي من العملة الصعبة الذي تملكه السلطة في تلك
الفترة. وبعد صدور الحكم، أرسلت السلطة مندوبين الى رزق، وفي النهاية،
توصل الجانبان الى تسوية حظي بموجبها رزق بتعويض أقل بكثير من المبلغ
الاساسي الذي كان يطالب به.
واستبعدت المفوضية الاوروبية فرضية ان تكون الاموال التي قدمتها الى
السلطة الفلسطينية ادخلت الحساب الشخصي للزعيم الفلسطيني. وكان صندوق
النقد الدولي قدر في تقرير نشره عام 2003، بـ900 مليون دولار مبالغ
حولت بين 1995 و2000 من الموازنة الرئيسية للسلطة الفلسطينية الى حساب
مصرفي خاص يشرف عليه عرفات. وصرحت الناطقة باسم المفوض الاوروبي
للعلاقات الخارجية كريس باتن ايما ادوين ان لا علاقة للمفوضية بهذه
الاموال. وقالت ان الاتحاد الاوروبي، ابرز جهة مانحة للفلسطينيين، لم
يقدم أية مساعدة مباشرة الى السلطة الفلسطينية بين 1995 و2000، وهي
الفترة التي يشكك فيها تقرير صندوق النقد الدولي.
وكانت مجلة "فوربس" الأميركية التي تعنى بالشؤون المالية صنفت ياسر
عرفات عام 2003، في المكان السادس على لائحة أغنى رجال العالم حيث قدرت
ثروته آنذاك بما قيمته 300 مليون دولار، ولكن الصحيفة تعتقد أن هذا
الرقم غير دقيق. واشارت الى أن الرقم الحقيقي قد يتجاوز المليار دولار
ثلثه أموال نقدية موزعة في بنوك متنوعة في سويسرا وبيروت وقبرص ودبي
وتونس وعمّان.وذكرت الصحيفة أن البنك العربي في القاهرة قام في
تموز/يوليو من عام 2002 بتحويل 5.1 مليون دولار لحساب عرفات وكانت هذه
أموال وصلت من أميركا لدعم السلطة الفلسطينية.
وأضافت الصحيفة :" أن رئيس السلطة الفلسطينية كان يستثمر بعض أمواله في
شراء أسهم البورصة، وكانت اسهم شركة كوكاكولا المفضلة له إضافة إلى
شركة الاتصالات التونسية". كما وذكرت الصحيفة حساب عرفات في بنك ليئومي
الإسرائيلي الذي قام بتحويل ملايين الدولارات إليه بمساعدة محمد رشيد.
وذكرت الصحيفة أيضا أن عرفات ومحمد رشيد يملكون 15 في المائة من شركة
الإسمنت الأردنية.
جدير بالذكر أن سهى عرفات لا تحظى بتأييد الشارع الفلسطيني لا الشعبي
ولا القيادي خاصة بعد تصريحاتها الغبية. وقال الطيب عبد الرحيم الامين
العام للرئاسة الفلسطينية :" ان سهى عرفات لا تمثل قيادات الشعب
الفلسطيني ولا الشعب الفلسطيني". وقال إن"ما قيل على لسان السيدة سهى
عرفات لا يمثل شعبنا ولا قيادتنا. ولو ان الرئيس استمع الى مثل هذه
الكلمات لرفضها بالمطلق ولن يسمح بها على الاطلاق". وتابع عبد الرحيم "
لسنا ورثة بل رفاق درب وسلاح ومسيرة دامت اكثر من نصف قرن، والذين
يفكرون بعقلية الوريث والورثة ليسوا رفاق درب، بل رفاقا شفهيين لن يجد
كلامهم عند شعبنا اي كلام او تأثير".
وتعيش سهى في العاصمة الفرنسية باريس منذ أكثر من ثلاثة سنوات، حياة
الترف والإسراف ، وتقيم في شقة فاخرة وتلبس أحدث الملابس وتذهب للتسوق
من أرقة الحوانيت. فيما تعيش نسبة عالية من الشعب الفلسطيني تحت خط
الفقر ولا يملكون أي مال لشراء ما يحتاجونه.
جدير بالذكر أيضا، أن موضوع سهى عرفات وملايين الدولارات التي تقد
ترثها إنتشر بشكل سريع في شبكة الإنترنت. فقد ذكر موقع إنكليزي يعرف
بإسم " ثي ريجستر" أن عدد هائل من مستخدمي البريد الإلكتروني إستلموا
رسالة إلكترونية بتوقيع سهى عرفات تطلب مساعدتها في سحب أموال بقيمة 20
مليون دولار أودعتها في أحد الشركات. وتعد سهى أن من يساعدها بذلك
سيحصل على حصة لا بأس بها من المبلغ. هذا ونفت سهى بشدة إرسال هذه
الرسالة، واتهمت إسرائيل بقيامها بنشر مثل هذه الرسالة لتلطيخ سمعتها
وسمعة الشعب الفلسطيني !
وفي
نهاية مقالنا هذا لا بد لنا أن نسأل : كيف سيتصرف الشعب الفلسطيني
عندما يكشف حقيقة أمر تقسيم ورثة عرفات؟ وهل ستقوم سها بزيارة موطنها
فلسطين، أم أنها ستبقى في باريس وتقوم بتنشئة ابنتها زهوة على الثقافة
والحضارة الغربية؟
|