رسالة صادرة عن مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية

بسم الله الرحمن الرحيم

 أتوجه الى شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات بأسمى آيات التقدير والإجلال، ولأبناء حركة فتح على وقفتهم ودعمهم ومساندتهم ومأزرتهم وعلى ثقتهم الغالية والنبيلة التي منحوني أياها وما كانوا ليبخلوا بها، وهي ثقة تزيدنا إصراراً وصموداً وتحدياً وأتوجه بشكر خاص لكل الأخوات والإخوة، ولكل أولئك النساء والرجال، الذين وقفوا بشجاعة وإقدام الى جانبنا، وإنطلاقاً من أن الثقة يجب أن يقابلها أمانة، فإن قرارنا ينطلق دائماً وأبداً من المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ولحركتنا، وتلبية لنداء الإخوة رفاق الدرب والمسيرة واستجابة لمناشدة الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم وفي ضوء الحملة الامريكية الاسرائيلية على ترشيحي والتلويح بأن أنتخابنا سيؤدي الى إدارة الظهر من قبل المجتمع الدولي لشعبنا وسلطته، وتجنباً لمنحهم ذريعة التهرب من الألتزامات والمسؤوليات، ولعدم تعطيل الجهود الدولية والإقليمية التي يعدون بها، وتجنباً لإفشال مؤتمر لندن حيث هددوا بإلغائه في حال انتخابنا، وفي ظل استمرار العدوان والحصار والإعتقالات والمداهمات الليلية وسياسة التنكيل التي يقوم بها الإحتلال  ضد شعبنا، واستمرار محاولات الاغتيال المجرمة وآخرها محاولة أغتيال المناضل القائد جمال ابو سمهدانه والأخ المناضل محمود المدهون وغيرهم من الإخوة وفي ظل الأعتداء على مرشحي الرئاسة الأخوين بسام الصالحي والدكتور مصطفى البرغوثي وعدم تمكين المرشحين من التحرك والوصول الى الجمهور، وصعوبة إجراء انتخابات حرة في ظل هذه الأجواء، وأنكشاف الأكاذيب والمزاعم الاسرائيلية عن تسهيلات للإنتخابات، رغم ذلك وإدراكاً منى وتأكيداً على أن الأنتخابات هي عملية نضالية لخدمة شعبنا يجب التعامل معها على هذا الأساس، وإنطلاقاً من أن ترشحي للأنتخابات هو رسالة تحدي وخطوة نضالية في مواجهة المحتل وفي مواجهة السجان تأكيداً ودفاعاً عن عشرة آلاف أسير كونهم مقاتلون من أجل الحرية وليسوا مجموعة من الأرهابيين، وحتى لا تتكرر فكرة الاتفاقات السابقة التي تركت الأسرى حيث يقضي بعضهم الآن عامه الثامن والعشرين، وتأكيداً على أن الانتفاضة وإرادة المقاومة لن تتزعزع فينا، حتى في قلب الزنزانة والعزل الأنفرادي، أن ترشحنا للأنتخابات لم يكن في حال من الأحوال تحدياً لأحد داخلياً، ومن المحزن أن البعض قد أخفق في التقاط المغزى والغرض لهذه الرسالة وذهب البعض بعيداً في التحليل.

وأنني أنبه من مواصلة البعض لنهج الاتهام والأقصاء والخنق، حيث لاحظنا ذلك وربما من نفس الأصوات عندما ترأس الأخ أبو مازن الحكومة، حيث وقفنا نحن الى جانبه، وقدمنا ما نستطيع لإنجاحه، ونفس التحريض تكرر في العديد من المواقف وتحت شعارات الإصلاح وطال هذا التحريض قضية الرأي والتعبير أحياناً كثيرة.

أنني أذكر الأخوة جميعاً أن قوة وصلابة حركة فتح وعنفوانها ومواصلة دورها التاريخي يعتمد على المحافظة على وحدتها على قاعدة الديمقراطية وأبقاء الباب مفتوحاً أمام الجميع، للتعبير عن مواقفهم  وقد حان الوقت لتصحيح المعادلة القائمة وذلك بتجديد الأطر القيادية التي أصابها الوهن والضعف والترهل والأغتراب عن القاعدة العريضة في الحركة، ولا حاجة للتذكير أننا سنبقى متمسكين بالقانون غير المكتوب الذي أرساه الرئيس الخالد ياسر عرفات  قانون المحبة وأقول سامح الله بعض الأخوة كم كان أجدر بهم التريث والصبر لأننا لن نتخذ إلا القرار الذي يخدم شعبنا وحركتنا.

أنني أؤكد مجدداً على دعم ومساندة الأخ محمود عباس أبو مازن مرشح الحركة، وهو أخ كبير وصديق عزيز وجدير بموقع الرئاسة للسلطة، أنني في الوقت الذي أتمنى النجاح والتوفيق للأخ ابو مازن في مهامه على طريق انجاز الحرية والعودة والاستقلال والسلام  والوحدة والديمقراطية فأنني أتمنى عليه وعلى الأخوة في الحركة الأخذ بعين الأعتبار الملاحظات التالية:-

 أولاً : التمسك بالثوابت الوطنية وأعتبارها القاسم المشترك للإتفاق السياسي  بين مختلف القوى الفلسطينية.

 ثانياً: التسريع في التوصل الى وثيقة وطنية موحدة توحد الرؤية الفلسطينية وتعزز الوحدة الوطنية على قاعدة الديمقراطية.

 ثالثاً: التمسك بخيار الانتفاضة والمقاومة ومزاوجته مع المفاوضات.

 رابعاً: عدم الدخول في اتفاقيات جزئية تقود الى تأبيد الاحتلال.

 خامساً: اشتراط وقف شامل للنشاط الاستيطاني وإزالة الجدار وإجراءات تهويد القدس وانهاء الحصار وأزالة الحواجز، ووقف الاغتيالات والعدوان والانسحاب من مناطق السلطة الوطنية تمهيداً لأي أستئناف للمفاوضات التي يجب أن ترتكز مرجعيتها الى القرارات الدولية الواضحة وجدول أعمال متفق عليه وبسقف زمني محدد، رغم قناعتي بعدم وجود شريك إسرائيلي للسلام الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في ارضاخ اسرائيل لمتطلبات السلام العادل والقائم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

 سادساً: حماية تشكيلات المقاومة المختلفة وسلاحها ووقف حملة الاغتيالات والاعتقالات الموجه ضد المناضلين ومنح الرعاية الشاملة للأخوة في كتائب شهداء الأقصى.

 سابعاً: التعهد بعدم توقيع أي اتفاق لا يضمن الأفراج الشامل عن جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال دون قيد أو تمييز أو شرط وفي أطار جدول زمني ملزم بدءاً من أقدم الأسرى وعودة كافة المبعدين الفلسطينيين، وضمان حق عودة اللاجئين وفقاً للشرعية الدولية.

 ثامناً: إصدار قوانين وقرارات خاصة برعاية حقيقية شاملة لعائلات وذوي الشهداء العظام في المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية وكذلك الأخوة والأخوات الجرحى الذين لحقت بهم إعاقات دائمة.

 تاسعاً: وضع موازنات خاصة واستثنائية لإعادة بناء البيوت والمنازل التي دمرها الاحتلال خلال السنوات الماضية وتعويض أصحابها بصورة كاملة.

 عاشراً: ضرورة الألتزام باجراء الانتخابات التشريعية في أسرع وقت ممكن على قاعدة قانون انتخابي يحظى بالاجماع وكذلك استكمال الانتخابات البلدية والمحلية.

 الحادي عشر: تشكيل لجنة قضائية للتحقيق في ملفات الفساد وقضايا هدر المال العام التي وقعت خلال السنوات الماضية، وقضايا الكسب غير المشروع.

 الثاني عشر: تحريم الاعتقال السياسي والتعذيب ونبذ العنف داخلياً لأية أسباب كانت وعدم تكرار التجربة الماضية.

 الثالثة عشر: إعادة بناء المؤسسة الأمنية الفلسطينية على أسس حديثة وعصرية لما يضمن قوتها وحسن ادائها وخضوعها للقانون والقيادة السياسية، بما يضمن صحة ادائها وحمايتها للشعب الفلسطيني، بحيث يحدد السقف الزمني  لرئاسة أي جهاز أمني بما لا يزيد عن خمسة أعوام.

 الرابع عشر: العمل على توفير الأقساط الجامعية في كافة الجامعات والمعاهد والكليات نظراً للظروف الأقتصادية الصعبة.

 الخامس عشر: العمل على حماية الحريات الصحفية وحماية الصحفيين وتطوير المؤسسة الأعلامية الفلسطينية والأنفتاح على قضايا المجتمع وفتح الباب للجميع للتعبير عن الرأي دون قيد أو شرط.

 السادس عشر: العمل على أنصاف المرأة وأصدار التشريعات والقوانين التي تكفل لها المشاركة الفاعلة وحضوراً كاملاً في كافة قطاعات ومؤسسات المجتمع والسلطة.

 السابع عشر: بذل جهود خاصة واستثنائية لتوفير أكبر قدر من فرص العمل للعاطلين عن العمل.

 الثامن عشر: وضع خطة تنمية شاملة لتعزيز الاقتصاد الوطني على أساس أقتصاد الصمود وتوفير الأموال للمنتوجات الفلسطينية الصناعية والزراعية وتضييق الخناق على المنتوجات الاسرائيلية.

 

مروان البرغوثي

سجن بئر السبع

قسم العزل - زنزانة رقم (5)

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع