بيان صادر عن المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
حول جريمة اختطاف
الرفيق المناضل أحمد سعدات ورفاقه من سجن أريحا
المكتب السياسي
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
16/3/2006
* الجريمة البشعة فصلاً من فصول العدوان الصهيوني المتواصل ضد شعب
فلسطين.
* «إسرائيل» تتحمل كامل المسؤولية عن حياة المناضل أحمد سعدات..
* الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية..
وتدعوا لعقد جلسة
طارئة للمجلس التشريعي الفلسطيني.. لتوضيح الحقائق.
في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 14/3/2006، أقدمت قوات الاحتلال
الصهيوني المدججة بالدبابات والآليات المدرعة وطائرات الهيلوكبتر على
محاصرة المقاطعة وسجن أريحا الذي يعتقل فيه الرفيق القائد أحمد سعدات
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه والأخ فؤاد
الشوبكي.. حيث أخذت هذه القوات في قصف المقاطعة بالمدفعية والصواريخ
وتدمير مبانيها وصولاً إلى دك سجن أريحا.. وبعد أن قامت هذه القوات
الغازية بتدمير مباني السجن بشكل كامل ودك جدران الزنزانة التي يتواجد
بها المناضلون.. واجه القائد أحمد سعدات ورفاقه مصيرهم بشجاعة دون أن
يمتلكوا أبسط وسائل الدفاع عن أنفسهم إلا من سلاح الإرادة الصلبة
والإيمان الذي لا يتزعزع بقضية الشعب والوطن. حيث تم اعتقالهم
واختطافهم على مرأى من العالم ووسط ذهول الرأي العام الفلسطيني والعربي
من جريمة الاحتلال في وضح النهار، ضارباً بعرض الحائط كل القيم
والأعراف والقوانين الدولية، وتمزيق الاتفاق "المذل" الذي وقعته السلطة
الفلسطينية ورعته الإدارة الأمريكية والبريطانية والذي تم بموجبه
اعتقال أحمد سعدات ورفاقه ووضعهم تحت الحراسة الأمريكية والبريطانية.
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إذ ترى في هذه الجريمة البشعة فصلاً
من فصول العدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا الفلسطيني، وبرهاناً على
الإرهاب المنظم الذي لا يضاهيه أي إرهاب فإنها تحمل قوات الاحتلال
المسؤولية المباشرة عن هذا العدوان الغاشم على حياة القائد أحمد سعدات
ورفاقه والأخ فؤاد الشوبكي. إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إذ توجه
الاتهام المباشر إلى الإدارة الأمريكية والبريطانية بالتواطؤ والتنسيق
المسبق والمبيت مع الاحتلال الصهيوني في ارتكاب الجريمة البشعة.. فإنها
ترى أن هذه العملية الجبانة تبرهن من جديد أن المراهنة على الوعود
والضمانات الأمريكية ليس إلا وهم وسراب لا يجني شعبنا من وراءه إلا
الغدر والطعن والقتل والتدمير وضياع الحقوق.
وفي الوقت الذي تحمل فيه الجبهة الشعبية المسؤولية المباشرة إلى قوات
الاحتلال الصهيوني والتواطؤ الأمريكي – البريطاني عن هذا العمل الجبان،
فإنها تحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية الأولى عن اعتقال الأمين العام
عبر الخديعة التي مارستها أجهزتها الأمنية والاستخبارية التي شكلت
جريمة سياسية وأخلاقية بكل المعاني والمعايير.
إن السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية مرة أخرى حين رضخت للإملاءات
الإسرائيلية والأمريكية باعتقال المناضلين في سجن أريحا ضمن صفقة
سياسية – أمنية تحت حراسة أمريكية – بريطانية مسجلة بذلك سابقة سياسية
وأمنية تفضح دعوات الحرص على السيادة الوطنية للسلطة ومؤسساتها.
كما أن السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية مرة ثالثة حين لم تستجب
لقرار المحكمة العليا الفلسطينية بالإفراج الفوري عن القائد أحمد
سعدات، ولم تستجب إلى كل مطالب ودعوات الجبهة الشعبية والقوى الوطنية
والإسلامية والمؤسسات الوطنية والشعبية الفلسطينية والعربية بالإفراج
عنه.. ولم تصغِ إلى المطالبات الفلسطينية في جلسات الحوار الوطني
الفلسطيني الثلاث في القاهرة.. حيث تعاملت مع قضية المناضل أحمد سعدات
ورفاقه باستهتار ورضوخ تام للأمر الواقع دون أن تلزم نفسها بالبحث عن
سبل الإفراج عنه طيلة سنوات اعتقاله، وظلت أسيرة منطق دعاوي يقول..
بالخوف على حياته.. في الوقت الذي استعدت الجبهة الشعبية بحماية القائد
في حال الإفراج عنه وإيصاله إلى المكان الذي اعتقل فيه.
وتتحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية رابعاً حين تكتمت وتقاعست عن كشف
ملامح الجريمة فور إبلاغها بقرار انسحاب الحراسة الأمريكية –
البريطانية، وفضح النوايا المبيتة من قبل قوات الاحتلال والتواطؤ
الأمريكي – البريطاني أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي
واتخاذ الخطوات المطلوبة لمواجهة الموقف، ومناقشة الأمر ضمن الإطار
الفلسطيني.
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تستغرب سلوك السلطة الفلسطينية في
التعاطي مع اعتقال الأمين العام منذ اعتقاله الأول إلى يوم اختطافه،
فإنها تدعو المجلس التشريعي الفلسطيني إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة
تدمير مقاطعة أريحا. واختطاف المناضلين منها، ومساءلة الحكومة
الفلسطينية ممثلة بوزرائها المعنيين وأجهزتها المختصة حول ملابسات كل
ما
جرى وتداعياته، وإظهار الحقيقة أمام شعبنا الفلسطيني.
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تقدر عالياً ردود الفعل الإيجابية
المتضامنة مع القائد أحمد سعدات ورفاقه وكافة المناضلين المتمثلة
بالهبة الشعبية الجماهيرية على مستوى مدن الوطن، ومستوى بلدان الشتات،
وإذ تحيي الموقف الإيجابي للأمين العام للجامعة العربية تجاه هذا
الحدث.. تشير إلى أن الصمت العربي الرسمي لا زال يمثل عجزاً فاضحاً،
ورضوخاً للهيمنة الأمريكية واستحقاقاتها.. كما تشير إلى أن الصمت
الدولي، والمتفرج على جرائم الاحتلال
الصهيوني ليس إلا موقفاً يبرهن على الكيل بأكثر من مكيال في التعاطي مع
قضايا وحقوق الشعب الفلسطيني والعربي..
إن العدو الصهيوني أراد باستهداف الأمين العام ورفاقه أن ينال من إرادة
الجبهة الشعبية وقدرتها على مواصلة المقاومة والنضال وهو نفس المنال
والهدف من اغتيال الأمين العام السابق الشهيد الرمز «أبو علي مصطفى»
واعتقال الرفاق القياديين ومئات الكوادر.. غير أن الجبهة الشعبية لم
تهن عزيمتها ولن تهون وستواصل الكفاح والمقاومة بإرادة لا تلين..
معاهدة شعبنا الفلسطيني على أن راية النضال والتحرير ستبقى خفاقة حتى
يتم انتزاع كامل الحقوق الوطنية
لشعبنا العظيم..
تحية المجد وتحية الصمود
للقائد أحمد سعدات ورفاقه وكافة الأسرى والمعتقلين
|