بيان تجمع الأدباء والكتاب
الفلسطينيين في إدانة مشاريع مقاولات الثقافة والفن
ومتعهديها
19
آذار (مارس) 2006
تابع تجمع الأدباء والكتاب
الفلسطينيين
استمرارعملية التصديع
والتشقيق المتتابعة والمنظمة في جدارنا الثقافي الوطني ، الذي
تقوم به أدوات الهجمة
الإمبراطورية الشرسة من قوى الاستعمار الجديد وتوابعها
وأدواتها المختلفة
؛من أجل القضاء على أقوى جدر الممانعة والمقاومة والصمود ،وصمام
أمان مستقبل شعبنا
وقضيته الوطنية العادلة ،التي أخذت أبعاداً مختلفة وأشكالاً
متعددة ؛ تهدف جميعها
إلى إعادة صياغة محترفة ومقرصنة لذاكرتنا الفلسطينية الوطنية،
ولعمق انتمائنا
الحضاري والإنساني عبر عمليات تخليق أفواج من أحصنة طروادة الثقافية
من أجل الإجهاز على
هذا الدرع الحصين والقلعة الشامخة الصلدة القوية ،التي لم تستطع
هذه القوى التخريبية
كلها ،وعلى امتداد قرن كامل أن تنال من حيوية هذا الجدار
وعنفوانه ، على الرغم
من محاولاتها المستمرة الدءوب ،التي بدأت بعمليات قرصنة على
الموروث الثقافي
الفلسطيني ،ومحاولة تزييفه وتقديمه للعالم عكس حقيقة أصوله ومنجزه
،وانتهت إلى محاولات
فصل المرجعية الوطنية عن العمل الإبداعي الفلسطيني؛ تمهيداً
لإحداث الثغرة الأعمق
في هذا الجدار وشطبه.
ورأى التجمع أن عمليات استئجار
العقول والخبرات
الثقافية والفنية والأكاديمية الفلسطينية عبر برامج التمويل
الأجنبية المقصودة ؛
لحرف منجز هذه القوى الحيوية في المجتمع الفلسطيني عن رسالتها
الوطنية
الثقافية،وتوظيفها ضمن مخططات تستكمل حقول "التجويع العلمي والثقافي
والحضاري" لهذا الشعب
،مع تزامنها بالتجويع والحصار المادي الذي تقوم به عصابات
الكيان الصهيوني ضد
شعبنا في فلسطيننا المغتصبة.. تأتي هذه جميعها منسقةً ومتزامنة
مع عمليات التفريع
على مؤسسات الثقافة والفنون الفلسطينية باستدراجها إلى ندوات
ومحاضرات ومعارض
ونشاطات في بيوت السفراء والقناصل، الذين يمثلون الأدوات
الاحتياطية لهذه
الخطط وهذه المشاريع التصفوية والتشويهية لثقافتنا الوطنية
بأشكالها ومفرداتها
كلها ومجمل ساحاتها، كما رأى التجمع أن جميع هذه القنوات تصبّ
في المحصلة في خدمة
عمليات التطبيع، تمهيداً للانتهاء بالتركيع.
ويأسف التجمع
أن يرى هذه الخروقات
الخطرة والعمليات البشعة التي تجري على مدار الساعة بالتخطيط
والتنفيذ تحت سمع
وبصر مؤسسات فلسطينية وقوى وطنية يفترض بها أن تكون حارسة
ومؤتمنة على منجز
شعبنا الثقافي والفني والأكاديمي، بل يصيبنا الأسى ونحن نرى بعضاً
من هذه قد غدت تشكل
شرائح بأكملها وقد انساقت تحت ضغط المغريات التي يقدمها ما يسمى
المنظمات غير
الحكومية والمؤسسات الغربية والتمويل الأجنبي ، وصولاً إلى القنصليات
وبعض المؤسسات
الوهمية المقامة أصلاً لتحقيق هذه الأغراض والأهداف الخبيثة.
ويشير التجمع إلى معرض جمعية
الفن المعاصر الفلسطينية الذي أقيم مؤخراً في بيت
القنصل الإعلامي
والثقافي الأمريكي الدبلوماسية ميكلية شوتيرز–بلوم بتاريخ
18/2/2006 في القدس
المحتلة ،بصفته أحد هذه
المشاريع المنتشرة هذه الأيام، ويرفض
التبريرات الواهية
التي تأتي عادة على ألسنة من ينفذون هذه المشاريع من مقاولي الفن
والثقافة الجدد على
حساب شعبنا وقضيته الوطنية من أجل حفنة من دولارات العار
والتلطي خلف وصايا
أحياء أو أموات، لا تشكل في المحصلة وصاية ولا جبراً على المنجز
الثقافي الوطني الحر
والشريف، وهي في أفضل حالاتها مجرد اجتهادات سياسية لا يمكن
الركون إلى ارتهان
العمل الثقافي تحت رهانات تقلباتها وحساباتها الخاصة بها ،حتى لو
كانت تصدر عن ضمير
وطني . ويدعو التجمع ،في الوقت الذي يدين فيه هذه المشاريع
وأصحابها جملة
وتفصيلا، أدباء شعبنا وعلماءهم وأكاديمييهم وفنانيهم ومثقفيهم
لمقاطعة أشكال هذه
المشاريع المشبوهة جميعها، وتعرية أصحابها ،ولفظهم عن مسيرة
ثقافتنا الوطنية
.
ويؤكد التجمع من جديد لجماهير شعبنا
الفلسطينية والعربية أن
الثقافة الوطنية
الفلسطينية بكامل تجلياتها سوف تبقى جداراً منيعاً وسداً أبياً
وقلعةً حصينة أمام كل
مؤامرات النيل منها، وأن إرادة الأدباء والفنانين والمثقفين
والأكاديميين
الفلسطينيين بالحفاظ على هذا المنجز الوطني جزء من إرادة شعبنا العظيم
في المقاومة والصمود
والنضال من أجل تحقيق أهدافنا بالحرية والاستقلال والكرامة في
وطننا فلسطين جزءًا
لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير ؛ لممارسة دورنا الإنساني
والحضاري الذي تآمرت
عليه قوى الاستعمار والعدوان القديم وتواصل اليوم قوى
الاستعمار المعولم
الجديد استهدافه بأبشع الوسائل والأدوات.
·
عاشت
ثقافتنا الفلسطينية
الواحدة الصامدة الأصيلة وعاش منجزها الإنساني الحر النبيل
!!
·
الخزي والعار لمقاولي الثقافة والفنون في المؤامرة على
جدارنا
الثقافي الوطني!!
·
المجد والخلود لشهداء حركتنا الثقافية الوطنية
وشهداء شعبنا وأمتنا
العربية والإسلامية!!
19/3/2006 |