عباس يعطي الأولوية
لترتيب البيت ويذكّر بموقفه من عسكرة الانتفاضة
2004-12-11
شدد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو
مازن) الذي حققت زيارته لسورية ولبنان اختراقاً بارزاً على ان لا
اتصالات سياسية حالياً مع اسرائيل وان الاولوية الآن هي لترتيب البيت
الداخلي الفلسطيني. لكن مراقبين لاحظوا ان ترحيب دمشق وبيروت بطلبه رفع
مستوى التمثيل الفلسطيني يعكس تغيراً في موقف العاصمتين باتجاه دعم
"الواقعية" الفلسطينية التي يمثلها عباس.
من
جانبه نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان تكون لدى الحكومة
الجديدة
التي يعمل على تشكيلها مع حزب "العمل" والمتدينين المتشددين خطة سياسية
تقضي بتنفيذ انسحابات اخرى لجيش الاحتلال من أراضي الضفة الغربية غير
خطته للفصل الاحادي الجانب, كما ادعى زعيم العمل شمعون بيريز. ورجح
مراقبون في اسرائيل امس فوز شارون بتأييد غالبية اعضاء اللجنة المركزية
لحزبه ليكود لاقتراحه ضم "العمل" الى حكومته. ويتوقع ظهور نتائج
التصويت فجر اليوم الجمعة.
وحذر شارون في تصريحات للاذاعة العبرية الرسمية امس قبل ساعات من
اقتراع اعضاء مركز حزب ليكود (3000 عضو) على اقتراحه ضم "العمل" الى
حكومته من ان عدم تأييده سيقود الى انتخابات عامة جديدة "ستكون خطأ
جسيماً", وتفوت على اسرائيل "فرصاً كبيرة وتطورات تاريخية" توفرها خطة
الانسحاب من غزة واربع مستوطنات صغيرة في شمال الضفة الغربية.
وفي
بيروت, قال "ابو مازن" في لقاء مع الاعلاميين اللبنانيين: "لا اتصالات
سياسية مع الاسرائيليين (حالياً)... لأن الأولوية هي الآن لترتيب البيت
الداخلي الفلسطيني والسعي الى التهدئة الكاملة والشاملة".
وأوضح "ان التنظيمات الفلسطينية كلها باتت مقتنعة بالتهدئة في الاراضي
الفلسطينية لأن الانتفاضة شيء, واستخدام السلاح شيء آخر, لأن ما يحصل
منذ أربع سنوات هو اطلاق نار على الاسرائيليين الذين يردون من بعدها
حتى لو لم تصب الصواريخ التي تطلق من الاراضي الفلسطينية أي اسرائيلي,
بتجريف المزيد من الاراضي وباطلاق الصواريخ الهادفة للقتل والتدمير".
وأضاف: "لم يعد هناك شيء اسمه شمال غزة أو غرب غزة ورفح مثلاً فقد دمرت
هذه المناطق".
وذكّر "أبو مازن" بأنه طالب منذ زمن بمراجعة الأداء العسكري الفلسطيني
بمقياس الربح والخسارة, من اجل التوافق على وقفه, وأنا مرشح للانتخابات
(الرئاسية) على أساس هذا التوجه ولم أخبئ ذلك.
|