زهيـــرة كمــــال وزيــــرة شئـــون المـــرأة الفلسطينية

[8/29/2004]


القاهــــرة  : عبد الناصــــــر الضــــوي

أكدت السيدة المناضلة زهيرة كمال وزيرة شئون المرأة الفلسطينية أن الإصلاح يتطلب عناصر جديده ذات روح جديده تعمل من اجل المواطن الفلسطينى وتوجهه بحرص وعناية نحو المستقبل المنشود , مشيرة إلى أن محمد دحلان فى النهاية هو شخصية سياسية كان لها وزنها ولكن مع كل ذلك فألا صلاح  الشامل هو الهدف ولا شئ سواه , سواء كان على المستوى الأمنى أو اعلى المستوى الاجتماعى أو المهنى أو غيرة من المستويات الأخرى ,ومضيفة بان الوضع الآن في الأراضى الفلسطينية يتطلب الدقة والحذر وضرورة التعامل مع الواقع بشكل جدي دون اللجوء لمسلك القوة في مواجهة المشاكل الداخلية التي تنجم عن القرارات الصادرة من السلطة وتوظيف كل الطاقات والمجهودات للعمل من أجل التحرير والاستقلال حتى تتحرر الأرض من براثن المحتل إلى جنب قضايا كثيرة هذا نصها بالتفصيل:-


**أولاً كيف كانت بداياتك النضالية مع السلطة الفلسطينية خصوصا عندما جاءت حكومة الأخ أبو علاء الآن فى فلسطين ؟؟؟!
كنت ممثلة نيابية عن حزبى فى الانتخابات  الفلسطينية العامة وقد فزت  بنجاح برغم المحولات التآمرية التى فرضت على لأبعادى عن الكرسي الذى انتخبت فيه , وبالتالى كانت هناك فرصة سانحة للمشاركة فى حكومة أبو العلا الحالية و والتى تعتبر حكومة ذات أهداف وطنيه نضالية كبير على الرغم من المواقف العامة تجاهها ٍ , فقد أعطت اهتمامات كبيرة للمرأة الفلسطينية وقامت بإدخالها إلى وزارات عديدة , وقد أتيحت لى الفرصة من قبل للمشاركة الفعلية لمفاوضات السلام سواء كانت فى أوسلو ومدريد أو واشنطن , لأننى أؤمن بأن مثلى الأعلى هو الوطن فقد ولا شئ غيره والشعب هو المشارك وهو صاحب الرأى الواضح فى كل شئ لأن القرار النهائى يخصه  وقد سمح لنا بعمل لقاءات سواء كان على المستوى الوطنى الداخلى  أو على المستوى الشخصى وجميع اللقاءات التى كانت تتم كانت تتم كانت بهدف عملية السلام فى المنطقة العربية بأكملها .


**لكن ما هو السبب الذى أدى إلى تزوير الانتخابات الفلسطينية فى الداخل الفلسطيني وهل وصلت منظومة الوضع إلى هذه الدرجة المؤسفة أم أن هناك أم أن هناك جهات خارجية تتدخل فيها ؟؟؟!!!
التزوير هذا يمكن أن يحدث فى أى مكان فى العالم لأننا مازلنا نعيش فى عهود الديمقراطيات الناشئة , ولأن هناك الكثير جدا من التشكك حول الانسحاب مرات ومرات , وخصوصا بعد أن أصبحت عمليات الاغتيالات سياسية واسعة النطاق , وكل هذا أدى إلى انهيار عملية السلام وكل ذلك بسبب إسرائيل وعدم وضوح برامجها فى هذا الإطار الحساس , فقد استولت على كل المدن والقرى فى فلسطين , وبلا شك أن لوقع العمليات العسكرية التى تتم تأثيرا كبيرا على الوضع والمواطن الفلسطينى فى جميع القطاعات , ونحن بصراحة لم نستخدم أى ذكاء سياسى للخروج من الموقف الذى حاصرتنا فيه إسرائيل , بل لم نوظف الدعم الذى حصلنا عليه بذكاء  للخروج لمصالحنا منذ الحادى عشر من سبتمبر , فالسيطرة جرت ٍكلها لإسرائيل , حيث وضعت العديد من المعوقات أمامنا , وحتى الكاميرات وضعتها فى غرف الانتخابات العامة لكي تتمكن من إعاقتنا بكل وضوح , ونحن الآن وضعنا هو وضع احتلال خالص وليس مستقبلا , فيمكن أن يحدث أى شئ يعيقنا عن أداء واجبنا , ولكي نستمر إذن لابد من النضال والبناء بأية وسيله , على الرغم من انهيار جميع الخدمات والبنية التحتية بسبب الاحتلال ٍ

**وماذا عن الفساد ؟؟؟!!
نحن نفتخر بأننا أول مجلس تشريعى عربى يقوم بكتابة تقرير عن الفساد وبالتالى فإن هذه النقطة هى إنجاز لا مثيل له فى العالم العربى برغم الاحتلال , وكل الصحف الآن داخل الأراضى الفلسطينية تنتقد فى الحكومة بمطلق الحرية , ومع كل هذا فقد توجهت السلطة الفلسطينية نحو الإصلاح وبدأته بأجهزة الأمن وهى خطوة إيجابيى  , وقد تم تشكيل عدة وزارات لتكون مساعدة للسلطة فى إدارة شؤون الحكم , بالإضافة إلى وجود لجان عديدة لمساعدتها ميدانيا , كما أنشأنا فى هذا الإطار عدة منظمات , والمقاومة الآن أصبحت كبيرة وتساعدنا  إلى جانب المفاوضات التى تجرى بين الحين والأخر والتى تتعطل بسبب التعنت الإسرائيلى الواضح فى هذه العملية , وعلى الرغم من كل ذلك فقد قدنا دفة الإصلاحات ومازلنا نواصلها بثبات كبير حتى اللحظة وفى كل المجالات  وليس مجالا واحد .


**ما هي أبعاد علاقتكم بمنظمة الأمهات الأربعة التي أسست مؤخرا فى الأراضى الفلسطينية ؟؟؟!!
هناك أولا رابطة القدس للنساء تم إنشاؤها بنهاية عام 1992 , وفى نفس العام قدنا فيها عدة لقاءات مع سيدات إسرائيليات فأنشأنا الحركة النسائية للسلام العالمية , وحركة الأمهات  الأربعة جاءت لأنها مرتبطة بالدولة وكان لابد أن تنشئ بها حركة من هذا  النوع واليوم توسعت هذه الحركة لتقول لإسرائيل عليكم بالانسحاب من أرضنا , وهى تعتبر الحركة الوحيدة التى بدأت تتوسع , ومنذ أعوام مضت التقينا العديد من الإسرائيليات اللائى يقفن موقفا واضحا من الإرهاب الإسرائيلى الشارونى , وحولنا هذا اللقاء إلى حوار شامل وطرحنا فيه سبع نقاط على جدول الأعمال واتفقنا عليها وقمنا بتطويرها إلى 14 نقطة وقد ضمنا لها النقاط الجوهرية وتم تشكيل اكبر تجمع نسائى الآن ومازلنا نحاول ضم أعضاء من جميع أنحاء العالم لأن هذه الحركة عالمية من اجل السلام وطرح القضايا التى هي محل الصراع الآن ولنقول لهذا العلم أننا لسنا بلاد الإرهاب , فنحن مع السلام وأظن أن هذه الرسالة قد وصلت حروفها للعالم جيدا , حين شهدنا مؤخرا تجوبا كبيرا معنا فى كل الأحوال .


**نعود مرة أخرى لمسألة السلطة الفلسطينية حيث ظهرت هناك اتهامات واضحة لها بالفساد وظهرت اتهامات كثيرة تلاحقها مؤخرا وهى خطيرة جدا فما وجهة نظركم فى هذا؟؟؟؟!
   يا أخى .. الإصلاح مسألة واجبة وهو مصلحه فلسطينية عليا والهدف منها توحيد الصف , وقد طرحت من قبل أن يطرحها أى أحد الآن , وإذا كان هناك فساد فعلى السلطة الإصلاح وعلى الناس النظر لتجارب حقيقية فليس هناك شخص معصوم من الخطأ  وإذا أخطأت السلطة فيجب محاسبتها , وأنا أؤكد أن هذا الفساد 
بعد كل الإصلاحات التى جرت اصبح غير موجود عندنا وانظروا الآن إلى شارون والقضايا التى تلاحقه وأسرته باستمرار فقد فاقت فضائح الجلبى فى العراق والآن بالرغم من كل المعوقات التى تعترض طريقنا تجدنا فقد قمنا بإنجاز ملفات كثيرة فى سبيل استمرار المسيرة التى رسمنا  كل خططها وأهدافها وبدأنا نحصد ثمارها  ومازلنا نحتاج بالفعل لموقف عربى  واضح إلى جوارنا فى كل تحرك نسعى إلية وإذا كانت السلطة لا تستحق فالشعب الفلسطينى فى أشد الحاجة إلية. 

 
**ولكن ما هو تصوركم للاتهامات التى ظل يردها البعض فى الداخل الفلسطينى ويتهمون فيها مصر بالتعاون مع  الإسرائيلى؟؟؟؟!    
هناك أشخاص يصطادون فى الماء العكر وهذا واضح ولا مجال للتشكك فيه , فمصر كان لها دور عملاق فى الأزمات  الفلسطينية  وفى رأيى أن هذه المواقف لا تعبر عن أية وجهة نظر فلسطينية وهناك الكثير من المواقف لعملاء موالين لإسرائيل لشق الداخل العربى الفلسطينى , وإثارة الفتنة مع الجانب المصرى فإسرائيل  الآن ترمى بكل ثقلها من اجل أحداث وقيعة بين السلطة الفلسطينية   خصوصا ومصر علي اعلى مستوى , فقد ضربت من قبل بالهدنة عرض الحائط وأفشلت العديد من المحولات المصرية والمبادرات الداعية للسلام , وسعت إلى فرض التطبيع معه.


**ما أسباب الإطاحة بمحمد دحلان ؟؟؟!!
الإطاحة بمحمد دحلان جاءت  بناء على مطالب رسمية بتوحيد الأجهزة الأمنية وهو السبب الرئيسى فى ذلك لان دحلان لم يكن له أى مسؤولية على هذه الأجهزة وأعتقد أن الاتهامات الموجهة له بالعمالة الواضحة لإسرائيل ولجهات أخرى تسعى لشق السلطة الفلسطينية فنحن لا نتحامل علي أى أحد ولكن كل من فرط فى واجبه تجاه القضية الفلسطينية  وتجاه المواطن الفلسطيني وظل يتحدث اكثر مما يعمل فهو علية الذى عليه , ونحن واضحون فى ذلك , كما أن الإصلاح يتطلب عناصر جديده ذات روح جديده تعمل من اجل المواطن الفلسطينى وتوجهه بحرص وعناية نحو المستقبل المنشود , ومحمد دحلان فى النهاية شخصية سياسية كان لها وزنها ولكن مع كل ذلك فألاصلاح  الشامل هو الهدف ولا شئ سواه , سواء كان على المستوى الأمنى أو اعلى المستوى الاجتماعى أو المهنى أو غيرة من المستويات الأخرى .


**يقال أن معظم الشابات داخل فلسطين اتجهن مؤخرا للعمل الفدائى داخل كتائب  االقسام وبعض الحركات الأخرى فهل يؤثر هذا على العمل النسوة الفلسطينى بشك عام؟؟؟! 
 هذه نعتبرها قضايا ذات عمق استراتيجى ونحن بالنسبة لنا كدولة محتلة ومن جراء الفكر السائد عندنا انه لابد من إزالة الاحتلال حتى نتمكن بعد ذلك من التنمية لان كل ما نقوم به وننجزه يأتى الاحتلال ويدمره , وبالتالى أنشأنا منظمات لجميع الفتيات الفلسطينيات وقدمنا لهن تنويرا عن دورهن الحقيقى فى العمل النهضوى لأن مجتمعنا هو نهضوى وهناك اكثر من 50%من الشابات تحت 16 سنه و9% تحت 14 سنه , وربما الأسر التى اصبحن أرامل هن كذلك من الشابات وبلغت نسبتهن 9%وهم جميعهن يحتاجون للمهارات والخبرات وتأتى مسئوليتنا فى أننا نتولى أمرهن , وهناك 78 % من ربات الأسر الفلسطينية فقيرات أما عن المرأة العاملة الآن فهى 12% فقط والبطالة 28 ؟من النساء , وهى مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا , ولابد هنا من  العمل   مع هذه الفئات حتى نتمكن من الدخول لسوق العمل وإيجاد فرص لهن قبل التفكير فى إجراء التدريب اللازم وتوفير الخبرات لهن فى هذه المجالات أما عن الحوار الذى قمنا به من اجل المرأة فقد كان فى المجال التقنى لأنه يحتاج إلى طاقات كثيرة ولابد أن تكون مهيأة تماما لذاك , والعمل الفلسطينى الآن اصبح يحتاج للكفاءات الخارجية أكثر من المحلية , مما يضعنا بالتالى أمام معترك حقيقى لتوفير هذه الخبرات .


**كيف تشرحين الأزمة داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى الأراضى الفلسطينية وجنوب لبنان ؟؟؟؟
هذه المخيمات شأنها شأن أية مدينه أو قري فلسطينية أخرى وهى تحتاج أيضا للرعاية والدعم وكل الذى يدور فيها والمعاناة التى تعيشها مستمرة غى كل   الأراضى الفلسطينية , ولكن المهم هنا المراجعة والوضع فى الذهن بأن بعض الطوائف تحول الأمور عن مجراها  وتقوم بتحويل ا لخلافات الإنسانية إلى مطالب سياسية وتعمل وفق ذلك على ما تسبب لنا بالتالى فى أزمة كبيرة جدا , ففى كل مرة يحدث اشتباك ونقوم بفضة حتى يندلع اشتباك آخر فى مكان آخر , وكل المشكلات التى تنجم أو تظهر داخل هذه المخيمات هى فى شكل مطالب فقط , كتوفير المياه , توفير فرص عمل , توفير احتياجات ضرورية , وعمق الأزمة أن هناك فئات شعبية لا نستطيع انتقهم بأننا دولة محتله وان إسرائيل لا توفر لنا كل شئ ولكن الجهود كبيرة ومستمرة لدرء الآثار التى تنجم عن هذه المشاكل التى تحدث بصورة مباشرة ويوميه وليست مشاكل جديدة , وهنا لابد كذلك من دور المرأة وانخراطها كشريك واضح أساسى فى حل المشكلة باعتبار أن ذلك يعنى التعرف على معاناة المرأة وحاجاتها العملية فارتباط التنمية بتحقيق السلام هو ارتباط عضوي , والاستفادة من تجارب وخبرات النساء فى الحياة وحل المشكلات أمر فى غاية الأهمية وذلك للوصول إلى سلام عادل وشامل ودائم يلبى طموحات جميع أبناء الشعب الفلسطيني المناضل.

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع